وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
(93)
قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَمَّا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّعَمِ فِي الدُّنْيا، فَيَقُولُ تَعَالَى: ولقد اخْتَرْنا لِبَني إِسرائيلَ أَحْسَنَ اخْتِيارٍ، وأَحْلَلْناهُمْ مِنَ الأَماكِنِ أَكْرمَ دارٍ، والمُبَوَّأُ: مَكانُ البَوْءِ، أَيْ: الرُجُوعِ، والمُرادُ المَسْكَنُ ومَكَانَ الإِقَامَةِ. و "بَوَّأْنَا" أَنْزَلْنَا وَأَسْكَنَّا. و "مَبَوَّأَ صِدْقٍ" أَيْ: مَنْزِلاً صَالِحاً مُرْضِياً، يَصْدُقُ فيهِ ظَنُّ قاِصِدِهِ وسَاكِنِهِ وأَهلِهِ، وهوَ كمَا جَرَتْ عَلَيْهِ عادةُ العَرَبِ، فإنَّهم كانوا إذا مَدَحُوا شَيْئًا أَضافُوهُ إلى الصِدْقِ.
ويعني بهذِا إحلالَهم بَيْتَ المَقْدِسِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطينَ، أوْ بِلادَ الشَّامِ عامَّةً، فإِنَّهُ تَعالى هَيَّأَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُلْكَ فِلَسْطِينَ، وَانْتِزَاعَهَا مِنْ أَيْدِي العَمَالِيقِ الجَبَابِرَةِ، بَعْدَ أَنْ نَكَلُوا عَنْ قِتَالِهِمْ، وَتَاهُوا فِي صَحَرَاءِ التِّيْهِ (سِينَاءَ) أَرْبَعِينَ سَنَةً. فقد أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ، وابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مُبَوَّأَ صِدْقٍ" قَالَ: "بَوَّأَهُمُ اللهُُ الشَّامَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ". وأَخْرَجَ ابْنُ أبي حاتمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تعالى: "وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ" قَالَ: الشَّامُ وَقَرَأَ: {الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}. فيُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ مرادُهُ مِنْ قولِه في سُورة الشُعَراءُ: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيل}، الآية: 59. مَعْنَاهُ الحالَةُ مِنَ النَّعْمَةِ وإنْ لَمْ يَكُنْ في قِطْرٍ واحِدٍ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، وأَبو الشَيْخِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: في قَوْلِهِ: "مُبَوَّأَ صِدْقٍ" قَالَ: (مَنَازِلُ صِدْقٍ، مِصْرُ وَالشَّامُ). فقَدْ مَلَكُوهما بَعْدَ الفَراعِنَةِ والعَمَالِقَةِ وتَمَكَّنُوا في نَوَاحيهِما حَسْبَما نَطقَ بِهِ قولُهُ تَعالى في سورةِ الأعراف: {وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الأَرْضِ ومَغاربها التي بَارَكْنَا فِيهَا}، الآية: 137. يَعني ما تَرَكَ القبْطُ مِنْ جَنَّاتٍ وعُيُونٍ، وغيرِ ذلك.
قولُه: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وَرَزَقُهْمِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، فِي هَذِهِ الأَرْضِ التي اخْتَارَها لهم، وَهِيَ الرِّزْقُ الحَلاَلُ النَّافِعُ، والطَيِّبَاتُ: اللذائذُ، وهذا مِنْ جملَةِ ما عَدَّدَ اللهُ ـ سُبْحانَهُ وتعالى، مِنْ نِعَمٍ أَنْعَمَ بها على بَني إِسْرائيلَ. وقدْ جاءَ وَصْفُ هذه الأرضِ في كُتُبِهم، بِأَنَّها تَفيضُ لَبَنًا وعَسَلاً، وفيها الكَثيرُ مِنَ الغَلاَّتِ، والثَمَراتِ، والأنْعامِ، وصَيْدِ البَرِّ والبَحْرِ. وأَخْرَجَ ابْنُ أبي حاتمٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ـ رضي اللهُ عنه، في قَولِهِ تعالى: "الطَّيِّبَاتِ" قَالَ: "الطَّيِّبَاتُ" مَا حَلَّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أََنْ يُصِيبُوهُ، وَهُوَ الْحَلالُ مِنَ الرِّزْقِ.
قولُهُ: {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} فَمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ مِنَ المَسَائِلِ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بِقِرَاءَةِ التَّوْرَاةِ، وَالوُقُوفِ عَلَى أَحْكَامِهَا، أَنَّ نَبِيّاً مِنْ وِلْدِ إِسَمَاعِيلَ سَيُبْعَثُ. فَقد كانوا قَبْلَ بِعْثَةِ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا مُجْمِعِينَ عَلَى نُبُوَّتِهِ، وَعَلَى الإِقْرَارِ بِهِ وَبِبِعْثَتِهِ. فَلَمَّا بُعِثَ، كَفَرَ بِهِ بَعْضٌ منهُمْ، وَآمَنَ بِهِ آخَرُونَ. فالعِلْمُ هُنا، بمعنى: المَعْلُومِ، وهُوَ محَمَّدٌ، ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَم؛ لأنَّ رِسالَتَهُ كانَتْ مَعْلومَةً عِنْدَهم، مَكْتُوبَةً في التَوْراةِ، وكانُوا يَسْتَفْتِحونَ بِهِ؛ أَيْ: يَسْتَنْصِرونَ اللهَ تعالى بِهِ في الحُروبِ، فيقولونَ: اللَهُمَّ بِحُرْمَةِ النَبيِّ المَبْعوثِ في آخِرِ الزَمانِ، انْصُرْنا فَيُنْصَرونَ. فلَمَّا جاءَ قالوا: النَبِيُّ المَوْعُودُ بِهِ مِنْ وَلَدِ يَعْقوبَ، وهذا مِنْ وَلَدِ إِسماعيلَ، فَلَيْسَ هُوَ ذَاكَ، فآمَنَ بِهِ بَعُضٌ منهم، كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ، وأَصْحابِهِ.
وقِيلَ: "العَلْمُ" هوَ: القرآنُ، ويُؤيِّدُهُ ما أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وأَبو الشَيْخِ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهِ، قالَ: ("العِلْمُ" كِتابُ اللهِ الذي أَنْزَلَهُ، وأَمَرُهُ الذي أَمَرَهُمْ بِهِ. واخْتِلافُهُم فيهِ، قَوْلُ بَعضِهم: هوَ مِنْ كلامِ محمَّدٍ، وقولُ بَعْضِهم: هوَ مِنْ كلامِ اللهِ، وليسَ لَنا إنَّما هوَ للعَرَبِ، وصَدَّقَ بِهِ قوْمٌ فَآمَنُوا). أَيْ: فما اخْتَلَفَ بَنُو إسْرائيلَ إلاَّ بَعْدَ أَنْ عَلِمُوا بِقِراءَةِ التَوراةِ والوقوفِ على أَحْكامِها، ذَلِكَ أَنَّهم كانُوا قبلَ أَنْ يُبْعَثَ محمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، مُجْمِعينَ على نُبُوَّتِهِ، والإقْرارِ بِهِ وبِمَبْعَثِهِ غيرَ مُخْتَلِفِينَ فيهِ، بالنَّعْتِ الذي كانوا يَجِدونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُ، فلَمّا جاءَهم ما عَرَفوا كَفَرَ بِهِ بَعْضٌ وآمَنَ بِهِ آخَرونَ.
والذي يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ: أَنَّ بَني إِسْرائيلَ لمْ يَكُنْ لهم اخْتِلافٌ عَلى مُوسَى في أَوَّلِ حالِهِ، فلَمَّا جاءَهُمُ العِلْمُ والأَوامِرُ، وغَرَقُ فِرْعَوْنَ، اخْتَلَفوا، وفي الآيَةِ الكريمةِ ذَمٌّ لبني إسرائيلَ وتأنيبٌ لهم وتبكيتٌ.
قولُهُ: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} وَعِيدٌ لِمَنْ كَفَرَ نعمَ اللهِ مِنْ بَني إِسرائيلَ وغيَّرَ وبدَلَ وعصى واستكبرَ، بأنَّ اللهَ تعالى سَيَقْضِي بَيْنَهُمْ، يَوْمَ القِيَامَةِ، فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَيُبَيِّنُ المُحِقَّ مِنَ المُبْطِلَ، ويجزي كلاًّ بعملِهِ فيكافئ المحقَّ ويعاقبُ المُبْطِلَ، فإنَّ هَذا الاخْتِلاَفَ لاَ سَبِيلَ إِلَى الفصلِ فيهِ فِي الدُّنْيَا، وكلك هو الشأنُ فيما يتعلَّقُ بالناسِ جميعاً. وهذه الآيةُ المباركةُ تَذْييلٌ وتَوَعُدٌ والمقصودُ مِنْهُ: أَنَّ أُولئكَ قوْمٌ مَضَوْا بما عَمِلوا، وأَنَّ أَمْرَهم آيلٌ إلى رَبِّهم كَقَوْلِهِ تعالى في سورة البقرة: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الآية: 134. وفيها إيماءٌ إلى أَنَ عَلى الحاضرين اليوْمَ أَنْ يُفَكِّروا في وَسائلِ الخَلاصِ مِنَ الضَلالِ للنَجَاةِ مِنَ المُؤاخَذَةِ يَوْمَ القيامة.
قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} وَلَقَدْ: الواو: اسْتِئْنافيَّةٌ. واللامُ: مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ، و "قد" للتَحقيقِ. و "بَوَّأْنَا" فعْلٌ ماضٍ وفاعِلُهُ ضميرُ المتكلِّمِ المعظِّمِ نفسَهَ "نا"، و "بَنِي" مفعولٌ بِهِ وهو مضافٌ و "إِسْرَائِيلَ" مضافٌ إليهِ مجرورٌ بالإضافة وعلامَةُ جرِّهِ الفتحَةُ نيابةً عن الكسرةِ لأنَّه ممنوعٌ من الصرفِ بالعلَميَّةِ والعُجمةِ. و "مُبَوَّأَ صِدْقٍ" يجوزُ أَنْ يَكونَ مَفْعولاً مُطْلَقاً، مَنْصوباً على المَصْدَرِ تَقديرُهُ: بَوَّأْناهم مُبَوَّأ صِدْقٍ، ويجوزُ أَنْ يَكونَ ظَرفَ مكانٍ، أَيْ: مَكانَ تَبُوُّءِ صِدْقٍ. فهوَ مَنْصُوبٌ على الظَرْفِيَّةِ المَكانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ ب "بَوَّأْنَا" وهوَ مِنْ إِضافَةِ المَوْصوفِ إلى صِفَتِهِ؛ أيْ: مُبَوَّأً صادِقًا، ومَنْزِلاً حَسَنًا، ويجوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ "مُبَّوَّأ" على أنَهُ مَفعولٌ ثانٍ كَقَولِهِ تَعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الجنة غُرَفَاً} أَيْ: لَنُنْزِلَنَّهُمْ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ جَوابٌ لِقَسَمٍ محْذوفٍ، وجملةُ القَسَمِ مُسْتَأْنَفَةٌ.
قولُهُ: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وَرَزَقْنَاهُمْ: فِعْلٌ ماضٍ وفاعلُهُ الضَميرُ المتَّصلُ "نا" التعظيم، والهاءُ مفعولُهُ الأَوَّلُ، والميمُ علامةُ جمعِ المُذَكَّرِ، و "مِنَ الطَّيِّبَاتِ" جارٌّ ومجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِ "رَزَقْناهم"، والجارُّ والمجرورُ في محَلِّ نَصْبٍ على أنَّه مَفعولٌ ثانٍ ل "رَزَقَ"، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ على جملَةِ: "بَوَّأْنَا".
قولُهُ: {فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} الفاءُ: عاطِفَةٌ، و "ما" نافِيَةٌ، و "اخْتَلَفُوا" فعلٌ ماضٍ وفاعلُهُ واوُ الجماعةِ والجملةُ مَعْطُوفَةٌ على "رزقناهم"، "حَتَّى" حَرْفُ جَرٍّ وغايَةٍ، "جَاءَهُمُ" فعْلٌ ماضٍ مبنيٍّ على الفتحِ في محلِّ النَصْبِ بِ "أن" مُضْمَرَة بَعدَ "حَتَّى" والهاءُ مَفْعولُهُ، وفاعِلُهُ "الْعِلْمُ"، والجملةُ في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مجْرورٍ بِ "حَتَّى" بمَعْنى إلى والتَقديرُ: إلىَ مجيءِ العِلْمِ إيَّاهم، و الجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بِ "اخْتَلَفُوا".
قولُهُ: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} إِنَّ: ناصِبٌ ناسخٌ، و "رَبَّ" اسمُهُ منصوبٌ وهو مضافٌ، والكافُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرٍّ بالإضافة، و "يَقْضِي" فعلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ ضمَّةٌ مقدَّرةٌ على الياءِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ يَعودُ عَلى "رَبّ". وجملةُ "يقضي" في محلِّ رفعِ خبرِ "إنَّ"، و "بَيْنَهُمْ" ظرفٌ مُتَعَلِّقٌ ب "يَقْضِي" وهوَ مضافٌ والهاءُ مضافٌ إليه والميمُ للمذكّر. و "يَوْمَ" ظرفُ زمانٍ مضافٌ متعلِّقٌ ب "يقضي" و "الْقِيَامَةِ" مضافٌ إليه، وجملةُ "إِنَّ" مُسْتَأْنَفَةٌ. و "فِيمَا" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ أيضاً بِ "يَقْضِي". و "كَانُوا" كان الناقصةُ واسمُها. و "فِيهِ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بما بَعْدَهُ، وجمْلَةُ "يَخْتَلِفُونَ" في محَلِّ نَصْبٍ خَبراً ل "كَانَ"، وجملةُ "كَانَ" صِلَةُ لِ "ما" الموصولةِ، أَوْ صِفَةٌ لها.
قَرَأَ الجُمْهورُ: {لِمَنْ خَلْفَكَ} بكسرِ اللامِ الأولى وسكونِ الثانيةِ، وقُرِئَ "لمَنْ خَلَفَكَ" بِفَتْحِهما، فجَعَلَهُ فِعْلاً ماضِياً، والمعنى: لمَنْ خَلَفَكَ مِنَ الجَبابِرَةِ لِيَتَّعِظوا بذلك. وقُرئَ "لمََنْ خَلَقَك" بالقافِ فعْلاً ماضِياً وهو اللهُ تَعالى، أيْ: لِيَجْعَلَكَ اللهُ آيَةً في عِبادِهِ.