روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131 I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:33 pm

فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ.
(131)
قوله ـ تبارك وتعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} يخبر اللهُ سبحانه وتعالى عن حال قومِ فرعون مع رسولِه ـ موسى عليه السلامُ ـ فَهم إذَا جَاءَتهُمْ الحَسَنَةُ، أيْ الخِصْبُ والسَعَةُ والرَّخاءُ، والعافيةُ وَالرِّزْقُ الوَفِيرُ، قَالُوا: إنَّما كانَ هذا عنِ اسْتَحقاقٍ منّا لِمَا نَحنُ فيه مِنَ الفَضْلِ وَالامْتِيَازِ عَلَى النَّاسِ، فنحنُ أهلٌ لذلك كلِّه، وهذا من الغرورِ بالنفسِ، وهذا دليلٌ على ضَعفِ إيمانِهم، إلاَّ فالمؤمنُ الحقُّ إنما يشهدُ أنَّ النعمة هي من اللهِ وحدَهُ وبفضلٍ محضٍ منْهُ ـ سبحانَه ـ لقولِه تعالى في سورة النحل: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله} الآية: 53. وقد منَّ اللهُ عليَّ فأشهدني عظيمَ فضلِه ونعمتِه عليَّ فقلتُ:
يا مَنْ توَدَّد بالنُعمى ولا سببٌ ........... إلاَّ افتقاري إلى نَعمائه سَببي
قولُهُ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} وَإِذَا أَصَابَتْهُمْ سَنَةُ أي جَدْبٌ وَقَحْطٌ وبلاءٌ تَشَاءَمُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ، وَقَالُوا: هذا بِسَبَبِهِمْ، وَبِسَبَبِ مَا جَاؤُوا بِهِ من دِينٍ. وهذا إغراقٌ في وصفِهم بالغَباوَةِ والقَساوَةِ؛ فإنَّ الشدائدَ تُرَقِّقُ القلوبَ، وتُليِّنُ العرائك، سِيَّما بعدَ مُشاهَدَةِ الآياتِ والمعجزاتِ، لكنَّ ذلك كلَّهُ لم يُؤثِّرْ فيهم، بلْ ازدادوا عندَها عُتُوًّا وغلُوّاً وانغماسًا في الغَيِّ. وإنما المؤمنُ الحقُّ هم مَن تستوي عندَهُ النِعمةُ والنِقمة، لأنهما من واحدٍ أحدٍ هو خالقُه ومحبوبه، فهو يشهدُ في الفعلِ الفاعلَ، وفي الحالتين فالفاعلُ واحدٌ، ألا ترى أنَّك تسرُّ أيما سرورٍ إذا جاءتك صفعةٌ فالتفتَّ فإذا بها من محبوبك أراد بها مداعبتك؟! فالتبرُّم بالمصيبةِ إنما يكونُ من الغافلِ عن ربِّه ومولاه، أمّا المؤمنُ الكاملُ فإنَّه لا يشهدُ أحداً سواه، فالسَعَةُ من تجليه عليك باسمه الباسط، والضيقُ من تجليه عليك باسمه القابضِ وفي الحالين هو الله، فهنيئاً لمن كان دائماً مع قولِه: {يُحِبُّهم ويُحِبُّونَه} سورة المائدة، الآية: 54. يتذوَّقُهُ في أحولِه كلَّها، فهو يشعرُ بمحبَّة اللهِ له دائماً أبداً، وما جزاءُ مَنْ يحُِبُّ إلا يُحَبُّ.
قولُه: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ} يَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَائِلاً: إِنَّ عِلْمَ شُؤْمِهِمْ عِنْدَ اللهِ، وَإِنَّ مَا يَتَشَاءَمُونَ مِنْهُ وَيَتَطَيَّرُونَ بِهِ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وهو حِكْمُه ومَشيئَتُه، وسببُ شؤمِهم، هو أَعمالهم المكتوبةُ عندَهُ ـ سبحانه ـ فإنها هي التي ساقَتْ إليهم ما يَسوؤهم. وقالَ الزجّاجُ: ليس الشُؤْمُ الذي يَلْحَقُهم إلاَّ الذي وُعَدوا بَهَ مَنَ العِقابِ عِندَهُ لا ما يَنالُهم في الدنيا. وقال الحسَنُ: المعنى إلاَّ إنَّ ما تَشاءموا محفوظٌ عَلَيْهِم حتى يجازيهمُ اللهُ تعالى به يَوْمَ القِيامَة.
ومعنى "طَائِرُهُمْ عِندَ الله" أي: حظُّهم وما طارَ لهم في القضاءِ والقَدَرِ، أوْ شُؤمُهم، أي: سَبَبُ شؤمِهم عندَ اللهِ وهو ما يُنْزِلُه بهم. والطائرُ مأخوذٌ مِن زَجْرِ الطَيرِ، الذي كان الجاهلون يفعلونه إذا أرادوا أن القيام بأمرٍ ما كتجارة أو سفر أو زواجٍ أو غيره فإنهم كانوا يزجرون الطيرَ فإن طار إلى جهة اليمين كان فألاً حسناً عندهم فأقدموا عليه وسموه: السانحَ، وإن طار شمالاً كان ذلك دليلَ شؤمٍ فأحجموا وسمّوه البارحَ، قال الأزهريُّ إنَّ العرَبَ كانتْ تزجُرُ الطَيرَ فتَتشاءمُ بالبارحِ وتتيمَّم بالسانح. فالسانحُ ما وَلاكَ مَيامِنُهُ، والبارحُ ما وَلاك مَياسِرُهُ، وقيل : البارح ما يأتي مِنْ جِهَةِ الشِمالِ، والسانح ما يأتي مِنْ جِهَةِ اليَمين. ومما قالوا في الشِّمال قولُ أبي ذُؤيب الهذليّ:
أَ بِالصَّرمِ مِنْ أسماءَ جَدَّ بكَ الذي .... جَرَى بيننا يومَ استَقَلَّت رِكَابُها زجَرْتَ لها طَيْرَ الشِّمالِ فإنْ يَكُنْ ... هَوَاك الذي تهوى يُصِبْكَ اجْتنَابُها
والشَّمالُ بفَتْحِ الشينِ وكسرِها: ريحٌ تَهُبُّ مِن قِبَلِ احِجْرِ سيِّدِنا
إسماعيلَ ـ عليه السلامُ ـ أيْ مِنْ شِمالِ الكعبةِ. وقال شُتَيْمٌ بْنُ خُويْلِدٍ:
وقلتُ لسَيّدِنا يا حليم ....................... إنّك لم تَأْسُ أَسْواً رفيقَا
أَطَعْتَ غُرَيِّبَ إبْطَ الشِّمَال ................ تُنَحِّي لحِد المَواسِي الحُلوقا
ثمَّ سميَ به مَا يُصيب الإنسانَ، وأصله أنْ يُفَرَّقَ المالُ ويطَير بينَ القومِ، فيَطيرَ لكلِّ أَحَدٍ حظُّه وما يخصُّه، والتطيُّر: التشاؤمُ، ثم أُطْلق على الحَظِّ والنَصيبُ السَّيِّئ بالغلبة، وأَنْشَدوا لِلَبيدٍ:
تطير عَدائِدُ الأشراكِ شَفْعاً .................... ووِتْراً والزَّعامةُ للغلام
الأَشْراك: جمعُ شِرْك وهو النصيب، أي: طار المال المقسوم شَفْعاً للذَّكر ووِتْراً للأنثى. والزَّعامةُ: أي: الرئاسة للذكر، فهذا معناه تفرَّق، وصار لكلِّ أحَدٍ نصيبُه، وليس من الشؤم في شيءٍ، ثم غَلَبَ على ما ذُكِرَ. ولذلك كان التَطَيُّرُ من شِعارِ أَهْلِ الشِرْكِ لأنَّه مَبْنِيٌّ على نِسْبَةِ المُسَبَّباتِ لغيرِ أَسبابها، وذلك مِنْ مخترعات الذين وَضَعوا لهم دِيانةَ الشِرْكِ وأَوْهامَها.
وأصل الفَألِ: الكلمةُ الحَسَنَةُ، وكانت العرُبُ مَذْهَبُها في الفَألِ والطِّيرةِ واحداً، فأثبت النبي ـ صلى الله عليه وسلَّمَ ـ الفَألَ، وأَبْطَلَ الطِّيرةَ. والفَرْقُ بينهما أن الأرْوَاحَ الإنسانية أقوى وأصْفَى من الأرواح البهيميّة والطَيْرِيَّةِ، فالكلمة التي تَجْري على لسانِ الإنسانِ يمكن الاسْتِدْلالُ بها؛ بخلاف طَيرانِ الطَيرِ، وحَرَكَاتِ البهائم، فإنَّ أرْوَاحَهَا ضعيفةٌ، فلا يمكن الاستدلالُ بها على شيءٍ مِنَ الأحوال، وقد جاء في الصحيح عَنْ عبدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ أنَّ رسولَ الله ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ ـ قال: ((الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وَمَا مِنَّا إِلاَّ وَلَكِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ)). السنن الكبرى للبيهقي: (8 / 139) والمستدرك على الصحيحينِ للحاكم، مع تعليقات الذهبي في التلخيص: (1/64). وتأويلُه أنَّها: مِنْ بَقايا دِينِ الشِرْكِ. وقال ـ صلى الله عليه وسلَّم: ((أقِرُّوا الطَّيْرَ على مُكنَاتِهَا)) صحيحُ ابْنِ حبان: (13/495) وأخرجه عددٌ من الأئمةِ صححه الحاكمُ في مستدركه و وافقه الذهبي. وروى عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو بْنِ العاصِ عن رسُولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولَه: ((مَنْ رَجَّعَتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِه فَقَدْ أشْرَكَ)). قيل: وما كفارةُ ذلكَ يا رَسُولَ اللهِ. قال: ((أنْ يقُولَ أحَدُكم: اللَّهُمَّ لا طَيْرَ إلاَّ طَيْرُكَ، ولا خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ إله غَيرُك، ثُمَّ يمضي إلى حاجته)). أخرجه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه. ومِنَ النّاسِ مَنْ يأخُذُ الفألَ مِنَ المُصْحَفِ، بأن يفتَحَه لا على التَعيين، فإذا كانت الصَفْحَةُ مَبدوءةً بأمْرٍ فيه يُسْرٌ تَفاءلوا خيراً ومَضَوْا لِغايَتِهم، وإذا كان العكسُ امْتَنَعوا، وقد جزَمَ الإمامُ العلاَّمَةُ القاضي أَبو بَكْرٍ بْنِ العربي، في الأَحْكام، في سُورةِ المائدةِ، بتَحريمِ ذلك مطلقاً. وأَقَرَّهُ مِنَ الحنابِلَةِ وأَباحَهُ ابْنُ بَطَّةَ. ومِنَ الفقهاء مَنْ كَرِهَهُ.
وحكى الماوَرْدِيُّ، في كتابِ أَدَبِ الدينِ والدُنيا، أنَّ الوَليدَ بْنَ يَزيدٍ بْنِ عبدِ المَلِكِ، تَفاءَلَ يَوْماً في المُصْحَفِ، فخَرَجَ لَهُ قولُه تعالى: {واسْتَفْتَحوا وخابَ كلُّ جَبَّارٍ عَنيدٍ} فمَزَّقَ المُصْحَفَ وأَنْشَأَ يَقولُ:
أَتُوعِدُ كلَّ جَبَّارٍ عَنيدٍ ........................ فها أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنيدُ
إذا ما جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ ................ فَقُلْ يا رَبِّ مَزَّقَني الوَليدُ
فلم يَلْبَثْ إلاَّ أَيّاماً يَسيرةً حتى قُتِلَ شَرَّ قِتْلَة، وصُلِبَ رَأْسُهُ على قَصْرِهِ، ثمَّ أَعْلى سُورِ بَلَدِه.
والأصلُ في "يَطَّيَّرُواْ": يَتَطَيَّروا فَأُدْغمت التاءُ في الطاءِ لمقاربتِها لها. والآيةُ ردٌّ عليهم فيما نسبوا إلى موسى ـ عليه السلامُ ـ مِن الشؤم، فقَدْ نَزَلَ بِهِمْ السوءُ إذاً بِسَبَبِ أَعْمَالِهِم القَبِيحَةِ، وَلَيسَ بسببِ أَحَدٍ مِنَ المَخْلُوقَاتِ، وَلاَ بِسَبَبِهِ ـ عليه السلامُ.
قولُه: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} حِكْمَةَ تَصَرُّفِ الخَالِقِ العظيمِ ـ سبحانَه ـ فِي هَذا الكَوْنِ، فإنّ أكثر هؤلاءِ لا يعلمون إنَّ ما يجري على الإنسانِ في هذه الحياةِ كلُّه بقضاء الله وقدره وإنَّ في ذلك كلِّه خيرٌ سواءٌ علمه أو جهله، قال ـ عليه الصلاة والسلام: ((عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ لَيْسَ ذَلِكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وَكَانَ خَيْرًا)) مسند أحمد: (38 / 401). وفي رواية أخرى له عَنْ صُهَيْبٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَاعِدٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ ضَحِكَ، فَقَالَ: ((أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟)) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ حَمِدَ اللهَ وَكَانَ لَهُ خَيْرٌ وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ إِلاَّ الْمُؤْمِنُ)).
مسند أحمد: (48 / 456)
قولُهُ تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} الفاءُ لتفريعِ هذا الخبرِ على جملةِ {أخذنا آل فرعون بالسنين} أي: فكان حالهم إذا جاءتهم الحسنةُ الخ... وأتى في جانب الحسنة بـ "إذا" لأنَّ الغالب فيها الدَلالةُ على اليقينِ بِوُقوعِ الشَرْطِ، أوْ ما يَقْرُبُ مِنَ اليقين، كقولك: إذا طلعت الشمس فعلتُ كذا، ولذلك غَلَبَ أَنْ يَكونَ فعلُ الشرطِ مَعَ "إذا" فعلاً ماضياً لِكونِ الماضي أَقْرَب إلى اليَقينِ في الحُصولِ كما في الآية. وعُرِّفَتِ الحَسَنَةُ لِسَعَةِ رَحْمَةِ اللهِ تَعالى، ولأنَّها أَمْرٌ محبوبٌ، كُلُّ أحَدٍ يَتَمَنّاه، وأتى في جانِبِ السَيِّئَةِ ب "إنْ" التي للمَشْكوكِ فيه، ونُكِّرَتِ السَيِّئَةُ لأنَّهُ أَمْرٌ كُلُّ أَحَدٍ يَحْذرُهُ. وهذا مِنْ مَحَاسِنِ عِلْمِ البيان.
قولُه: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ الله} هي جملةٌ مُعْتَرِضَةٌ، ولذلك فُصِلَتْ والاسْتِدراكُ المُستفادُ مِنْ "لكن" ناشئٌ عمَّا يُوهِمُهُ الاهْتِمامُ بالخبرِ الذي قبلَهُ لِقَرْنِه بأَداةِ الاسْتِفْتاحِ "ألا" واشتِمالِهِ على صيغةِ القَصْرِ: مِن كونِ شأنِه أَنْ لا يجهلَه العُقلاءُ فاسْتَدْرَكَ بأنَّ أَكْثَرَ أولئك لا يَعْلَمونَ، فالضميرُ في قولهِ: "أكثرهم" عائد إلى الذين "قالوا لنا هذه"، أو هو اسْتِئنافٌ مَسوقٌ لِدَحْضِ مقالَتِهم الباطلة وتحقيق الحقِّ في ذلك، وتصديرُه بكلمَةِ التنبيهِ "ألا" لإبراز كَمالِ العِنايةِ بمضمونِهِ، أي ليس الذي يتشاءمون مِنْه إلاَّ آتياً مِنْ قِبَلِ اللهِ ـ تعالى. ويكون الطيرُ واحداً وجمعاً وكذا الطائر، ونظيرُه: (التَجْرُ)، و (الرَّكْبُ) وأنشدوا على ذلك
قولَ الشاعر:
كأنَّه تهتانُ يومٍ ماطِرٍ .................... على رُؤوسٍ كَرُؤوسِ الطائِرِ
وقرأ عيسى بن عمر وطلحة بن مصرِّف: "تطيَّروا" بتاءٍ من فوق على أنه فعلٌ ماضٍ وهو جوابُ الشرط {وإن تصبهم} وهو عند سيبويه وأتباعِهِ ضَرورةٌ، إذْ لا يَقعُ فعلُ الشرط مُضارِعاً والجزاءُ ماضياً إلاَّ ضَرورةً كقوله:
مَنْ يَكِدْني بِسَيِّءٍ كنتُ منه ............... كالشَّجا بين حَلْقِه والوريد
وقوله:
وإن يَرَوا سُبَّة طاروا بها فَرَحاً .......... مني وما سمعوا مِنْ صالحٍ دَفَنُوا
وقرأ الحسن "طَيرَهم" جمعَ طائِرٍ. أَيْ ما قُدِّرَ لهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 131
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 15
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 31
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 45
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 70
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 85

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: