روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89 I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 6:26 am

قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ.
(89)
قولُهُ ـ تبارك وتعالى: {قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها} لَمَّا كانَ العَرَبُ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ مُطْلَقِ الكَذِبِ وأَشَدَّهم لَهُ تَحامِياً ومِنْهُ نَفَرَةً، فكيفَ بالكَذِبِ على الأَكابِرِ، فكيفَ بِهِ على المُلوكِ، فكيفَ بِهِ على مَلِكِ المُلوكِ! فَبَيَّنَ ـ عليه السلامُ ـ اسْتِحَالَةَ عَوْدِهِمْ إِلَى مِلَّةِ الْكُفْرِ بِأَنَّ الْعَوْدَ إِلَيْهَا يَسْتَلْزِمُ كَذِبَهُ فِيمَا بَلَّغَهُ عَنِ اللهِ تَعَالَى مِنْ إِرْسَالِهِ إِلَيْهِمْ بِالتَّوْحِيدِ فَذَلِكَ كَذِبٌ عَلَى اللهِ عَنْ عَمْدٍ، لِأَنَّ الَّذِي يُرْسِلُهُ اللهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ، وَيَسْتَلْزِمُ كَذِبَ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ عَلَى اللهِ حَيْثُ أَيْقَنُوا بِأَنَّ شُعَيْبًا مَبْعُوثٌ مِنَ اللهِ بِمَا دَلَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الدَّلَائِلِ، وَلِذَلِكَ جَاءَ بِضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ الْمُشَارِكِ فِي كُلٍّ مِنْ قَوْلِهِ: افْتَرَيْنا وعُدْنا ونَجَّانَا ونَعُودَ ورَبُّنا وتَوَكَّلْنا. وَالرَّبْطُ بَيْنَ الشَّرْطِ وَجَوَابه ربط التّبيُّنِ وَالِانْكِشَافِ. لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ تَعْلِيقُ حُصُولِ الِافْتِرَاءِ بِالْعَوْدِ فِي مِلَّةِ قَوْمِهِ، فَإِنَّ الِافْتِرَاءَ الْمَفْرُوضَ بِهَذَا الْمَعْنَى سَابِقٌ مُتَحَقِّقٌ وَإِنَّمَا يَكْشِفُهُ رُجُوعُهُمْ إِلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ، أَيْ إِنْ يَقَعْ عَوْدُنَا فِي مِلَّتِكُمْ فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّنَا افْتَرَيْنَا عَلَى اللهِ كَذِبًا، فَالْمَاضِي فِي قَوْلِهِ: افْتَرَيْنا مَاضٍ حَقِيقِيٌّ كَمَا يَقْتَضِيهِ دُخُولُ قَدِ عَلَيْهِ، وَتَقْدِيمُهُ عَلَى الشَّرْطِ لِأَنَّهُ فِي الْحَالَتَيْنِ لَا تَقْلِبُهُ "إِنْ" لِلِاسْتِقْبَالِ، أَمَّا الْمَاضِي الْوَاقِعُ شَرْطًا لِـ "إِنْ" فِي قَوْلِهِ: "إِنْ عُدْنا" فَهُوَ بِمَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ لِأَنَّ "إِنْ" تَقْلِبُ الْمَاضِي لِلْمُسْتَقْبَلِ عَكْسَ "لَمْ". وإيثارُ "قَدْ" والماضي الدالَّيْن على التَأْكيدِ إمَّا لأَنَّهُ جَوابُ قَسَمٍ مُقَدَّرٍ، أوْ لأَنَّهُ تَعْجيبٌ على مَعْنى ما أَكَذَبَنا إنْ عُدْنا. ووَجْهُ التَعْجيبِ أَنَّ المُرْتَدَّ أَبْلغُ في الافْتِراءِ مِنِ الكافِرِ لأَنَّ الكَافِرَ مُفْتَرٍ الكَذِبَ عَلى اللهِ تَعالى، حيثُ يَزْعمُ أَنَّ للهِ ـ سُبْحانَهُ ـ نِدّاً، ولا نِدَّ لَهُ، والمُرْتَدُّ مِثْلُهُ في ذلكَ وزائدٌ عَلَيْه حيثُ يَزعمُ أَنَّه قَدْ تَبَيَّنَ لَهُ مَا خَفِيَ عَليهِ مِنَ التَمييزِ بَيْنَ الحَقِّ والباطلِ، والحَمْلُ على التَعَجُّبِ أَوْلى لأنَّ حَذْفَ اللامِ ضعيفٌ. أوْ يَكونُ مَعنى "بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها" عَلَى هَذَا الْوَجْهِ، بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ لِلدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي اتَّبَعْنَاهُ بِالْوَحْيِ فَنَجَّانَا مِنَ الْكُفْرِ، فَذَكَرَ الْإِنْجَاءَ لدَلالَتِهِ على الإهْداءِ، وَأعْلَنَ بِأَنَّ مُفَارَقَةَ الْكُفْرِ نَجَاةٌ، فَيَكُونُ فِي الْكَلَامِ إِيجَازُ حَذْفٍ أَوْ كِنَايَةٌ. فإذا فَعَلْنا ذلك فَقَدِ ارْتَكَبْنا أَقْبَحَ القَبائَحِ مُتَعَمِّدينَ ذلك، فهو تعليق على مُحالٍ عادَةً، ومنه قولُ الأَشْتَرِ النُخَعِيِّ:
بَقَّيْتُ وَفْرِي وانْحَرَفْتُ عَنِ العُلا ................ وَلَقيتُ أَضْيافي بَوجْهِ عَبوسِ
إنْ لَمْ أَشُنَّ عَلى ابْنِ هِنْدٍ غَارَةً ................ لَم ْتَخْلُ يَوْماً مِنْ نِهابِ نُفُوسِ
غيرَ أَنَّ المُعَلَّقَ في البيتِ تَقْديرِيٌّ، بينما هو في الآية تَحْقيقيٌّ، لأنَّهم أَخبروهُم أَنَّ اللهَ تَعالى نَهى عَنِ الكُفْرِ وأَمَرَهُم بإنْذارِ كُلِّ كافِرٍ، فمَتى تَرَكُوا ذَلِكَ لَزِمَهُمُ الكَذِبُ حَتْماً.
وَ"بَعْدَ" هنا لَيْسَتْ قَيْدًا لِـ "افْتَرَيْنا" وَلَا هِيَ مُوجبٌ، كَونَ الْعودِ فِي مِلَّتِهِمْ دَالًّا عَلَى كَذِبِهِ فِي الرِّسَالَةِ، بَلْ هَذِهِ الْبَعْدِيَّةُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ "عُدْنا" يُقْصَدُ مِنْهَا تَفْظِيعُ هَذَا الْعَوْدِ وَتَأْيِيسُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَوْدِ شُعَيْبٍ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى مِلَّةِ الْكُفْرِ، بِخِلَافِ حَالِهِمُ الْأُولَى قَبْلَ الْإِيمَانِ فَإِنَّهُمْ يُوصَفُونَ بِالْكُفْرِ لَا بِالِافْتِرَاءِ إِذْ لَمْ يَظْهَرُ لَهُمْ وَجْهُ الْحَقِّ، وَلِذَلِكَ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ: وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها أَيْ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْصِدُهُ الْعَاقِلُ فَيَلْقِي نَفْسَهُ فِي الضَّلَالِ وَالتَّعَرُّضِ لِلْعَذَابِ. وَقَدْ رَتَّبَ عَلَى مُقَدِّمَةِ لُزُومِ الِافْتِرَاءِ نَتِيجَةَ تَأْيِيسِ قَوْمِهِ مِنْ أَنْ يَعُودَ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى مِلَّةِ الْكُفْرِ بِقَوْلِهِ: وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها فَنَفَى الْعَوْدَ نَفْيًا مُؤَكَّدًا بِلَامِ الْجُحُودِ.
وَقَوْلُهُ: {وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا} أَيْ: أَيْ فِي الْقَرْيَةِ بَعْدَ أَنْ كَرِهْتُمْ مُجَاوَرَتَنَا، بَلْ نَخْرُجُ مِنْ قَرْيَتِكُمْ مُهَاجِرِينَ إِلَى غَيْرِهَا. أَوِ المقصودُ أنَّه ليسَ لَنَا أَنْ نَعودَ في ملَّتكم، ولا يَصِحُّ ذَلِكَ مِنَّا أَبَداً، إِلَّا أَنْ يُقَدِّرَ اللهُ لَنَا مثلَ هذا الْعَوْدَ، فَإِنَّهُ لَا يسْأَل عَمّا يَفْعَلُ وهم يُسْأَلون، وهو مِنْهُ ـ عليهِ السَّلامُ ـ تَأَدُّبٌ مَعَ اللهِ وَتَفْوِيضٌ إِلَيْهِ، وقَيدَ عَدَمِ الْعَوْدِ إِلَى الْكُفْرِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَهُوَ يَسْتَلْزِمُ تَقْيِيدَ الدَّوَامِ عَلَى الْإِيمَانِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، لِأَنَّ عَدَمَ الْعَوْدِ إِلَى الْكُفْرِ مُسَاوٍ لِلثَّبَاتِ عَلَى الْإِيمَانِ، وَهُوَ تَقْيِيدٌ مَقْصُودٌ مِنْهُ التَّأَدُّبُ وَتَفْوِيضُ الْعِلْمِ بِالْمُسْتَقْبَلِ إِلَى اللهِ. فَأَمَّا ارْتِدَادُ شُعَيْبٍ بَعْدَ النُّبُوءَةِ فَهُوَ مُسْتَحِيلٌ شَرْعًا لِعِصْمَةِ اللهِ لِلْأَنْبِيَاءِ، فَلَوْ شَاءَ اللهُ سَلَبَ الْعِصْمَةَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ لَمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ مُحَالٌ عَقْلًا، وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ شَرْعًا، لأنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعصومونَ مِنَ الشِّرْكِ ومِنِ اقْتِرافِ الكَبائرِ وكلِّ ما يشينُ قَبْلَ النُّبُوءَةِ وبَعْدَها. وَأَمَّا سِواهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فعَوْدُهم مُمْكِنٌ فِي الْعَقْلِ حُصُولُهُ وَلَا يَسْتَحيلُ شَرْعاً، وَقد وَقَعَ الِارْتِدَادُ فِي طَوَائِفَ مِنْ بعضِ الأُمَمٍ.
وَمِنْ هُنَا يُسْتَدَلُّ على صحَّةِ قَوْلِ الْأَشاعِرَةِ: أَنَّ للمُسْلِمَ أن يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا يُخْتَمُ لَهُ بِهِ، وَيُضَعَّفُ قَوْلُ الْمَاتُرِيدِيَّة: بأَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَقُولُ ذلك، لِأَنَّهُ مُتَحَقِّقٌ مِنْ إيمانِهِ، فَلَا يَقُول كَلِمَةً تُنْبِئُ عَنِ الشَّكِّ فيه. والخلافُ بين الفريقين لفظيٌّ كما قَالَ عددٌ مِنَ الْمُحَقِّقينَ، كتَاجِ الدِّينِ السُّبْكِيِّ وتِلْمِيذِهُ نُورِ الدِّينِ الشِّيرَازِيُّ ـ رحِمَهُما اللهُ.
وليس معنى ذلك أنَّه يَجِبُ على الْمُؤْمِنِ أَنْ يَقولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللهُ، عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِذَلِكَ، بِدَلِيلِ أَنَّهُمْ كَثِيرًا مَا يُقَابِلُونَ قَوْلَ الْقَائِلِينَ بِالْمَشِيئَةِ بِقَوْلِ الْآخَرِينَ: أَنَا مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللهِ، وإنَّما الخلافُ على جَوازِ قَولِ ذلك وحسْبُ. فَرَجَعَتِ الْمَسْأَلَةُ إِلَى اخْتِلَافِ النَّظَرِ فِي حَالَةِ عَقْدِ الْقَلْبِ مَعَ مَا هُوَ فِي عِلْمِ اللهِ مِنْ خَاتِمَتِهِ، وَبِذَلِكَ سَهُلَ إِرْجَاعُ الْخِلَافِ إِلَى الْخِلَافِ اللَّفْظِيِّ.
وَالْإِتْيَانُ بِوَصْفِ الرَّبِّ وَإِضَافَتُهُ إِلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ الْمُشَارِكِ: إِظْهَارٌ لِحَضْرَةِ الْإِطْلَاقِ، وَتَعْرِيضٌ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا.
قَوْلُهُ: {وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} أَيْ عَلِمَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ. فأعَادَ وَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ وهو إِظْهَارٌ فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِزِيَادَةِ إِظْهَارِ وَصْفِهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَتَأْكِيدِ التَّعْرِيضِ الْمُتَقَدِّمِ، حَتَّى يَصِيرَ كَالتَّصْرِيحِ. وتَفْوِيضٌ محضٌ لِعِلْمِ اللهِ، أَيْ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ مِنَّا. وَانْتَصَبَ عِلْماً عَلَى التَّمْيِيزِ الْمُحَوَّلِ عَنِ الْفَاعِلِ لِقَصْدِ الْإِجْمَالِ ثُمَّ التَّفْصِيلِ لِلِاهْتِمَامِ. وَانْتَصَبَ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ لِـ "وَسِعَ"، أَيْ: وَسِعَ عِلْمُ رَبِّنَا كُلَّ شَيْءٍ. وَالسِّعَةُ: مُسْتَعْمَلَةٌ هنا مَجَازًا وهي كنايةٌ عنِ الْإِحَاطَةِ بِكُلِّ شَيْءٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ الْوَاسِعَ يَكُونُ أَكْثَرَ إِحَاطَةً. وَهو ـ عليه السلامُ إنما يريد فِي هَذِهِ الْمُجَادَلَةِ تَعْلِيمَ بَعْضِ صِفَاتِ اللهِ ـ تبارك وتعالى ـ لِأَتْبَاعِهِ وَلِغَيْرِهِمْ.
قولُهُ: {عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا} أَيِ على اللهِ اعْتَمَدْنَا. فقد أَخْبَرَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ بِأَنَّهُ وَمَنْ تَبِعَهُ قَدْ تَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ، وَالتَّوَكُّلُ: تَفْوِيضُ مُبَاشَرَةِ صَلَاحِ الْمَرْءِ إِلَى غَيْرِهِ والتَفْوِيضُ يَقْتَضِي طَلَبَ الْخَيْرِ، أَيْ: رَجَوْنَا أَنْ لَا يَسْلُبَنَا الْإِيمَانَ الْحَقِّ وَلَا يُفْسِدُ خَلْقَ عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا فَلَا نُفْتَنُ ونَضِلَّ، وَرَجَوْنَا أَنْ يَكْفِيَنَا شَرَّ مَنْ يُضْمِرُ لَنَا شَرًّا وَذَلِكَ شَرُّ الْكَفَرَةِ الْمُضْمَرُ لَهُمْ، وَهُوَ الْفِتْنَةُ فِي الْأَهْلِ بِالْإِخْرَاجِ، وَفِي الدِّينِ بِالْإِكْرَاهِ عَلَى اتِّبَاعِ الْكُفْرِ. وَتَقْدِيمُ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ عَلَى الفِعْلِ تَوَكَّلْنا لإِفَادَة الِاخْتِصَاص تَحْقِيقا لِمَعْنَى التَّوْحِيدِ، والتَّفْوِيضِ إِلَيْهِ فِي كِفَايَتِهِمْ أَمْرَ أَعْدَائِهِمْ.
قَوْلُهُ: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ} هو وإقبالٌ على الله ـ تعالى ـ مِنْ نَبِيِّ اللهِ شُعَيْب ـ عليهِ السلامُ ـ بالتَضَرُّعِ والدُعاءِ، وإعْراضٌ منهُ عَنْ مُجادَلَتِهم ومُفاوَضَتِهم، بَعدَ أَنْ تَبَيَّنَ لَهُ عِنادُهُم وسَفَهُهم. والفتحُ: أَصْلُهُ إزالةُ الأَغْلاقِ عَنِ الشَيْءِ، واسْتُعْمِلَ فى الحُكْمِ، لِما فيهِ مِنْ إزالةِ الإشكالِ في الأمرِ. ومنْهُ قيلَ للحاكِمِ: فاتِحٌ وفتَّاحٌ لِفَتْحِهِ أَغْلاقَ الحَقِّ، وقِيلَ للحُكومَةِ: الفتَّاحَةُ ـ بِضَمِّ الفاءِ وكَسْرِها. أَخْرجَ البَيْهَقِيُّ عنْ عبد اللهِ ابْنِ عبّاسٍ ـ رضي اللهُ تعالى عنهما ـ قال: ما كُنْتُ أَدْري قولَهُ ـ تعالى: "رَبَّنَا افتحْ" حتّى سَمِعْتُ ابْنَةَ ذي يَزَن تَقولُ لِزَوْجِها ـ وقدُ جَرى بَيْنَها وبَيْنَهُ كلامٌ: تَعالَ أُفاتِحْكَ، تُريدُ أُقاضيكَ وأُحاكِمُكَ. فالْفَتْحَ هُنَا يعني الْقَضَاءَ وَالْحُكْمِ، وَقَالُوا: هُي لُغَةُ أَزْدِ عُمَانَ مِنَ الْيَمَنِ، وتَعنيِ أَنِ احْكُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْفَتْحِ بِمَعْنَى النَّصْرِ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا لَا يَتَحَاكَمُونَ لِغَيْرِ السَّيْفِ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّ النَّصْرَ حُكْمُ اللهِ لِلْغَالِبِ عَلَى الْمَغْلُوبِ. وهذا منه ـ عليه السَّلامُ ـ دعاءٌ عليهم. قَالَ قَتَادَةُ: بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أُمَّتَيْنِ: أَهْلِ مَدْيَنَ، وَأَصْحَابِ الْأَيْكَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَانَ شُعَيْبٌ كَثِيرَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا طَالَ تَمَادِي قَوْمِهِ فِي كُفْرِهِمْ وَغَيِّهِمْ، وَيَئِسَ مِنْ صَلَاحِهِمْ، دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ فَأَهْلَكَهُمْ بالرجفة. و"بالحق" في هذا القيدِ إظهارٌ للنَصَفَةِ والعَدالَةِ.
قَوْلُهُ: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ} كَقَوْلِهِ في سورةِ الأَعْرافِ: {وَهُوَ خَيْرُ
الْحاكِمِينَ} الآيَة: 87. أَيْ وَأَنْتَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ، وَكَذَلِكَ الْقِيَاسُ فِي قَوْلِهِ: {خَيْرُ النَّاصِرِينَ} سورة آلِ عُمرَان، الآية: 150. و{خَيْرُ الْماكِرِينَ} سورة آل عمرَان، الآية: 54.
و إذا تَأَمَّلْتَ رَدَّ شُعَيْبٍ ـ عليه السلامُ ـ على ما قالَهُ المُسْتَكْبِرون مِنْ قومِهِ، وجدتَه يُمَثِّلُ اَسْمى أَلوانِ الحِكْمَةِ، وحُسْنِ البَيانِ، فهو يَرُدُّ على وَعيدِهم، وتهديدِهم، بالرَّفْضِ التامِّ لِما يَبْغونَ، وبالبِغْضِ السافِرِ لِما يُريدونَهُ مِنْهُ، ثمَّ يَكِلُ الأُمورَ كلَّها إلى اللهِ، مُظْهِراً الاعْتِمادَ عَلَيْهِ وَحْدَهُ، ثمَّ يَتَّجِهُ إليْهِ ـ سبحانَهُ وتعالى ـ بالدُّعاءِ مُلْتمِساً مِنه أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُ وبَيْنَ قومِهِ بالحَقِّ الذي مَضَتْ بِهِ سُنَّتُهُ ـ سبحانَه ـ في التَنازُعِ بَيْنَ المُرْسَلينَ والكافرينَ بهم، وبَيْنَ سائرَ المُحِقّين والمُبْطِلين.
قولُهُ تعالى: {قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً} قَدِ: حرفُ تَحقيقٍ. "افْتَرَيْنا" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ، و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ رَفْعِ فاعِلٍ، "على الله" جارٌّ ومَجرورٌ مُتعلِّقٌ بـ "افترينا"، "كذباً" مَفعولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، وعلامةُ نَصْبِهِ الفتحِ الظاهرِ على آخرِهِ.  أو هُوَ مفعولٌ مُطْلَقٌ نائبٌ عَنِ المَصْدَرِ، إنْ ضُمِّن افترى معنى كَذَبَ. وهذه الجملةُ اسْتِئْنافيَّةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ.
قولُهُ: {إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ} إن: حَرْفُ شَرْطٍ جازِمٍ، "عُدْنا" مِثْلُ افْتَرِيْنا، والفعلُ في مَحَلِّ جَزْمٍ فعلَ الشَرْطِ، وجوابُهُ مَحذوفٌ عِنْدَ الجُمهورِ، والتقدير: (إنْ عُدْنا فقدِ افْتَرَيْنا) حُذِفَ لِدَلالَةِ مَا تقدَّم عَلَيْهِ، وعند المُبَرِّدِ والكوفِيِّينَ هو قولُهُ: "قدِ افترَيْنا"، وهو مَردودٌ بِأَنَّهُ لو كانَ جَواباً لَوَجَبَتْ فيهِ الفاءُ. وقالَ أَبو البَقاءِ: "قد افترَيْنا" بمَعنى المُسْتَقْبَلِ لأنَّهُ لَمْ يَقَعْ وإنَّما سَدَّ مَسَدَّ جَوابِ "إنْ عُدْنا" وساغَ دُخولُ "قد" هُنا لأنَّهم نَزَّلوا الافْتِراءَ عِنْدَ العَوْدِ مَنْزِلَةَ الواقِعِ فَقَرَنُوهُ بِـ "قَدْ"، وكأَنَّ المَعنى: قدْ افْتَرَيْنا الآنَ إنْ هَمَمْنا بالعَوْدِ. "في ملّتكم" مِثْلُ في مِلَّتِنا. وهذِهِ الجُمْلَةُ استئنافُ إخْبارٍ فيهِ مَعْنى التَعَجُّبِ كأنَّه قيلَ: ما أَكْذَبَنا على اللهِ إنْ عُدْنا في الكفر. ويمكن أنْ تكونَ جوابَ قَسَمٍ مَحْذوفٍ حُذِفَتْ اللامُ مِنْهُ، والتَقديرُ: واللهِ لَقدْ افْتَرَيْنا، وهي في الحالين لا محلَّ لها من الإعراب.
قولُهُ: {بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها} بعد: ظَرْفُ زَمانٍ مَنْصوبٌ مُتَعَلِّقٌ بـ  "عدنا"، "إذ" اسْمٌ ظَرْفِيٌّ مبنيٌّ في مَحَلِّ جَرِّ مُضافٍ إليهِ. "نجّانا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتْحِ المُقَدَّرِ على الأَلِفِ للتَّعذُّرِ و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ مفعولِهِ. "الله" لَفْظُ الجَلالَةِ فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ على آخرِهِ.  "من" حرفُ جَرٍّ، و"ها" ضميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ بحرف الجرِّ مُتَعلِّقٌ بـ "نَجّانا" وجُمْلَةُ: "نجّانا الله" في مَحلِّ جَرٍّ بإضافةِ "إذ" إليها. و"بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا" مَنْصوبٌ بـ "نَعودَ" أيْ: ما يَكونُ ولا
يَسْتَقيمُ لَنا عَوْدٌ بَعْدَ أَنْ حَصَلَ لَنا التَنْجِيَةُ مِنْها.
قولُهُ: {وَما يَكُونُ لَنا} و" حرفُ عطفٍ، "ما" نافيةٌ، "يكون" مُضارِعٌ تَامٌّ بِمَعْنَى يَنْبَغي، مَرْفوعٌ، وعلامة رفعِهِ ظاهرةٌ على آخره. "لنا" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ، و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ بحرفِ الجرِّ، مُتَعَلِّقٌ بـ "يكون"، وجُمْلَةُ: "ما يكون" ليس لها محلٌّ من الإعرابِ لأنَّها مَعطوفةٌ على جُمْلَةِ "قد افترينا" التي ليس لها محلٌّ من الإعرابِ، ولأنَّ الفِعْلَ "افترينا" بِمَعْنى المُسْتَقْبَلِ "نَفْتَري" على الرَّغْمِ مِنْ تَقَدُّمِ "قد" عليه.
قولُهُ: {أَنْ نَعُودَ فِيها} أن: حَرْفٌ مَصْدَرِيٌّ ونَصْبٌ، "نَعودَ" هو فعلٌ
مُضارِعٌ مَنْصوبٌ، والفاعِلُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ وجوباً تَقديرُهُ "نحنُ"، "فيها" مِثْلُ "مِنْها" مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفِ حالٍ. والمَصْدَرُ المُؤوَّلُ من (أن نعود) في مَحَلِّ رَفْعِ فاعلِ "يَكونُ". وجُمْلَةُ: نَعودُ صلةُ المَوصولِ الحَرْفِيِّ "أنْ" فلا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا} إلّا: أداةُ اسْتِثناءِ، "أن يشاء" مثلُ "أنْ نَعودَ". "الله" لَفظُ الجلالةِ فاعلٌ مَرْفوعٌ. "ربّ" نَعْتٌ للَفظِ الجَلالَةِ مَرْفوعٌ مِثْلُهُ، وهو مضافٌ و"نا" ضَميرٌ متًّلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إليه. والمَصْدَرُ المُؤوّلُ من "أن يشاء الله" في مَحَلِّ نَصْبٍ على الاسْتِثْناءِ مِنْ عُمومِ الأَحْوالِ، أيْ إلَّا حالَ مَشيئةِ اللهِ. وفي هذا الاستثناءِ وجهانِ، أَحَدُهُما: أَنَّهُ مُتَّصلٌ. والثاني: أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ. ثمَّ إنَّ القائلين بالاتصالِ مُختَلِفون فمِنْهم مَنْ قال: هو مُسْتَثْنى مِنَ الأَوْقاتِ العامَّةِ، والتقديرُ: وما يَكونُ لَنا أَنْ نَعودَ فيها في وقتٍ مِنَ الأوْقاتِ إلاَّ في وَقْتِ مَشيئةِ اللهِ ذلك، وهذا مُتَصَورٌ في حَقِّ مَنْ عَدا شُعَيباً، فإنَّ الأَنبياءَ لا يَشاءُ اللهُ ذلك لَهُم لأنَّهُ عَصَمهم، وقد تقدَّمَ. ومِنْهم مَنْ قالَ: هُوَ مُسْتَثْنى مِنَ الأَحْوالِ العامَّةِ. والتقديرُ: ما يَكونُ لَنا أنْ نَعودَ فيها في كُلِّ حالٍ إلاَّ في حالِ مَشيئةِ اللهِ تَعالى. ويُحْتَمَلُ أَنْ يُريدَ اسْتِثناءَ ما يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَبَّد اللهَ بِهِ المُؤمنين ممَّا تفعلُه الكَفَرَةُ مِنَ القُرُباتِ، فلَمَّا قال لَهم: إنَّا لا نَعودُ في مِلَّتِكم، ثُمَّ خَشِيَ أَنْ يُتَعَبَّدَ اللهُ بِشَيءٍ مِنْ أَفعالِ الكَفَرَةِ، فيُعارِضُ مِلْحِدٌ بِذلك ويَقول: هذه عودةٌ إلى مِلَّتِنا. اسْتَثْنى مَشيئَةَ اللهِ فيما يُمكِنُ أَنْ يُتَعَبَّدَ به.
قال الشيخ أبو حيّانَ التوحيدي: وهذا الاحتمالُ لا يَصِحُّ لأنَّ قولَهُ: "بَعْدَ إذْ نجَّانا اللهُ منها" إنَّما يَعني النَّجاةَ مِنَ الكُفْرِ والمَعاصي، لا مِنْ أَعْمالِ البِرّ. وقدْ حَكى ابْنُ الأنْباريِّ هذا القولَ عَنِ المُعْتَزِلَةِ الذين لا يُؤمنون بالإِرادَةِ ثمَّ قال: وهذا القول مُتَنَاوَلُهُ بعيدٌ، لأنَّ فيه تبعيضَ المِلَّةِ.
قولُهُ: {وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} وسع: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح الظاهرِ. "ربُّنا" ربُّ: فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامة رفعِه ظاهرة على آخره، وهو مضافٌ، و"نا" ضَميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. "كلّ" مَفعولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، وعلامةُ نصبِه ظاهرةٌ على آخره، وهو مضافٌ.  "شيءْ" مُضافٌ إليهِ مَجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ ظاهرةٌ على آخرِه. "علماً" تَمْييزٌ مَنْصوبٌ مُحَوَّلٌ عنِ الفاعِلِ تَقديرُهُ: وَسِعَ عِلْمُ رَبِّنا كُلَّ شيءٍ، كما هو في قولِهِ تعالى في سورةِ مريم: {واشتعل الرأس شَيْباً} الآية: 4.  وجُمْلَةُ: "وَسع ربّنا" استئنافيَّةٌ فيها معنى التَعليلِ لا محلّ لها من الإعرابِ.
قولُهُ: {عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا} على الله: جارٌّ ومَجرورٌ مُتعلِّقٌ بـ "توكّلنا" وهوَ مِثْلُ "افْتَريْنا". وجملةُ: "توكّلنا" اسْتِئْنافِيَّةٌ، لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعْرابِ.
قولُهُ: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ} رَبَّنا: ربَّ: مُنادى مُضافٌ مَنْصوبٌ مَحْذوفٌ أداةُ نِدائه، و"نا" ضَميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إليْهِ. "افتحْ" فِعلُ أَمْرٍ للدُعاءِ، مَبْنِيٌّ على السُكونِ الظاهِرِ على آخرِهِ، والفاعِلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُ "أنت". "بيننا" بينَ: ظَرْفٌ مَنْصوبٌ مُتَعَلِّقٌ بـ "افتح"، وهو مضافٌ و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. "وبين" الواو: حرفُ عطفٍ. "بين" مثلُ الأوَّلِ ومَعطوفٌ عَلَيْهِ. "قومنا" قومِ: مُضافٌ إليْهِ مَجْرورٌ، وهو مضافٌ و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. "بالحقِّ" جارٌّ ومَجْرورٌ مُتعلِّقٌ بـ "افتح" بِتَضْمينِهِ مَعنى احْكُمْ. وجُملةُ النداءِ: "ربّنا" استئنافيّة لا محلّ لها من الإعرابِ. وجُملةُ: "افتحْ" جوابُ النداءِ فلا محلَّ لها من الإعرابِ كذلك.
قولُهُ: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ} و: للاسْتِئناف، "أنت" ضَميرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ في مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَأٍ. "خيرُ" خَبَرُهُ مَرفوعٌ، وهو مضافٌ. "الفاتحين" مُضافٌ إليْهِ مَجرورٌ وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ لأنّه جمعٌ مذكَّرٌ سالمٌ، والنونُ عوضاً عن التنوينِ في الاسمِ المفردِ. وجُملةُ: "أَنْتَ خَيْرُ الفاتحين" استئنافيَّةٌ لا مَحَلَّ لَها من الإعرابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 89
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 13
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 28
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 42
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 68

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: