روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56 I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 30, 2014 1:32 am

وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(56)
قَوْلُهُ ـ تَعَالَى وعَزَّ: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها} يَنْهَى اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ عَنِ الإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ بَعْدَ أَنْ أَصْلَحَهَا اللهُ بِمَا خَلَقَ فِيهَا مِنَ المَنَافِعِ وَالنِّظَامِ ، وَبِمَا هَدَى النَّاسَ إِلَيهِ مِنْ حُسْنِ اسْتِغْلاَلها، وَالانْتِفَاعِ بِخَيْرَاتِهَا، وَبِمَا سَخَّرَهُ لَهُمْ مِنْهَا. فنَهى ـ سبحانَه ـ عن سائرِ أَنْواعِ الإفسادِ، كإفساد النفوسِ والأمْوالِ والأَنْسابِ والعُقولِ والأدْيانِ، وعَنْ كُلِّ فَسَادٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ بَعْدَ صَلَاحٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ. ومِنَ الفَسادِ في الأرضِ الكُفْرُ باللهِ وارتكابُ مَعصيتِه، وَالْإِفْسَادُ فِي أيِّ جُزْءٍ مِنَ الْأَرْضِ هُوَ إِفْسَادٌ لِمَجْمُوعِ الْأَرْضِ، وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ الْإِفْسَادِ مُؤَدِّيًا إِلَى صَلَاحٍ أَعْظَمَ مِمَّا جَرَّهُ الْإِفْسَادُ مِنَ الْمَضَرَّةِ، فَيَتَرَجَّحُ الْإِفْسَادُ إِذَا لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيلُ صَلَاحٍ ضَرُورِيٍّ إِلَّا بِهِ، فَقَدْ قَطَعَ رَسُول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَنَهَى أَبُو بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنْ قَطْعِ شَجَرِ الْعَدُوِّ، لِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ. و"بعدَ إصْلاحِها" أي: بعد أنْ أَصْلَحَها اللهُ بإرسالِ الرُسُلِ وإنْزالِ الكُتُبِ وتقريرِ الشّرائعِ، وقيلَ بعد إصْلاحِ اللهُ إياها بالمطر والخصب. قِيلَ: تِجَارَةُ الْحُكَّامِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ. وَقَالَ الْقُشَيْرِيُّ: الْمُرَادُ وَلَا تُشْرِكُوا، فَهُوَ نَهْيٌ عَنِ الشِّرْكِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ وَالْهَرْجِ فِي الْأَرْضِ، وَأَمْرٌ بِلُزُومِ الشَّرَائِعِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا، بَعْدَ أَنْ أَصْلَحَهَا اللهُ بِبَعْثِهِ الرُّسُلَ، وَتَقْرِيرِ الشَّرَائِعِ وَوُضُوحِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الضحَّاكُ: معناهُ لا تعوروا الْمَاءَ الْمَعِينَ، وَلَا تَقْطَعُوا الشَّجَرَ الْمُثْمِرَ ضِرَارًا. ولَيْسَ قولُه هذا عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا كَانَ فِيهِ ضَرَرٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَأَمَّا مَا يَعُودُ ضَرَرُهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَذَلِكَ جَائِزٌ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَدْ وَقَطَعَ شَجَرَ الْكَافِرِينَ اليهودِ من بني النَّضيرِ كما تقدَّم، وعَوَّرَ مَاءَ قَلِيبِ بَدْرٍ، (القَليبُ البئرُ العاديَّةُ القديمةُ تكونُ في البراري، ولا يُعْلَمُ مَنْ حفَرها وليس لها مالكٌ. قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَقَائِلُ هَذِهِ الْمَقَالَةِ قَصَدَ إِلَى أَكْبَرِ فَسَادٍ بَعْدَ أَعْظَمِ صَلَاحٍ فَخَصَّ الضحّاكَ بِالذِّكْرِ.
قولُهُ: {وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً} أَمْرٌ بِأَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ فِي حَالَةِ تَرَقُّبٍ وَتَخَوُّفٍ وَتَأْمِيلٍ ورجاءٌ باللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ حَتَّى يَكُونَ الرَّجَاءُ وَالْخَوْفُ لِلْإِنْسَانِ كَالْجَنَاحَيْنِ لِلطَّائِرِ يَحْمِلَانِهِ فِي طَرِيقِ اسْتِقَامَتِهِ، وَإِنِ انْفَرَدَ أَحَدُهُمَا هَلَكَ الْإِنْسَانُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى في سورة الحجر: {نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ} الآيتان: 49 و 50. فَرَجَّى وَخَوَّفَ. فَيَدْعُو الْإِنْسَانُ خَوْفًا مِنْ عِقَابِهِ وَطَمَعًا فِي ثَوَابِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى في سورة الأنبياء: {وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً} الآية: 90. وَالْخَوْفُ: الِانْزِعَاجُ في الباطنِ لِمَا لَا يُؤْمَنُ مِنَ الْمَضَارِّ، وقيلَ تَوَقُّعُ حصولِ مَكْروهٍ. وَالطَّمَعُ: تَوَقُّعُ حصولِ المرغوبِ الْمَحْبُوبِ في المستقبل، قال ابنُ جُريْجٍ: معناهُ خوفُ العَدْلِ وطمَعُ الفَضْلِ، وقيل خوفاً من الرياء وطمعاً في الإجابة. قَالَ الْقُشَيْرِيُّ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: يَنْبَغِي أَنْ يَغْلِبَ الْخَوْفُ الرَّجَاءَ طُولَ الْحَيَاةِ، فَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ غَلَبَ الرَّجَاءُ. قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ)). صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. وَالْوَاوُ هنا لِلتَّقْسِيمِ لِلدُّعَاءِ بِأَنَّهُ يَكُونُ عَلَى نَوْعَيْنِ: فَالْخَوْفُ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَالطَّمَعُ فِي رِضَاهُ وَثَوَابِهِ، وَالدُّعَاءُ لِأَجْلِ الْخَوْفِ نَحْوَ الدُّعَاءِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَالدُّعَاءُ لِأَجَلِ الطَّمَعِ نَحْوَ الدُّعَاءِ بِالتَّوْفِيقِ وَبِالرَّحْمَةِ. وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ الدُّعَاءَ يَشْتَمِلُ عَلَى خَوْفٍ وَطَمَعٍ فِي ذَاتِهِ، وَقَدْ شَمِلَ الْخَوْفُ وَالطَّمَعُ جَمِيعَ مَا تَتَعَلَّقُ بِهِ أَغْرَاضُ الْمُسْلِمِينَ نَحْوَ رَبِّهِمْ فِي عَاجِلِهِمْ وَآجِلِهِمْ.  
قَوْلُهُ: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يقولُ تعالى ذِكْرُهُ: إنَّ ثوابَ اللهِ الذي وَعَدَ المُحْسنين على إحسانِهم في الدنيا، قريبٌ منهم، وذلكَ هُو رَحْمَتُه، وَلَمْ يَقُلْ قَرِيبَةٌ، فَفِيهِ سَبْعَةُ أَوْجُهٍ: أَوَّلُهَا أَنَّ الرَّحْمَةَ وَالرُّحُمَ واحدٌ، وهيَ بمعنى العَفْوِ الغُفرانِ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: الرَّحْمَةُ مَصْدَرٌ، وَحَقُّ الْمَصْدَرِ التَّذْكِيرُ، كَقَوْلِهِ: {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ} سورة البقرة، الآية: 275. فالْمَوْعِظَةُ بِمَعْنَى الْوَعْظِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بالرحمةِ الإحسانَ، وَلِأَنَّ مَا لَا يَكُونُ تَأْنِيثُهُ حَقِيقِيًّا جَازَ تَذْكِيرُهُ. وإنَّ "الرحمة" هنا مؤنَّثةٌ، لأنَّه أُريدَ بِهِ القُرْبُ في الوَقتِ لا في النَّسَبِ، والأوقاتُ بذلك المعنى إذا وقعت أخبارًا للأسماءِ، أَجْرَتْها العَرَبُ مُجْرى الحالِ، فَوَحَّدَتْها مَعَ الواحدِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ، وذكَّرتها معَ المؤنَّثِ، فقالوا: "كرامةُ اللهِ بعيدٌ مِنْ فُلانٍ"، و"هي قريبٌ مِنْ فُلانٍ"، كما يقولون: "هندٌ قريبٌ مِنَّا"، و"الهندانِ مِنَّا قَريبٌ"، و"الهِنْداتُ مِنَّا قريبٌ"، لأنَّ مَعنى ذلك: هي في مكانٍ قريبٍ مِنَّا. فإذا حَذَفوا المَكانَ وجعلوا "القريبَ" خلفًا مِنْهُ، ذكَّروهُ ووحَّدوهُ في الجَميعِ، كما كانَ المَكان مُذَكَّرًا وموحَّدًا في الجَميعِ. وإذا أَنَّثوه، أَخرجوهُ مُثنًّى مَعَ الاثْنيْنِ، ومجموعًا مَعَ الجَمعِ، فقالوا: "هي قريبةٌ منَّا"، و"هما مِنَّا قريبتان"، كما قال عروةُ بنُ الورد:
عَشِيَّةَ لا عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبَةٌ ............... فَتَدْنُو، وَلا عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدُ
فأنَّثَ "قريبةً"، وذكّر "بَعيدًا"، على ما تقدَّمَ. ولو كان "القريبُ"، مِنَ "القرابةِ" في النَسَبِ، لمْ يَكُنْ مَعَ المُؤنَّثِ إلاَّ مُؤنَّثًا، ومَعَ الجمعِ إلاَّ مَجْموعًا.  وَقِيلَ: أَرَادَ بِالرَّحْمَةِ هُنَا الْمَطَرَ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَيَجُوزُ أَنْ يُذَكَّرَ كَمَا يُذَكَّرُ بَعْضُ الْمُؤَنَّثِ. وَأَنْشَدَ لعامرٍ بْنِ جُويْنٍ الطائي. يَصِفُ أَرْضاً مُخْصِبَةً لِكَثْرَةِ ما نَزَلَ بِها مِنَ الغيث:
فَلَا مُزْنَةَ وَدَقَتْ وَدْقَهَا ........................ وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا
المُزنَةُ: الغيمةُ، والوَدْقُ: المطرُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ذُكِّرَ "قَرِيبٌ" عَلَى تَذْكِيرِ الْمَكَانِ، أَيْ مَكَانًا قَرِيبًا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَهَذَا خَطَأٌ، وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَكَانَ "قَرِيبٌ" مَنْصُوبًا فِي الْقُرْآنِ، كَمَا تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا قَرِيبًا مِنْكَ. وَقِيلَ: ذُكِّرَ عَلَى النَّسَبِ، كَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ ذَاتُ قُرْبٍ، كَمَا تَقُولُ: امْرَأَةٌ طَالِقٌ وَحَائِضٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا كَانَ الْقَرِيبُ فِي مَعْنَى الْمَسَافَةِ يُذَكَّرُ مؤنث، إن كَانَ فِي مَعْنَى النَّسَبِ يُؤَنَّثُ بِلَا اخْتِلَافٍ بَيْنَهُمْ. تَقُولُ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَرِيبَتِي، أَيْ ذَاتُ قَرَابَتِي، ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ. وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ فِي النَّسَبِ قَرِيبَةُ فُلَانٍ، وَفِي غَيْرِ النَّسَبِ يَجُوزُ التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ، يُقَالُ: دَارُكَ مِنَّا قَرِيبٌ، وَفُلَانَةُ مِنَّا قَرِيبٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} سورة الأحزاب، الآية: 63. وَقَالَ مَنِ احْتَجَّ لَهُ: كَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ، كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
لَهُ الْوَيْلُ إِنْ أَمْسَى وَلَا أُمَّ هَاشِمِ ....... قَرِيبٌ وَلَا الْبَسْبَاسَةُ ابْنَةُ يَشْكُرَا
قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهَذَا خَطَأٌ، لِأَنَّ سَبِيلَ المذكَّرَ والمُؤنَّثَ أَنْ يَجرِيا على أَفعالِهِما. و"المحسنين" المُتْقِنينَ لأَعْمالِهم، المخلصين فيها، لأنَّ الجَزاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، فمن أَحسَنَ عِبادَتَهُ نالَ عليْها الثَوابَ الجَزيلَ، ومَنْ أَحْسَنَ في أُمورِ دُنياه كان أَهْلاً للنَجاحِ فى مَسْعاهُ، ومَنْ أَحْسَنَ في دُعائه كان جَديراً بالقَبولِ والإجابةِ. وفي الآيةِ الكريمةِ تَرْجيحٌ للطَمَعِ على الخوفِ، لأنَّ المُؤمِنَ بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ، ولكنَّه إذا رَأى سَعَةَ رحمتِهِ ـ سبحانَه وتعالى ـ وسَبْقَها، غَلَبَ الرَّجاءُ عليه. وفيها تنبيهٌ على ما يُتَوَسَّلُ بِهِ إلى الإجابَةِ وهوَ الإحسانُ في القولِ والعَمَلِ. فاسْتَنْجِزوا مَوْعودَ اللهِ بطاعتِهِ، فإنَّه قَضى أَنَّ رَحْمَتَهُ قريبٌ مِنَ المُحْسِنين.
وقالتِ المُعتَزِلَةُ: العَفْوُ عَنِ العذابِ رَحْمَةٌ، والتَّخلُّصُ مِنَ النَّارِ بَعْدَ الدُّخول فيها رَحْمَةٌ فوَجَبَ ألاَّ يَحْصُلَ ذلك لِمَنْ لمْ يَكُنْ مِنَ المُحْسِنين، والعُصاةُ وأَصحابُ الكَبائرِ لَيْسُوا مِنَ المُحسنين، فوَجَبَ أَلاَّ يَحْصُلَ لهم العَفْوُ عَنِ العِقابِ، والخلاصُ مِنَ النَّارِ. والجوابُ: أَنَّ مَنٍ آمَنَ باللهِ وأَقَرَّ بالتَّوْحيدِ والنُّبوَّةِ، فقدْ أَحْسَنَ بِدليلِ أَنَّ الصَّبِيَّ إذا بَلَغَ وقتَ الضَّحْوَةِ، وآمَنَ باللهِ ورَسُولِهِ وماتَ قَبْلَ الوُصولِ إلى الظُهْرِ فقدِ اجْتَمَعَتْ الأُمَّةُ على أَنَّهُ دَخَلَ تَحتَ قولِهِ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى} سورة يونس، الآية: 26. وهذا لم يَأتِ بِشَيْءِ من الطَّاعات
سِوَى المَعْرِفَةِ والإقْرَارِ.
قولُه تعالى: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها} و: عاطفةٌ، "لا" ناهيةٌ جازمةٌ، "تفسدوا" فعلٌ مُضارعٌ مَجزومٌ وعلامةُ جزمه حذفُ النونِ لأنَّه مِنَ الأفعال الخمسةِ، وواوُ الجماعة ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعِ فاعل، والألفُ فارقة. "في الأرض" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعلِّقٌ بـ "تفسدوا" "بعد" ظرفُ زمانٍ مَنْصوبٌ مُتعلِّقٌ بِ "تفسدوا"، وهو مضافٌ. "إصلاح" مُضافٌ إليْهِ مَجرورٌ وعلامة جرِهِ كسرةٌ ظاهرة على آخرِه، و "ها" ضميرٌ متَّصِلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. وهذه الجملة معطوفة على جملةِ "ادعوا" وهي مثلها ليس لها محلٌّ من الإعراب.
قولُهُ: {وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً} و: عاطفة، "ادعوه" فعل أمر مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون من آخره لأنّهُ من الأفعال الخمسة، والواو الدالة على الجماعةِ ضميرٌ متّصلٌ في محلِّ رفع فاعلٍ والألفُ فارقةٌ. و"خوفا وطمعاً" حالانِ، أيْ ادْعُوه ذوي خَوفٍ وطَمَعٍ، أو خائفينَ طامعينَ، أو هما مَفعولان مِنْ أَجْلِهِما، أي: لأجلِ الخوفِ والطمع. وهذه الجملةُ معطوفةٌ على جملة: "ولا تفسدوا" فهي مثلُها ليس لها محلٌّ من الإعراب.
قولُهُ: {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} إنّ: كإنَّ الأول، "رحمة" اسْمُ "إنّ" مَنصوبٌ بها وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، وهو مضافٌ. "الله" لفظ الجلالة مضافٌ إليهِ مَجرورٌ. "قريب" خَبَرُ "إنّ" مَرفوعٌ وعلامَةُ رفعه التنوينُ الظاهرُ على آخره. "من المحسنين" جارّ ومجرورٌ متعلّقٌ بـ "قريب". وهذه جملةٌ تعليليّةٌ استئنافيّةٌ فليس لها محلٌّ من الإعراب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 56
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 13
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 28
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 42
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 68
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 83

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: