قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ
(71)
قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} قال نَبِيُّ اللهِ هُودٌ ـ عليه السلامُ ـ بعدَ أنْ أَصَرَّ قَوْمُه على كفرِهم وعِنادِهم وتَكْذيبِهم وتَحَدِّيهم واسْتِهْزائهم، بأنْ طَلَبوا منه أنْ يُنْزِلَ اللهُ بِهِمْ عُقوبَتِهُ، ويُحِقَّ فيهم وَعْدَهُ: قد "وقعَ عَليكم" أيْ حَقَّ ووجَبَ وثَبت. وأَصْلُ الوُقوعِ نُزولُ الأجْسامِ، واسْتُعْمِلَ هُنا مَجازاً مِنْ إطْلاقِ السَبَبِ على المُسَبِّبِ. ويَجوزُ أَنْ يَكونَ اسْتِعارةً تَبَعِيَّةً، أيْ قد نَزَلَ عَليْكُمْ، أو قَضى وقَدَّرَ عليكم لأنَّ المُقدَّراتِ تُضافُ إلى السَماءِ، وحَرْفُ الاسْتِعْلاءِ على ذلك ظاهرٌ، فحرفُ الاسْتِعْلاءِ إمَّا لأنَّه ثُبوتٌ قَوِيٌّ آكَدُ ما يَكونُ وأشدُّه وجوباً، أوْ لأنَّهُ ثُبوتٌ حِسِّيٌّ لأَمْرٍ نَازِلٍ مِنْ عُلُوٍّ وعَذابُ اللهُ تَعالى موْصوفٌ بالنُزولِ مِنَ السَماءِ في أكثرَ من مكانٍ من كتاب اللهِ الكريم. وعبَّرَ بالماضي لِتَنزيلِ المُتَوَقَّعِ مَنْزِلَةَ الواقِعِ فعلاً كما هو الأمرُ في قوله تعالى في سورةِ النحلِ: {أتى أَمْرُ اللهِ فلا تستعجلوه} الآية: 1. وأتى بلفظِ "رَبِّكم" تنبيهاً على أَنَّهُ رَبُّهمُ المُنْعِمُ عليهِم فكيف يعصونَه،كما قالَ تَعالى في سورة الانْفطار: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} الآية: 6. "رجسٌ وغضبٌ" الرِجسُ والغَضَبُ بِمَعنى وهما حِسِّيّانِ؛ فالرِجْسُ راجعٌ لِعذابِ اللهِ النازل بهم في الدُنْيا؛ والغَضَبُ راجعٌ لعذابِه ـ تعالى ـ لهم في الآخرة. فما كان مِنْ بَعْدِ هذا القولِ إلاَّ العقابُ الساحقُ الماحِقُ، الذي أَهْلَكَهم اللهُ تَعالى به، كما تقدّمَ وأَنْجى هُوداً ومَنْ آمنَ مَعَه، فقد نَزَلَ بِهم "رِجْسٌ"، مِنَ اللهِ، وهو عقوبةٌ عاجلةٌ لهم في الدنيا، و"غَضَبٌ" بتعذيبهم في الآخرةِ وهو قَريبٌ.
قولُه: {أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ} قال هودٌ ـ عليه السلامُ ـ مُنْكِراً عليهم، مُتَعَجِّباً مِنْ جَهْلِهْمْ، وانْحِطاطِ مُسْتَوى تَفكيرِهم، حِينَما خالَفُوا تَعاليمَ رَبِّهم، وعَصَوْهُ، وكذَّبوا رَسولَهُ وناصَبُوهُ العِداءَ، دِفاعاً عَنْ أَصْنامٍ، هُمُ الذين صَنَعوها، وهمُ الذينَ سَمُّوها آلهةً وعَبَدوها مِن دُونِ اللهِ مَولاهُمْ وخالِقُهم. أَوْ سَمُّوا بَعْضَها بِما يُفيدُ بأنَّه مُخْتَصٌّ بِنُزولِ المَطَرِ وبعضَها بأنَّهُ يصحبُهم في السفرِ، أو يأتيهم بالرزقِ، أو يشفي المرضى وهكذا، وقالَ: "أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُم" مَعَ أَنَّ الذي سَمَّاها إنَّما هُوَ آباؤهم، فهم الذين سَمُّوا الأَصْنامَ آلِهَةً مَعبودَةً، كما فَعَلَوا فيما ليسَ لهم فيهِ دليلٌ، لأنهم اتَّبعوهم في ضلالهم، واقتدوا بهم في زيغهم عن الحقِّ دونما استعمالٍ لعقولهم التي أنعم الله بها عليهم لتبصِّرهم طريقهم وما فيه مصلحتهم. فقد شاركوا آباءهم إثمهم، وإن كان الآباءُ هم الذين سمّوها آلهةً، أو ربَّما كان المقصود أنهم أضافوا إلى ضلال آبائهم ضلالاً فاتخذوا لهم آلهةً أيضاً إضافة إلى ما كان يعبدُ آباؤهم.
قولُهُ: {مَا نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} أيْ أنهم أعطوا أنفسهم ما ليس لَها مِنْ التَحريم والتَحليلِ، وعِبادةِ ما يَشاؤون، وما تَهوى أَنْفُسُهم، دون عِلْمٍ مِنَ اللهِ أَتَاهم أو سلطانِ، والسُّلْطَانُ: الْحُجَّةُ الَّتِي يُصَدِّقُ بِهَا الْمُخَالِفُ، سُمِّيَتْ سُلْطَانًا لِأَنَّهَا تَتَسَلَّطُ عَلَى نَفْسِ الْمَعَارِضِ وَتُقْنِعُهُ، أو دون شرعٍ أَمَرَهُم اللهُ باتِّباعِهِ. ومِنْ أين للإنسان أَنْ يُنَصِّبَ مِنْ نَفسِهِ حاكماً على غيرِه، ومُشرِّعاً لِنَفْسِه ولِغيرِهِ، وهو مخلوقٌ ضعيفٌ مهما أُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ وفَهْمٍ وعِلْمٍ. فإنَّ الذي أعطاهُ شيئاً مِنْ ذلك هُو خالقُهُ ومولاهُ، ومَتى شاءَ سَلَبَهُ قوتَهُ وعَقْلَهَ وتفكيرَهُ، فأصْبَحَ، لا يَفْقَهُ شيئاً مما يَجْري حَوْلَهُ، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَدْفَعَ الضرَّ عن نَفْسِه، ولو أَنَّها بَعوضةٌ إذا ما سَلَّطَها اللهُ عَليْه.
قولُهُ: {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} تهديدٌ لَهم مِنْهُ ـ عليه السلامُ ـ ووعيدٌ بعذابِ اللهِ وعِقابِهِ، وَالْفَاءُ فِي قَوْله: فَانْتَظِرُوا لِتَفْرِيعِ هَذَا الْإِنْذَارِ وَالتَّهْدِيدِ السَّابِقِ، لِأَنَّ وُقُوعَ الْغَضَبِ وَالرِّجْسِ عَلَيْهِمْ، وَمُكَابَرَتَهُمْ وَاحْتِجَاجَهُمْ لِمَا لَا حُجَّةَ لَهُ، يَنْشَأُ عَنْه التَّهْدِيدُ بِانْتِظَارِ الْعَذَابِ. وَالِانْتِظَارُ افْتِعَالٌ مِنَ النَّظَرِ، بِمَعْنَى التَّرَقُّبِ، كَأَنَّ الْمُخَاطَبَ أُمِرَ بِالتَّرَقُّبِ فَارْتَقَبَ. وهو منه ـ عليه السلامُ ـ مَقَامُ أَدَبٍ مَعَ اللهِ تَعَالَى، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَلْقِينًا لرَسُوله محمّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} الآيةُ: 9 من سورة الأحقاف. فَهُودٌ يَخَافُ أَنْ يَشْمَلَهُ الْعَذَابُ النَّازِلُ بِقَوْمِهِ وَذَلِكَ جَائِزٌ كَمَا جاء في الْحَدِيثِ الذي خرجه الإمامُ مسلمٌ فِي صَحِيحِه، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أمِّ المؤمنين ـ رضيَ اللهُ عنها ـ أَنَّهَا قَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ((نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ...)) وَيَجُوزُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمُ الْعَذَابُ وَيَرَاهُ هُودٌ وَلَكِنَّهُ لَا يُصِيبُهُ. وفيه تعريضٌ بكفارِ مكَّةَ ومشركيها الذين وقفوا من دعوةِ سيدِنا محمَّدٍ ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ موقفاً معادياً كَمَوْقِفِ عادٍ، فإنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وتَعالى ـ لَمْ يَقُصَّ عَلَيْنا قِصَصَ الأُمَمِ السابِقَةِ إلاَّ لِنَعْتَبِرَ بها، ونتَّعظَ بمصيرِ الأمَمِ السابقةِ التي وَقَفَتْ في وَجْهِ رِسالاتِهِ ـ تعالى ـ وعادتْ أَنْبياءَ اللهِ ورُسَلَهِ لِيَخْشى سامِعُ هذِهِ القِصَصِ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ ما نَزَلَ بِمَنْ مَضى مِنَ الأُمَمِ السابقةِ.
وقدِ اشْتَمَلَ كلامُ هُودٍ ـ عليهِ السَّلامُ ـ على أُمورٍ ثلاثةٍ هي إشاراتٌ بيانِيَّةٌ هي:
أَوَّلُها: قولُهُ: "أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا" فهذا استفهامٌ تَوْبيخِيٌّ على ما وَقَعوا فيه مِنْ عبادةِ أَشياءَ لَا تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ.
ثانيها: أنَّها لَا وُجودَ لها في ذاتها إلاَّ أنْ تَكونَ أَحْجاراً، ليسَ لها إلاَّ أَسْماؤها الباطلةُ التي سَمّوها بها.
ثالثها: أَنَّه ما أَنْزَلَ مَعَها حُجَّةً تُسَوِّغُ عِبادتَها، أَوْ قُوَّةً فيها تَكونُ سُلطاناً لَها.
قولُهُ تعالى: {قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} "قالَ" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح الظاهرِ، والفاعلُ ضميرٌ مستتر جوازاً يعود على هودٍ ـ عليه السلامُ. "قد" حَرْفُ تَحقيقٍ، "وقع" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظاهرِ، "على" حرفُ جرٍّ، والكافُ: ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرٍّ بحرفِ الجَرِّ مُتَعلِّقٌ بـ "وقع" والميم للجمعِ المُذكَّرِ، "من ربّ" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بـ "وقع" بِتَضْمينِهِ مَعْنى وَجَبَ أوْ مُتَعَلِّقٌ بمَحذوفِ حالٍ مِنْ "رِجْس" نعتٌ تقدَّمَ على المَنعوت. و"ربِّ" مضافٌ والكافُ: ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليْهِ، والميم للحمع المذكَّر. "رجسٌ" فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضمُّ الظاهرُ. "وغضبٌ" و: للعطفِ، "غضبٌ" مَعطوفٌ على "رِجْسٌ" مَرفوعٌ مثلُه. وجملةُ "قال" استئنافيَّةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ، وجملة "وقع" في مَحَلِّ نَصْبِ مَقولِ القَوْلِ.
قولُه: {أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ} الهمزة: للاسْتِفْهامِ الإنْكاريِّ، "تجادلونني" تجادلون: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه ثبوتُ النونِ لأنَّه من الأفعال الخمسةِ، والواوُ: ضميرٌ متَّصلٌ دالٌّ على الجماعةِ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ رفعِ فاعِلِه، والنونُ الثانيةُ للوقايَةِ، والياءُ: ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ مَفْعولٍ بِهِ. "في أسماء" جارٌّ ومَجْرورٌ متعلَّقٌ بـ "تجادلون" علىَ حذفِ مُضافٍ، أيْ في ذَوِي أَسماء سَمَّيْتُموها. وجُملة "تجادلونني" استئنافيّةٌ في حَيِّزِ القولِ لا محلّ لها من الإعرابِ.
قولُه: {سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ} سمّيتم: فعلٌ ماضٍ مبنيٌ على السكونِ لاتصالِهِ بتاءِ الفاعلِ المتحركةِ، وهي ضميرُ متَّصلٌ في محلِّ رفعِ فاعلٍ، والميمُ: علامةُ جمع الذكورِ، والواو: زائدةٌ لإشباعِ حركتها، و"ها" ضَميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ مفعولٍ به. "أنتم" ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ في مَحَلِّ رَفْعِ تَوْكيدٍ للضَميرِ المُتَّصلِ فاعِلِ سَمَّيْتُمْ. "و" عاطفةٌ "آباء" مَعْطوفٌ على الضَميرِ المُتَّصِلِ فاعِلِ سَمَّيْتُمْ، والكافُ: ضَميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه، والميمُ للجمع المذكَّر. وجملة "سمّيتموها" في مَحَلِّ جَرِّ نَعْتٍ ثانٍ لأسْماءَ.
قولُه: {مَا نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} ما: نافيةٌ، "نزّل" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظاهرِ. "اللهُ" لَفْظُ الجلالةِ فاعلٌ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رفعه ظاهرةٌ. "بها" الباء: حرفُ جَرٍّ، و"ها" ضَميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ جَرٍّ بحرفِ الجرِّ مُتَعَلِّقٌ بـ "نزّل" على حذفِ مُضافٍ، أيْ بِعِبادَتِها، "من" حرفُ جَرٍّ زائدٍ، "سلطان" مَجْرورٌ لَفْظًا مَنْصوبٌ مَحَلًّا على أنَّه مَفعولٌ بِهِ. وجملةُ "نَزَّلَ" في مَحَلِّ جَرِّ نَعتٍ ثانٍ لـ "أسْماءَ" أوْ في مَحَلِّ نَصْبِ حالٍ مِنها لأنَّهُ وُصِفَ.
قولُه: {فَانْتَظِرُوا} الفاء ـ هنا: للتفريعِ، رابطةٌ لِجَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ. "انتظروا" فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذف النونِ لأنَّه من الأفعال الخمسةِ. والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متّصلٌ في محلِّ رفعش فاعلِهِ، والألفُ فارقة. وجملةُ "انتظروا" في مَحَلِّ جَزْمِ جَوابِ شرطٍ مُقَدَّرٍ، أيْ إنْ لَمْ تُصَدِّقوا فانْتَظروا.
قولُه: {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} إنّي: إنَّ: حرفٌّ مشبَّهٌ بالفعلِ، والياءُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ اسمها. "مع" ظَرْفُ مَكانٍ مَنْصوبٌ مضافٌ مُتَعَلِّقٌ بـ "مُنتظرين" والكافُ: ضَمِيرٌ متّصلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إليه، والميمُ للمذكّر. "من" حرفُ جرٍّ، "المنتظرين" اسمٌ مَجْرورٌ بحرفِ الجرِّ وعلامةُ جَرِّهِ الياء لأنَّه جمعٌ مذكَّرٌ سالمٌ والنون عوضاً عن التنوين في الاسمِ المفردِ، وهو مَتَعلِّقٌ بِخَبَرِ "إنّ". والتقدير: إنّي مُنْتَظِرٌ معكم من المنتظرين، وقيل يَجوزُ أنْ يَكونَ "مَعَكُمْ" هوَ الخَبَرُ، و"مِنَ المُنْتَظِرِينَ" حالٌ، والتقديرُ: إنِّي مُصاحِبُكُم حالَ كَوْني مِنَ المُنْتظرين، وهوَ وجهٌ ضَعيفٌ. وجُملةُ "إنّي معكم" تَعليليَّةٌ أوْ في حُكمِها فَلا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعْرابِ.