[size=29.3333]قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[/size]
[size=29.3333](14)[/size]
[size=29.3333]قولُهُ ـ تعالى شأنُه: {قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} سَأَلَ النَّظِرَةَ وَالْإِمْهَالَ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ. فأَنْظِرْنِي، أي أَخِّرْني، وأَمْهِلْني فلا تُمْتْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ مِنْ قُبورِهم، وهيَ النَّفْخَةُ الآخِرَةُ عندَ قيامِ الساعةِ، أيْ أَمْهِلْني ولا تُمِتْني "إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" أيْ إلى يوم يُبْعثُ آدمُ ـ عليه السلامُ ـ وذرِّيَّتُه، وهوَ وَقْتُ النَّفْخَةِ الثانيةِ، وبِذلك يَجِدُ فُسْحَةً في الإغواءِ وأَخْذِ الثَأْرِ حتّى يَنْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ آدمَ ومِنْ ذرِّيَّتِه مِنْ بعدِهِ، لأنَّه كان السَّبَبَ في لَعْنِهِ وإخراجِهِ مِنَ الجنَّةِ، كما أرادَ النّجاةَ مِنَ المَوتِ لِعِلْمِهِ أنْ لا مَوتَ بعدَ البَعْثِ. وقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لا سَبيلَ لبقاءِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ ـ تعالى ـ في الدُنيا، ولكنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَذوقَ الموتَ فطلبَ البَقاءَ والخُلودَ، فلَمْ يُجَبْ إلى ما سَأَلَ، وهذِهِ أِيْضًا جَهْلةٌ أُخْرى مِنْ جَهَلاتِهِ الخَبيثَةِ. سأَلَ رَبَّهُ ما قَدْ عَلِمَ أَنَّه لا سَبيلَ لأحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللهِ إليْهِ.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ تعالى: {قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الضمير في "يُبْعَثُونَ" يَعودُ على بَني آدمَ لِدَلالَةِ السِياقِ عليهِمْ.[/size]