روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14   فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 04, 2013 5:06 pm

قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
(14)
قولٌهُ تبارك وتعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} قُلْ: للمُشركين بعد توبيخِهم بما سَبَقَ "أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً" أيْ إنَّنِي لاَ أَطْلُبُ مِنْ غَيْرِ اللهِ نَفْعًا وَلاَ ضَرًا، وَلا عطاءً وَلاَ مَنْعًا، وَلاَ أَتَّخِذُ غَيْرَهُ تَعَالَى وَلَيًّا لِي، فَهُوَ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَخَالِقُهُما وَمُبْدِعُهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ. والمُرادُ بالوَلِيِّ هُنا المَعبودُ. ومَنْ أَشْرَكَ بالله تَعالى غيرَهُ لمْ يَتَّخِذِ اللهَ معبودًا لأنَّه لا يَجْتَمِعُ عبادتُه سُبْحانَه مَعَ عِبادةِ غيرِه كما قيل:
إذا صافى صديقُكَ مَنْ تُعادي ............... فقدْ عاداكَ وانْقَطَعَ الكَلامُ
وقيل: الوَلِيُّ بمَعنى الناصِر كما هُو أَحَدُ مَعانيهِ المَشْهورةِ، ويُعْلَمُ مِنْ إنْكارِ اتِّخاذِ غيرِ اللهِ تعالى ناصرًا أَنَّه لا يَتَّخِذُه مَعْبودًا مِنْ بابِ الأَوْلى، ومن معاني الوليِّ: الذي يتعهدُ بالعناية والرعاية وتقديم ما يُحتاجُ إليه من مِنْ غِذاءٍ وغيرِه، وَهُوَ الذِي يَرْزُقُ العِبَادَ ويطعِمهمَ، وَهُوَ لَيْسَ بِحَاجَةٍ إلَى مَنْ يَرْزُقُهُ وَيُطْعِمُهُ، لأنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الحَاجَةِ إلى مَا سِوَاهُ، وَقُلْ لَهُمْ بَعْدَ أَنِ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الأَدِلَّةُ عَلَى وُجُوبِ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ: لَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي ـ جَلَّ شَأْنُهُ وَعَلاَ ـ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ، وَانْقَادَ لأَمْرِهِ، مِنْ تِلْكَ الأُمَّةِ التِي بُعِثْتُ هُوَ فِيهَا، فَلاَ أَدْعُو إلَى شَيءٍ إلاَّ كُنْتُ أَنَا أَوْلَ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي بِألَّا أَكُونَ مِنَ المُشْرِكِينَ الذِينَ اتَّخَذُوا أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ لِيُقَرِّبُوهُمْ إِلَيْهِ زُلْفَى.
قولُهُ: {فَاطِرَ السماوات والأرضِ} أيْ مُبدعُهُما. أَخرجَ ابنُ أَبي حاتِمٍ وأبو عُبيدَةَ وابْنُ جَريرٍ وابنُ الأنْباري عَنْ ابْنِ عبَّاسٍ ـ رَضيَ اللهُ تعالى عنهُما ـ أنّه قال: (كنتُ لا أَدْري ما فاطرُ السَمواتِ والأرْضِ حتَّى أَتاني أَعرابيّانِ يَختَصِمان في بِئرٍ فقالَ أَحَدُهُما: أَنا فَطرْتُها، يقول: أَنَا ابْتَدَأْتُها.
قولُهُ: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} أيْ يَرْزُقُ ولا يَرْزُقُ، فالمُرادُ مِنَ الطُعْمِ الرزقُ بمعناه اللًّغوي وهو كلُّ ما يَنتَفِعُ بِهِ بِدليلِ وقوعِهِ مُقابِلًا لَهُ في قولِهِ تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} الذاريات: 57. وعَبَّرَ بالخاصِّ عَنِ العامِّ مَجازًا لأنَّه أَعْظَمُه وأَكثرُهُ لِشِدَّةِ الحاجةِ إليْه.
قولُهُ: {قُلْ إِنّي أُمِرْتُ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} بعدَ بيانِ أنَّ اتّخاذَ غيرِهِ ـ تعالى ـ وليًّا ممّا يَقضي بِبُطلانِه بديهةُ العُقولِ أمرَ نبيَّه ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ بقولِه، "قُلْ إِنّي أُمِرْتُ" مِنْ جَنَابِ وَلِيّي ـ جَلَّ شأنُه ـ "أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ" وَجهَهَ للهِ ـ سبحانَه وتَعالى ـ مُخْلِصًا لَهُ لأنَّ النَبِيَّ ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ مأمورٌ بما شَرَعَه وهو إمامُ أُمَّتِهِ ومُقتداهم ويَنْبَغي لكلِّ آمِرٍ أنْ يَكونَ أَوَّلَ العاملين بما أُمِرَ بِهِ لِيَكونَ أَدْعى للامْتِثالِ، ومِنْ ذلك ما حَكى اللهُ تعالى عن موسى ـ عليْه الصلاةُ والسلامُ: {سبحانك تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ المؤمنين} الأعراف: 143.
وقيلَ: إنَّ ما ذُكِرَ للتَحريضِ كما يَأْمُرُ المَلِكُ رَعيَّتَه بأمْرٍ ثمَّ يَقولُ وأَنَا أَوَّلُ: مَنْ يَفعَلُ ذلكَ لِيَحْمِلَهم على الامْتِثالِ وإلَّا فلمْ يَصدُرْ عنْه ـ صلى اللهُ عليْه وسَلَّمَ ـ امْتناعٌ عنْ ذلكَ حتَّى يؤمَرَ بِه، وفيه نَظَرٌ.
قولُه: {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} أيْ في أَمْرٍ مِنْ أُمورِ الدِينِ، وفي الكلامِ قوْلٌ مُقَدَّرٌ أيْ وقيلَ لي: لا تَكونَنَّ، فالواوُ مِنَ الحِكايةِ عاطفةٌ للقولِ المُقَدَّرِ على "أُمِرْتُ"، وحاصِلُ المَعنى إنِّي أُمِرْتُ بالإسْلامِ ونُهيتَ عنِ الشِرْكِ، أو هو أنَّ المعنى قُلْ إنِّي قيلَ لي كُنْ أَوَّلَ مُسلِمٍ ولا تَكونَنَّ فالواوُ مِنَ المَحْكي.
قولُه تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وليَّاً} غيرَ: مفعولٌ أَوَّل لـ "أتَّخِذُ" و"وليَّاً" مفعولٌ ثاني، وإنَّما قُدِّمَ المَفعولُ الأوَّلُ على فعلِه لِمَعْنى: وهو إنْكارُ أَنْ يُتَّخَذَ غيرُ اللهِ وَلِيًّا، ونحوُهُ قولُك لِمَنْ يُهِينُ زَيْدًا وهو مُسْتَحِقٌّ للإِكْرام: "أَزيْدًا أَهَنْتَ"، أَنْكَرْتَ أنْ يَكونَ مِثْلُهُ مُهانًا. وقد تَقَدَّمَ هذا مُوَضَّحًا في قولِه: {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ} المائدة: 116. ومثلُه: {أَغَيْرَ الله أَبْغِي رَبًّا} الأنعام: 114. و{أَفَغَيْرَ اللهِ تَأمرونّي أَعْبُدُ} الزمر: 64. و{ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ} يونس: 59. و{ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ} الأنعام: 143. وهو كثير. ويَجوزُ أنْ يَكونَ "أتخذ" مُتَعَدِّيًا لِواحدٍ فيَكونُ "غيرَ" منصوبًا على الحال مِنْ " وليَّاً " لأنَّه في الأصلِ صِفَةٌ له، ولا يَجوزُ أنْ يَكون اسْتِثْناءً البَتَّة. والظاهرُ أنَّ المانعَ تَقَدُّمُه على المُسْتَثنى مِنْه وهو "وليَّاً"، وأمَّا المَعنى فلا يأبى الاستثناءَ، لأنَّ الاسْتفهامَ لا يُرادُ بِهِ حقيقتَه، بلْ يُرادُ بِهِ الإِنْكارُ، فكأنَّه قيلَ: لا أتَّخِذُ وَلِيّاً غيرَ اللهِ، ولو قيلَ كذا لَكانَ صَحيحًا، فظَهَرَ أنَّ المانِعَ عندَه إنَّما هو التَقديمُ على المُسْتَثْنى منْه، لكنَّ ذلك جائزٌ، وإنْ كان قليلًا ومنْه قولُ الكُميت:
وما ليَ إلَّا آلَ أحمدَ شيعةٌ ............. وما ليَ إلَّا مَشْعبَ الحقِّ مَشْعَبُ
وقَرَأَ الجُمهورُ "فاطرِ" بالجَرِّ، على أنها صفةٌ للجَلالةِ المَجرورةِ بِـ "غير"، ولا يَضُرُّ الفَصلُ بيْنَ الصِفَةِ والمَوصوفِ بهذِهِ الجُملةِ الفِعْلِيَّةِ ومفعولِها؛ لأنَّها ليستْ بأَجْنَبِيَّةً، إذْ هي عاملةٌ في عاملِ المَوصوفِ. أو أنَّها بدلٌ مِنِ اسْمِ اللهِ، وقد ترجَّحَ تخريجُه بوجهٍ آخرَ: وهو أنَّ "فاطر" اسْمُ فاعلٍ، والمعنى ليس على المُضيِّ حتَى تكونَ إضافتُه غيرَ مَحْضَةٍ فيَلْزَمُ وَصْفُ المَعْرِفَةِ بالنَكِرَةِ لأنَّه في نِيَّةِ الانْفصالِ مِنَ الإِضافةِ، ولا يُقالُ: اللهُ فاطرُ السماواتِ والأرضِ فيما مَضى، فلا يُرادُ حالٌ ولا اسْتِقبالٌ؛ لأنَّ كلامَ اللهِ تعالى قديمٌ متقدِّمٌ على خلقِ السماواتِ، فيَكونُ المُرادُ بِهِ الاسُتِقبالَ قَطعًا.
وقرأ ابْنُ أبي عَبْلَة بِرَفعِهِ، وتخريجُهُ سَهْلٌ، وهو أنَّه خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحذوفٍ. وخَرَّجَه ابْنُ عطيَّةَ على أنَّه مُبتَدَأٌ فيَحتاجُ إلى تقديرِ خَبَرٍ، الدَلالةُ عليْه خَفيةٌ بخلافِ تقديرِ المُبتدأِ فإنَّه ضميرُ الأوَّلِ أيْ: هو فاطرُ: وقرِئ شاذًا بِنَصْبِهِ، وخرَّجَه أبو البَقاءِ على وجهيْن، أَحدُهُما: أنَّه بَدَلٌ مِنْ "وَلِيَّاً" قال: والمعنى على هذا أَجعَلُ فاطرَ السماواتِ والأرضِ غيرَ اللهِ. كذا قدَّرَ، وفيه نَظَرٌ؛ فإنَّه جَعَلَ المَفعولَ الأوَّلَ ـ وهو "غير الله" ـ مفعولًا ثانيًا، وجعلَ البَدَلَ المفعولَ الثاني مفعولًا أَوَّل، فالتقديرُ عَكسُ التركيبِ الأصليِّ. والثاني: أنَّه صفةٌ لـ "وليَّاً" قال: ويَجوزُ أنْ يَكونَ صِفَةً لـ "وليَّاً" والتنوينُ مُرادٌ" قلتُ: يَعني بقولِه: "التنوين مراد" أنَّ اسْمَ الفاعِلِ عاملٌ تقديرًا فهو في نِيَّةِ الانْفِصالِ، ولِذلكَ وقَعَ وَصْفًا للنَكِرَةِ كقولِه: {هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} الأحقاف: 24.
وهذا الوَجْهُ لا يَكادُ يَصِحُّ إذْ يَصيرُ المعنى: أأتخذ غيرَ الله وليَّاً فاطر السماوات إلى آخره، فيصفُ ذلك الولي بأنَّه فاطرُ السماوات. وقرأَ الزُهْريّ: "فَطَر" على أنَّه فعلٌ ماضٍ، وهي جُملةٌ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنَ الجَلالةِ كما كان "فاطر" صفتَها في قراءةِ الجُمهورِ. ويَجوزُ على رأيِ أبي البَقاء أنْ تكون صفةً لـِ "وليّاً". ولا يَجوز أنْ تكونَ صفةً للجلالةِ، لأنَّ الجملةَ نَكِرَةٌ.
والفَطْرُ: الشَّقُّ مُطْلَقًا، وقيَّدَهُ الرّاغِبُ بالشَقِّ وقيَّدَهُ الواحِدِيُّ بِشَقِّ الشيءِ عندَ ابْتِدائِه. والفَطْرُ: الإِبْداعُ والاتِّخاذُ على غيْرِ مِثالٍ، ومِنْهُ "فاطر السماوات" أيْ أَوجدَها على غيرِ مِثالٍ يُحتَذى. ويقال: فَطَرْتُ كذا فَطْرًا وفُطورًا، وانْفَطَرَ انْفِطارًا وفَطَرْتُ الشاةَ: حَلَبْتُها بأصْبِعَيْن، وفَطَرْتُ العجينَ: خَبَزْتُهُ مِنْ وقتِهِ، وقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللهِ التي فَطَرَ الناسَ عَلَيْهَا} الروم: 30. إشارةً منْه إلى ما فَطَرَ أيْ أَبْدَعَ ورَكَّزَ في النّاسِ مِنْ معرفتِهِ، ففِطْرَةُ اللهِ ما رُكِّزَ مِنَ القُوَّةِ المُدْرِكَة لِمَعرِفتِه، وهو المُشارُ إليْه بقولِهِ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله} الزخرف: 87، وعليه: ((كلُّ مولودٍ يَوْلَدُ على الفطرة ..)) الحديث.
قولُه: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} القراءةُ المشهورة ببناءِ الأوَّلِ للفاعِلِ والثاني للمَفعولِ، والضميرُ للهِ تعالى، والمعنى: وهو يَرْزُقُ ولا يُرْزَقُ، وهو موافقٌ لِقولِه تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} الذاريات: 57. وقَرَأَ سعيدٌ بْنُ جُبَيْرٍ ومُجاهِدٌ بْنُ جَبْرٍ والأعمشُ وأبو حَيَوَةَ وعَمْرٌو بْنُ عُبيْدٍ وأبو عَمْرٍو بْنُ العَلاءِ في رِوايةٍ عنْهُ: "ولا يَطْعَمُ" بفتح الياء والعين بمعنى ولا يَأْكُلُ، والضَميرُ للهِ تَعالى.
وقرَأَ ابْنُ أَبي عَبْلَةَ ويَمانٌ العُمانيّ: ولا يُطْعِم، بِضمِّ الياءِ وكَسْرِ العيْنِ كالأوَّلِ، فالضَميرانِ ـ أَعْنِي هو والمُسْتَكِنُّ في "يُطْعَم" ـ عائدان على اللهِ ـ تعالى، والضميرُ في ولا يُطْعِم للوليِّ. وقرأَ يعقوبُ في روايةِ ابْنِ المَأمونِ.
"وهو يُطْعَمُ ولا يُطْعِم" ببناءِ الأوَّلِ للمفعولِ، والثاني للفاعل، على عكس القراءة المَشهورةِ، والضمائرُ الثلاثةُ أَعني هو والمُسْتَتِرَيْنِ في الفِعْليْنِ للوَلِيِّ فقَطْ، أيْ: وذلك الوَلِيُّ يُطْعِمُهُ غيرُهُ ولا يُطْعِمُ هُوَ أَحدًا لِعَجْزِهِ.
وقَرَأَ الأَشْهَبُ: {وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعِم} ببنائِهما للفاعلِ. وذَكَر الزمخشري فيها تخريجين ثانيهما لِنَفْسِهِ، فإنَّه قال ـ بعد أنْ حَكى القراءةَ: "وفُسِّرَ بأنَّ معناهُ وهو يُطْعِم ولا يَسْتَطْعِم". وحَكى الأَزْهرِيُّ: أَطْعَمْتُ بمَعنى اسْتَطْعَمْتُ، ونحوَهُ: أَفَدْتُ، ويَجوزُ أنْ يَكونَ المَعنى: وهو يُطْعِمُ تارةً ولا يُطْعم أُخرى على حسبَ المَصالِحِ كقولِكَ: هو يُعْطي ويَمْنَعُ ويَقْدِرُ ويَبْسِطُ ويُغْني ويُفقِرُ، هكذا ذَكَرَ الشيخُ هذه القراءةَ، وقراءةُ الأشهبِ هي كَقراءةِ ابْنِ أبي عَبْلَةَ والعُمانيّ سَواءً، لا تَخالُفَ بينَهما، فكان يَنْبَغي أَنْ يَذْكُرَ هذه القراءةَ لِهؤلاءِ كُلِّهِم، وإلَّا يُوهِمْ هذا أَنَّهُما قراءتان مُتغايِرَتان وليسَ كذلك.
وقرئ شاذًّا: {يَطْعَمُ} بفتحِ الياءِ والعينِ، ولا يُطْعِمُ بضمِّ الياءِ وكَسْرِ العينِ أيْ: وهو يَأكُلُ ولا يُطْعِم غيرَه، ذَكَرَ هذه القراءةَ أبو البَقاءِ وقال: والضميرُ راجعٌ على الوَلِيِّ الذي هو غيرُ اللهِ. فهذِهِ سِتُّ قراءاتٍ. وفي بعضِها ـ وهي تَخَالُفُ الفِعليْن ـ مِنْ صِنَاعَةِ البَديعِ تَجْنيسُ التَشْكِيلِ: وهو أنْ يَكونَ الشَكْلُ فارقًا بيْن الكَلِمَتيْن، وسَمَّاهُ أُسامَةُ بْنُ مُنْقِذٍ تَجْنيسُ التَحريفِ، وهو تَسميةٌ فظيعَةٌ، فتَسْمِيَتُه بِتَجْنيسِ التَشكيلِ أَوْلى.
قوله: {مَنْ أَسْلَمَ} مَنْ: يَجوزُ أنْ تَكونَ نَكِرَةً مَوْصوفةً واقعةً مَوْقِعَ اسْمِ جَمْعٍ، أيْ: أَوَّلُ فريقٍ أَسْلَمَ، وأَنْ تَكونَ مَوْصولَةً أيْ: أَوَّلُ الفريقِ الذي أَسْلَمَ. وأَفْرَدَ الضَميرَ في "أَسْلَمَ" إمَّا باعتبارِ لَفْظِ "فريق" المُقَدَّرِ، وإمَّا باعتبارِ لَفْظِ "مَنْ".
قولُه: {وَلاَ تَكُونَنَّ} فيه تأويلان، أحدُهُما على إضْمارِ القولِ أيْ: وقيلَ لي: لا تكونَنَّ، ولو كانَ معطوفًا على ما قبله لَفْظًا لقالَ: و"أنْ لا أكون" ومعناهُ: وأُمِرْتُ بالإِسْلامِ ونُهيتُ عَنِ الشِرْكِ. والثاني: أنَّه معطوفٌ على مَعمولِ "قُلْ" حَمْلًا على المعنى، والمَعْنى: قُلْ إنِّي قِيلَ لي: كُنْ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ولا تَكونَنَّ مِنَ المُشْرِكين فهُما جَميعًا مُحَمَّلان على القولِ، لكن أتى الأوَّلُ بِغيرِ لَفْظِ القَوْلِ وفيه مَعناهُ، فحَمَلَ الثاني على المَعنى. وقيلَ: هو عَطْفٌ على "قُلْ" أُمِرَ بَأَنْ يَقولَ كذا ونهى عَنْ كذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 14
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 13
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 29
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 46
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 62
» فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 77

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: