عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 76 الأربعاء مايو 29, 2013 12:53 pm | |
| الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا.
(76) قولُه ـ تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ إِعْلاَءِ كَلِمَةِ اللهِ، وَنَشْرِ دِينِهِ، لاَ يَبْتَغُونَ غَيْرَ رِضْوَانِ اللهِ. كلامٌ مُسْتَأنَفٌ سِيقَ لِتشجيعِ المؤمنين وتَرغيبِهم في الجهادِ.وقولُه: {والذين كَفَرُواْ يقاتلون فِى سَبِيلِ الطاغوت} أمَّا الذِينَ كَفَرُوا، فَإِنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ "الطَّاغُوتِ"، الذِينَ يُزَيِّنُ لَهُمُ الكُفْرَ، وَيُمَنِّيهِمُ النَّصْرَ. والطاغوتُ هو: المُبالِغُ والمُسرِفُ في الطُغيانِ، ويُطلَقُ على المُفرَدِ وعلى المُثنّى، وعلى الجَمْعِ.وقولُه: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} وَكَيْدُ الشَّيْطَانِ ضَعيفٌ، وَهُوَ لاَ يَسْتَطِيعُ نَصْرَ أَوْلِيَائِهِ. أمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَهُمُ الأَعِزَّةُ، لأنَّ اللهَ حَامِيهِمْ وَنَاصِرُهُمْ وَمُعِزُّهُمْ، فعن ابنِ عبّاسٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال: إذا رأيتمُ الشيطانَ فلا تَخافوه واحمِلوا عليْه إنَّ كيدَه كان ضعيفًا واهيًا، وقال مُجاهد كان الشيطانُ يَتراءى لي في الصلاةِ فكنتُ أَذكُرُ قولَ ابنِ عبّاسٍ فأَحمِلُ عليْه فيَذهَبُ عنّي.وَلِذَلِكَ فَعَلَى المُؤْمِنِينَ، أَوْلِيَاءِ اللهِ، أنْ لاَ يَخَافُوا أَعْدَاءَهُمُ الكُفَّارَ، لأنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ المُخْلِصِينَ. و"كيد الشيطان": تدبيرُه ووسوستُه لأتباعِه بالاعتداءِ على المؤمنين وتأليبِ النّاسِ عليهم، و"الكيدُ" السعيُ في فَساد الحالِ على جِهةِ الاحتيالِ. وسلوكُ الطرقِ الخَفيَّةِ في ضَرَرِ العدوِّ، فالشَيْطانُ وإنْ بَلَغَ مَكْرُهُ مهما بَلَغَ فإنَّه في غايةِ الضَعفِ، الذي لا يَقومُ لأَدنى شيءٍ مِنَ الحقِّ ولا لِكَيْدِ اللهِ لِعبادِه المؤمنين.وَيُقَالُ: أَرَادَ بِهِ يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ قَالَ لِلْمُشْرِكِينَ {لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ}.قولُه تعالى: {الذين آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله} كلامٌ مُستَأنَفٌ سِيقَ لِتشجيعِ المؤمنين وترغيبِهم فى الجِهادِ.وقولُه: {فقاتلوا} الفاءُ للتفريع، أي إذا كانت تلك غايتكم أيها المؤمنون وتلك هى غاية أعدائكم؛ فقاتلوهم بدون خوف أو وجل منهم لأن الله معكم بنصره وتأييده أماهم فالشيطان معهم بضعفه وفجوره.{كَانَ} تُفيدُ التأكيدَ على بيانِ أنَّ كيدَه مُذ كان ضعيفٌ، وقيل: هي بمعنى صار أي صار ضعيفاً بالإسلام، وقيل: إنَّها زائدةٌ وليس بشيءٍ. | |
|