عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 67 السبت مايو 25, 2013 8:57 am | |
| وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا.
(67) قولُهُ ـ جلَّ شأنُه: {وَإِذاً لاتيناهم مّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيماً} أيْ لأعطيناهم مِنْ عندِنا ثوابًا عظيمًا لا يَعرِفُ أحدٌ مَبْداهُ ولا يَبْلُغُ مُنْتَهاه، وإنَّما ذَكَرَ "من لدنا" تأكيداً ومُبالَغةً. وقد تأكَّدتْ عَظَمَةُ الجَزاءِ بِأُمورٍ ثلاثةٍ: أوَّلُها: تنكيرُهُ، فهذا التَنكيرُ يُشيرُ إلى أنَّه غيرُ محدودٍ بحدودٍ، فهيَ عظمةُ أَقصى ما يَصِلُ إليْه الخيالُ. ثانيها: أنَّه قال إنَّ ذلكَ مِنْ لَدُنِ اللهِ تعالى، وهذا شَرَفٌ إضافيٌّ لِهذا الجَزاءِ، وهو جَزاءٌ يَعلو على كلِّ جَزاءٍ مِنَ الناسِ، ثمَّ إنَّهُ جَزاءٌ يُستهانُ في سبيلِه كلُّ أَذًى. وثالثُها: الوصفُ بالعَظَمَةِ، والذي وصَفَهُ بِذلِكَ هو الحَكيمُ الخبيرُ، والخَلّاقُ العظيمُ.قولُهُ تعالى: {وَإِذاً} حرفُ جوابٍ وجَزاءٍ. وهذان المَعنَيانِ لازِمانِ لَها، عند سيبويْهِ، وقالَ الفارسيُّ تَكونُ جواباً فقط فإذا قال القائل: أَزورُك غداً، فقلتَ: "إذاً أُكْرِمَك" فهي عنده جوابٌ وجزاءٌ، وإذا قلتَ "إذاً أظنَّك صادقاً" كانت حرفَ جوابٍ فقط، وكأنَّه أَخَذَ هذا مِن قرينةِ الحالِ، وقد تقدَّمَ أنَّها مِنَ النَواصِبِ للمُضارِعِ بِشُروطٍ ذُكِرت. وقال أبو البقاء: وإذاً جوابٌ مُلْغاةٌ، فظاهرُ هذه العبارةِ موافقٌ لِقولِ الفارسيِّ، وفيه نظرٌ، لأنَّ الفارسيَّ لا يقول في مثلِ هذه الآيةِ إنَّها جَوابٌ فقط، وكونُها جواباً يَحتاجُ إلى شيءٍ مقدَّرٍ. كأنَّه قيلَ: وماذا يكونُ لهم بعدَ التَثبيتِ أيْضاً فقيلَ: لو ثَبتوا لآتيناهم. وقولُه: {مِنْ لَدُنّا} متعلِّقٌ بـ "آتيناهم". وقيلَ إنَّه متعلِّقٌ بمحذوفٍ لأنَّه حالٌ مِنْ "أجراً"؛ ولأنَّه في الأصلِ صفةُ نَكِرَةٍ قُدِّمَتْ عليْها، و"أجراً" مفعولٌ ثانٍ لـ "آتيناهم". | |
|