عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 168 الثلاثاء أبريل 02, 2013 7:59 pm | |
| الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.
(168) قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ} مَعْنَاهُ لِأَجْلِ إِخْوَانِهِمْ، وَهُمُ الشُّهَدَاءُ الْمَقْتُولُونَ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَهُمْ إِخْوَةُ نَسَبٍ وَمُجَاوَرَةٍ، لَا إِخْوَةُ الدِّينِ. أَيْ قَالُوا لِهَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ: لَوْ قَعَدُوا، أَيْ بِالْمَدِينَةِ مَا قُتِلُوا. وَقِيلَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَأَصْحَابُهُ لِإِخْوَانِهِمْ، أَيْ لِأَشْكَالِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: لَوْ أَطَاعُونَا، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا، لَمَا قُتِلُوا. وَقَوْلُهُ: {وقعدوا لَوْ أَطاعُونا ماقتلوا} أيْ أَطاعونا ولمْ يَخْرُجُوا إِلَى قُرَيْشٍ. "وَقَعَدُوا" أَيْ قَالُوا هَذَا الْقَوْلَ وَقَعَدُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ الْجِهَادِ. قولُه: {قُلْ فَادْرَؤُا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أَيْ قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: إِنْ صَدَقْتُمْ فَادْفَعُوا الْمَوْتَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ. وَالدَّرْءُ الدَّفْعُ. بَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ الْحَذَرَ لَا يَنْفَعُ مِنَ الْقَدَرِ، وَأَنَّ الْمَقْتُولَ يُقْتَلُ بِأَجَلِهِ، وَمَا عَلِمَ اللَّهُ وَأَخْبَرَ بِهِ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ. وَقِيلَ: مَاتَ يَوْمَ قِيلَ هَذَا، سَبْعُونَ مُنَافِقًا. وَقَالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْمُفَسِّرِينَ بِسَمَرْقَنْدَ يَقُولُ: لمَّا نَزَلَتْ الآية: "قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ" مَاتَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ نَفْسًا مِن المُنافقين.قوله تعالى: {الذين قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ} جَوَّزوا في مَوضِعِ "الذين" الألقابَ الثلاثةَ: الرفعَ والنصبَ والجرَّ، فالرفعُ مِنْ ثلاثةِ أَوْجُهٍ، أحَدُها: أَنْ يكونَ مرفوعاً على خبرِ مبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه: همُ الذين. الثاني: أنَّه بَدَلٌ مِن واوِ "يكتمون". الثالث: أنَّه مبتدأٌ، والخبرُ قولُه: {قُلْ فَادْرَؤوا} ولا بُدَّ من حَذْفِ عائدٍ تقديرُه: قل لَهم فادرؤوا. والنصبُ مِن ثلاثةِ أوْجُهٍ أيضاً، أحدُها: النصبُ على الذَمِّ أيْ أَذُمُّ الذين قالوا. والثاني: أنَّه بدلٌ مِن "الذين نافقوا" الثالثُ: أنَّه صفةٌ لهم. والجَرُّ من وجهين: البَدلُ مِن الضَميرِ في "بأفواهِهم"، أو من الضمير في "قلوبِهم" كقولِ الفرزدق: على حالةٍ لو أنَّ في القومِ حاتماً ........... على جودِه لَضَنَّ بالماءِ حاتمِبِجَرِّ "حاتم" على أنَّه بدلٌ مِن الهاءِ في "جوده"، وقد تقدَّم الخلافُ في هذه المسألة.قولُه: {وَقَعَدُواْ} يَجوزُ في هذه الجملةِ وجهان أَحَدُهُما: أنْ تكون حاليَّةً مِن فاعلِ "قالوا" و"قد" مرادةٌ، أي: وقد قعدوا، ومجيءُ الماضي حالاً بالواوِ وقد، أو بأحدِهما، أو بدونِهِما ثابتٌ مِن لسانِ العربِ. والثاني: أنها معطوفةٌ على الصلةِ فتكونُ معترِضَةً بيْن "قالوا" ومعمولِها وهو "لو أطاعونا". | |
|