عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 87 الأحد فبراير 10, 2013 2:08 pm | |
| أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
(87) قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ} إشارةٌ إلى الذين تقدم وصفهم بالكفر في الآيات السابقة، فالإشارة ليست إلى أشخاصهم؛ لأنه لم يذكر أشخاصًا، إنَّما ذكر أوصافاً، وقد ذكر سبحانه في هذه الآيةِ الكريمةِ الجزاءَ الأوَّلَ لهم، وهو لعنةُ الجميع عليهم، وهي لعنةٌ من اللهِ، وهي أعلاها، ولعنةٌ من الملائكةِ، ولعنةٌ من الناسِ أجمعين، والَّلعنُ من الله هو الطردُ من رحمته ومن خلقه طلب لعنهم من الله سبحانه. أيْ أنَّها لعنةٌ مِنَ الخالقِ والمخلوقينَ العقلاء سواء منهم من كانت طبيعتُه روحيَّةً ملَكيَّة، ومَن كانت طبيعتُه إنْسانيَّةً لها صلةٌ بأعلاقِ الأرضِ ولها صلةٌ بالروحانيَّةِ السماويَّةِ؛ ذلك بأنَّ الظلمَ أبغضُ الصفاتِ الإنسانيَّةِ عندَ اللهِ وعند الناس، فالله سبحانه قد كتب العدل على نفسه وحرم عليها الظلمَ وجعله محرَّما بين عباده، فقد ورد في الحديث القدسي: (يا عبادي إني قد حرَّمتُ الظُلمَ على نفسي فلا تَظَالموا)، والظالمون الذين سيطر الغرض والهوى على نفوسِهم فلا يُذعنون للحقِّ إذا عارض أهواءهم الظالمة، لَا يحبُّهم أحدٌ، فإنَّ من غَلَبَ عليه هواه، أبغضَه الناسُ، حتى الذين يماثلونه في صفاته فإنم ينفرون منه ويلعنونه لتعارض مصالحهم مع مصالحه، ولأن ظلمه قد يطالهم، ولذلك قال: "والناس أجمعين"، ولأنَّ هذه الصفات المنكرة تتعارض مع الفطرة الإنسانية لذلك فإنهم جميعاً ينكرونها ويلعنون مرتكبها، وإن ارتكبوها هم أحياناً كلها أو بعضاً منها، فالمرءُ كما يقول المثل السائرُ يرى القذى في عين أخيه ولا يرى العُوَّارَ في عينه.قوله تعالى: {جَزَاؤُهُمْ} مبتدأ ثانٍ، و"أنَّ عليهم" في محلِّ رفعٍ خبراً لـ "جزاؤهم"، والجملةُ خبرٌ لأولئك. أو يكونَ "جزاؤهم" بدلاً من "أولئك" بدلَ اشتمال، و"أن عليهم" خبرُ أولئك. وقال هنا: "جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ الله" وهناك {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ} البقرة: 161 دون "جزاؤهم" قيل: لأنَّ هناك وَقَعَ الإِخبارُ عَمَّن توفي على الكفر، فمن ثَم حَتَّم اللهُ عليه اللَّعنةَ بخلافه هنا، فإنَّ سببَ النزولِ في قومٍ ارتدُّوا ثم رجَعوا للإِسلام. ومعنى "جزاؤهم" أي: جزاءُ كفرِهم وارتدادهم. | |
|