عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 149 الخميس مارس 21, 2013 4:40 am | |
| يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ. (149) قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا} نداءٌ للمؤمنين، بأنَّه لَا يليقُ بهم أنْ يُطيعوا الذين كفروا؛ فإنَّ الكفرَ والإيمانَ نقيضان والنقيضان لا يجتمعان في قلبٍ واحدٍ، والمعنى المقصودُ هو التحذيرُ من مسايرةِ الكافرين مطلقاً؛ إذْ كلُّ مُسايَرَةٍ طاعةٌ، ولا يَليقُ بالمؤمن أنْ يطيعَ كافرًا؛ بل يَجبُ أنْ يكونَ في حَذَرٍ دائمٍ منه، لأنه لو أطاع المؤمنُ الكافر لارتد عن إيمانه. بينما أَمَرَ ـ تَعَالَى ـ بِالِاقْتِدَاءِ بِمَنْ تَقَدَّمَ مِنْ أَنْصَارِ الْأَنْبِيَاءِ ـ عليهم السلامُ. و"الَّذِينَ كَفَرُوا" يَعْنِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ: وَقِيلَ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ فِي قَوْلِهِمْ لِلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ: ارْجِعُوا إِلَى دِينِ آبَائِكُمْ. و"الَّذِينَ كَفَرُوا" هم المعنِيّون في قولِه: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ}، لكنّه لمّا ذَكرهم هناك باللفظ العام وهو أهلُ الكتابِ الواقعِ على مُؤْمِنِهم وكافِرِهم خَصَّ فريقاً منهم. وقد عرَّض في الأوَّلِ بالنَهي، فلمَّا بَيَّن أحوال المَنهيِّ عن طاعتِهم، ونبَّه على فسادِهم وإرادتِهم الشرَّ بالمُسلمين أعاد النَهْيَ عن طاعتِهم مصرِّحًا، واللفظُ عام يشملُ الجميع. وقولُه: {يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ} أَيْ إِلَى الْكُفْرِ. {فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ} أَيْ فَتَرْجِعُوا مَغْبُونِينَ.قولُه ـ تعالى: {إن تطيعوا} تُشيرُ أداةُ الشرطِ "إن" إلى بُعْدِ احتِمالِ أنْ يُطيعَ المؤمنون الكافرين، بعكس "إذا" التي تفيدُ تحقُّقَه، وتحقُّقَ الجَزاءِ، أما "إن"، فتفيد بُعدَ احتمالِ تَحَقُّقِ الشرطِ وبالتالي لَا يَتحقَّقُ الجزاء. وقولُه: {يَرُدُّوكُمْ} جوابُ "إِن تُطِيعُواْ". و{خَاسِرِينَ} حال. | |
|