عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 132 السبت مارس 09, 2013 3:50 am | |
| وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. (132) قولُه ـ تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} واطيعوا الله" في كلِّ ما أمركم به ونَهاكم عنه "والرسول" الذي يُبَلِّغُكم أوامِرَهُ ونَواهيه. وقد قَرَنَ طاعةَ الرسولِ بطاعةِ ذاتِه العليَّةِ تَشريفاً لِقَدْرِه ـ عليه الصلاةُ والسلامُ، وتخفيفاً على الأمَّةِ حيثُ ردَّهم إلى صُحبةِ شَخْصٍ من أنْفُسِهم، فإنَّ الجِنسَ إلى الجِنْسِ أَسْكنُ. وقيل إنّها معاتَبَةٌ مِن الله عزَّ ـ وجَلَّ ـ لأَصحابِ رسولِهِ ـ صلى اللهُ عليْه وسلمُ ـ الذين خالَفوا أمرَه يومَ أُحِدٍ، فأخلُّوا بمراكزهم التي أُمِروا بالثباتِ عليْها.وقولُه: {لَعَلَّكم تُرْحَمون} راجين رَحمَتَه، و"لعل" و"عسى" فى أمثال ذلك دليلُ عِزَّةِ التَوَصُّلِ إلى ما جُعِلَ خبرًا لَه. ولا يَخفى على الفَطِنِ ما فيه مِنَ المبالغةِ في التهديدِ على الرِّبا حيثُ أتى بـ "لَعَلَّ" في فلاحِ مَنِ اتَّقاهُ واجْتَنَبَه، لأَنَّ تعليقَ إمكانِ الفَلاحِ ورجائه بالاجْتِنابِ منه يَستلزِم امتِناعَ الفلاحِ لهم إذا لم يَجتَنِبوه ويَتَّقوهُ مع إيمانِهم. ثمَّ أوْعَدَ عليْه بالنارِ التي أُعِدت للكافرين معَ كونِهم مؤمنين فما أعظَمَها مِن مُصيبةِ تُوجَبُ عِقابَ الكُفَّارِ للمُؤمنين وما أشَدَّهُ مِن تَغليظٍ عليْه، ثمَّ أمَدَّ التغليظَ بالأمرِ بِطاعَةِ اللهِ رسولِه تعريضًا بأنَّ آكلَ الرِّبا منغمسٌ في المعصيةِ لا طاعةَ له، ثمَّ علَّقَ رجاءَ المؤمنين بطاعةِ اللهِ ورسولِه إشعارًا بأنَّه لا رَجاءَ للرحمةِ معَ هذا النوعِ مِنَ العِصيان. | |
|