عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 123 الثلاثاء مارس 05, 2013 3:15 am | |
| وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
(123) قوله ـ تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ} بَيانٌ لِما يَترتَّبُ على الصَّبْرِ والتقوى إثْرَ بيانِ ما تَرَتَّبَ على عدمِهما، أو هي مُساقةٌ لإيجاب التوكُّلِ على اللهِ بذكر ما يُوجبُه. وبَدْرٌ هو بئرٌ لرجلٍ مِن جُهينَةَ يُقالُ له بدرٌ بن كلدة. فسُمِّيتْ به، وقال الواقدي: اسمٌ للمَوضِعِ، وقيل: للوادي وكانت كما قال عِكْرِمَةُ متجراً في الجاهليَّةِ. وقيلَ سُمِّي بذلك لِصفائِه كالبَدْر، وقيل: لاستدراتِه. وقال قتادة: إنَّ بدراً ماءٌ بيْن مكَّةَ والمَدينةِ التَقى عليه النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ والمشركون وكان أوَّلَ قتالٍ قاتَلَهُ النبيُّ، وكان ذلك يومَ الجمعة السابع عشرَ من شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة وقولُه: {وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ} أَذِلَّةٌ جمعُ ذليلٍ، وفُضِّلت صيغةُ صيغةُ جمعِ القلَّةِ هذه "أذلة" على "ذلائل" لِتدُلَّ على قِلَّة عدد المسلمين مع قِلَّةِ عُدَّتِهم، وقيلَ المقصودُ هو: وأنتم أَذِلَّةٌ في أَعْيُنِ غَيْرِكم، وإن كنتم أعِزَّةً في أَنْفُسِكم، وقد تقدَّمَ الكلامُ على عددِهم وعددِ المُشرِكين إذْ ذاك.قولُه: {فاتَّقوا اللهَ} باجتِنابِ معاصيهِ وما يُغضبُهُ، والصبرِ على طاعتِه، ولم يُصرِّحُ بالأمْرِ بالصبرِ اكتِفاءً بما سبقَ وما لَحِقَ معَ الإشعارِ، على ما قيلَ بشرف التقوى وأَصالتِها وكونِ الصبرِ مِن مَباديها اللازمةِ لها. وفي ترتيبِ الأمرِ بها على الإخبار بالنصرِ إعلامٌ بأنَّ نصرَهمُ المذكورَ كان بسببِ تقواهم. قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لعلَّكم تقومون بِشُكرِ ما أنعمَ به عليكم من النصر القريب بسببِ تقواكم إيَّاه، ويُحتَمَلُ أنْ يَكونَ كنايةً أو مجازاً عن نيلِ نِعمةٍ أخرى تُوجِبُ الشُكْرَ كأنَّه قيل: فاتقوا الله لعلكم تنالون نعمةً مِن اللهِ تعالى فتَشكرونَه عليها، فوَضَع الشكرَ مَوضِعَ الإنْعامِ لأنَّه سببٌ له.قوله تعالى: {بِبَدْرٍ} متعلق بـ "نَصَرَكم" وفي الباء حينئذٍ قولان، أظهَرُهُما: أنَّها ظَرفيَّةٌ، أي: في بدرٍ كقولك: زيدٌ بمكَّةَ أي: في مكَّة. والثاني: أنْ يتعلَّقَ بمَحذوفٍ على أنها باءُ المُصاحَبَةِ، فمحلُّها النصبُ على الحال أي: مصاحبين لبدْرٍ.والتوكُّل: إمَّا من الوَكالة وهي تفويضُ الأمرِ إلى مَنْ تَثِقُ بِحُسْنِ تدبيرِه ومعرفتِه في التصرُّف، وإمَّا مِنْ وَكَلَ أمرَه إلى فلانٍ إذا عَجِز عنه. قال ابنُ فارسٍ: هو إظهارُ العَجْزِ والاعتمادُ على غيرك، يُقال: فلانُ وَكَلَةٌ تُكَلَةٌ أي: عاجزٌ يَكِلُ أمرَه إلى غيره. والتاء في "تُكَلة" بدلٌ من الواو كتُخَمة وتُجاه.قوله: {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} في محلِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ مفعولِ "نصركم". | |
|