عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 116 الجمعة مارس 01, 2013 6:57 pm | |
| إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) قولُه ـ تبارك وتعالى: {إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم} وعيدٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ للفَسَقةِ مِن أهلِ الكتاب، الذين أخبرَ اللهُ عنهم بأنَّهم فاسقون، وأنَّهم قد باؤوا بغضبٍ منه ـ سبحانَه، كلُّهم ومن كان على شاكلتهم من أهل الكفر بالله ورسوله وما جاء به محمَّدٌ ـ عليه الصلاةُ والسلام ـ من عندِ الله. فجحَدوا نُبُوَّتَه وكذَّبوه، فلن تغنيَ عنهم أموالهم ولا أولادهم مِن اللهِ شيئًا، من عقوبة الله يوم القيامةِ ـ إنْ أخرَّها لهم إلى يوم القيامة، ولا في الدنيا إنْ عجَّلَها لهم فيها. وإنَّما خَصَّ أولادهم وأموالهم، لأنَّ أَولادَ الرجلِ هم الأقربُ إليه، وهو على ماله أقدر منه على مال غيره، وأمرُه فيه أَنفذُ مِنْ أمرِه في مالِ غيره. فإذا لم يُغْنِ عنه ولدُه لِصُلْبِه، ولا مالُه الذي هو نافذُ الأمرِ فيه.وقولُه: {وأولئك أصحابُ النَّارِ}. أولئك: أي الموصوفون بالكفر "أصحابُ النار" أي ملازموها وهو معنى الأصحاب عُرْفاً. أخبرَ جلَّ ثناؤه أنَّهم همْ أهلُ النارِ وإنَّما جعلَهم أصحابَها، لأنَّهم أهلُها الذين لا يَخرُجون منها ولا يُفارقونها، مؤكداً لذلك ولهذا فصَّلَ. والمُرادُ مِن المَوصولِ إمَّا سائرُ الكفَّارِ فإنَّهم فاخَروا بالأَموالِ والأَولادِ حيثُ قالوا: {نَحْنُ أَكْثَرُ أموالًا وأولادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} سبأ: 35. فرَدَّ اللهُ ـ تعالى ـ عليهم، وهم بَنو قُريْظةَ وبنو النضيرِ رويَ هذا عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، وقيل: هم مُشرِكو قُريشٍ وقيلَ وقيلَ ولعلَّ مَنِ ادَّعى العُمومَ ـ وهو الظاهرُ ـ قال بدخولِ المذكورين دخولاً أوَّلياً، والمُرادُ مِن الإغناءِ الدفعُ، ويقالُ: أَغنى عنه إذا دفع عنْه ضَرَراً لولاهُ لَنَزَلَ بِه أيْ لن تَدفَعَ عنهم يومَ القيامةِ أموالُهم التي عوَّلُوا عليْها في المُهِمَّاتِ ولا مَنْ هو أَرْجى لهم مِنْ ذلك وأعظمُ عندَهم، وهمُ أَوْلادُهم، لن يدفع عنهم كلُّ ذلك شيئاً مِن عذابِ اللهِ ـ تعالى ـ ولا شيئاً يسيراً منه. وقال بعضُهم : المُرادُ بالإغناءِ الإجزاءُ، يُقالُ: ما يُغني عنك هذا أيْ ما يَجْزي عنك وما يَنفعُك. قولُه ـ تعالى: {مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} مِن: للبدَلِ أو الابتداء، و"شيئاً" مفعولٌ مُطلَقٌ لـ "يغني"، أيْ لَن يَجزي عنهم ذلك مِنْ عذابِ اللهِ تعالى شيئاً مِن الإجزاء، وذلك على التفسيرِ الأوَّل للإغناء وجَعْلِ هذا معنى حقيقيًّا لَه دونَه يُقالُ بالتَضمينِ، وأَمرُ المفعوليَّةِ عليْه ظاهرٌ لِتعدِّيه حينئذ. وقولُه: {هُمْ فِيهَا خالدون} تأكيدٌ لِما يُرادُ من الجُملة الأولى "أولئك أصحاب النار" واختيارُ الجُملةِ الاسميَّةِ للإيذان بالدوام والاستمرارِ وتقديمِ الظَرْفِ مُحافظةً على رؤوسِ الآيِ. | |
|