عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 74 الأحد ديسمبر 23, 2012 10:01 am | |
| يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
(74) قولُه تعالى:{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} يختصُّ مَن يَشاءُ بفنونِ إنْعامِه، فالرحمةُ على هذا سببٌ لتخصيصِ النِّعمةِ لِمنْ أراده. فقومٌ اختصَّهم بنِعمةِ الأَخلاقِ وقومٌ اختصَّهم بنِعمةِ الأرزاقِ، وقومٌ اختصَّهم بنعمةِ العِبادةِ ... قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} إبراهيم: 34. والاختصاص: انفرادُ بعضٍ بما لا يُشارِكُه فيه الجُمْلَة. والفضل في الإِعطاء: الزيادة على المستحق الذي هو العدل، وقولُ الحَسَنِ ومُجاهِدٍ والربيعِ: إنَّ الرحمةَ هاهُنا النُبوَّةُ. وقال ابنُ جُريجٍ هي القرآنُ، والقولان صحيحان. لأن كليهما داخلان في الرحمة، ولا شكّ أنَّ مَن أُعطيَهُما فقد خُصَّ برحمةٍ عظيمةٍ منه سبحانه، وكذلك قول من قال: عنَى بالرحمةِ الحُسْنى المذكورة في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} وقول مَن قال: عنَى بِه الوقوفَ على حقائقِ كلامِه، الذي خُصَّ بِه خواصُّ عبادِه المَوصوفين بقولِه: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}، فكلُّ ذلك داخلٌ في عمومِ رحمتِه.واختصَّ تُستعملُ لازمةً ومتعدِّيةً، فيُقالُ اختصَّهُ اللهُ بفضلِه، ويُقالُ اختَصَّ بفضلِ الله، والله سبحانَه وتعالى بمُقتَضى عِلمِه وحِكمتِه يَختصُّ برحمةٍ معيَّنَةٍ مِن رحماتِه خلقًا مِن خلقِه، فقد يَقولُ قائلٌ إنَّ كلَّ مَن في الوُجودِ في رحمةِ اللهِ تعالى، ما مِن أحدٍ مِن خلقِ اللهِ تعالى إلَّا نالَه نصيبٌ مِن رحمةِ اللهِ، ومنهم مَن يَشكُرُ، ومنهم مَن يَكفُر، فَلِمَ عبَّر ـ سبحانَه وتعالى بهذا الاختِصاصِ، ولا عامّ أعمّ من رحمةِ اللهِ، ولا عُموم إلَّا في فضلِ اللهِ تعالى؟.والجوابُ عن ذلك أنَّ الرحمةَ التي يَختَصُّ اللهُ تعالى بعضَ عبادِه بها هي الرحمةُ النوعيَّة، فيَختَصُّ ـ سبحانَه ـ هذا بالعلم، وذاك بالمال، وهذا بالجاه، وذلك بالراحة، وهذا الفريق بالرسالة والهداية، وذلك الفريق بالغلَبِ والسُلطان؛ و"كلٌّ ميَسَّرٌ لِما خُلقَ له". | |
|