روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 68

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  68 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  68 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 68   فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  68 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 19, 2012 7:38 am

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ
(68)


قولُه
تعالى: {
إنَّ
أَوْلى النَّاسِ بإبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ
}
أي أحقُّهم به وأَخَصُّهم الذينَ اتَّبَعوا مِلَّتَه واقتَدَوا بدينِه وسَلكوا
طريقَه ومنهاجَه، فوحَّدوا اللهَ مخلصين له الدينَ، وسَنُّوا سُنَّتَه، وشرَعوا
شرائعَه، وكانوا للهِ حُنَفاءَ مُسلمينَ غيرَ مُشرِكين به.



قولُه:
{
وهذا النبي} من عطف الخاص على العام وهو معطوف على الموصول قبله، ويعني
بـقولِه: "
هذا النبيّ"
محمَّداً ـ صلى الله عليه وسلم، وأفرَدَه بالذكرِ تعظيمًا له وتشريفًا وأَولويَّتُه
ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإبراهيمَ مِن جِهَةِ كونِه مِن ذُرِّيَّتِهِ ومِنْ جِهَةِ
مُوافَقَتِه لِدينِه في كثيرٍ مِنَ الشريعةِ المُحَمَّدِيَّةِ. فقد أخرج الترمذي
والحاكم وصحَّحه عن ابنِ مسعودٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ أنَّ رسولَ اللهِ ـ صلى اللهُ
عليْه وسلم ـ قال: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً منَ النبيِّين وإنَّ وَلِيي منْهم
أبي خليلَ ربّي)) ثمَّ قَرَأ هذه الآية.



قولُه:
{
والذين آمنوا} معه مِن أُمَّةِ محمد ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وقال
الحسن ُكلُّ مؤمنٍ وليُّ إبراهيمَ مِمَّنْ مَضى ومِمَّن بَقى. وحينما قال اليهود:
إنَّ إبراهيم ـ عليه السلام ـ كان يهوديًّا وقال النصارى كان نَصرانِيًّا. إنَّما
قالوا ذلك لأنَّ في إبراهيمَ أُبُوَّةَ الأَنْبياءِ. فقد أرادوا أنْ يَستَحضِروا
أصلَ الخَلِيَّةِ الإيمانيَّةِ في مُحاولَةٍ لأنْ يَنسِبوها إلى أَنْفُسِهم، وتَناسَوْا
أنَّ المَسْأَلَةَ الإيمانيَّةَ ليْستْ بالجِنْسِ أو النَسَبِ، أو أيِّ انتِماءٍ
آخَرَ غيرِ الانتماءِ لِمنهَجِ اللهِ الواحدِ. أخرج ابنُ أبي حاتَمٍ عن الحَكَمِ
بنِ ميناءَ أنَّ رسولَ اللهِ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ـ قال: ((يا معشرَ قُريشٍ
إنَّ أَوْلى الناسِ بالنبيِّ المُتَّقون، فكونوا أنتم سبيلَ ذلك، فانظروا أنْ لا يَلقاني
النَّاسُ يَحمِلون الأعمالَ وتَلْقَوْني بالدُّنيا تَحمِلونَها فأصدَّ عنكم بوجهي))
ثمَّ قَرأ: "
إنَّ أَوْلى النَّاسِ بإبراهيمَ" الآيةَ. ولذلك فإنَّ أَوْلى النَّاسِ بإبراهيمَ
ليس مَنْ جاءَ من ذُرِّيَّتِه، بل من اتَّبَعه، ومحمَّد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد
اتَّبَعَ إبراهيمَ ـ عليْه السلامُ ـ لذلك فلا علاقةَ لإبراهيمَ بمن جاء من نسلِهِ،
من أولئك الذين حرَّفوا المِنهَجَ ولم يُواصِلُوا الإيمانَ، لقد حَسَمَ اللهُ هذه
القضيَّةَ عندما قالَ سبحانَه: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ
فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن
ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} البقرة: 124.



قولُه:
{
والله ولي المؤمنين} تَوَلَّاهُمُ اللهُ لأنَّهم تَوَلَّوْا دينَه، ووافقوا
توحيدَه، ووِلايةُ اللهِ إنَّما تكونُ بالعَوْنِ والنُّصْرَةِ والتخصيصِ والقربة.
ويُجازيهم بالحُسنى، كما هو شأنُ
الوَلِيِّ، ولم يَقُلْ "ولِيُّهم" للتنبيهِ بأنَّ اللهَ تعالى إنَّما
يكونُ وليًّا لِعبادِه المؤمنين. ومن ذلك يُعلَمُ ثُبوتُ الحِكْمِ للنبيِّ بدَلالةِ
النَّصِّ، قال ابنُ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ تعالى عنهُما ـ قال رؤساءُ اليهودِ: واللهِ
يا محمَّدُ لقد علِمتَ أنَّا أَوْلى بدينِ إبْراهيمَ منكَ ومِن غيرِكَ وأَنَّه كان
يَهوديًّا وما بِكَ إلَّا الحَسد. فأنزلَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ، وجاء في سبب
نزولها فيما رواه الكلبيُّ عن أبي صالحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ، وما رواه محمد بن إسحاق
عن ابنِ شهابِ بإسنادِه، أنَّه لمَّا هاجر جعفرٌ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه وأُناسٌ
مِن أصحابِ رسولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الحَبَشةِ واستقرتْ بهمُ الدّارُ
وهاجرَ النبيُّ إلى المدينة، وكان من أمرِ بدْرٍ ما كان، اجتمعتْ قريشٌ في دارِ
النَدْوةِ وقالوا: إنَّ لنا في الذين عندَ النَّجاشيِّ من أصحابِ محمدٍ ثأرًا ممَّنْ
قُتِلَ منكم بِبدْرٍ، فاجْمَعوا مالًا وأَهدوه إلى النَّجاشيِّ لعلَّه يَدفَعُ
إليكم مَنْ عندَه مِن قومِكم ولْيُنْتَدَبْ لِذلك رَجُلان مِنْ ذوي رأيِكم، فبَعثوا
عَمْرَو بنَ العاصِ وعَمارةَ بنَ الوَليدِ مع الهدايا، الأَدَمِ وغيرِه، فرَكِبا
البَحْرَ وأَتَيا الحَبَشَةَ فلمَّا دَخلا على النَّجاشي سَجَدا له وسلَّما عليه
وقالا لَه: إنَّ قومَنا لكَ ناصحونَ شاكرون ولِصَلاحِكَ مُحِبُّون وإنَّهم بَعثونا
إليْك لِنُحَذِّرَك هؤلاء الذين قدِموا عليك، لأنَّهم قومُ رَجُلٍ كذّابٍ، خرج
فينا يَزْعُمُ أنَّه رسولُ اللهِ، ولم يُتابِعُه أحدٌ منَّا إلَّا السُفهاءَ، وإنَّا
كنَّا قد ضيَّقْنا عليهم الأمرَ وأَلجأناهم إلى شِعْبٍ بأرضِنا لا يَدخُلُ عليهم
أحدٌ، ولا يَخرُج منهم أحدٌ، قد قتلَهمُ الجُوعُ والعطشُ، فلمَّا اشْتَدَّ عليهمُ
الأمرُ بعثَ إليْك ابنَ عمِّه لِيُفْسِدَ عليك دينَك ومُلْكَكَ ورَعيَّتَكَ، فاحذرْهم
وادْفعْهم إليْنا لِنَكْفيكَهم، وقالا وآيةُ ذلك أنَّهم إذا دخلوا عليك لا يَسجدون
لَكَ ولا يُحَيُّونَك بالتحِيَّةِ التي يُحيِّيكَ بِها النَّاسُ رَغبَةً عن دينِكَ
وسُنَّتِك، قال: فدَعاهُمُ النَّجاشيُّ فلمَّا حَضَروا، صاحَ جعفرٌ بالبابِ:
يستأذنُ عليكَ حزبُ اللهِ، فقالَ النَّجاشِيُّ: مُرُوا هذا الصائحَ فلْيُعِدْ كلامَهُ،
ففعلَ جعفرٌ فقال النَّجاشِيُّ: نعمْ فلْيَدْخُلوا بأمانِ اللهِ وذِمَّتِهِ، فنَظَرَ
عَمرٌو بنُ
العاصِ
إلى صاحبِه فقال: أَلَا تسمَع كيفَ يَرْطِنونَ بِحِزْبِ اللهِ وما أجابَهم به النَجاشِيُّ،
فساءهُما ذلك ثمَّ دخلوا عليْه فلم يَسجُدوا له، فقال عَمرٌو بنُ العاصِ: ألَا تَرى
أنَّهم يَستكبِرون أَنْ يَسْجُدوا لَك؟ فقال لهم النَّجاشِيُّ: ما مَنَعَكم أنْ تَسْجُدوا
لي وتُحَيُّوني بالتَحِيَّةِ التي يُحيِّيني بها مَنْ أتاني مِن الآفاق؟ قالوا: نَسجُدُ
للهِ الذي خَلَقَكَ ومَلَّكَكَ، وإنَّما كانت تِلك التحيَّةُ لنا ونحنُ نَعبُدُ
الأوثانَ، فبَعثَ اللهُ فينا نَبيًّا صادقًا فأمَرَنا بالتَحِيَّةِ التي رَضيَها
اللهُ وهي السلامُ تحيَّةُ أهلِ الجَنَّةِ، فعَرَفَ النَّجاشيُّ أنَّ ذلك حقٌّ وأنَّه
في التوراةِ والإنجيلِ قال: أيُّكم الهاتِفُ: يَستأذِنُ عليك حزبُ اللهِ؟ قال
جعفر: أنا، قال: فتكلَّمْ، قال: إنَّكَ مَلِكٌ مِن مُلوكِ أهلِ الأرضِ، ومِن أهلِ
الكِتابِ، ولا يَصلُحُ عندَك كَثْرةُ الكَلامِ، ولا الظلمُ وأنا أُحِبُّ أنْ أُجيبَ
عن أَصحابي، فَمُرْ هذيْن الرَّجليْن فلْيَتكَلَّمْ أحدُهما ولْيُنْصِتِ الآخرُ
فتسمع محاورتنا. فقال عَمْرو لِجعفر: تَكلَّمْ، فقال جعفر للنجاشيِّ: سَلْ هذين
الرَّجليْن أَعبيدٌ نحن أمْ أحرارٌ؟ فإنْ كنَّا عَبيدًا أَبَقْنَا مِن أَربابِنا
فارْدُدْنا إليهم، فقال النجاشيُّ: أَعبيدٌ همْ أمْ أحرارٌ؟ فقال عَمرو: بلْ أَحرارٌ
كِرامٌ، فقال النجاشيُّ: نَجَوا مِن العُبوديَّةِ. ثمَّ قال جعفر: سلْهُما هلْ أَهْرَقْنا
دَمًا بغيرِ حَقٍ فيُقتَصُّ مِنَّا؟ قال النَجاشيُّ: إنْ كان قِنطارًا فعليَّ قَضاؤه،
فقال عَمرو: لا ولا قيراطًا، قال النجاشيُّ: فما تطلبون منهم؟ قال عَمرو: كنَّا
وهمْ على دينٍ واحدٍ وأَمْرٍ واحدٍ على دينِ آبائنا، فتركوا ذلك وابتَغَوْا غيرَه
فبعَثَنا إليكَ قومُهم لِتَدفَعَهم إليْنا، فقال النَّجاشيُّ: ما هذا الدينُ الذي
كنتم عليْه والدينُ الذي اتَّبَعْتُموه اصْدُقْني، قال جعفر: أمَّا الدينُ الذي كنَّا
عليه فتَرَكناه فهو دينُ الشيطان، كنَّا نَكفُر باللهِ ونعبُدُ الحِجارةَ، وأمَّا
الدينُ الذي تحوَّلْنا إليه فدينُ اللهِ الإسلامُ، جاءنا بِهِ مِن اللهِ رسولٌ
وكتابٌ مثلُ كتابِ عيسى بنِ مريمَ مُوافِقًا له، فقال النَّجاشيُّ: يا جعفرُ تكلَّمت
بأمرٍ عظيمٍ فعلى رِسْلِكَ، ثمَّ أمَرَ النَّجاشيُّ فضُرِبَ بالنَّاقوسِ فاجتمَعَ
إليْه كلُّ قِسِّيسٍ وراهبٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا عندَه قال النَّجاشِيُّ: أَنْشُدُكُمُ
اللهَ الذي أَنزَلَ الإنجيلَ على عيسى هل تَجِدون بيْن عيسى وبيْن يومِ القيامَةِ
نبيًّا مُرْسَلًا فقالوا: اللهمَّ نعم، قد بَشَّرَنا به عيسى وقال: مَنْ آمَنَ بِه
فقد آمَنَ بي، ومَن كَفَرَ به فقد كَفَرَ بي، فقال النَّجاشيُّ لِجعفَرَ: ماذا يَقولُ
لكم هذا الرجلُ وما يَأمُرُكم به وما يَنْهاكم عنه؟ فقالَ: يَقرأُ عليْنا كتابَ
اللهِ ويأمُرُ بالمَعروفِ ويَنهى عن المُنكَرِ ويأمُرُ بحُسْنِ الجِوارِ وصِلَةِ
الرَّحِمِ وبِرِّ اليَتيمِ ويأمُرُنا بأنْ نَعبُدَ اللهَ وحدَه لا شريكَ لَه،
فقال: اقْرَأْ عليَّ مما يَقرأُ عليكم فقرَأَ عليهم سورةَ العَنكبوتِ والرومِ
ففاضتْ عيْنا النَّجاشي وأَصحابِه مِن الدمعِ وقالوا: زِدْنا يا جعفرُ مِن هذا
الحديثِ الطَيِّبِ فقرأَ عليهم سورةَ الكَهفِ فأَرادَ عَمْرو أنْ يُغْضِب النَّجاشِيَّ
فقال: إنَّهم يَشتُمون عيسى وأمَّه، فقال النَّجاشيُّ: ما تقولون في عيسى وأمِّهِ؟
قل جعفرُ: إنَّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه وروحُه وكَلِمَتُه ألقاها إلى مريمَ، وقَرَأَ
عليهم سورةَ مريمَ فلمَّا أتى جعفرُ على ذكرِ مريمَ وعيسى عليهِما السلامُ رَفَعَ
النَّجاشيُّ نُفثَه من سِواكِه قدْرَ ما تُقْذَى العينُ فقال: واللهِ ما زادَ المَسيحُ
على ما تقولون هذا، ثمَّ أقبلَ على جَعفرَ وأصحابِه فقال: اذهبوا فأنتمْ سَيومٌ
بأرضي يقول: آمنون، مَن سبَّكم أو آذاكم غَرِمَ، ثمَّ قال: أَبْشِروا ولا تَخافوا
فلا دَهْوَرة اليومَ على حِزْبِ إبراهيمَ، قال عَمْرو: يا نجاشيُّ ومَنْ حِزْبُ
إبراهيمَ؟ قال: هؤلاءِ الرهطُ وصاحبُهم الذي جاءوا مِنْ عِندِه ومَن تَبِعَهم. فأنْكَرَ
ذلك المُشركون وادَّعَوْا في دينِ إبراهيمَ، ثمَّ رَدَّ النَّجاشِيُّ على عَمْرٍو
وصاحبِه المالَ الذي حَمَلوه وقال: إنَّما هَديَّتُكم لي رِشْوَةٌ فاقْبِضوها فإنَّ
اللهَ مَلَّكني ولم يأخُذْ مِنِّي رِشْوَةً، قال جعفرُ: فانْصَرَفْنا فكُنَّا في
خيرِ دارٍ وأَكرَمِ جِوارٍ، وأَنْزلَ اللهُ تعالى ذلك اليوم على رسولِه صلى الله
عليه وسلَّم في خُصومَتِهم في إبراهيمَ وهو بالمدينةِ قولَه عَزَّ وجَلَّ {
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه وَهَذَا النَّبِيّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاللَّه وَلِيّ الْمُؤْمِنِينَ
}.


قوله
تعالى: {
بِإِبْرَاهِيمَ} متعلِّقٌ بـ "أَوْلى
و"
أولى": وزنُها أفعلُ، صيغةُ تفضيلٍ مِن الوَلْيِ وهو
القُرْبُ، والمعنى: أَنَّ أقربَ الناسِ من إبراهيم وأخصَّهم به، فألِفُه منقلبةٌ مِن ياءٍ، لكونِ
فائه واواً في الأصل. إذ ليس في الكلامِ ما لامُه وفاؤه واوان، إلَّا "واو"
يَعني اسمَ حرفِ التَهَجِّي، ولأهلِ التصريفِ خلافٌ من عينِه: هل هي واوٌ أيضاً أو
ياءٌ.



قولُه
تعالى: {
لَلَّذين
اتَّبعوه وهذا النبيُّ
والذين آمنوا} جملةُ "الذين اتَّبعوه"
خبرُ "
إنَّ"، و"هذا النبي"
عطف نَسَقٍ على الموصول"
الذين
وكذلك "
الذين
آمنوا
".


وقرئ:
"وهذا النبيّ" بالنصب والجر، فالنصبُ نَسَقٌ على مفعولِ "اتَّبعوه"
فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد اتَّبعه غيرُه كما اتبع إبراهيم، والتقدير: لَلذين
اتبعوا إبراهيم وهذا النبيُّ: ويكون قولُه: "
والذين آمنوا"
نَسَقًا على قولِه: "
للَّذين اتبعوه".
والجرُّ نسقٌ على "
إبراهيم
أي: إنَّ أَوْلى الناسِ بإبراهيمَ وبهذا النبيِّ للذين اتبعوه، وفيه نظرٌ من حيثُ
إنَّه كان يَنبغي أَنْ يُثَنَّى الضميرُ في "
اتبعوه"
فيقالُ: اتبعوهما، اللهمَّ إلَّا أنْ يُقالَ: هو من باب {والله وَرَسُولُهُ
أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} التوبة: 62.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 68
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 63
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 78
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 94
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 113
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 128

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: