روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 55

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  55 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  55 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 55   فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية:  55 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 09, 2012 6:00 pm

إِذْ قالَ اللَّهُ يَا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ
وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ
اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ



(55)


قَوْلُهُ
تَعَالَى: {
إِذْ
قالَ اللَّهُ يَا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ
}
الْمَعْنَى: إِنَى رَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
وَمُتَوَفِّيكَ بَعْدَ أَنْ تَنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ، كقوله: {وَلَوْلا كَلِمَةٌ
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى} طه: 129، وَالتَّقْدِيرُ
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ وَأَجَلٌ مُسَمًّى لكان لزامًا. قال
الشاعر:



أَلَا يَا نَخْلَةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ ....................
عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ



أَيْ
عَلَيْكِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله. وقال الحسن وابن جريح: مَعْنَى مُتَوَفِّيكَ
قَابِضُكَ وَرَافِعُكَ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَوْتٍ، مِثْلَ تَوَفَّيْتُ
مَالِي مِنْ فُلَانٍ أَيْ قَبَضْتُهُ. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: تَوَفَّى
اللَّهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَفَعَهُ
إِلَى السَّمَاءِ. وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ، فَإِنَّهُ صَحَّ فِي الْأَخْبَارِ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُزُولُهُ وَقَتْلُهُ الدَّجَّالَ
حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ، وَيَأْتِي. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مُتَوَفِّيكَ قَابِضُكَ،
وَمُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ وَاحِدٌ وَلَمْ يَمُتْ بَعْدُ. وَرَوَى ابْنُ طَلْحَةَ
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ معنى متوفِّيكَ مُمِيتُك. وَهِيَ وَفَاةُ نَوْمٍ، قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} الأنعام: 60 أَيْ
يُنِيمُكُمْ لِأَنَّ النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا سُئِلَ: أَفِي الْجَنَّةِ نَوْمٌ؟ قَالَ: ((لَا، النَّوْمُ أَخُو
الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةُ لَا مَوْتَ فِيهَا)). أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَالصَّحِيحُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ غَيْرِ
وَفَاةٍ وَلَا نَوْمٍ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ زَيْدٍ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
الطَّبَرِيِّ، وَهُوَ الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَهُ الضَّحَّاكُ.
قَالَ الضَّحَّاكُ: كَانَتِ الْقِصَّةُ لَمَّا أَرَادُوا قَتْلَ عِيسَى اجْتَمَعَ
الْحَوَارِيُّونَ فِي غُرْفَةٍ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَدَخَلَ عَلَيْهِمُ
الْمَسِيحُ مِنْ مِشْكَاةِ الْغَرْفَةِ، فَأَخْبَرَ إِبْلِيسُ جَمْعَ الْيَهُودِ
فَرَكِبَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَأَخَذُوا بَابَ الْغَرْفَةِ.
فَقَالَ الْمَسِيحُ لِلْحَوَارِيِّينَ: أَيُّكُمْ يَخْرُجُ وَيُقْتَلُ وَيَكُونُ
مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَلْقَى
إِلَيْهِ مِدْرَعَةً مِنْ صُوفٍ وَعِمَامَةً مِنْ صُوفٍ وَنَاوَلَهُ عُكَّازَهُ
وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، فَخَرَجَ عَلَى الْيَهُودِ فَقَتَلُوهُ
وَصَلَبُوهُ. وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَسَاهُ اللَّهُ الرِّيشَ وَأَلْبَسَهُ
النُّورَ وَقَطَعَ عَنْهُ لَذَّةَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ فَطَارَ مَعَ
الْمَلَائِكَةِ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ
وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ عَيْنٍ فِي الْبَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ
مَاءً فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ سَيَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ
عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عليه شَبَهي
فيُقتَلُ مَكاني ويَكون معي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ
فَقَالَ أَنَا. فَقَالَ عِيسَى: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ
الشَّابُّ فَقَالَ أَنَا. فَقَالَ عِيسَى: اجْلِسْ. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ
فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ أَنَا. فَقَالَ نَعَمْ أَنْتَ ذَاكَ. فَأَلْقَى اللَّهُ
عَلَيْهِ شَبَهَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ: وَرَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى
عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ كَانَتْ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ. قَالَ: وَجَاءَ
الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبِيهَ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ،
وَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ،
فَتَفَرَّقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ: قَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا اللَّهُ مَا شَاءَ
ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ، وَهَؤُلَاءِ الْيَعْقُوبِيَّةُ. وَقَالَتْ
فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا ابْنُ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ
إِلَيْهِ، وَهَؤُلَاءِ النَّسْطُورِيَّةُ. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا
عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيْهِ،
وَهَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ. فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ
فَقَتَلُوهَا، فَلَمْ يَزَلِ الْإِسْلَامُ طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى: {فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا
الَّذِينَ آمَنُوا} الصف: 14 أَيْ آمَنَ آبَاؤُهُمْ فِي زَمَنِ عِيسَى {عَلى
عَدُوِّهِمْ} بِإِظْهَارِ دِينِهِمْ عَلَى دِينِ الْكُفَّارِ {فَأَصْبَحُوا
ظاهِرِينَ}. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ
مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ
الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى
عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ
وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ)). وَعَنْهُ أَيْضًا عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ
مُعْتَمِرًا أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا وَلَا يَنْزِلُ بِشَرْعٍ مُبْتَدَأٍ
فَيَنْسَخُ بِهِ شَرِيعَتَنَا بَلْ يَنْزِلُ مُجَدِّدًا لِمَا دَرَسَ مِنْهَا
متبعا)). كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ
مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ)). وَفِي رِوَايَةٍ: ((فَأَمَّكُمْ
مِنْكُمْ)). قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: تَدْرِي مَا أَمَّكُمْ مِنْكُمْ؟. قُلْتُ:
تُخْبِرُنِي. قَالَ: فَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبِّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. {
وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} يَا مُحَمَّدُ {فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أَيْ بِالْحُجَّةِ وَإِقَامَةِ الْبُرْهَانِ. وَقِيلَ
بِالْعِزِّ وَالْغَلَبَةِ. واللهُ تعالى أعلم.



قوله
تعالى: {
إِذْ
قَالَ اللهُ
} في ناصبِهِ ثلاثةُ أوجهٍ،
أحدُها: قولُه: {
وَمَكَرَ اللهُ}
أيْ وَمَكَرَ اللهُ بِهم في هذا الوَقتِ. الثاني: أنه "
خير الماكرين". الثالث: "اذكر" مقدَّراً، فيكون
مفعولاً به كما تقدَّم تقريرُه غيرَ



مرةٍ.


قوله:
{
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ} فيه وجهان، أظهرُهما: أنَّ الكلامَ على حالِهِ مِن
غيرِ ادِّعاءِ تقديمٍ وتأخيرٍ فيه، بمعنى: إنِّي مُسْتَوفي أجلَك ومؤخِّرُك
وعاصِمُك مِنْ أَنْ يقتُلَكَ الكُفَّارُ إلى أنْ تَموتَ حَتْفَ أنفِكَ مِنْ غيرِ
أَنْ تُقْتَلَ بأيدي الكُفَّارِ ورافِعُكَ إلى سَمائي.



والثاني:
أنَّ في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، والأصلُ: رافُعُك إليَّ ومُتوفِّيك لأنَّه رُفِع
إلى السَّماءِ ثمَّ يُتَوَفَّى بعد ذلك، والواوُ للجمعِ فلا فَرْقَ بين التقديم
والتأخيرِ، ولا حاجةَ إلى ذلك مع إمكانِ إقرارِ كلِّ واحدٍ في مكانِهِ بما تقدَّم
من المعنى، إلاَّ أنَّ أبا البقاءِ حَمَلَ التوفِّيَ على الموتِ، وذلك إنَّما هو
بعدَ رَفْعِهِ ونُزولِهِ إلى الأرض وحكمهِ بشريعةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم. وفي
قوله: {والله خَيْرُ الماكرين} آل عمران: 54 إيقاعُ الظاهرِ موقعَ المضمرِ، إذ
الأصلُ: ومكرُوا ومكرَ اللهُ وهو خيرُ الماكرين.



قولُه:
{
وَجَاعِلُ الذين اتبعوك} فيه قولان، أظهرُهُما: أنَّه خِطابٌ لعيسى عليه
السلام، والثاني: أنَّه خطابٌ لنَبيِّنا صلى الله عليه وسلم، فيكونُ الوقفُ على
قوله: {
مِنَ الذين كَفَرُواْ} تامًّا، والابتداءُ بما بعدَه، وجازَ هذا لِدَلالَةِ
الحالِ عليه. و{
فَوْقَ الذين كَفَرُواْ}
ثاني مفعولَيْ "
جاعل"
لأنَّه بمَعنى مُصَيِّرُ فقط.



و{إلى يَوْمِ} متعلِّقٌ بالجَعْل، يَعني أنَّ هذا الجَعْلَ مُسْتَمِرٌّ
إلى ذلك اليوم، ويجوزُ أَنْ يَتعلَّقَ بالاستقرارِ المقدَّرِ في "
فوق" أي: جاعِلُهُم قاهرين لهم إلى يومِ القِيامَةِ،
يعني أنَّهم ظاهرون على اليهودِ وغيرِهم من الكفارِ بالغَلَبَةِ في الدُّنيا،
فأمَّا يوْمُ القِيامَةِ فيَحكُمُ اللهُ بينَهم فيُدخِلُ الطائِعَ الجَنَّةَ
والعاصيَ النارَ، وليس المعنى على انقطاعِ ارتفاعِ المؤمنين على الكافرين بعد
الدنيا وانقضائِها، لأنَّ لهم استعلاءً آخرَ غيرَ هذا الاستِعلاء. وقال الشيخ: "والظاهرُ
أنَّ "
إلى" تتعلَّقُ بمَحذوفٍ، وهو العاملُ في "فوق"،
وهو المفعولُ الثاني لِجاعل، إذ "
جاعل"
هنا مُصَيِّر، فالمعنى كائنين فوقَهم إلى يوم القيامة، وهذا على أنَّ الفوقيَّةَ مَجازٌ،
وأمَّا إن كانت الفوقيَّةُ حقيقيَّةً وهي الفوقيَّةُ في الجَنَّةِ فلا تتعلَّق {
إلى} بذلك المحذوفِ بل بما تقدَّم من "متوفِّيك" أو مِن "رافعُك" أو
من "
مُطَهِّرك" إذ يَصِحُّ تعلُّقه بكلِّ واحدٍ منها، أمَّا
تعلُّقُه برافِعُك، أو بمُطَهِّرُك فظاهرٌ، وأمَّا بمتوَفِّيْك فعلى بعضِ الأقوال
يعني ببعض الأقوال أنَّ التوفِّي يُراد به قابِضُكَ من الأرضِ من غيرِ موتٍ وقد
تقدَّم أنَّ أَبا عَمْرٍو يُسَكِّنُ ميمَ "
أَحْكُمُ"
ونحوه قبلَ الباء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 55
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 53
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 69
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 84
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 103
» فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 118

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: