روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64 I_icon_minitimeالسبت فبراير 29, 2020 7:45 am

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
(64)


قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} أَيْ: ومَا نَتَنَزَّلُ عَلَيْكَ يَا رسُولَ اللهِ ـ إِلَّا بِأَمْرِ اللهِ ـ جلَّ جلالُهُ العَظيمُ، عَلَى مَا تَقْتَضيهِ حِكْمَتُهُ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالى.
وَالتَنَزُّلُ: النُّزولُ المُتَتَابِعُ المُتَقَطِّعُ وَقْتًا بَعْدَ وقْتٍ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى النُّزُولِ مُطْلَقًا. وَهوَ مطاوعُ (نَزَّلَ) بالتشديدِ، وَيَقْتَضِي النُّزُولَ عَلَى مَهَلٍ، وقَدْ لَا يَقْتَضِيها، كما هو في قَوْلِ الشَّاعِرِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدٍ المُلَقَّبِ بِعَلْقَمَةَ الفحلِ، يَمْدَحُ الْمَلِكَ الْحَارِثَ:
فَلَسْتُ لإِنسيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ ............. تَنَزَّلَ مِنْ جوِّ السَّماءِ يصوبُ
فهُو مُطاوعٌ (نَزَّل)، و (نزَّل) يَكونُ بِمَعْنَى (أَنْزَلَ)، وَيَكونُ بِمَعْنَى التَدْريج، واللائقُ بِهَذَا المَوْضِعِ هُوَ النُّزُولُ المُتَتَابِعُ عَلَى مَهْلٍ.
وقد جاءَ هَذَا حِكَايَةً عَلَى لِسَان جِبْريلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، حِينَ أَبْطَأَ الوَحْيُ عَنْهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا سُئِلَ عَنْ أَصْحَابِ الكَهْفِ والرُّوحِ وَذي القرنَيْنِ، فَوَعَدَ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَنْ يجيبَهُم اعتمادًا عَلى نُزُولِ جبريلَ عَلَيْهِ بالإجابةِ، وَلَكَنْ تَأَخَّرَ نُزُولُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، كما قَالَ عِكْرِمَةُ. أَوْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً كما قالَ مُجاهِدٌ، وَقيلَ أَبْطَأَ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يُجِيبُ، ثمَّ لمَّا نَزَلَ قالَ لَهُ: قَدِ اشْتَقْتِ إِلَيْكِ يا جِبْريلُ، فقالَ جِبْريلُ: إِنِّي كُنْتُ إِلَيْكَ أَشْوَقَ، وَلَكِنِّي عَبْدٌ مَأْمُورٌ، لا آتي أَوْ أَدَعُ إِلَّا بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ تَعَالى، فَإِذَّا أُمِرْتُ نَزَلْتُ، وَإذا حُبِسْتُ احْتَبَسْتُ؟
ومُنَاسَبَةُ هَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ لِمَا قَبْلَها أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ اللهُ ـ تَبَارَكَتْ أَسْماؤهُ، قِصَصَ الأَنْبِيَاءِ ـ عَلَيْهِمُ السّلامُ، وَكانَ جِبْريلُ هُوَ صَاحِبُ وَحْيِهِمْ الذي يَنْزِلُ بِهِ عَلَيْهِمْ، كانَ مِنَ المناسِبِ أَنْ يُذْكَرَ هُنَا لبيانِ أَنَّ نُزُولَهُ عَلى الأَنْبِياءِ لَمْ يكُنْ بِرَغْبَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ وإرادَتِهِ، وإِنَّمَا كانَ بِأَمْرِ اللهِ ربِّهِ ـ عزَّ وَجَلَّ.
وقالَ بعضُهم: هوَ إِخْبَارٌ عَنْ حالِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِمُ الجَنَّةَ، فَيَقُولُ ذَلِكَ بَعْضُهُمُ لبَعْضٍ فَرْحَةً مِنْهُمْ بِدُخُولِهِمُ الجَنَّةَ، وابْتِهَاجًا بِمَا أَكْرمَهُمُ اللهُ تعالى فيها مِنْ أَلْوانِ النِّعمةِ والنَّعيمَ، أَيْ: مَا كانَ لَنَا أَنْ نَتَنَزَّلَ في هَذِهِ الجِنَانِ لَوْلَا أَمْرُ اللهِ تَعَالى وَلُطْفِهِ، وكَرَمِهِ وفضْلِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} أَيْ: إِنَّ كلَّ مَا نكونُ فِيهِ مِنَ الأَمْكِنَةِ وَالْأَزْمِنَةِ، هوَ للهِ تَعَالى، فَلَا نَتَنَقَّلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكانٍ، وَلَا نَنْزِلُ فِي زَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ، إِلَّا بِأَمْرِهِ تَعَالَى وَمَشِيئَتِهِ. وقالَ مُقاتِلٌ ـ رَحِمَهُ اللهُ، المَعْنَى: "لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينا"، أَيْ: مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا. وَ "ما خَلْفَنَا" أَيْ: مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ. وَ "مَا بَيْنَ ذلِكَ" أَيْ: مِمَّا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ، وَهُوَ أَرْبَعينَ سَنَةً. وَأَخْرَجَ هَنَّاد، وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبي الْعَالِيَةِ: وَ "مَا بَيْنَ ذَلِكَ" قَالَ: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ. وَقِيلَ: مَعْنَى "مَا بَيْنَ أَيْدينَا" أَيْ: بَعْدَ المَوْتِ، وَ "مَا خَلْفَنا" قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنَا، و "مَا بَيْنَ ذَلِكَ" مُدَّةَ حَيَاتِنَا، أَيْ: لَهُ عِلْمُ ذَلِكَ كُلِّهِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا" مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ. و "مَا خَلْفَنَا" أَيْ: مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا. أَخْرَجَهُ عَنْهُ ابْنُ أَبي حاتمٍ، وَهَوَ قَوْلُ سُفْيَانَ، وَقَتَادَةَ، ومُقَاتِلٍ أَيْضًا. وَقَالَ السُّدِّيُّ وَمُجَاهِدٌ: "لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا" يَعْنِي: الدُّنْيَا، وَ "مَا خَلْفَنَا" يَعْنِي: الآخِرَةِ.
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بَعْضُ النُّحاةِ مِنْ هَذِهِ الجُملةِ الكريمةِ عَلَى أَنَّ الأَزْمِنَةَ ثَلاثَةٌ، وهيَ: مَاضٍ وَحَاضِرٌ وَمُسْتَقْبَلٌ، وَهُوَ كَقَوْلِ زُهَيْرِ بْنِ أَبي سُلْمَى:
وأَعْلَمُ عِلْمَ الْيَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ ......... وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
قوْلُهُ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} قالَ تَعَالَى: "رَبُّكَ" فَأَعَادَ إِضافةَ اسْمِ الرَّبِّ ـ تَبَاركَتْ أَسْمَاؤُهُ إِلَى ضَمِيرِهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، تَشْريفًا لَهُ، وتَعْليلًا لِتَأَخُرِ الوحيِ عَنْهُ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وإِشْعارًا بما في ذلكَ مِنَ حِكْمَةٍ. و "نَسِيًّا" أَيْ: مُهمِلًا لَكَ يَا مُحَمَّدُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ذَاهِلًا عَنْكَ، تاركًا لِشَأْنِكَ، حَتَّى يَنْسَى أَنْ يَأْمُرَ جِبْريلَ بالوَحْيِ إِلَيْكَ فِيما سُئِلْتَ عَنْهُ، لِأَنَّ ذلكَ مِنْهُ مُحَالٌ. يَعْنِي: أَنَّ عَدَمَ نُزُولِ جِبْريلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لَمْ يَكُنْ إِلَّا لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يأْمُرْهُ بِالنُّزُولِ إِلَيْكَ لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ يُريدُها ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا إِهْمالًا مِنْهُ لَكَ، وَلا تَوْدِيعًا ـ كَمَا زَعَمَ الْكُفَّارُ وَالمُنافِقونَ.
فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا"، قَالَ: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيَنْساكَ يَا مُحَمَّدُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذَرَ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ، وَالْحَاكِمُ في مُسْتَدْرِكِهِ، وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ ـ رَفَعَ الحَدِيثَ، قَال: مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَافِيَةٌ، فَاقْبَلوا مِنَ اللهِ تَعَالى عَافِيَتَهُ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيَنْسَى شَيْئًا، ثُمَّ تَلَا: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا". وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ.
وَفِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ الكَريمَةِ، قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: إِنَّ جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَبْطَأَ أَيَّامًا عَنِ النُّزُولِ إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ وَدَّ أَنْ تَكُونَ زِيَارَةُ جِبْرِيلَ لَهُ أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ يَزُورُهُ، فَقَالَ لِجِبْرِيلَ: ((أَلَا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا)). فَنَزَلَتْ: "وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ" إِلَى قَوْلِهِ: "نَسِيًّا"). أَخْرَجَهُ الأَئِمَّةُ: أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ: (1/231، برقم: 2043)، وفي: (1/233، برقم: 2078)، وفي: (1/357، برقم: 3365). والبُخَارِيُّ في صحيحِهِ: (4/137، برقم: 3218)، وفي: (9/166، برقم: 7455) وَالتِّرْمِذِيُّ: (برقم: 3158). والنَّسَائي في "السُنَنِ الكُبْرَى": (برقم: 11257)، وَالطَبَرانِيُّ فِي "المعجَمِ الكَبيرِ": (12/33)، وَالطَبَرِيُّ: في تفسيرِهِ المُسَمَّى بِـ "جامِعُ البَيَانِ في تأويلِ القُرْآنِ": (16/103)، وَالإمامُ البَغَوِيُّ في تَفْسيرِهِ المُسَمَّى بِـ "مَعَالِمُ التَنْزيلِ": (3/202)، والسَّمَرْقَنْدِيُّ في تَفْسيرِهِ المُسَمَّى بـ "بَحْرُ العُلومِ": (2/329)، وابْنُ كَثيرٍ فِي تَفْسيرِهِ المُسَمَّى بِـ "تَفْسِيرُ القُرْآنِ العَظِيمِ: (3/144)، وَالسُّيُوْطِيُّ فِي "الدُّرُّ المَنْثُورِ فِي التَأْويلِ بِالْمَأْثورِ": (4/501)، وَزَادَ نِسْبَتَهُ للِإمامِ مُسْلِمٍ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَابْنِ المُنْذِرِ، وابْنِ أَبي حاتِمٍ، وَالبَيْهَقِيُّ ـ أَيْضًا، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما.
وَقَدْ قَيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ هَذا أَصَحُّ مَا رُوِيَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ وَأَلْيَقُهُ بِمَوْقِعِهَا، واللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، و "مَا" نَافِيَةٌ. و "نَتَنَزَّلُ" هُوَ فِعْلٌ مُضَارِعٌ وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعُودُ عَلى جِبْريلَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المَلائِكَةِ ـ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَالجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "إِلَّا" أَدَاةْ اسْتِثْنَاءٍ مِنْ أَعَمِّ الأَحْوَال. و "بِأَمْرِ" الباءُ: حرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفِ حَالٍ مِنْ فَاعِلِ "نَتَنَزَّلُ"، أَيْ: وَمَا نَتَنَزَّلُ في حالٍ مِنَ الأَحْوَالِ إِلَّا في حالَةِ كَوْنِنا مُتَلَبِّسينَ بِأَمْرِ رَبِّكَ وإِذْنِهِ. و "أَمْرِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وهوَ مُضافٌ. وَ "رَبِّكَ" مَجْرُورٌ بِالإضافةِ إِلَيْهِ، وَهُوَ مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ.
قولُهُ: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} لَهُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِخَبَرٍ مُقَدَّمٍ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "مَا" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتَداءِ، مُؤَخَّرٌ، والجُمْلَةُ: فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحَالِ مِنْ "رَبِّكَ". و "بَيْنَ" منصوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ الزَّمَانيَّةِ، وهو مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفِ صِلَةِ المَوْصُولِ، وهُوَ مُضافٌ أَيْضًا. وَ "أَيْدِينَا" مجرورٌ بإِضافَةِ الْظَّرْفِ إِلَيْهِ، وعلامةُ جرِّهِ كَسْرَةٌ مُقَدَّرةٌ عَلَى آخرِهِ لِثِقَلِ ظُهُورِها عَلَى اليَاءِ. وَهُوَ مُضافٌ، وَ "نا" ضَمِيرُ جَماعَةِ المُتَكَلِّمِينَ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. وَ "وَمَا خَلْفَنَا" الواوُ: حرفٌ للعَطْفِ، وَ "مَا" معطوفةٌ على "ما" الأُولى وَقَدْ تَقَدَّمَ إِعْرَابُها، وَ "خَلْفَنَا" منصوبٌ على الظرفيةِ متعلِّقٌ بِصِلَةٍ لِـ "مَا" وهوَ مُضافٌ، وَ "نا" ضَمِيرُ جَماعَةِ المُتَكَلِّمِينَ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} الواوُ: للعَطْفِ، و "ما" تقدَّمَ إعرابُها، و "بَيْنَ" ظرفٌ تقدَّمَ إعرابَهُ، و "ذلك" ذا: اسْمُ إِشَارةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، واللامُ: للبُعْدِ، والكافُ حرفُ خِطابٍ.  
قولُهُ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} الواوُ: للعَطْفِ، و "ما" نافيةٌ. و "كَانَ" فعلٌ ماضٍ ناقِصٌ مبنيٌّ على الفتْحِ. و "رَبُّكَ" اسْمُها مرفوعٌ بها، وهوَ مُضافٌ،  وكافُ الخِطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "نَسِيًّا" خَبَرُها منصوبٌ بِها، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: "وَمَا نَتَنَزَّلُ". على كونِها مُسْتَأْنَفَةً لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {نَتَنَزَّلُ} بِنُونِ الجَمْعِ، والضَميرُ للمَلَائِكَةِ. وَقَرَأَ الأَعْرَجُ: "يَتَنزَّلُ" بِيَاءِ الغَيْبَةِ. وَحينئذٍ فَإِمَّا أَنْ يَكونَ الفاعِلُ ضَميرَ جِبْريلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. وَيَرُدُّهُ عِنْدَ ابْنِ عَطِيَّةَ قوْلُهُ: "لِمَا بَيْنَ أَيْدينا وَمَا خَلْفَنَا" لِأَنَّهُ يَطَّرِدُ مَعَهُ، وَإِنَّما يَتَّجِهُ أَنْ يَكونَ خَبَرًا عَنْ جِبْريلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنَّ القُرْآنَ لَا يَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْرِ اللهِ ـ تَعَالى، فِي الأَوْقَاتِ الَّتي يُقَدَّرُهَا. وَقَدْ يُجابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ عَلَى إِضْمَارِ القَوْلِ: أَيْ: قائلًا: "لَهُ مَا بَيْنَ أَيْديدنَا". أَوْ أَنْ يَعُودَ الضَّميرُ عَلَى الوَحْيِ، أَيْ عَلَى الحِكَايَةِ عَنْ جِبْريلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلَا بُدَّ مِنْ إِضْمَارِ هَذَا القَوْلِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 64
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 13
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 29
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 45
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 61
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ مريم الآية: 77

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: