عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: الدر النظيم ... سورة البقرة ، الاية : 63 الخميس مارس 01, 2012 3:01 pm | |
| وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(63) تذكير بنعمة أخرى ، لأنه سبحانه إنما فعل ذلك لمصلحتهم ، والظاهر من الميثاق هنا العهد ، ولم يقل : مواثيقكم ، لأن ما أخذ على كل واحد منهم أخذ على غيره فكان ميثاقاً واحداً ولعله كان بالانقياد لموسى عليه السلام . و” الميثاق ” ـ على وزن مفعال ـ من “الوثيقة” ، إما بيمين ، وإما بعهد أو غير ذلك من الوثائق . واختلف في أنه متى كان؟ فقيل : قبل رفع الطور؛ ثم لما نقضوه رفع فوقهم لظاهر قوله تعالى { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور بميثاقهم } النساء : 154 ، وقيل: كان معه {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور} الواو للعطف ؛ وقيل: للحال ، والطور قيل : جبل من الجبال ، وهو سرياني معرب . وعن أبي حاتم عن ابن عباس أن موسى عليه السلام لما جاءهم بالتوراة وما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم وأبوا قبولها فأمر جبريل بقلع الطور فظلله فوقهم حتى قبلوا؛ وكان على قدر عسكرهم فرسخاً في فرسخ ورفع فوقهم قدر قامة الرجل . وكان سبب أخذ الميثاق عليهم فيما ذكره ابن زيد قال : لما رجع موسى من عند ربه بالألواح قال لقومه بني إسرائيل : إن هذه الألواح فيها كتاب الله ، وأمره الذي أمركم به ونهيه الذي نهاكم عنه . فقالوا: ومن يأخذ بقولك أنت ، لا والله حتى نرى الله جهرة ، حتى يطلع الله علينا فيقول : ” هذا كتابي فخذوه ” فما له لا يكلمنا كما كلمك أنت يا موسى : قال فجاءت غضبة من الله ، فجاءتهم صاعقة فصعقتهم فماتوا جميعاً . قال : ثم أحياهم الله بعد موتهم فقال لهم موسى : خذوا كتاب الله . فقالوا : لا . قال : أي شيء أصابكم؟ قالوا : متنا جميعاً ، ثم حَيينا قال : خذوا كتاب الله . قالوا : لا . فبعث الله ملائكة فنتقت الجبل فوقهم ، فقيل لهم : أتعرفون هذا؟ قالوا نعم ، هذا الطور ، قال : خذوا الكتاب وإلا طرحناه عليكم ، قال : فأخذوا بالميثاق . قال : ولو كانوا أخذوه أول مرة لأخذوه بغير ميثاق ” . { فَوْقَكُمُ } : ظرفُ مكانٍ ناصبُه ” رَفعْنا ” وقوله “خُذُوا” في محلِّ نصبٍ بقولٍ مضمر أي: وقُلْنا لهم خُذُوا ، وهذا القولُ المضمر يجوزُ أن يكونَ في محلِّ نصبٍ على الحالِ من فاعل ” رَفَعْنا ” والتقدير : ورفعنا الطور قائلين لكم خُذوا . و” خُذْ ” محذوفُ الفاءِ والأصلَ : أُؤْخُذْ . قوله : { مَا آتَيْنَاكُم } مفعولُ ” خُذوا ” و ” ما ” موصولةٌ بمعنى الذي لا نكرةٌ موصوفةٌ ، والعائدُ محذوفٌ أي : ما آتيناكموه . قوله : ” بقوةٍ ” في محلِّ نَصْبٍ على الحال . وفي صاحِبها قولان ، أحدهما : أنه فاعلُ ” خُذوا ” وتكونُ حالاً مقدرة ، والمعنى : خُذوا الذي آتيناكموه حالَ كونكم عازمين على الجِدِّ بالعمل به . والثاني: أنه ذلك العائدُ المحذوف والتقدير:خُذوا الذي آتيناكُموه في حالِ كونه مشدَّداً فيه أي: في العمل به والاجتهادِ في معرفته ، وقوله ” ما فيه ” الضميرُ يعود على ” ما آتيناكم ” . والتولِّي تَفَعُّل من الوَلْي ، وأصلُه الإِعراضُ عن الشيء بالجسم ، ثم استُعْمِل في الإِعراض عن الأمورِ والاعتقاداتِ اتساعاً ومجازاً ، و” ذلك ” إشارةٌ إلى ما تقدَّم من رفعِ الطور وإيتاء التوراة .
| |
|