روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 02, 2019 4:55 pm

أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)

قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} هوَ اسْتِئنافٌ مَسُوقٌ لِتتِمَّةِ التَعْريفِ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الذينَ تَحَدَّثتْ عَنْهُمُ الآيَتَانِ السَّابِقِتَانِ: (103 و 104)، وَلبَيَانِ سَبَبِ خُسْرَانِهِمُ الآخِرَةَ وما فيها منْ حياةٍ سرمديَّةٍ ونعيمٍ أبدِيٍّ، وَضَلالِ سَعْيِهِمْ في الحَيَاةِ الدُنْيَا، وَذَلِكَ لأَنَّهُمْ كَفَرُوا باللهِ تَعَالى، وكذَّبوا آياتِهِ ورُسُلَهُ، وَلمْ يُصَدِّقوهم بِأَنَّهُ ثمَّةَ يَومٌ يُحْيِي اللهُ فيهِ خَلْقَهُ مِنْ جديدٍ، وَيَبعثُهمْ مِنْ قُبُورِهم، لِيُحَاسِبَهم عَلَى ما قدَّموا مِنْ عَمَلٍ فِي الحَيَاةِ الدُنْيا، فيَجْزِيَ المُحْسِنَ مِنْهم بإحسانِهِ، والمُسِيءَ بِمَا أَسَاءَ.    
قوْلُهُ: {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ: بَطَلَتْ، وَانْتَفَى انْتِفَاعُهُمْ بِها، لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ إِلَّا مَا كانَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وفُعِلَ مِنْ أجلِهِ، ولم يُشْرَكَ مَعَهُ فِيهِ غَيْرُهُ، وكيفَ يَجْزي بِعَمَلٍ أُدِّي لَغَيْرِهِ، وهل مِن المعقولِ أَنْ يَعْمَلَ عاملٌ عِنْدَ غيرِكَ، وتدْفعُ أنتَ لَهُ أجْرَهٌ؟ فإنَّ هؤلاءِ المشركين والمنافقينَ وأَضْرَابَهم، لا يُؤْمِنونَ باللهِ إيمانًا صحيحًا لِيَعْمَلُوا لَهُ، ولم يكونوا يَنْتَظِرونَ منهُ سُبحانه أَيَّ أَجْرٍ أوْ مَثُوبَةٍ ـ حينَ عَمِلُوا أَعْمَالُهمْ الخَيِّرَةَ تِلَكَ، فَكَيْفَ يَجْزيهم اللهُ عَنْ أَعْمَالٍ لَمْ تُعْمَلْ مِنْ أَجْلِهِ أَصْلًا.  
قولُهُ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ولذلكَ فإنَّهم وأعمالَهُمُ الخيرةُ تِلْكَ ليسَ لها أَيُّةُ قِيمَةٍ عِنْدَ اللهِ تَعَالى فَكَأَنَّها لَمْ تَكُنْ: فَلَا يَجْعَلُ لَهُمْ خَطَرًا أَوْ قَدْرًا، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا لِفُلَانٍ عِنْدَنَا وَزْنٌ، أَيْ: ما لَهُ عِنْدَنَا قَدْرٌ، وَذَلِكَ لِخِسَّتِهِ. فقد أَخْرَجَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، والبيهقيُّ في ِشُعَبِ الإيمانِ، والطبرانيُّ في الكبيرِ والأَوْسَطِ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِم، البَغَوِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جناح بعوضةٍ))، وَقَالَ: ((اقْرَؤُوا: "فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْنًا")). صَحيحُ البُخاريِّ: (4/1759، رقم: 4452)، وصحيحُ مُسْلمٍ: (4/2147، رقم: 2785)، و "شَرْحُ السُّنَّةِ" للبَغَويِّ: (15/143). ورَوَى البَغَوِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: (يَأْتِي أُنَاسٌ بِأَعْمَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هِيَ عِنْدَهُمْ فِي الْعِظَمِ كَجِبَالِ تِهَامَةَ، فَإِذَا وَزَنُوهَا لَمْ تَزِنْ شَيْئًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: "فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْنًا").
وَأَخْرَجَ هَنَّادٌ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "فَلَا نُقِيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وَزْنًا"، قَالَ: يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوزَنُ، فَلَا يَزِنُ حَبَّةَ حِنْطَةٍ، ثُمَّ يُوزَنُ فَلَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يُوزَنُ فَلَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، ثُمَّ قَرَأَ "فَلَا نُقِيمُ لَهُم يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا" يَقُول: لَيْسَ لَهُم وَزْنٌ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الضِّرِّيسِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجرةَ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: يُمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ كَانَ يَعْمَلُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، كَأَحْسَنِ صُورَةٍ رَآهَا وَجْهًا، أَحْسَنَهُ وَأَطْيَبَهُ رِيحًا، فَيَقومُ بِجَنْبِ صَاحِبِهِ، فَكُلَّمَا جَاءَهُ رَوْعٌ، هَدَّأَ رَوَعَهُ وَسَكَّنَهُ، وَبَسَطَ لَهُ أَمَلَهُ، فَيَقُولُ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ، فَمَا أَحْسَنَ صُورَتَكَ، وَأَطْيَبَ رِيحَكَ، فَيَقُولُ لَهُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟. تَعَالَ فَارْكَبْنِي فَطَالَمَا رَكِبْتُكَ فِي الدُّنْيَا، أَنَا عَمَلُكَ، إِنَّ عَمَلَكَ كَانَ حَسَنًا، فَتَرَى صُورَتي حَسَنَةً، وَكَانَ طَيِّبًا فَتَرَى رِيحِي طَيِّبَةً، فيَحْمِلُهُ، فَيُوافِي بِهِ الرَّبَّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا فَلَانٌ ـ وَهُوَ أَعْرَفُ بِهِ مِنْهُ: قَدْ شَغَلَتْهُ فِي أَيَّامِ حَيَاتِهِ فِي الدُّنْيَا طَالَمَا اظْمَأْتُ نَهَارَهُ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَهُ فَشَفَّعْني فِيهِ، فَيُوضَعُ تَاجُ الْمُلْكِ عَلَى رَأْسِهِ، وَيُكْسَى حُلَّةَ الْمُلْكِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبَ لَهُ عَنْ هَذَا وَأَرْجُو لَهُ مِنْكَ أَفْضَلَ مِنْ هَذَا، فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنِّعْمَةَ بِشمَالِهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ، إِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدْ دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ تِجَارَتهِ، فَيَشْفَعُ فِي أَقَارِبِهِ. وَإِذا كَانَ كَافِرًا مُثِّلَ لَهُ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ رَآهَا، وَأَنْتَنِهِ، فَكُلَّما جَاءَهُ رَوْعٌ زَادَهُ رَوْعًا فَيَقُولُ: قَبَّحَكَ اللهُ مِنْ صَاحِبٍ، فَمَا أَقْبَحَ صُورَتَكَ، وَمَا أَنْتَنَ رِيحَكَ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا عَمَلُكَ إِنَّ عَمَلَكَ كَانَ قَبيحًا، فَتَرَى صُورَتي قَبيحَةً، وَكَانَ مُنْتِنًا، فَتَرَى رِيحِي مُنْتِنَةً، فَيَقُولُ: تَعَالَ حَتَّى أَرْكَبَكَ، فَطَالَمَا رَكِبْتَني فِي الدُّنْيَا، فَيَرْكَبُهُ فَيُوَافِي بِهِ اللهَ، فَلَا يُقِيمُ لَهُ وَزْنًا.
وأَخْرَجَ الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ "الكشفُ والبَيَانُ عَنْ تَفْسيرِ القُرْآنِ": (6/201)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّان ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: الرِّبَا سَبْعونَ بَابًا أَهْوَنُهُنَّ مِثْلُ نِكاحِ الرَّجُلِ أُمَّهُ. قَالَ: وَأَرْبَى الرِّبَى عِرْضُ أَخِيكَ المُسْلِمِ تَشْتَمُهُ. قَالَ: ((لَيُؤْتَيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَظِيمِ الطَّوِيلِ الْأَكُولِ الشَّرُوبِ، فَلَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، جُنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ: "فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا". {ذَلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}، يَعْني سُخْرِيَةً. وَأَخرجَهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ: (7/461)، وابْنُ عَدِيٍّ: (6/230، تَرْجَمَة: (1702) مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّار)، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنْهُ، مَرْفوعًا، ونَصُّهُمَا: ((لَيُؤْتَيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالْعَظِيمِ الطَّوِيلِ الْأَكُولِ الشَّرُوبِ، فَلَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، جُنَاحَ بَعُوضَةٍ، اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ: "فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا". وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ.
قولُهُ تَعَالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} أُولَئِكَ: اسْمُ إشارةٍ إلى البعيدِ، مبنيٌّ على الكسْرِ في محلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ، والكافُ للخِطابِ. و "الَّذِينَ" اسْمٌ مَوْصولٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرُهُ. وهذهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا بَيَانِيًا لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "كَفَرُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصالِهِ بواوِ الجَماعَةِ، وواوُ الجماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَفعِ بالابتداءِ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذِهِ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ. و "بِآيَاتِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "كَفَرُوا"، وَ "آيَاتِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ مُضافٌ، و "رَبِّهِمْ" رَبِّ: اسْمٌ مَجْرورٌ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ، وهو مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في مَحلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ أَيْضًا، والميمُ عَلَامَةُ الجَمعِ المُذكَّرِ السَّالمِ. وَ "وَلِقَائِهِ" مَعْطُوفٌ عَلَى "آيَاتِ" مَجْرُورٌ مِثْلُهُ، وَهُوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإِضَافَةِ إِلَيْهِ.
قوْلُهُ: {فَحَبِطَتْ أَعمالُهُم} الفاءُ: حَرْفُ عَطْفٍ وَتَفْريعٍ. و "حَبِطَتْ" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ، والتاءُ لتأنيثِ الفاعِلِ. و "أَعْمَالُهُم" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهو مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والميمُ لتذْكيرِ الجمعِ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذِهِ، مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قولِهِ: "كَفَرُوا" على كونِها صِلةَ الاسْمِ المَوْصولِ "الَّذين"، فَلَيسَ لَهَا مَحَلٌّ مِنَ الإِعْرابِ.
قَوْلُهُ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} الفاءُ: حَرْفُ عَطْفٍ وَتَفْريعٍ كسابقتِها، و "لا" نافِيَةٌ لا عَمَلَ لها. و "نُقِيمُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ. وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعُودُ عَلى اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، و "لَهُمْ" اللامُ حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نُقِيمُ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجَرِّ، والميمُ لتذكيرِ الجَمْعِ. و "يَوْمَ" منصوبٌ على الظَرْفِيَّةِ الزمانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نُقِيمُ"، وَهُوَ مضافٌ، و " الْقِيَامَةِ" مجرورٌ بالإضافةِ إِليْهِ. و "وَزْنًا" مَفْعولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، والجُمْلَةٌ: مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "حَبِطَتْ" لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرَابِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {فَحَبِطَتْ} بكسْرِ الباءِ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، "فحَبَطَتْ" بِفَتْحِها.
قَرَأَ العامَّةُ: {فلا نُقيم لهم يومَ القيامةِ وَزْنًا} بِنُونِ العَظَمَةِ، مِنْ "أَقَامَ" يقيمُ فهوَ مقيمٌ. وقَرَأَ مُجَاهِدٌ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ. "فَلَا يُقُيمُ" بِياءِ الغَيْبَةِ لِتَقَدُّمِ قَوْلِهِ: {بِآيَاتِ رَبِّهِمْ}، فَالضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَيْهِ. وقَرَأَ مُجاهِدٌ أَيْضًا "فَلَا يَقُومُ لَهُمْ" مُضارِعُ قامَ، و "وَزْنٌ" بِالرَّفْعِ. وَرويَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ "فَلا يَقُومُ وَزْنًا" بِالنَّصْبِ، كَأَنَّهُ تَوَهَّم أَنَّ الفعلَ "قَامَ" هم فعلٌ مُتَعَدٍّ وليسَ فعلًا لازمًا. وَالأَحْسَنُ عِنْدَ أَبي البقاءِ العُكْبُريِّ في إِعْرَابِ هَذِهِ القِراءَةُ أَنْ يُجْعَلَ فاعِلُ "يَقُومُ" صَنيعُهُمْ أَوْ سَعْيُهُم، وَ يَنْتَصِبُ "وَزْنًا" حِينَئِذٍ عَلَى الحالِ، أَوْ عَلَى التَمْيِيزِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 105
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 9
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 27
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 44
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 59
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 74

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: