وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)
قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} هيَ إذًا وظيفَةُ رُسُلِ اللهِ ـ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وَمُهِمَّتُهُمُ الَّتي عَلَيْهِمُ القِيامُ بها، والرِّسالةُ التي أُمِرُوا أَنْ يُبَلِّغُوها مِنَ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ، أَنَّ عليهِمْ طاعةَ رَبِّهم، وإذا أَطاعَ فإنَّ الجنَّةَ مَأْوَاهُ في الآخرَةِ يَتَمَتَّعُ بِمَا فِيها مِنْ أَلْوانِ النَّعيم، وهَذِهِ هِيَ البِشَارَةُ التي يبَشِّرُ بها المُرسَلونَ، فإِذَا عَصَوْهُ فإِنَّ النَّارَ مَثْواهم يَتَقَلَّبونَ فِيها بَيْنَ أَلْوانٍّ مِنَ العذابِ لَا حَصْرَ لَهَا وَلَا عَدَّ، وَهِيَ النِّذارةُ التي يُبَلِّغُها المُرْسَلُونَ إلى النَّاسِ، وليسَ عَلَى المُرْسَلِينَ خَلْقُ الهدايةِ في نفوسِ العَالَمِينَ، وَهَذَا مَا أَفادَهُ الاسْتِثْناءُ المُفرَّغُ المَسْبوقُ بِنَفْيٍ. فَبِهِ حَصَرَ اللهُ وظيفةَ رُسُلِهِ ـ عليهِمُ صَلاةُ اللهِ وسَلامُهُ. ونَظيرُ هَذِهِ الآيَةِ قولُهُ تَعَالى مِنْ سُورَةِ الأَنْعامِ فَقَال: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} الآية: 48.
قولُهُ: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} وبالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ مُهِمَّةَ الرُسُلَ ـ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، هِيَ التَبْلِيغُ عَنِ اللهِ ـ تَعَالَى وتَبْشِيرُ مَنْ أَطاعَ بالجنَّةِ، وإِنْذارُ العاصِينَ بالنَّارِ فإِنَّ الذينَ كَفَروا يُجادلونِ بالباطلِ أْيْ: يُخَاصِمُونَ الرُّسُلَ بِالْبَاطِلِ، فيقَوْلونَ فِيهم تارةً: سَاحِرٌ، و تارةً شَاعِرٌ، وأُخْرَى كَاهِنٌ، وَيُكذِبونَهم ويَصْفُونَ ما جاؤوا بِهِ: أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ، وسِحْرٌ، وشِعْرٌ، وكِهَانَةٌ، وهو مَا قَالوهُ فِي الْقُرْآنِ الكريمِ، وَأحيانًا يكونُ جدالُهُ بالعِنَادِ، ويكونُ خِصامُهُم بالأَسْئِلَةِ التعْجِيزيَّةِ بِرَأْيِهم كَسُؤَالِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْكَهْفِ، وَعَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ، وَكَسُؤَالِهِمْ عَنِ الرُّوحِ وَذلكَ تعجيزًا وتَعَنُّتًا وعِنَادًا، لِيُبْطِلُوا الْحَقَّ بِجِدَالِهِمْ وَخِصَامِهِمْ بِالْبَاطِلِ، وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: يُريدُ المُسْتَهْزِئِينَ، وَالمُقْتَسِمِينَ وَأَتْبَاعَهُمْ). الجَامِعُ لِأَحْكَامِ القُرْآنِ للقُرْطُبِيِّ: (11/6). فَمَفْعُولُ "يُجَادِلُ" مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ مَا قَبْلهُ، لِأَنَّ قَوْلَهُ: "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ" يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُهُمُ الْكُفَّارُ بِالْبَاطِلِ هُمُ الْمُرْسَلُونَ الْمَذْكُورُونَ آنِفًا ـ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
فالجِدالُ: الخِصَامُ، وَالْبَاطِلُ: ضِدُّ الْحَقِّ، وَكُلُّ شَيْءٍ زَائِلٌ مُضْمَحِلٌّ هُوَ بَاطِلٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدِ بنِ ربيعَةَ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ ................ وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ
وَيُجْمَعُ الْبَاطِلُ كَثِيرًا عَلَى أَبَاطِيلَ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ، فَيَدْخُلُ فِي قَوْلِ ابْنِ مَالِكٍ صاحِبُ الأَلْفِيَّةِ فِي الْخُلَاصَةِ:
وَحَائِدٌ عَنِ الْقِيَاسِ كُلُّ مَا ............... خَالَفَ فِي الْبَابَيْنِ حُكْمًا رَسْمَا
وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا .............. وَمَا مَوَاعِيدُهُ إِلَّا الْأَبَاطِيلُ
وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى الْبَوَاطِلِ قِيَاسًا، وَالْحَقُّ: ضِدُّ الْبَاطِلِ، وَكُلُّ شَيْءٍ ثَابِتٌ غَيْرُ زَائِلٍ وَلَا مُضْمَحِلٍّ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ حَقًّا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى هنا: "لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ"، أَيْ: لِيُبْطِلُوهُ وَيُزِيلُوهُ بِالباطِلِ وَيُهْلِكوهُ ويُذْهِبوهُ بِهِ، كَقَوْلِهِ منْ سُورةِ النَّمْلِ: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الآية: 16. وَقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (لِيُبْطِلُوا بِهِ مَا جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم). "جامِعُ البَيَانِ" لابْنِ جريرٍ الطَّبَرِيِّ: (15/267)، و "الكَشْفُ والبَيَانُ" للثَّعْلَبِيِّ: (3/390، ب) بِدونِ نِسْبَةٍ. وَأَصْلُهُ مِنْ إِدْحَاضِ الْقَدَمِ، وَهُوَ إِزْلَاقُهَا، وَإِزَالَتُهَا عَنْ مَوْضِعِهَا، فتَقُولُ الْعَرَبُ، دَحَضَتْ رِجْلُهُ: إِذَا زَلِقَتْ، وَأَدْحَضَهَا اللهُ أَيْ: أَزْلَقَهَا، وَدَحَضَتْ حُجَّتُهُ: بَطَلَتْ، وَأَدْحَضَهَا اللهُ: أَبْطَلَهَا، وَالْمَكَانُ الدَّحْضُ: هُوَ ما تَزِلُّ الْقَدَمُ فِيهِ، وَمِنْ ذَلِكَ ما رُوِيَ أَنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: (كانَ يُصَلِّي الأَولَى حِينَ تَدْحَضَ)، فَقَدْ أَخرجَ البُخاريُّ وغيرُهُ ـ والنَّصُّ لَهُ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟. فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْهَجِيرَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ وَيَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِئَةِ). أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ بِرقم: (541، 568) و (771)، ومُسْلِمٌ برقم: (235/647)، وأَبو دَاودَ بِرَقَم: (398)، والنَّسَائيُّ: (495 ، 530). ومِنْ ذلكَ أَيْضًا قَوْلُ الشاعِرِ الجاهليِّ طَرَفَةَ بْنِ العَبْدِ:
أَبَا مُنْذِرٍ رُمْتَ الْوَفَاءَ فَهِبْتَهُ ........ وَحِدْتَ كَمَا حَادَ الْبَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
والدَّحْضُ: الطِّينُ لأَنَّهُ يَزْلِقُ فِيهِ. قالَ طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ:
أبا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوفاءَ وهِبْتَه ............ وحِدْتَ كما حادَ البعيرُ الدَّحْضِ
وَقالَ أَيْضًا:
رَدِيتُ ونَجَّى اليَشْكُرِيَّ حذارُه، ..... وحادَ كَمَا حادَ البَعِيرُ عَنِ الدَّحْضِ
وحُجَّةُ داحِضَةٌ: لا ثَبَاتَ لَهَا.
قولُهُ: {وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} أَيْ: وَإِذا سَمِعُوا آياتِ القُرْآنِ الكَريمِ التي خُوِّفوا بِهَا مِنَ القِيامَةِ والنَّارِ، والعَذابِ المُعَجَّلِ في الدُنيا. هَزِئوا بها وسَخِرُوا مِنْهَا. والهُزْؤُ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ، يُقالُ: هَزِئتُ بِهِ هُزْءًا وَمَهْزَأَةً، والهُزْءَ: المَهْزُوءُ بِهِ. أَيِ اتَّخَذُوا ذَلِكَ مُسْتَهْزَأً بِهِ. وَما أُنْذِرُوا مَصْدَرِيَّةٌ، أَيْ وَإِنْذَارُهُمْ وَالْإِخْبَارُ بِالْمَصْدَرِ لِلْمُبَالَغَةِ. وَعَطْفُ "وَما أُنْذِرُوا" عَلَى "آيَاتِي" عَطْفُ خَاصٍّ عَلَى عَامٍّ لِأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى تَوَغُّلِ كُفْرِهِمْ وَحَمَاقَةِ عُقُولِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} الواوُ: عَاطِفَةٌ، أَوْ اسْتِئْنَافِيَّةٌ، و "ما" نَافِيَةٌ. و "نُرْسِلُ" فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعُلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (نحن) يَعُودُ عَلى اللهِ تعالى. وَ "الْمُرْسَلِينَ" مفعولٌ بِهِ منصوبٌ، وعلامةُ نَصْبِهِ الياءُ لأنَّهُ جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ، والنونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ. والجملةُ عَلَى جملةِ "صَرَّفْنا" مِنَ الآيةِ: 54، السابقةِ عَلَى كَوْنِهَا جَوَابَ القَسَمِ. أَوْ هيَ مُسْتَأْنَفَةٌ وهي في الحاليْنِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "إِلَّا" أَدَاةُ اسْتِثْناءٍ مُفَرَّغٍ (أداةُ حصْرٍ). "مُبَشِّرِينَ" منصوبٌ على الحَالِ مِنَ "الْمُرْسَلِينَ"، وعلامةُ نَصْبِهِ الياءُ لأنَّهُ جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ، والنونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ. و "مُنْذِرِينَ" مَعْطُوفٌ عَلَى "مُبَشِّرِينَ" منصوبٌ مثلُهُ.
قولُهُ: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، و "يُجادِلُ" فعلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النّاصِبِ والجازِمِ. و "الَّذِينَ" اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "كَفَرُوا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِليَّةِ، والأَلِفُ للتفريقِ. والجملةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "بِالْباطِلِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُجادِلُ"، و "الباطِلِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} اللَّامُ: حَرْفُ جَرٍّ للتَعْلِيلِ. و "يُدْحِضُوا" فِعْلٌ مُضارعٌ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" مُضْمَرَةٍ بِعْدَ لامِ "كي"، وعلامةُ نَصْبِهِ حذْفُ النونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِليَّةِ، والأَلِفُ للتفريقِ. و "بِهِ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُدْحِضُوا"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ. و "الْحَقَّ" مَفْعُولٌ بِهِ منصوبٌ، وهذهِ الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ صِلَةُ "أَنْ" المُضْمَرَةِ، و "أَنْ" مَعَ صِلَتِهَا فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ بِاللّامِ، والتقديرُ: لإِدْحاضِ الحَقِّ بِهِ، والجارُّ والمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُجادِلُ".
قولُهُ: {وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} الواوُ: حَالِيَّةٌ، أَوِ اسْتِئْنافِيَّةٌ، و "اتَّخَذُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ عَلى الضَمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ في محلِّ الرفعِ فاعِلُهُ، والأَلِفُ للتَّفْريقِ. و "آياتِي" مَفْعُولٌ بِهِ أَوْلُ مَنْصُوبٌ وعلامةُ نَصْبِهِ فتحةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ لِثِقَلِها إِلَى الياءِ. و "وَمَا" الواوُ: عَاطِفَةٌ، و "ما" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى "آياتِي" "أُنْذِرُوا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ مبنيٌّ على الضَمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ نائبًا لِفَاعِلِهِ، والأَلِفُ للتفريقِ، والجملةُ صِلَةٌ لِـ "ما" المَوْصُولَةِ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ، والعائدُ مَحْذوفٌ والتقديرُ: وَمَا أُنْذِرُوا بِهِ، وَيَجوزُ أَنْ تَكونَ "ما" مَصْدَرِيَّةً، والمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ مَعْطوفٌ عَلَى "آياتِي". و "هُزُوًا" مَفْعولٌ بِهِ ثانٍ لِـ "اتَّخَذُوا" منصوبٌ. وَجُمْلَةُ "اتَّخَذُوا" فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحالِ مِنْ فَاعِلِ "يُجادِلُ" عَلى تَقْديرِ "قد" أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قَرَأَ الْجُمْهُورُ: {هُزُوًا} بِضَمِّ الزَّايِ. وَقَرَأَ حَمْزَةُ "هُزْوًا"، بِسُكُونِ الزَّاي.