وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا
(11)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} كَثيرًا مَا نَسْمَعُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ دُعاءَهُ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَلَدِهِ بِالَشَرِّ، أَوِ الهَلاكِ نَتيجَةَ ضَجَرِهِ وَقِلَّةِ صَبْرِهِ واسْتِعْجالِهِ ذَهَابَ البَلاءِ، وَإِزاحَةَ الكَرْبِ، وَزَوَالَ البَأَسِ عَنْهُ، واسْتِعْجَالًا لِرَفْعِ الشِّدَّةِ وَنُزُولِ الفَرَجِ وَحُلولِ الخَيْرِ، وهوَ فَي ذَلِكَ يَدْعُو بِالشَّرِّ دُعَاءً لَا يُحِبُّ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ. أَيْ: يَدْعُو بِالشَّرِّ كَمَا يَدْعُو بِالْخَيْرِ فيقولُ: اللَّهُمَّ عَافِني، اللهُمَّ ارْزُقْني، اللهمَّ وَفِّقْ وَلَدِيَ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الدُّعَاءِ. وَلَوِ اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ بِالشَّرِّ لَهَلَكَ.
أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعالى: "وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ" يَعْنِي قَولَ الْإِنْسَانِ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ واغْضَبْ عَلَيْهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ أَيضًا عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فِي قَوْلِهِ: "وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ" قَالَ: ذَلِك دُعَاءُ الْإِنْسَانِ بِالشَّرِّ عَلَى وَلَدِهِ، وَعَلى امْرَأَتِهِ، يُعَجِّلُ فِيهِ فَيَدْعُو عَلَيْهِ لَا يُحِبُّ أَنْ يُصِيبَهُ. وَأَخْرَجَ عُبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ" قَالَ: ذَلِكَ دُعَاءُ الْإِنْسَانِ بِالشَّرِّ عَلى وَلَدِهِ، وَعَلَى امْرَأَتِهِ، يَغْضَبُ أَحَدُهُمْ فَيَدْعُو عَلَيْهِ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ، ويَسُبُّ زَوْجَتَهُ وَمَالَهُ وَوَلَدَهُ. فَإِنْ أَعْطَاهُ اللهُ ذَلِكَ شَقَّ عَلَيْهِ، فَيَمْنَعُهُ ذَلِكَ، ثُمَّ يَدْعُو بِالْخَيرِ فَيُعْطِيهِ. وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالْبَزَّارُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، لَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، لَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً فِيهَا إِجَابَةٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ. وَيَدُلُّ لِهَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ يُونُسَ: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} الآيَةَ: 11، أَيْ: لَوْ عَجَّلَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ بِالشَّرِّ كَمَا يُعَجِّلُ لَهُمُ الْإِجَابَةَ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ، أَيْ لَهَلَكُوا وماتُوا.
وَقَدْ يَكُونُ سَبَبَ هَذا الدُعاءِ، الاسْتِكْبَارُ أَوِ الاسْتِهْزاءُ أَوِ العِنَادُ أَوْ واسْتِبْطاءِ حُلُولِ الْوَعيدِ كَمَا يَسْتَبْطِئُ أَحَدٌ تَأَخُّرَ خَيْرٍ وُعِدَ بِهِ. ومِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّضِرِ بْنِ الْحَارِثِ الْعَبْدَرِيِّ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الآية: 32، مِنْ سُورَةِ الأَنْفَالِ. وَهو ما فَسَّرَ بِهِ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَغيرُهُم هُذِهِ الآيَةَ الكريمَةَ كَمَا تَقدَّمَ.
وقِيلَ: المُرادُ أَنَّ الْإِنْسَانَ قدْ يَدْعُو بِالْشَّرِّ فَيَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُيَسِّرَ لَهُ الزِّنَى، أَوْ القَتْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، كَمَا يَسْأَلُهُ الخَيْرَ والْجَنَّةَ، وَالسَّلَامَةَ مِنَ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وغَيْرِهِ وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ قَوْلُ ابْنِ جَامِعٍ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ السُّكَّرِي:
أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِيمَنْ يَطُوفُ ................. وَأَرْفَعُ مِنْ مِئْزَرِي الْمُسْبَلِ
وَأَسْجُدُ بِاللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحَ ................. وَأَتْلُو مِنَ الْمُحْكَمِ الْمُنَزَّلِ
عَسَى فَارِجُ الْهَمَّ عَنْ يُوسُفَ ................... يُسَخِّرُ لِي رَبَّةَ الْمَحْمَلِ
والأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَفعلُ "يَدْعُ" مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَى "يَطْلُبُ" وَ "يَبْتَغِي"، كَما هو في قَوْلِ لَبِيدٍ:
أَدْعُو بِهِنَّ لِعَاقِرٍ أَوْ مُطْفِلٍ ............... بُذِلَتْ لِجِيرَانِ الْجَمِيعِ لِحَامُهَا
قولُهُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} تَذْيِيلٌ، فَالْإِنْسَانُ هَنَا مُرَادٌ بِهِ الْجِنْسُ لِأَنَّهُ الْمُنَاسِبُ لِلتَّذْيِيلِ، أَيْ وَمَا هَؤُلَاءِ الْكَافِرُونَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ إِلَّا مِنْ نَوْعِ الْإِنْسَانِ، وَفِي نَوْعِ الْإِنْسَانِ الِاسْتِعْجَالُ فَإِنَّ (كَانَ) تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اسْمَهَا مُتَّصِفٌ بِخَبَرِهَا اتِّصَافًا مُتَمَكِّنًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورةِ الْكَهْفِ: {وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} الآيةَ: 54. وَالْمَقْصُودُ مِنْ قَوْلِهِ: "وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا" الْكِنَايَةُ عَنْ عَدَمِ تَبَصُّرِهِ وَأَنَّ اللهَ أَعْلَمُ بِمُقْتَضَى الْحِكْمَةِ فِي تَوْقِيتِ الْأَشْيَاءِ، فقد وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: "وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجولًا" قَالَ: ضَجِرًا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَى سَرَّاءَ وَلَا ضَرَّاءَ. ولو أنَّ اللهَ استجابَ لهُ لَهَلَكَ ولكنَّ اللهَ أَقَّتَ لهُ كلَّ شيءٍ كما اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ ورَحْمَتُهُ، قَالَ تَعَالَى مِنْ سُورةِ يُونُس: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} الآية: 11، وَلَكِنَّهُ دَرَّجَ لَهُمْ وَصُولَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لُطْفًا بِهِمْ فِي الْحَالَيْنِ.
والعَجَلةُ سَجيَّةٌ فِي الإنْسَانِ، وفِطْرَةٌ فَطَرَهُ اللهُ عَلَيْهَا، لِمَا أَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ سَلْمَانٍ الْفَارِسِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ آدَمَ ـ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلَامُ، رَأْسَهُ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ وَهُوَ يُخْلَقُ، وَبَقِيَتْ رِجْلَاهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ: يَا رَبِّ اعْجِلْ قَبْلَ اللَّيْلِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: "وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجولًا". وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ ـ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، خَلَقَ عَيْنَيْهِ قَبْلَ بَقِيَّةِ جَسَدِهِ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَتِمَ بَقِيَّةَ خَلْقِي قَبْلَ غيْبُوبَةِ الشَّمْسِ. فَأَنْزلَ اللهُ تَعَالَى "وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا".
فِي هَذِهِ الآيَةِ المُبَارَكَةِ يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عِبادَهُ عَنْ عَجَلَةِ الإِنْسَانِ، وَدُعَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ بِالشَّرِّ حِينَ يَغَضَبُ، كَمَا يُسَارِعُ إِلَى الدُّعَاءِ فِي الخَيْرِ، فَلَوِ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ، لأَهْلَكَهُ وَأَهْلَكَ أَهْلَهُ. وَالَّذِي يَحْمِلُ الإِنْسَانَ عَلَى ذلِكَ هُوَ قَلَقُهُ، وَعَجَلَتُهُ، وَقِلَّةُ صَبْرِهِ.
وَقَدْ يَكُونُ المَعْنَى: أَنَّ الإِنْسَانَ قَدْ يُبَالِغُ فِي الدُّعَاءِ طَلَبًا لِشَيءٍ يُعْتَقَدُ أَنَّ فِيهِ خَيْرَهُ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ سَبَبَ بَلاَئِهِ وَشَرِّهِ، وذلكَ لِجَهْلِهِ بِحَالِهِ، وَهُوَ إِنَّمَا يُقْدِمُ عَلَى ذَلِكَ لِكَوْنِهِ عَجُولًا مُغْتَرًّا بِظَوَاهِرِ الأُمُورِ.
قولُهُ تَعَالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} الواوُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ، وَ "يَدْعُ" فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ المُقدَّرةُ على آخرِهِ لِثِقَلِها عَلَى الوَاوِ المحذوفةِ لفظًا للتَخَلُّصِ مِنِ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَخَطًّا تَبَعًا للَّفْظِ؛ لأَنَّهُ فِعْلٌ مُعْتَلُّ الآخِرِ بالواوِ، وَالقِياسُ إِثْباتُ الواوِ فِي "يَدْعُو"، ولكِنْ حُذِفَتْ فِي المُصْحَفِ مِنَ الكِتَابَةِ؛ لأَنَّها لا تَظْهَرُ في اللَّفْظِ، وَلَمْ تُحْذَفْ فِي المَعْنَى؛ لأَنَّها في مَوْضِعِ رَفْعٍ، فَكانَ حَذْفُها باسْتِقْبالِها اللامَ السَّاكِنَةَ بعدَها، وَمِثْلُها قولُهُ تعالى مِنْ سُورةِ (ق): {يُنَادِ الْمُنَادِ} الآيَةَ: 41. وَقولُهُ مِنْ سُورَةِ القَمَرِ: {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} الآيَةَ: 5. فلَوْ كُتِبَتِ الياءُ والواوُ فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ كانَ صَوابًا. مَعاني القرآنِ للفَرَّاءِ: (2/117) بِشَيْءٍ مِنَ التَصَرُّفِ. و "الْإِنْسانُ" فاعِلُهُ مَرْفوعٌ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "بِالشَّرِّ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَدْعُ"، و "الشَّرِّ" مَجْرورٌ بحرفِ الجَرِّ. و "دُعَاءَهُ" مَنْصُوبٌ عَلَى نَزْعِ الخافضِ أَيْ "كدُعائهِ" وهذا الجارُّ مُتَعَلِّقٌ بِمْحْذوفِ مَفْعُولٍ مُطْلَقٍ أَي: يَدْعُو بالشَرِّ دُعَاءً كَدُعَائِهِ بالخَيْرِ وهو مُضافٌ وَالهاءُ: ضَميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وَهُوَ فاعِلُ المَصْدَرِ. و "بِالْخَيْرِ" الباءُ حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَدْعُ"، وَلَكِنَّهُ عَلَى التَشْبيهِ، والتَقْديرُ: وَيَدْعُ الإِنْسانُ بالشَرِّ دُعاءً كَدُعائِهِ بِالخَيْرِ فِي الإِلْحاحِ، والإِكْثَارِ، و "الْخَيْرِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ. وفي هاتيْنِ الباءَيْنِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ، أَحَدُهُا: أَنَّهُما مُتَعَلِّقَتَانِ بالدُعاءِ عَلَى بِابِهِمَا كما تقدَّمَ نَحْوَ: دَعَوْتُ بِكَذَا، وَالمَعْنَى: أَنَّ الإِنْسانَ في حَالِ ضَجَرِهِ قَدْ يَدْعُو بالشَرِّ، ويُلِحُّ فِيهِ، كَمَا يَدْعُو بالخيرِ وَيُلِحُّ فِيهِ. والثاني: أَنَّهُما بِمَعْنَى "في" بِمَعْنَى أَنَّ الإِنْسانَ إِذَا أَصَابَهُ ضُرٌّ دَعَا وَأَلَحَّ في الدُعَاءِ "بِالْخَيْرِ" وَاسْتَعْجَلَ الفَرَجَ، مِثْلَ الدُعاءِ الذي كانَ يُحِبُّ أَنْ يَدْعُوَهُ فِي حَالَةِ الخَيْرِ، وَعَلَى هَذَا فَالْمَدْعُوُّ بِهِ لَيْسَ الشَرَّ وَلَا الخَيْرَ. وَهوَ بَعِيدٌ.
الثالثُ: أَنْ تَكونَ للْسَّبَبِ، ذَكَرَهُ أَبو البَقَاءِ العُكْبُريِّ، والمَعْنَى لا يُسَاعِدُهُ، والمَصْدَرُ مُضَافٌ لِفَاعِلِهِ.
قولُهُ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} الوَاوُ: استِئنافيَّةٌ، وَ "كانَ" فِعْلٌ ماضٍ ناقِصٌ مبنيٌّ على الفتحِ. وَ "الْإِنْسانُ" اسْمُهُ مَرْفُوعٌ بِهِ. وَ "عَجُولًا" خَبَرُ كانَ مَنْصُوبٌ بِها، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.