روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56   فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56 I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 12, 2016 6:06 pm

في العليم ... سورة يوسف الآية: 56


وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)


قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} أي: وكَمَا جَرَتْ عادتُنا في مُلْكِنا أَنْ نُمَكِّنَ في الأَرْضِ لِمَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبادِنا مكَّنا لعبدِنا يوسُفَ. أو وَمِثْلُ إِنْعَامِنا على يوسُفَ بتَقْرِيبِهِ إِلَى قَلْبِ الْمَلِكِ، وَإِنْجَائِهِ مِنَ السِّجْنِ مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ، أَيْ: أَقَدَرْنَاهُ على ما يُريدُ. ومكنَّا ليوسُفَ في الأرضِ، أي: أرضِ مِصْرَ. فقيلَ أَنَّها كانَتْ يومَها أَربعينَ فَرْسَخًا في مثلِها. وفي التعبيرِ عَنِ الجَعْلِ بالتَمْكينِ مُسْنَدًا إِلى ضَميرِهِ تعالى ـ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ تَشْريفِهِ ـ عَليْهِ السَّلامُ، والمُبالَغَةِ في كَمَالِ وِلايَتِهِ ما لا يَخْفَى، والإِشارَةِ إِلى حُصُولِ ذَلِكَ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ لا أَنَّهُ حَصَلَ بَعْدِ سُؤالِهِ المَلِكَ ذَلِكَ. والتَّمْكينُ: الإقْدارُ وإِعْطاءُ المُكْنَةِ. قال المُفَسِّرونَ: في الكلامِ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: قالَ المَلِكُ: قَدْ فَعَلْتُ؛ وذَلِكَ اسْتِجابَةً مِنْه لِطَلَبِ يُوسُفَ حِينَ قالَ: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} الآية: 55، السابقة، لأَنَّ تَمْكينَ اللهِ لَهُ في الأَرْضِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ المَلِكَ قدْ أَجابَهُ إلى مَا سَأَلَ، ولا يخفى أَنَّ اللهَ تَعَالى هُوَ الذي مَكَّنَهُ حَقيقةً، وذَلِكَ لأَنَّ المَلِكَ كانَ قادرًا على قَبُولِ الطلبِ ورَدِّه، ونِسْبَةُ قُدْرَتِهِ على القَبُولِ والرَدِّ متَساوِيَةٌ، فلا بُدَّ وأَنْ يَرْجَحَ القَبُولُ في خاطِرِ المَلِكِ؛ ولا أَحَدٌ غيرُهُ تعالى قادرٌ على خَلْقِ ذلِكَ المُرَجِّحِ في نفسِ المَلِكِ، فالتَمْكينُ لِيُوسُفَ إِذًا هو مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالى لَيْسَ إِلَّا. ويجبُ أَنْ يَظهَرَ هذا السَّبَبُ وأَلَّا يُؤخَّرَ، لِذَلِكَ فَقَدْ تَرَكَ اللهُ إِجابَةَ المَلِكِ، واقْتَصَرَ عَلى ذِكْرِ التَّمْكينِ الإلهِيِّ الكريمِ ليوسُفَ ـ عليهِ السلامُ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْحِكْمَةِ: لِلْجُوعِ وَالْقَحْطِ عَلَامَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنَّ النَّفْسَ تُحِبُّ الطَّعَامَ أَكْثَرُ مِنَ الْعَادَةِ، وَيُسْرِعُ إِلَيْهَا الْجُوعُ خِلَافَ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَتَأْخُذُ مِنَ الطَّعَامِ فَوْقَ الْكِفَايَةِ. وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يُفْقَدَ الطَّعَامُ فَلَا يُوجَدُ رَأْسًا وَيَعِزُّ إِلَى الْغَايَةِ، فَاجْتَمَعَتْ هَاتَانِ الْعَلَامَتَانِ فِي عَهْدِ يُوسُفَ، فَانْتَبَهَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يُنَادُونَ الْجُوعَ الْجُوعَ!! وَيَأْكُلُونَ وَلَا يَشْبَعُونَ، وَانْتَبَهَ الْمَلِكُ، يُنَادِي الْجُوعَ الْجُوعَ!! قَالَ: فَدَعَا لَهُ يُوسُفُ فَأَبْرَأَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَنَادَى يُوسُفُ فِي أَرْضِ مِصْرَ كُلِّهَا، مَعَاشِرَ النَّاسِ! لَا يَزْرَعُ أَحَدٌ زرعًا فيضيعُ الذرعُ ولا يطلع شيءٌ. وَجَاءَتْ تِلْكَ السُّنُونَ بِهَوْلٍ عَظِيمٍ لَا يُوصَفُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا كَانَ ابْتِدَاءُ الْقَحْطِ بَيْنَا الْمَلِكُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَصَابَهُ الْجُوعُ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ، فَهَتَفَ الْمَلِكُ يَا يُوسُفُ! الْجُوعَ الْجُوعَ!! فَقَالَ يُوسُفُ: هَذَا أَوَانُ الْقَحْطِ.
قولُهُ: {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} لاسْتِيلائِهِ على جَميعِ أَرْضِ مِصْرَ ودُخُولِها تَحْتَ سُلْطانِهِ. والتَبَوُّؤ: اتِّخَاذُ مَكَانٍ لِلْبَوْءِ، أَيِ الرُّجُوع، فَمَعْنَى التَبَوُّؤِ إذًا النُّزُولُ وَالْإِقَامَةُ، ويَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ كِنَايَةٌ عَنْ تَصَرُّفِهِ فِي جَمِيعِ مَمْلَكَةِ مِصْرَ فَهُوَ عِنْدَ حُلُولِهِ بِمَكَانٍ مِنَ الْمَمْلَكَةِ لَوْ شَاءَ أَنْ يَحِلَّ بِغَيْرِهِ لَفَعَلَ. رُوِيَ أَنَّ المَلِكَ تَوَّجَهُ، وخَتَّمَهُ بِخاتَمِهِ، ورَدَّاهُ بِسَيْفِهِ، ووَضَعَ لَهُ سَريرًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلًا بالدُّرِّ والياقوتِ، فقالَ له عَلَيْهِ السَّلامُ: أَمَّا السَّريرُ فأَشُدُّ بِهِ مُلْكَكَ، وأَمَّا الخاتَمُ فأُدَبِّرُ بِهِ أَمْرَكَ، وأَمَّا التّاجُ فَلَيْسَ مِنْ لِبَاسِي ولا لِباسِ آبائي، فقالَ المَلِكُ: قدْ وَضَعْتُهُ إِجْلالًا لَكَ وإِقْرارًا بِفَضْلِكَ. فجَلَسَ عَلى السَّريرِ ودانَتْ لَهُ المُلُوكُ وفَوَّضَ إِلَيْهِ المَلِكُ أَمْرَهُ وأَقَامَ العَدْلَ بِمِصْرَ وأَحَبَّتْهُ الرِّجالُ والنِّساءُ، وباعَ مِنْ أَهْلِ مَصْرَ في سِنِيِّ القَحْطِ الطَّعَامَ، فكانَ لا يَبيعُ أَحَدًا أَكْثَرَ مِنْ حِمْلِ بعيرٍ تَقْسيطًا بينَ النَّاسِ وعدْلًا بينهم. وقد باعَ في السَّنَةِ الأُولى بالدَنانيرِ والدَّراهِمِ، وفي الثانيةِ بالحِلِيِّ والجَواهِرِ، وفي الثالثةِ بالدَّوابِّ، ثمَّ بالضِّياعِ والعَقارِ، ثمَّ بِرِقابِهم، حتَّى اسْتَرَقَّهم جَميعًا، فقالوا: مَا رَأَيْنَا كالْيَوْمِ مَلِكًا أَجَلَّ وأَعْظَمَ مِنْهُ، فَقَالَ يُوسُفُ لِمَلِكِ مِصْرَ: كَيْفَ رَأَيْتَ صُنْعَ رَبِّي فِيمَا خَوَّلَنِي! وَالْآنَ كُلُّ هَذَا لَكَ، فَمَا تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ: فَوَّضْتُ إِلَيْكَ الْأَمْرَ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ، وَإِنَّمَا نَحْنُ لَكَ تَبَعٌ، وَمَا أَنَا بِالَّذِي يَسْتَنْكِفُ عَنْ عِبَادَتِكَ وَطَاعَتِكَ، وَلَا أَنَا إِلَّا مِنْ بَعْضِ مَمَالِيكِكَ، وَخَوَلٌ مِنْ خَوَلِكَ، فَقَالَ يُوسُفُ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي لَمْ أُعْتِقْهُمْ مِنَ الْجُوعِ لِأَسْتَعْبِدَهُمْ، وَلَمْ أُجِرْهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ لِأَكُونَ عَلَيْهِمْ بَلَاءً، وَإِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَأُشْهِدُكَ أَنِّي أَعْتَقْتُ أَهْلَ مِصْرَ عَنْ آخِرِهِمْ، وَرَدَدْتُ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَأَمْلَاكَهُمْ، وَرَدَدْتُ عَلَيْكَ مُلْكَكَ بِشَرْطِ أَنْ تَسْتَنَّ بِسُنَّتِي. وَيُرْوَى أَنَّ يُوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ لَا يَشْبَعُ مِنْ طَعَامٍ فِي تِلْكَ السِّنِينَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَجُوعُ وَبِيَدِكَ خَزَائِنُ الْأَرْضِ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ شَبِعْتُ أَنْ أَنْسَى الْجَائِعَ، وَأَمَرَ يُوسُفُ طَبَّاخَ الْمَلِكِ أَنْ يَجْعَلَ غِذَاءَهُ نِصْفَ النَّهَارِ، حَتَّى يَذُوقَ الْمَلِكُ طَعْمَ الْجُوعِ. فَلَا يَنْسَى الْجَائِعِينَ، فَمِنْ ثَمَّ جَعَلَ الْمُلُوكُ غِذَاءَهُمْ نِصْفَ النَّهَارِ. وتَلَطَّفَ يوسفُ بِالنَّاسِ، وَجَعَلَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى آمَنُوا بِهِ، وَأَقَامَ فِيهِمُ الْعَدْلَ، فَأَحَبَّهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ. قالَ السُّدِّيُّ، وعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: المعنَى أنَّهُ يَتَصَرَّفُ فِيها كَيْفَ يَشاءُ. وقالَ ابْنُ جَريرٍ: يَتَّخِذُ مِنْها مَنْزِلًا حَيْثُ يَشاءُ، وذلك بعدَ الضِّيقِ والحَبْسِ والإسارِ.
قولُهُ: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} برحمتنا: أيْ بعطائنا وبِإِحْسَانِنَا، مَنِ اقْتَضَتِ الحِكْمَةُ أَنْ نَشاءَ لَهُ ذَلِكَ مِنْ مُلْكٍ وغِنًى وغيرِهما مِنَ النِّعَمِ في الدنيا، وَالرَّحْمَةُ النِّعْمَةُ وَالْإِحْسَانُ. وقد أصابتْ رحمةُ اللهِ تعالى الملك وأهلَ مصرَ كلَّهم، قالَ مُجاهِدٌ وغَيْرُهُ: فَلَمْ يَزَلْ يُوسُفُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، يَدْعُو المَلِكَ إِلَى الإسْلامِ ويَتَلَطَّفُ لَهُ حَتَّى أَسْلَمَ الملكُ وكَثيرٌ مِنَ النَّاسِ. وهذا من رحمتِهِ تعالى في الدنيا.
قولُهُ: {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} أَيْ ثَوَابَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَوَهْبٌ: يَعْنِي الصَّابِرِينَ، لِصَبْرِهِ فِي الْجُبِّ، وَفِي الرِّقِّ، وَفِي السِّجْنِ، وَصَبْرِهِ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَمَّا دَعَتْهُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ. وهذا تَذْيِيلٌ لِمُنَاسَبَةِ عُمُومِهِ لِخُصُوصِ مَا أَصَابَ يُوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنَ الرَّحْمَةِ فِي أَحْوَالِهِ فِي الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهُ مِنْ مَوَاقِفِ الْإِحْسَانِ الَّتِي كَانَ مَا أُعْطِيَهُ مِنَ النِّعَمِ وَشَرَفِ الْمُنْزِلَةِ جَزَاءً لَهَا فِي الدُّنْيَا، لِأَنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. وَلَأَجْرُهِ فِي الْآخِرَةِ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ لَهُ وَلِكُلِّ مَنْ آمَنَ وَاتَّقَى. وَالتَّعْبِيرُ فِي جَانِبِ الْإِيمَانِ بِصِيغَةِ الْمَاضِي وَفِي جَانِبِ التَّقْوَى بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ، لِأَنَّ الْإِيمَانَ عَقْدُ الْقَلْبِ الْجَازِمُ فَهُوَ حَاصِلٌ دُفْعَةً وَاحِدَةً وَأَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ مُتَجَدِّدَةٌ بِتَجَدُّدِ أَسْبَابِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَاخْتِلَافِ الْأَعْمَال والأزمان.
قولُهُ تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} الواوُ: للاستئنافِ. و "كذلك" الكافُ" حَرْفُ جَرٍّ وتَشْبيهٍ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله "مَكَّنَّا"، ويجوزُ أَنْ يَكونَ اسْمًا بِمَعْنَى "مثل" فهو في مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعولٍ مُطْلَقٍ نائبٍ عَنِ المَصْدَرِ فهو صِفَتُهُ، والعامِلُ فيه فِعْلُ "مَكَّنَّا". و "ذَلِكَ" ذا: اسْمُ إِشارَةٍ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالكافِ، واللام: للبُعْدِ، والكافُ: للخِطابِ. و "مَكَّنَّا" فعلُ ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" جَمَاعةِ المتكلِّمين، وهو ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفْعِ فاعِلِهِ. و "لِيُوسُفَ" اللامُ حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بـ "مَكَّنَّا" عَلَى أَنْ يَكونَ مَفْعولُ "مَكَّنَّا" مَحْذوفًا تَقْديرُهُ: مَكَّنّا الأمورَ لِيُوسُفَ، أَوْ عَلى أَنْ يَكونَ المَفْعولُ بِهِ، ويَجوزُ أَنْ تَكونَ زائدةً عِنْدَ مَنْ يَرَى ذَلِكَ. و "يوسُفَ" اسْمٌ مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. وقد نابَتِ الفَتْحَةُ عَنِ الكَسْرَةِ عَلامَةً لِجَرِّهِ كونَهُ ممنوعًا مِنَ الصرْفِ بالعلميَّةِ والعُجمةِ، و "فِي الْأَرْضِ" في: حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ أيضًا بالفعلِ "مَكَّنَّا" و "الأرضِ" اسْمٌ مجرورٌ بِحرفِ الجرِّ "في" وعلامةُ جرِّه الكسْرةُ الظاهرةُ في آخِرِهِ.
قولُهُ: {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} يَتَبَوَّأُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مستترٌ بهِ جوازًا تقديرُهُ "هو" يعودُ على يوسُفَ ـ عليهِ السلامُ، والجُمْلَةُ في محلِّ النَّصْبِ على الحال مِنْ "يوسف". و "منها" مِنْ: حرفُ جَرٍّ يَجوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ بِ "يَتَبوَّأ" ويجوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ بِمَحْذوفٍ عَلَى أَنَّهَا حالٌ مِنْ "حيث" والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ الجرِّ بحرْفِ الجَرِّ. و "حيثُ" مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ المَكَانِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِ "يَتَبَوَّأُ" ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ مَفْعولًا بِهِ ل "يَتَبَوَّأ". و "يَشَاءُ" فعلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه جوازًا يَعودُ عَلَى "يوسف" عليه السلامُ، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ الجَرِّ بإضافةِ "حَيْثُ" إليها. ويجوزُ أَنْ تكونَ هذِهِ الجملةُ في محلِّ النَّصبِ على الحالِ مِنْ "يوسف"، وعليهِ يَجوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ "من" ب "يَتَبَوَّأُ"، ويجوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذوفِ حالٍ مِنْ "حَيْثُ"، ويَجوزُ أَنْ يَكونَ "حَيْثُ" ظَرْفًا بِ "يَتَبَوَّأُ"، ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ مَفْعولًا بِهِ.
قولُهُ: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} نُصِيبُ: فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "نحن" يَعودُ عَلى اللهِ تعالى. و "بِرَحْمَتِنَا" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِ "نُصيبُ"، ومجرورٌ بحرفِ الجرِّ مضافٌ، و "نا" ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والجُمْلَةُ هذه مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحلَّ لها من الإعراب. و "مَنْ" اسْمٌ مَوْصولٌ بمعنى "الذي" مبنيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَفعولٌ بِهِ ل "نُصيبُ". و "نَشَاءُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ "نحن" يَعودُ عَلى اللهِ تعالى، والجُمْلَةُ هذه صِلَةُ الاسْمِ الموصولِ "مَنْ"، والعائدُ مَحْذوفٌ تَقديرُهُ: مَنْ نَشاؤُهُ.
قولُهُ: {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} للعطفِ. و "لا" نافيَةٌ لا عَمَلَ لها. و "نُضِيعُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه وجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعودُ عَلَى "اللهِ" تعالى، والجُمْلَةُ معطوفة على جُمْلَةِ "نُصِيبُ". و "أَجْرَ" مَفْعولٌ بِهِ منصوبٌ وهو مُضافٌ، و "الْمُحْسِنِينَ" مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرورٌ وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ لأنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السالمُ، والنونُ عِوَضٌ عنِ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ.
قرَأَ العامَّةُ: {حيثُ يشاءُ} على أنه ضمير يوسف، وقرَأَ ابْنُ كَثيرٍ "نَشَاءُ" بالنُّونِ عَلَى أَنَّها نُونُ العَظَمَةِ لِلَّهِ تَعَالى. وجَوَّزَ أَبو البَقاءِ أَنْ يَكونَ الفاعلُ ضَميرَ يُوسُفَ قال: "لأنَّ مشيئته مِنْ مشيئة الله" وفيهِ نَظَرٌ لأَنَّ نَظْمَ الكَلامِ يَأْباهُ. ولا خلاف في قولهِ: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَاءُ} أَنَّها بالنون. وجَوَّز الشيخُ أبو حيّانَ أَنْ يكونَ الفاعلُ في قراءةِ الياءِ ضميرَ اللهِ تعالى، ويكونُ الْتِفَاتًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 56
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 5
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 23
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 38
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 53
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 70

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: