روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47   فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47 I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 03, 2016 8:44 am

فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47


قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ
(47)
قولُهُ ـ تعالى شَأنُهُ: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} قَالَ يُوسُفُ مُبَيِّنًا لِلْمَلَأِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ عَمَلُهُ، لِتَلَافِي مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ هَذِهِ الرُّؤْيَا مِنَ الْخَطَرِ عَلَى الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، قَبْلَ وُقُوعِ تَأْوِيلِهَا الَّذِي بَيَّنَهُ فِي سِيَاقِ هَذَا التَّدْبِيرِ الْعَمَلِيِّ، مُفَسِّرًا الحُلْمَ: إِنَّهُمْ سَتَأْتِيكمْ سَبْعُ سِنِينَ مِنَ الخَصْبِ وَالمَطَرِ مُتَوَالِياتٍ، دَائِبِينَ كَعَادَتِكُمْ فِي الزِّرَاعَةِ. وَهَذَا ضَرْبٌ مِنْ بَلَاغَةِ الْأُسْلُوبِ وَالْإِيجَازِ، وَلَا تَجِدُ لَهُ ضَرِيبًا فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ. خَاطَبَ أُولِي الْأَمْرِ بِمَا لَقَّنَهُ لِلسَّاقِي خِطَابَ الْآمْرِ لِلْمَأْمُورِ الْحَاضِرِ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهِمُ الشُّرُوعَ فِي زِرَاعَةِ الْقَمْحِ دَائِبِينَ عَلَيْهِ دَأَبًا مُسْتَمِرًّا، كَمَا قَالَ تَعَالَى في سورة إبراهيمَ ـ عليه السلام: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} الآية: 33، سَبْعَ سِنِينَ بِلَا انْقِطَاعٍ.
و "تَزْرَعُونَ" خَبَرٌ بِمَعْنَى الْأَمْرِ، كَما هو في قَوْلِهِ تعالى في الْآية: 228، من سورة البقرة: {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ}، وكما هو قولُه تعالى بعد ذلك: {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ} الآية: 233، مِنَ السُّورةِ ذاتِها. وَإِنَّمَا يَخْرُجُ الْخَبَرُ بِمَعْنَى الْأَمْرِ، وَيَخْرُجُ الْأَمْرُ فِي صُورَةِ الخَبرِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْإِيجَابِ، فَيَجْعَلُ كَأَنَّهُ وُجِدَ فَهُوَ يُخْبِرُ عَنْهُ وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِهِ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ قَوْلُهُ "فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ"، وَ "دَأَبًا" من الدَّأَبُ: وهو اسْتِمْرَارُ الشَّيْءِ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ، فيقالُ هُوَ دَائِبٌ بِفِعْلِ كَذَا، إِذَا اسْتَمَرَّ فِي فِعْلِهِ، وَقَدْ دَأَبَ يَدْأَبُ دَأْبًا وَدَأَبًا، أَيْ زِرَاعَةً مُتَوَالِيَةً فِي هَذِهِ السِّنِينَ، والدَّأْبُ: المُواظَبَةُ؛ فَكَأَنَّ يوسُفُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، قدْ طَلَبَ أَنْ يَزْرَعَ أَهْلُ مِصْرَ بِدَأَبٍ وبدونِ كَسَلٍ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: الْأَكْثَرُونَ فِي دَأَبٍ الْإِسْكَانُ وَلَعَلَّ الْفَتْحَةَ لُغَةٌ، فَيَكُونُ كَشَمْعٍ وَشَمَعٍ، وَنَهْرٍ وَنَهَرٍ، وَانْتَصَبَ دَأَبًا عَلَى مَعْنَى تَدْأَبُونَ دَأَبًا. وَقِيلَ: إِنَّهُ مَصْدَرٌ وُضِعَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَتَقْدِيرُهُ تَزْرَعُونَ دَائِبِينَ فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ.
قولُهُ: {فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ} وما حَصَدْتُم فدَعُوهُ فِي سُنْبُلِهِ حَتَّى لَا يَفْسَدَ وَلَا يَقَعَ السُّوسُ فِيهِ، لِأَنَّ إِبْقَاءَ الْحَبَّةِ فِي سُنْبُلِها يُوجِبُ بَقَاءَهَا عَلَى حالتِها مِنَ الصَّلَاحِ طعامً لبني آدمَ، فَعَلَيْكمْ أَنْ تَتْرُكُوا الغَلَّةَ فِي سَنَابِلِهَا لِيَكُونَ ذَلِكَ أَحْفَظَ، وَأَبْعَدَ عَنْ إِسْرَاعِ الفَسَادِ إِلَيْهَا. فقدْ أَثْبَتَ العِلْمُ الحَديثُ أَنَّ خَزْنَ القَمْحِ في سَنَابِلِهِ حِمايَةٌ لَهُ من السوس ووقايَةٌ لأَنَّ غِلافَها الأوَّل يحولُ دونَ سَرَيَانِ الرُّطُوبَةِ إِلَيْهِا، والأظهرُ أنَّه أمرهم بالاحتفاظِ بالسُنْبلةِ كاملةً الْحَبُّ لِغِذَاءِ النَّاسِ وَالتِّبْنُ لِغِذَاءِ الْبَهَائِمِ وَالدَّوَاب خلافًا لما ذهب إليه بعضُ المفسرين، مِنْ أَنَّهُ أَمَرَهم بالاحْتِفاظِ بالسنبلةِ دون القشَّ، لأنَّ عدَمَ الاحتفاظِ به هَلاكُ مواشيهم ودوابهم وفي ذلك فسادٌ لحياتِهم ومعاشِهم، واللهُ أعلمُ.
قولُهُ: {إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ} إِلاَّ القَلِيلَ مِمَّا تَأْكُلُونَهُ. فمَا أَرَدْتُمْ أَكْلَهُ فَادرسُوهُ. فَقَدْ أَوْصَاهُمْ بِالاقْتِصَادِ وَالتَّوْفِيرِ، وَالأَكْلِ دُونَ إِسْرَافٍ لِيَبْقَى لَهُمْ وَفْرٌ كَافٍ لِسِنِيِّ الجَدْبِ التَّالِيَةِ.
وتُعدُّ هَذِهِ الْآيَةُ أَصْلٌ فِي الْقَوْلِ بِالْمَصَالِحِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي هِيَ حِفْظُ الْأَدْيَانِ وَالنُّفُوسِ وَالْعُقُولِ وَالْأَنْسَابِ وَالْأَمْوَالِ، فَكُلُّ مَا تَضَمَّنَ تَحْصِيلَ شيءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ فَهُوَ مَصْلَحَةٌ، وَكُلُّ مَا يُفَوِّتُ شَيْئًا مِنْهَا فَهُوَ مَفْسَدَةٌ، وَدَفْعُهُ مَصْلَحَةٌ، وَلَا خِلَافَ أَنَّ مَقْصُودَ الشَّرَائِعِ إِرْشَادُ النَّاسِ إِلَى مَصَالِحِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ، لِيَحْصُلَ لَهُمُ التَّمَكُّنُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ الْمُوَصِّلَتَيْنِ إِلَى السَّعَادَةِ الْأُخْرَوِيَّةِ، وَمُرَاعَاةُ ذَلِكَ فَضْلٌ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَحْمَةٌ رَحِمَ بِهَا عِبَادَهُ، مِنْ غَيْرِ وُجُوبٍ عَلَيْهِ، وَلَا اسْتِحْقَاقٍ، هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْمُحَقِّقِينَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ أَجْمَعِينَ.
قولُهُ تعالى: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} قَالَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفَتْحِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ تَقديرُهُ "هو" يَعودُ عَلَى يُوسُفَ ـ عليه السلامُ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها منَ الإعراب. "تَزْرَعُونَ" فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ، وعلامةُ رفعهِ ثباتُ النونِ في آخِرهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعال الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلِهِ، والجُمْلَةُ هذه في محل النَّصْبِ بِ "قَالَ". وهو إخبارُ غيبٍ، كما هو الظاهرُ، ولا مَدْخَلَ لأَمْرِهِ لهم بالزِّراعة؛ لأنَّها عادتهم، أَمَرَهم أو لم يأمرهم، وإنَّما يَحْتاجُ إِلى الأَمْرُ فِيما لَمْ يَكُنْ مِنْ عادةِ الإِنْسانِ أَنْ يَفْعَلَه كَتَرْكِهِ في سُنْبلِهِ. و "دَأَبًا" مَصْدَرٌ لأَنَّ مَعْنَى "تَزْرَعونَ" تَدْأَبونَ، وهو واقِعٌ موقعَ الصِّفَةِ، فهو صفةٌ لـِ "سَبْعَ سِنِينَ"؛ أيْ: سَبْعَ سِنِينَ مُتَوالِيَةً مُتَتَابِعَةً، أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ الحالِ، فهوَ حالٌ مِنْ واوِ "تَزْرَعُونَ"؛ أيْ: حَالَةَ كْونِكُمْ مُتَدائِبينَ في الزِّراعَةِ مُسْتَمِرِّينَ تلكَ السنين، أَوْ هوَ مفعولٌ مُطْلَقٌ مَنْصوبٌ لِفِعْلٍ مَحْذوفٍ. و "سَبْعَ" ظَرْفُ زَمَانٍ مَنْصوبٌ نابَ عَنِ الظَّرْفِ الأَصْلِيِّ، مُتَعَلِّقٌ بِ "تَزْرَعونَ" وهو مُضافٌ، و "سِنينَ" مُضافٌ إِلَيْهِ مَجرورٌ، وعلامَةُ جَرِّهِ الياءُ لأَنَّهُ مُلحقٌ بجمعِ المذكَّر السالمِ.
قولُهُ: {فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ" الفاءُ: فاءُ الفصيحةُ؛ لأنَّها أَفْصَحَتْ عنْ جوابِ شَرْطٍ والتقديرُ: إذا عَرَفْتُمْ أَنَّكم تَزْرَعونَ سَبْعَ سِنينَ، وأَرَدْتُم بَيَانَ ما تفعلونَ بالمَحصودِ مِنَ الزَّرْعِ، فَأَقولُ لَكم: "مَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ". و "مَا" اسْمُ شَرْطٍ جازم مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ النَصْبِ مَفعولٌ بِهِ، أَوْ في مَحَلِّ الرَّفْعِ، مُبْتَدَأٌ، والخبرُ جُمْلَةُ الشَّرْطِ، أَوِ الجَوابِ أَوْ هُمُا معًا. ويجوزُ أَنْ تَكونَ "ما" مَوْصُولَةً. و "حَصَدْتُمْ" فعلٌ، ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو تاءُ الفاعل، في محل الجزم ب "ما"، والرابِطُ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: فمَا حَصَدْتُموهُ. وهيَ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ في مَحَلِّ رَفْعِ فاعِلِهِ، والميمُ علامةُ المذكَّرِ. و "فَذَرُوهُ" الفاء: رابطةُ الجَوابِ. و "ذروه" فعلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حذف النونِ لأنَّ مضارعَهُ منَ الأفعال الخمسة، في محل الجزم على كونه جواب الشرط. فهو أَمْرُ إشارةٍ بما ينبغي أنْ يَفْعلوه. وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلِهِ، والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ مفعولِهِ، و "فِي سُنْبُلِهِ" جارٌّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ ومجرورٌ به مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إليه، وجُمْلَةُ "ما" الشَّرْطِيَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ مقولَ القولِ لجَواب "إذا" المُقَدَّرَةِ، وجُمْلَةُ إذا المُقَدَّرَةِ في مَحَلِّ النَّصْبِ ب "قال".
قولُهُ: {إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ} إِلَّا: أَدَاةُ اسْتِثْناءٍ. و "قَلِيلًا" مَنْصوبٌ عَلَى الاسْتِثْنَاءِ مِنَ الهاءِ في "ذَرُوهُ". و "مِمَّا" مِنْ: حرفُ جَرٍّ مُتعلِّقٌ بِصِفَةٍ محذوفةٍ لِ "قَلِيلًا" والتقديرُ: إلَّا قليلًا كائنًا من الذي تَأْكلونَه. و "ما" اسمٌ مَوْصولٌ بِمَعْنَى "الذي" مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِهِ. و "تَأْكُلُونَ" فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النونِ في آخرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلِهِ، والجملةُ صلةٌ لِـ "ما" الموصولةِ، أَوْ صِفَةٌ لَها، والعائد، أو الرابط محذوفٌ، والتَقديرُ: مِمَّا تَأْكلونَهُ.
قرأ العامةُ: {دَأْبًا} بسكونِ الهمزةِ، وقرأ حفْصٌ بِفَتْحِها، وهُمَا لُغَتَانِ في مَصْدَرِ دَأَبَ يَدْأَبُ، أَيْ: دَاوَمَ عَلَى الشَّيْءِ ولازَمَه. وهذا كقولهم: ضَأْن وضَأَن، ومَعْز ومَعَز بفتح العين وسكونها. وفي انْتِصابِهِ أَوْجُهٌ، أَحَدُها أَنَّهُ مَنْصوبٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ والتقديرُ تَدْأَبون، قالَهُ سَيبَوَيْهِ. وقالَ أَبو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ: أَنَّهُ مَنْصوبٌ بِ "تَزْرَعونَ" لأَنَّهُ مِنْ مَعْنَاهُ، فهوَ مِنْ بابِ "قَعَدْتُ القُرْفُصاءَ". وفي قولِهِ هذا نَظَرٌ لأنَّهُ ليسَ نَوْعًا خاصًّا بِهِ بِخِلافِ القُرْفُصاءَ مَعَ القُعودِ. والثالثُ: أَنَّهُ واقعٌ مَوْقِعَ الحالِ فَيْكونُ فيهِ الأَوْجُهُ المَعْروفَةُ: إِمَّا المَبَالَغَةُ، وإِمَّا وُقُوعُهُ مَوْقِعَ الصِّفَةِ، وإمَّا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ: دَائِبَينَ، أَوْ ذَوِي دَأبٍ، أَوْ جَعَلَهم نَفْسَ الدَأَبِ مُبَالَغَةً.
وقَرَأَ العامَّةُ: {تَأْكُلونَ} عَلى الخَطابِ، وقرأ أَبو عَبْدِ الرَّحْمنِ السُلَمِيُّ "يأكلون" بالغَيْبَةِ، أَيْ: الناسُ، ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ الْتِفاتًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 47
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 2
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 20
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 35
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 51
» فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 67

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: