عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة يوسف، الآية: 22 السبت يوليو 02, 2016 7:35 am | |
| فيض العليم .... سورة يوسف، الآية: 22 وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} أَيْ رُشْدَهُ وَكَمَالَ قُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ بِاسْتِكْمَالِ نُمُوِّهِ الْبَدَنِيِّ وَالْعَقْلِيِّ: أَوْ لَمَّا بَلَغَ مُنْتَهى شِدَّتِهِ وقوَّتِهِ في شَبابِهِ وحَدِّهِ، ومِنْهُ يُقالُ: "مَضَتْ أَشُدُّ الرَّجُلِ" أَيْ شِدَّتُهُ وقوَّتُهُ وبَأْسُهُ. وأَشُدُّ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ اشْتِدادُهُ ونهايَتُهُ في الكَمَالِ، والأَشُدُّ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ "شِدَّةٌ" وهوَ قولُ سِيبَوَيهِ، نَحْوَ: نِعْمة وأَنْعُم. وقالَ الكِسَائيُّ: إِنَّ مُفْرَدَهُ "شَدَّ" بِزِنَةِ "فَعْل" نَحوَ "صَكَّ" وأَصُكَّ، ويُؤَيِّدُهُ قولُ الشَّاعِرِ الجاهليِّ عنترةَ العَبْسِيِّ: عَهْدِي بِهِ شَدُّ النَّهَارِ كَأَنَّمَا .............. خَضَبَ اللَّبَانَ وَرَأْسَهُ بِالْعَظْلَمِ اللَّبَانُ (بِفَتْحِ اللامِ): الصَّدْرُ، والعِظْلِمُ: (بِكَسْرِ العَيْنِ واللامِ وسُكونِ الظاءِ): صِبْغٌ أَحْمَرُ. وَقَالَ الْآخَرُ: تُطِيفُ بِهِ شَدَّ النَّهَارِ ظَعِينَةٌ ................ طَوِيلَةُ أَنْقَاءُ الْيَدَيْنِ سَحُوقُ السَّحوقُ: المرأةُ الطويلةُ. وَمِنْهُ أيضًا قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ نَصَفٍ ............ قَامَتْ فَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ فَقَوْلُهُ: "شَدَّ النَّهَارِ" يَعْنِي وَقْتَ ارْتِفَاعِهِ. وقالَ أبو عبيدةَ: إِنَّهُ جَمْعٌ لا واحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وخالَفَهُ النَّاسُ في ذَلك، إذْ قَدْ سُمِعَ "شِدَّة" و "شَدَّ" وهُما صالِحانِ لَهُ وهوَ مِنْ الشَّدِّ وهوَ الرَّبْطُ عَلَى الشيءِ والعَقْدُ عَلَيْهِ. قالَ الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ: وقولُه تعالى: "حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ" فيهِ تَنْبيهٌ أَنَّ الإِنسانَ إذا بَلَغَ هَذا القَدْرَ يَتْقَوَّى خُلُقُهُ الذي هوَ عَلَيْهِ فَلا يَكادُ يُزايِلُهُ، كما يتقَوَّى خَلْقُه، وما أَحْسَنَ ما تَنَبَّهُ لَهُ الشاعِرُ أَيْمَنُ بْنُ خريمٍ حَيْثُ قال: إذا المَرْءُ وافى الأربعينَ ولم يكنْ ...... له دونَ ما يهوى حَياءٌ ولا سِتْرُ فَدَعْه ولا تَنْفِسْ عليه الذي مضى ..... وإنْ جَرَّ أسبابَ الحياةِ له العُمْرُ ويُحْتَمَلُ أنْ يكونَ المُرادُ هنا انْتِهاءَ بُلُوغِهِ أَوِ انْتِهاءَ شَبَابِهِ، أَوْ انْتِهاءَ عَقْلِهِ في التَمامِ. وقالوا: هو: مِنْ ثَماني عَشْرَةَ إِلى أَربعين سَنَةً؛ لأَنَّه يَتِمُّ بها ويَكْمُلُ كُلُّ نَوْعٍ، وقيلَ ما بَيْنَ الثلاثين إلى الأَرْبَعينِ، أَيْ مُنْتَهى اشْتِدادِ جِسْمِهِ وقُوَّتِهِ. فقد اختلَفَ أهلُ التفسيرِ في تحديدِ سِنِّ الأَشُدِّ فَقَالَ الضَّحَّاكُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عشْرينَ سَنَةً. أَخْرَجَهُ عنهُ الطبريُّ ابْنُ جَريرٍ. وأَخْرَجَ سَعيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، في التفسيرِ، وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كتابِ الأَضْدادِ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي معجَمِهِ الْأَوْسَطِ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تعالى: "وَلمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ" قَالَ: ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً. وَلَعَلَّهُ ـ رضي اللهُ عنهُ، أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي كَمَالِ الْبِنْيَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} سورةُ الأحقاف، الآية: 15، فَجَعَلَهَا دَرَجَتَيْنِ: بُلُوغَ الْأَشُدِّ، وَبُلُوغَ الْأَرْبَعِينَ وَهِيَ سِنُّ الِاسْتِوَاءِ. كَمَا قَالَ تعالى فِي مُوسَى ـ عليه السلامُ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} سورة القَصص، الآية: 140، فَالْأَوَّلُ مَبْدَأُ اسْتِكْمَالِ النُّمُوِّ الْعَضَلِيِّ وَالْعَصَبِيِّ وَالثَّانِي مُسْتَوَاهُ، وَبِهِ يَتِمُّ الِاسْتِعْدَادُ لِلنُّبُوَّةِ وَوَحْيِ الرِّسَالَةِ. وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عُلَمَاءِ النَّفْسِ وَالِاجْتِمَاعِ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَظْهَرُ اسْتِعْدَادُهُ الْعَقْلِيُّ وَالْعِلْمِيُّ بِالتَّدْرِيجِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَظْهَرُ فِيهِ شَيْءٌ جَدِيدٌ مِنَ الْعِلْمِ الْكَسْبِيِّ غَيْرُ مَا يَظْهَرُ مِنْ بَدْءِ سِنِّ التَّمْيِيزِ إِلَى هَذِهِ السِّنِّ، وَإِنَّمَا يُكْمِلُ مَا كَانَ ظَهَرَ مِنْهُ إِذَا هُوَ ظَلَّ مُزَاوِلًا لَهُ وَمُشْتَغِلًا بِتَكْمِيلِهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ في تفسيرِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: "بَلَغَ أَشُدَّهُ" قَالَ: خمْسًا وَعِشْرينَ سَنَةً. وَأَخْرَجَ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثِينَ سَنَةً. وَأَخَرَجَ عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنَّهُ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ. وَأخرجَ عَنْ ربيعَةَ ـ رَضِيَ اللهُ أنَّهُ قَالَ: الأَشُدُّ: هو الْحُلُمُ. وَكذلك قَالَ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: الْأَشُدُّ بُلُوغُ الْحُلُمِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: الأَشُدُّ الْحُلُمُ إِذا كُتِبَتْ لَهُ الْحَسَنَاتُ وكُتِبَتْ عَلَيْهِ السَّيِّئَاتُ. وَقَدْ مَضَى مَا لِلْعُلَمَاءِ فِي هَذَا فِي سورتي: "النِّسَاءِ" وَ" الْأَنْعَامِ" واللهُ أعلمُ. قولُهُ: {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} هَذَا إِخْبَارٌ عَنِ اصْطِفَاءِ يُوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، لِمقامِ النُّبُوءَةِ. أيْ: أَعْطَيْنَاهُ النُّبُوَّةَ، وَعِلْمَ الأَحاديثِ وتَأْويلَها. ويَحْتَمِلُ قولُهُ "حكمًا" الحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ، و "عِلْمًا" أَيْ: العِلْمَ في الحُكْمِ. فإذا أَعْطاهُ الحُكْمَ فقد أَعْطاهُ العِلْمَ، وإذا أَعْطاهُ العِلْمَ فقد أَعْطاهُ الحُكْمَ. وقيلَ "حكمًا" هوَ العِلْمُ المُؤَيَّدُ بالعَمَلِ، و "عِلْمًا" أَيْ: تَفَقُّهًا في الدّينِ. وَالْحُكْمُ وَالْحِكْمَةُ مُتَرَادِفَانِ، وَهُوَ: عِلْمُ حَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ وَالْعَمَلُ بِالصَّالِحِ وَاجْتِنَابُ ضِدِّهِ. وَأُرِيدَ بِهِ هُنَا النُّبُوءَةُ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي ذِكْرِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ـ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، {وَكُلًّا آتَيْنا حُكْمًا وَعِلْمًا} الآية: 79 من سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ. وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ عِلْمٌ زَائِدٌ عَلَى النُّبُوءَةِ. وَأَخرجَ ابْنُ جريرٍ، وَابْنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تعالى: "آتَيْنَاهُ حُكْمًا وعِلْمًا" قَالَ: هُوَ الْفِقْهُ وَالْعِلْمُ وَالْعَقْلُ قَبْلَ النُّبُوَّةِ. وقد جِيءَ بِ "حكمًا وعِلْمًا" نَكِرَتَيْنِ للتَّفْخيمِ، أَيْ: حُكْمًا وعِلْمًا لا يُكْتَنَهُ كُنْهُهُما، ولا يُقادَرُ قَدْرُهُما، فَهُما ما آتاهُ اللهُ نَبيَّهُ يوسُفَ ـ عليهِ السلامُ، عِنْدَ تَكَامُلِ قُوَاهُ سَواءٌ كانَا عِبارَةً عَنِ النُّبُوَّةِ والحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ. قولُهُ: {وكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أَيْ وَكَذَلِكَ شَأْنُنَا وَسُنَّتُنَا فِي جَزَاءِ الْمُتَحَلِّينَ بِصِفَةِ الْإِحْسَانِ، الثَّابِتِينَ عَلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ، الَّذِينَ لَمْ يُدَنِّسُوا فِطْرَتَهُمْ وَلَمْ يَدُسُّوا أَنْفُسَهُمْ بِالْإِسَاءَةِ فِي أَعْمَالِهِمْ، نُؤْتِيهِمْ نَصِيبًا مِنَ الْحُكْمِ بِالْحَقِّ وَالْعَدْلِ، وَالْعِلْمِ الَّذِي يُزَيِّنُهُ، وَيُظْهِرُهُ الْقَوْلُ الْفَصْلُ، فَيَكُونُ لِكُلِّ مُحْسِنٍ حَظُّهُ مِنَ الْحُكْمِ الصَّحِيحِ وَالْعِلْمِ النَّافِعِ بِقَدْرِ إِحْسَانِهِ، وَبِمَا يَكُونُ لَهُ مِنْ حُسْنِ التَّأْثِيرِ فِي صَفَاءِ عَقْلِهِ، وَجَوْدَةِ فَهْمِهِ وَفِقْهِهِ، غَيْرَ مَا يَسْتَفِيدُهُ بِالْكَسْبِ مِنْ غَيْرِهِ، لَا يُؤْتَى مِثْلُهُ الْمُسِيئُونَ بِاتِّبَاعِ أَهْوَائِهِمْ وَطَاعَةِ شَهَوَاتِهِمْ. وقيلَ: لَيْسَ المَعْنَى المُرادُ هُنَا أَنَّهُ ـ سُبْحَانَهُ، يَجْزِي غَيْرَ يُوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، مِنَ المُحْسِنينَ عَيْنَ ما جَزَى بِهِ يُوسُفَ، إنَّما المَعْنَى أَنَّ اللهَ تعالى يَجْزي كلَّ محسِنٍ جَزاءً حَسَنًا على إحسانِهِ، حسبما يشاءُ جلَّ جلالُهُ. أيْ: الذينَ يعمَلونَ أَعْمالًا حَسَنَةً صَالِحَةً، فَكُلُّ مَنْ يُحْسِنُ في عَمَلِهِ يَجْزيهَ اللهُ بَعْدَ انْقِضاءِ أَعْمَالِهِ الحَسَنَةِ التي مِنْ جُمْلَتِها مَعاناةُ الأَحْزَانِ والصبرُ على الشَّدائدِ. ويُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ المُرادُ الإحسانَ إلى الناسِ؛ ومِنْ ذَلِكَ إِحْسانُ المرءِ إِلى نَفْسِهِ. وَفِي ذِكْرِ الْمُحْسِنِينَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ إِحْسَانَهُ هُوَ سَبَبُ جَزَائِهِ بِتِلْكَ النِّعْمَةِ. ويَجوزُ أَنْ يَكونَ المُرادُ بهِ مَنْ أَحْسَنَ صُحْبَةَ نِعَمِ اللهِ وإِحْسانِهِ، وقامَ بِشُكْرِ ذَلِكَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جريرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّه قالَ: "وَكَذَلِكَ نجزي الْمُحْسِنِينَ" يَقُولُ: المُهْتَدينَ. وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: هَذَا وَإِنْ كَانَ مَخْرَجُهُ ظَاهِرًا عَلَى كُلِّ مُحْسِنٍ فَالْمُرَادُ بِهِ مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: كَمَا فَعَلْتُ هَذَا بِيُوسُفَ بَعْدَ أَنْ قَاسَى مَا قَاسَى ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ مَا أَعْطَيْتُهُ، كَذَلِكَ أُنْجِيكَ مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِكَ الَّذِينَ يَقْصِدُونَكَ بِالْعَدَاوَةِ، وَأُمَكِّنُ لَكَ في الأَرْضِ. واللهُ أعلمُ بمرادِهِ. قولُهُ تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ. و "لَمَّا" حَرْفُ شَرْطٍ غَيْرُ جازِمٍ. و "بَلَغَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جَوازًا تَقْديرُهُ "هوَ" يَعودُ عَلى يُوسُفَ. و "أَشُدَّهُ" مَنْصوبٌ عَلَى الظَرْفِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بـِ "بَلَغَ" وهو مضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إليهِ، والجُمْلَةُ فِعْلُ شَرْطٍ لِـ "لَمَّا". قولُهُ: {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} آتَيْنَاهُ" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرّكٍ، و "نَا" ضميرُ المُعَظِّمِ نفسَهُ ـ سبحانَهُ، متَّصلٌ به، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبِ فاعلِهِ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ بهِ في محلِّ نَصْبِ مفعولِهِ الأول، و "حكمًا" مفعولُهُ الثاني منصوبٌ، و "عِلْمًا" معطوفٌ عَلَى "حُكْمًا". والجُملةُ الفِعْلِيَّةُ هذه جوابُ "لمَّا"، وجُمْلَةُ "لمّا" مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ. قولُهُ: {وكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الواو: عاطفة. و "كذلك" الكافُ حرفُ جَرٍّ للتشبيهِ، متعلِّقٌ بصفةٍ لِمَصْدَرٍ مَحْذوفٍ، أو حالٌ مِنْ ضَميرِ المَصْدَرِ وقد تقدَّمَ نَظائرُهُ. و "ذا" اسْمُ إِشارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، واللامُ للبُعْدِ والكافُ للخِطابِ. و "نَجْزِي" فِعْلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، وعَلامَةُ رَفعِهِ الضمَّةُ المُقَدَّرَةُ عَلى آخِرِهِ لثِقَلِ ظهورِها على الياءِ، والفاعلُ ضميرُ المُعَظِّمِ نَفسَه المستترُ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ "نحن" يعودُ على اللهِ تعالى، و "المُحْسنينَ" مَفْعولٌ بِهِ منصوبٌ، وعلامةُ نَصْبِهِ الياءُ لأنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السالِمُ، والنونُ عِوَضٌ عنِ التنوينِ في الاسْمِ المُفردِ، والتقديرُ: ونَجْزِي المُحْسِنِينَ جَزَاءً مِثْلَ جَزائِنا لِيُوسُفَ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "لمّا". | |
|