روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة هود الآية: 84

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة هود الآية: 84 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة هود الآية: 84 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة هود الآية: 84   فيض العليم ... سورة هود الآية: 84 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 30, 2015 8:14 am

وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا} أي: وأرسَلْنا إلى قَبَيلَةِ مَدْيَنَ واحِدًا مِنْهُمْ، هوَ شُعَيْبٌ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. وقيلَ لَيْسَ مِنْهُمْ، ولكِنَّ الصَّحِيحَ أَنَّهُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، كانَ واحِدًا مِنْهُمْ لأَمْرَيْنِ، الأَوَّلُ: هُوَ قولُهُ تَعَالى "أَخَاهُمْ" وهذا يَعْني أَنَّ بَيْنَهُ وبَيْنَهُمْ قَرابَةُ النَّسَبِ، والثاني: أَنَّ كَوْنَ رَسُولِ القَوْمِ مِنْهُمْ يَعْرِفونَهُ ويَعْرِفُهُم، أَدْعَى إلى تَلَقِّيهم لِرِسالَتِهِ بالقَبولِ، فإنَّ أَكثرَ الأَنْبياءِ المُرْسَلِينَ كانوا مِنَ الأَقْوامِ الّتي أُرْسِلُوا إِلَيْها.
قولُهُ: {قالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ} بَدَأَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، رِسالَتَهُ إلى قومِهِ مِنْ حَيْثُ بَدَأُ جميعُ المُرْسلينَ بالدَّعْوَةِ إلى عِبادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وهذا هوَ الأَساسُ في كُلِّ الرِّسالاتِ السَّماوِيَّةِ. قالَ تَعالى في سُورَةِ الشُّورى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا، والذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ، وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وعِيسى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} الآية: 13. فإنَّ قِمَّةَ الدِّينِ هي عَقيدَةُ الإيمانِ، وعِبادَةِ اللهِ الواحِدِ الدَّيَّانِ، والحَقُّ سُبْحانَهُ حِينَ يُوَجِّهُ الأَوامِرَ بالتَكْليف: "افْعَلْ" و "لا تَفْعَلْ" لا يُوَجِّهُها إِلَّا لِمَنْ آمَنَ بِهِ إِلَهًا واحِدًا، ولذلِكَ نَجِدُ حَيْثِيَّةَ كُلِّ حُكْمٍ تَكْلِيفِيٍّ في القُرآنِ الكريمِ مُصَدَّرًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {يا أَيُّها الذين آمَنُواْ} كما أَشَرْنَا إلَيْهِ غيرَ مرَّةٍ.
قولُهُ: {وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ} ولَيْسَ المُرادُ نَقْصَ المَكِيلِ والمَوْزونِ، لأَنَّهُ لم يَقُلْ: (ولا تَنْقُصوا المَكيلَ والمَوزونَ) بل المُرادُ أَنْ يَأْخُذَ كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فيَأْخُذُ المُشْتَري حَقَّهُ مِنَ السُّلْعَةِ التي يريدُ، ويَأْخُذُ البائعُ حَقَّهُ مِنَ الرِّبْحِ. وكَيْلُ الشيْءِ تَعْديلُهُ بِشَيْءٍ، فإنْ كانَ في الخِفَّةِ والثِّقَلِ؛ فالأَمْرُ يَحْتَاجُ إلى مِيزانٍ، وإنْ كانَ في الكَمِّ، فلَهُ كَيْلٌ، وكلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إلى مِكْيَالٍ يُنَاسِبُهُ؛ فالمُهِمُّ أَنْ يَأْخُذَ كلُّ إنْسانٍ حَقَّهُ، ويَشْمَلُ هذا ما يَعْدِلُ قُوَّةَ العَمَلِ مِنْ الأَجْرِ، وفي الحَديثِ الصَّحِيحِ: ((أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)) أَخْرَجَهُ ابْنُ ماجَةَ مِنْ حديثِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وأخرجه غيرُه. المَسَالِكُ في شَرْحِ مُوَطَّأِ مَالِكٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ العربيِّ: (4/249).
قولُه: {إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} أي: إنِّي أَراكم في وَفْرةٍ وسَعَةٍ، من الزُّروعِ والثِّمارِ، والتِجارةِ والَأْموالِ المختلفةِ. فإنِّي أَخَافُ عليكمْ ـ إنْ أَنْتُم لَمْ تَشكُروا اللهَ عَلى نِعَمِهِ، وتتَّقوا نِقَمهُ، أنْ يَذْهبَ اللهُ بما أنتم فيهِ، وأَنْ يعُمَّكمْ بعذابٍ لا ينجوا منه أحدٌ مِنْكمْ، ويحيطُ بِكُمْ كَإِحَاطَةِ الدَّائِرَةِ بِمَا فِي دَاخِلِهَا فَيَنَالُكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَذَلِكَ مُبَالَغَةٌ فِي الْوَعْدِ كَقَوْلِهِ تعالى في سُورَةِ الْكَهْفِ: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} الآية: 42.
وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ الْعَذَابِ، فَقِيلَ: هُوَ عَذَابُ النَّارِ فِي الآخرة. وَقِيلَ: عَذَابُ الِاسْتِئْصَالِ فِي الدُّنْيَا. وَقِيلَ: غَلَاءُ السِّعْرِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا أَظْهَرَ قَوْمٌ الْبَخْسَ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللهُ بِالْقَحْطِ وَالْغَلَاءِ)). رَواهُ الطَبَرانيُّ مِنْ حديث ابْنِ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما، عن رسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ. وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباحٍ عَنِ بْنِ عُمَرَ ـ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)). قَالَ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: ((أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ)) ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا الْمُهَاجِرُونَ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى تُعْلَنَ، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمْ، وَلَمْ يُنْقَصِ الْمِكْيَالُ وَالْمِيزَانُ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَلَا مَنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْمَطَرَ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَا نَقَضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إلَّا سَلَّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَيَتَحَرَّوْا فِيهِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، إِلَّا جَعَلَ اللهُ بأسَهُمْ بَيْنَهم)). الاسْتِذْكارَ لأَبي عُمَرَ، يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ القُرْطُبِيِّ: (5/ 94). (المتوفى: 463هـ).
فنحنُ إذًا مع قِصَّةٍ جَديدِةٍ، وقومٌ آخَرينَ، مِنَ الأَقْوامِ الذين أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، فكَفَرُوا بنِعْمَةِ رَبَّهم، وعَتَوْ عَنْ أَمْرِه، وكذَّبوا نَبِيَّهم الذي أرسَلَهُ إليهم، لِيَهْدِيَهم إلى الطَريقِ القَويمِ، ويُصْلِحِ شَأْنَهم، لكنَّهم كذَبوه، وحارَبوهُ، وظَلَمُوا، وبَغَوا، ولم يَتَّعِظوا بما حلَّ في مَنْ سَبَقَهمْ مِنْ أَمَمٍ، فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنوبِهم، فعذَّبَهم وأَهْلَكهم. وهؤلاءِ القومُ هُمْ قومُ مَدْيَنَ، وَهُمْ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ سُمُّو باسْمِ جَدِّهم مَدْينَ بْنِ إبراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، وكانوا يعيشونَ قَرْبَ مدينة "معان" بَيْنَ الحِجازِ والشَّامِ وَسَطَ أنهارٍ وحَدَائقَ غنَّاء، وزُرُوعٍ وأَشْجارٍ وثمارٍ وأَرْزاقٍ. ونَبِيُّهم كانَ شُعَيْبًا خَطيبَ الأَنْبِيَاءِ ـ عَليْهِمُ السَّلامُ. وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ هذِه القِصَّةِ أيضًا في سُورَةِ الأَعْرافِ، وذُكِرَتْ هُنَا مَرَّةُ أُخْرى، إنَّما في كلٍّ مِنهُما مِنَ الأَحْكامِ والحِكَمِ العِظاتِ ما لَيْسَ في الأُخرى، مَعَ إحْكامِ في السَّبْكِ وحُسْنٍ في الرَّصْفِ، وسَلامَةٍ مِنَ التَعارُضِ والتَفاوُتِ والاخْتِلافِ. فالأُمَمُ مُتَشابهةٌ والرُسُلُ واحِدٌ، وبضاعةُ الأَقوامِ واحدةٌ، وهي كُفْرُانُ النِعمِ والظُلْمُ والبَغْيُ في الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ، وبضاعةُ الرُسُلِ واحدةٌ وهي: إِصْلَاحُ الِاعْتِقَادِ، وَهُوَ مِنْ إِصْلَاحِ الْعُقُولِ وَالْفِكْرِ. وَصَلَاحُ الْأَعْمَالِ وَالتَّصَرُّفَاتِ بِأَنْ لَا يُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ. فَقد ابْتَدَأَ شُعَيْبٌ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، دَعوَتَه لقومِهِ بِأَنْ أَمَرَهم بِالتَّوْحِيدِ، لِأَنَّهُ أَصْلُ الصَّلَاحِ، ثُمَّ أَعْقَبَهُ بِالنَّهْيِ عَنْ مَظْلَمَةٍ كَانَتْ مُتَفَشِّيَةً فِيهِمْ، وَهِيَ خِيَانَةُ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ. وَهِيَ مَفْسَدَةٌ عَظِيمَةٌ لِأَنَّهَا تَجْمَعُ خَصْلَتَيِ السَّرِقَةِ وَالْغَدْر.
قولُهُ تعالى: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا} وَإِلَى مَدْيَنَ: جارٌّ ومَجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفٍ تَقْديرُهُ، ولَقَدْ أَرْسَلْنا إلى مَدْيَنَ، وعلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ؛ لأنَّهُ اسْمٌ ممنوعٌ منَ الصَرْفِ بالعَلَمِيَّةِ والعُجْمَةِ، والجُمْلَةُ المَحْذوفَةُ، هذه معطوفةٌ عَلى جُملةِ قولِهِ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} الآية: 25. السابَقَةِ. و "أَخَاهُمْ" مَفعولٌ به منصوبٌ ب "أَرْسَلْنَا" المَحْذوفِ. و "شُعَيْبًا" عَطْفُ بَيَانٍ أو بدلٌ مِنْهُ.
قولُهُ: {قالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ} قَالَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ متَّصلٌ بهِ جوازًا تقديرُهُ "هو" يَعودُ على شُعيبٍ، والجُملَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ. و "يَا" أداةُ نداءٍ للمتوسِّطِ بُعْدُهُ، و "قَوْمِ" مُنادَى مُضافٌ مَنْصوبٌ، وعلامَةُ النَّصْبِ الفَتْحَةُ المُقَدَّرَةُ عَلى ما قبْلِ ياءِ المتكلِّمِ المَحْذوفَةِ للتَخْفيفِ، و "الياءُ" المَحذوفةُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مُضافٍ إِليْهِ، وجُمْلَةُ النِّداءِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ، ل "قَالَ". و "اعْبُدُوا" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حذفِ النونِ لأنَّ مضارِعَه من الأفعال الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلِهِ، والألفُ الفارقةُ، ولفظُ الجلالةِ "اللهَ" مَفْعولٌ بهِ منصوبٌ، والجُملةُ في محلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ" على كَوْنِها جَوابَ النِداءِ. و "مَا" نافيَةٌ. "لَكُمْ" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بخَبرٍ مُقَدَّمٍ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ زائدٌ، و "إِلَهٍ" مَجْرورٌ لفظًا بحرف الجرِّ الزائدِ مرفوعٌ محلًّا على أنَّهُ مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ. و "غَيْرُه" غَيْرُ: صِفَةُ المبتدَأِ المؤَخَرِ "إِلَهٍ" مرفوعٌ على المحلِّ، وهو مضافٌ، والهاءُ: ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ جَرِّ مُضافٍ إِلَيْهِ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ مَا قَبلَها على كَوْنِها مَقُولَ "قَالَ".
قولُهُ: {وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ} الواوُ: للعطفِ، وَ "لَا" ناهيةٌ جازمةٌ، و "تَنْقُصُوا" فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ ب "لا" الناهية، وعلامةُ جزمِهِ حذْفُ النُونِ منِ آخرهِ لأنَّهُ من الأفعالِ الْخَمْسَةِ، والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعِ فاعلِهِ، الألفُ الفارقةُ، و "المِكْيَالَ" مفعولٌ به منصوبٌ. و "الْمِيزَانَ" مَعْطوفٌ على "الْمِكْيَالَ" وَيتعدَّى الفعلُ "نَقَصَ" يتعدَّى لاثْنَيْنِ، أَوَّلُهُما يتعدَّى إليه بِنَفْسِهِ، وثانيهِما يتعدَّى إليه بِحَرْفِ الجَرِّ، وقدْ يُحْذَفُ، فتقولُ: نَقَصْتُ زَيْدًا مِنْ حقَّه، وهو هُنَا كَذَلِكَ؛ إذِ المُرادُ: ولا تَنْقُصوا النَّاسَ مِنَ المِكْيالِ، ويَجوزُ أَنْ يَكونَ مُتَعَدِّيًا لِواحِدٍ عَلَى المَعْنَى، والمَعْنَى: لا تُقَلِّلوا وتُطَفِّفوا، ويَجوزُ أَنْ يَكونَ "المكيالَ" مَفْعولًا أَوَّلَ والثاني مَحْذوفٌ، وفي ذلك مُبَالَغَةٌ، والتَقديرُ: ولا تَنْقُصوا المكيالَ والميزانَ حَقَّهُما الذي وَجَبَ لَهُمَا وَهُوَ أَبْلَغُ في الأَمْرِ بِوَفائِهِما. وهذه الجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "اعْبُدُوا اللهَ" عَلى كونِها مَقُولَ "قَالَ".
قولُه: {إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ} إِنِّي: إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ ناسخٌ مشبَّهٌ بالفعلِ للتأكيدِ، وياءُ المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ اسْمِهِ. و "أَرَاكُمْ" فعلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصبِ والجازمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ المُقَدَّرَةُ عَلَى الأَلِفِ للتعذُّرِ، والفاعِلُ ضميرٌ مستترٌ وُجوبًا تقديرُهُ "أنا" يعودُ على شُعيبٍ ـ عليه السَّلامُ، وضميرُ المخاطبينَ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ مَفْعولِه؛ وقد تعدى "رأى" لمفعولٍ واحدٍ الرؤيةَ هُنَا بَصَرِيَّةٌ وليستْ قلبيَّةً. و "بِخَيْرٍ" جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ النصبِ على الحالِ مِنْ ضَميرِ المُخَاطَبِينَ؛ أَيْ: مُتَلَبِّسينَ ب "خَيْرٍ"، وجُمْلَةُ "أَراكم" في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرِ "إنَّ"، وجُمْلَةُ إنَّ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ ما قَبْلَها عَلى كَوْنِهَا مَقُولَ القَوْلِ.
قولُهُ: {وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} وَإِنِّي: تقدَّمَ إعرابُها. "أَخَافُ" فعلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازمِ، وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مستترٌ فيه وُجوبًا تقديرُهُ "أنا" يَعودُ عَلى شُعَيْبٍ ـ عليهِ السلامُ. و "عَلَيْكُمْ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. و "عَذَابَ" مَفْعولٌ بِهِ منصوبٌ وهو مضافٌ، و "يَوْمٍ" مُضافٌ إِلَيْهِ مجرورٌ. و "مُحِيطٍ" صِفَةٌ مَجَازِيَّةٌ لِـ "يَوْمٍ". وجُمْلَةُ "أَخَافُ" في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرِ "إنَّ"، وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ" عَلى أنَّها عِلَّةٌ ثانِيَةً لِمَا قَبْلَهَا. ووَصْفُ اليومِ بالإِحاطَةِ أَبْلَغُ مِنْ وصْفِهِ بالعذابِ لأَنَّ اليَومَ زَمَانٌ يَشْتَمِلُ عَلى الحَوادِثِ، فإذا أَحاطَ بِعَذَابِهِ فَقَدِ اجْتَمَعَ للمُعَذَّبِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْهُ. وزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ إنَّما جُرَّ هنا عَلى الجِوارِ، لأَنَّهُ في المَعْنَى صِفَةٌ للعَذابِ، والأَصْلُ: إنِّ أخافُ عَذابَ يَوْمٍ مُحيطًا. وقالَ آخَرونَ التقديرُ: عَذَابَ يَوْمٍ مُحيط عَذابُهُ. وهوَ بَعيدٌ ـ كما ترى؛ لأَنَّ قولَهُ تعالى: "مُحِيطٍ" قدْ جَرَى على غَيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ، فيَجِبُ إِبْرازُ فاعِلِهِ مُضَافًا إلى ضَميرِ المَوْصُوفِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة هود الآية: 84
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 9
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 23
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 39
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 55
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 70

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: