روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17   فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17 I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 25, 2015 9:44 am

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)
قولُهُ ـ تعالى مِنْ قائلٍ: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أَفَمَنْ كَانَ عَلَى نُورٍ وَبَصِيرَةٍ فِي دِينِهِ، وَهُوَ رسولُ اللهِ مُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ تَابَعَهُ عَلَى دِينِهِ، وَيُؤَيِّدُهُ نُورٌ غَيْبِيٌّ يَشْهَدُ بِصِحَّتِهِ، وَهُوَ القُرْآنُ الكريمُ المُشْرِقُ بِالهُدَى وَالنُّورِ. وفي هذه الآية الكريمة يُخبر اللهُ تعالى عن حالِ المؤمنين الذين هُم على الفِطرَةِ التي فَطَرَ اللهُ تعالى عليها عِبادَهُ، مِنَ الاعترافِ لهُ بأنَّه لا إلهَ إلاَّ هو، كما قال تعالى في سورةِ الرومِ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} الآية: 30، وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ ـ رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم، ((كلُّ مولود يُولَدُ على الفِطرةِ، فأَبَواهُ يُهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه ويُمَجِّسانه، كما تُولد البهيمةُ بهيمةً جَمْعاءَ، هل تُحِسُّون فيها مِن جدْعاءَ؟)). صحيح البخاري برقم: (1385). وصحيح مسلم برقم: (2658). وفي صحيح مسلم عن عياضِ بْنِ حِمارٍ المُجاشِعيِّ التَميميِّ، عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: "يقول الله تعالى: (إني خلقتُ عبادي حُنَفَاء، فجاءتهم الشياطين فاجْتالتهم عن دينِهم، وحَرَّمَتْ عليهم ما أحللت لهم). صحيح مسلم برقم: (2865). وفي المسند والسُنَنِ مِنْ حديث جابرِ بنِ عبد اللهِ ـ رضي اللهُ عنه: ((كلُّ مولودٍ يُولَدُ على هذه الملة، حتى يُعرِب عنه لسانه)). مُسْنَدُ الإمامِ أَحْمَدٍ: (3/353).
وقد اخْتَلَفَ المُتَأَوِّلون في المُرادِ بقولِهِ: "أفمن"، فقالت فِرقةٌ: المُرادُ بذلك المؤمنون بمُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقالت فِرقةٌ أُخرى: المُرادُ مُحَمَّدٌ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، خاصَّةً. وقالَ عليًّ بْنُ أَبي طالبٍ، والحَسَنُ، وقَتادَة، ومجاهد، والضَحّاكُ، وابْنُ عبّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهم جميعاً: المُرادُ بذلك مُحَمَّدٌ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمؤمنونَ جميعاً.
فقد أخرج أَبُو الشَّيْخ عَن أبي الْعَالِيَةِ ـ رَضِي الله عَنهُ، فِي قَوْله "أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَة من ربِّه" قَالَ: ذَاك مُحَمَّدٌ ـ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن إِبْرَاهِيم النُخعيِّ ـ رَضِي الله عَنهُ، مثلَه.
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب ـ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: قلتُ لأبي: إِن النَّاس يَزْعمُونَ فِي قَولِ اللهِ تعالى: "ويتلوه شَاهدٌ مِنْهُ" أَنَّك أَنْت التَّالِي. قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنا هُوَ وَلكنَّهُ لِسَانُ مُحَمَّد ـ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن مُحَمَّد بنِ عَليِّ بنِ الْحَنَفِيَّةِ ـ رضي اللهُ عنهم: "أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَة من ربه" قَالَ: مُحَمَّد ـ صلى الله عَلَيْهِ وَسلَّم، "ويتلوه شَاهد مِنْهُ" قَالَ: لِسَانُه.
وَأخرج ابْنُ جرير وَابْنُ الْمُنْذرِ وَابْنُ أبي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مِرْدُوَيْهِ من طرق عَن ابْن عَبَّاس ـ رَضِي الله عَنْهُمَا: "أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَة من ربِّه} قَالَ: مُحَمَّد، و "يتلوه شَاهد مِنْهُ" قَالَ: جِبْرِيلُ، فَهُوَ شَاهدٌ من الله بِالَّذِي يَتْلُو من كتاب الله الَّذِي أنزل على مُحَمَّد. و "من قبله كتاب مُوسَى" قَالَ: وَمنْ قبلِه تَلا التَّوْرَاة على لِسَان مُوسَى كَمَا تَلا الْقُرْآن على لِسَان مُحَمَّدٍ ـ صلى الله عَلَيْهِ وَسلَّم.
وَأخرج ابْنُ جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن عَسَاكِر عَن الْحُسَيْن بن عَليّ فِي قَوْله: "ويتلوه شَاهد مِنْهُ" قَالَ: مُحَمَّد هُوَ الشَّاهِدُ مِنَ اللهِ.
وكذلك اخْتُلِفَ في المُرادِ بِ "بَيِّنَةٍ" فقالتْ فِرْقةٌ: المُرادُ بذلك القرآن، أيْ عَلى جَلِيَّةٍ بِسَبَبِ القرآنِ، وقالتْ فِرْقةٌ: المُرادُ محمَدٌ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، والهاءُ في "بَيِّنَةٍ" للمُبالَغَةِ كَهاءِ عَلاَّمَةٍ ونَسَّابَةٍ. والبيِّنةُ، برهانٌ نيِّرٌ عظيمُ الشأنِ يَدُلُّ على حَقيَّةِ ما رَغَّبَ في الثبات عليه من الإسلام وهو القرآنُ.
وكذِلِكَ اخْتُلِفَ في المُرادِ بِ "الشاهدِ" فقالَ ابْنُ عبَّاسٍ وإبْراهيمُ النُخَعِيُّ، ومُجاهد، والضَحَّاك، وأبو صالحٍ وعِكْرِمَة: هُوَ جِبْريلُ ـ عليه السلام. وقال الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ: هوَ محمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. وقال مجاهد أَيْضاً: هوَ مَلَكٌ وكَّلَهُ اللهُ بحفظِ القرآنِ. وقالت فِرْقَةٌ: هُوَ الإنْجيلُ، وقالتْ فِرْقَةٌ: هُوَ القُرآنُ، وقالت فرقة: هو إعجاز القرآن . و "يتلوه" يأتي بمَعنى: يَقَرأُهُ، ويأتي بمعنى: يَتَّبِعُهُ والصح في الآية أن يكون قوله: "أفمن" للنبيِّ ـ صلى الله عليه وسلَّم، وللمؤمنين واللهُ أعلم.
قولُهُ: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً} وَيُؤَيِّدُهُ شَاهِدٌ آخَرَ جَاءَ قَبْلَهُ، وَهُذا الكِتَابُ هو التوراةُ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى مُوسَى، حَالَ كَوْنِهِ إِمَاماً مُتَّبَعاً فِي الهُدَى وَالتَّشْرِيعِ، وَرَحْمَةَ لِمَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
قولُه: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} "أولئك" الموصوفون بتلك الصفةِ الحميدةِ وهو الكونُ على بيِّنةٍ من الله، أَيْ فَمَنْ كَانَ عَلَى هَذِهِ الأَوْصَافِ، ولِما أنَّ ذلك عبارةٌ عن مطلق التمسكِ بها، وقد يكون ذلك بطريق التقليدِ لمن سلف من عظماء الدين من غير عُثورٍ على دقائق الحقائقِ وصفهم بأنَّهم "يُؤْمِنُونَ بِهِ" أيْ يصدِّقونه حقَّ التصديقِ حسبما تشهد به الشواهدُ الحقّة المعربةُ عن حَقِيَّتِهِ
قولُهُ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} أيْ بالقرآن ولم يصدِّق بتلك الشواهد الحقَّةِ "مّن الاحزاب" مِن أهل مكةَ ومن تحزَّب معهم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، والأَحْزابُ جمعُ حِزْبٍ، وهو الجماعةُ مِنَ النَّاسِ فيها غِلْظَةٌ، فكأَنَّهم وُصِفوا بذلكَ لِكَثْرَتِهم، ومِنْهُ وَصْفُ حِمارِ الوَحْشِ بِ "حَزَابِيَة" لِغِلَظِهِ. و "فالنَّارُ مَوْعِدُهُ" أيْ: فإنَّ النارَ مَوْعدُهُ الذي لا محيدَ لها عنها يَرِدُّها لا مَحَالَةَ، حَسْبَما نَطَقَ بِهِ قوله تعالى: "لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخرةِ إِلاَّ النار" وفي جعلها موعداً إشعارٌ بأنَّ له فيها ما لا يُوصَفُ مِنْ أفانين العذابِ.
قولُه: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} في مِرْيَةٍ مّنْهُ: أيْ: في شكٍّ من أمر القرآنِ وكونِه من عند الله ـ عزَّ وجلَّ، حسبما شهِدت به الشواهدُ المذكورةُ وظهر فضلُ من تمسك به، و "أَنَّهُ الحق مِن رَّبّكَ" الذي يُربِّيك في دينك ودنياك.
قولُهُ: {ولكنَّ أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} ولكنْ لا يُؤمنُ أكثرُ الناسِ بِذَلِكَ، إمَّا لقُصورٍ في أَنْظارِهم وبشائرهم، واختلالٍ في أفكارِهم، وإمَّا لعِنادِهم واسْتِكبارِهم.
قولُهُ تَعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ من ربَّهِ} أَفَمَنْ: الهمزةُ: للاستفهامِ التقريريِّ، داخلةٌ على مَحذوفٍ، والفاء: عاطفةٌ على ذَلكَ المحذوفِ، والتقديرُ: أَجَهِلتم أيُّها المُشركون حَقِيَّةَ ما عليه محمَّد ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُصْحابُهُ؟، فمَنْ كانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّه، كَمَنْ ليس على ذلك. و "مَنْ" اسُمٌ موصولٌ، في مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدأٍ والخبرُ محذوفٌ، وهذا نحو قولِهِ تعالى في سورة فاطر: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواءُ عَمَلِهِ} الآية: 8. و "كَانَ" فعلٌ ماضٍ ناقصٌ، واسْمُها ضَميرٌ يَعودُ على "من", و "عَلَى بَيِّنَةٍ" جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ رفعِ خَبَرِ "كاَنَ"، و "مِنْ رَبِّهِ" جارٌّ وجرورٌ متعلِّقٌ بصفةٍ لـِ "بَيِّنَةٍ"، وجملةُ "كَانَ" صِلَةُ المَوْصولِ، والجملةُ الاسميَّةُ معطوفة على الجملة المحذوفة، وجوابُ الاستفهام محذوف أيضًا، تقديرُهُ: لا يستويان. 
قولُهُ: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} وَيَتْلُوهُ: حرف عطفٍ وفعلٌ مضارعٌ والهاءُ مفعولُهُ، و "شَاهِدٌ" فاعلُهُ، والجملةُ عطفٌ على جُمْلَةِ "كَانَ"، و "مِنْهُ" جارٌّ ومَجْرورٌ متعلِّقٌ بصفَةٍ لـِ "شَاهِدٌ".
قوله: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً} حرف عطفٍ وجارٌّ ومجرورٌ مضافٌ في محلِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ "كِتَابُ مُوسَى"، و الهاءُ في محلِّ جرٍّ بإضافة "قبل" إليها، و "كِتَابُ" معطوفٌ على "شَاهِدٌ"، و "موسى" مضافٌ إليه، والتقدير: ويَتْلوهُ كتابٌ مُوسى حالةَ كونِهِ كائِنًا قبلَه. و "إِمَامًا" حالٌ ثانيَةٌ مِنْ "كِتَابُ مُوسَى"، وَ "رَحْمَةً" معطوفٌ على "إِمَامًا". 
قولُه: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} أُولَئِكَ: مٌبْتَدأٌ، والإشارةُ به إلى مَنْ كانَ على بَيِّنةٍ، جُمِعَ على مَعْناها، وهذا إنْ أُرِيدَ بِ "مَنْ كان" النَبِيُّ وصحابَتُهُ ـ صلى اللهُ عليه وعليهم أجمعين، وإنْ أُريدَ هوَ وحدَهُ فَيَجوزُ أَنْ يَكونَ عَظَّمَهُ ربُّهُ بإشارةِ الجَمْعِ وكذلك تفعلُ العربُ ومنهُ قوله:
فإنْ شِئْتِ حَرَمْتُ النِساءَ سِواكُمُ ... وإنْ شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا
والنُقاخُ: الماءُ الباردُ، والبَرْدُ هنا: النومُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأنَّهُ تَبْرُدُ فيِهِ الحرارة. والبيتُ مِنْ قَصيدةٍ للحارِثِ بْنِ خالدِ بْنِ العاصي بْنِ هِشامٍ المَخْزومِيِّ، يخاطب به ليلى بنت أبي مرة بن عروة ابن مسعود. وخالدٌ هذا هو أَحَدِ مَنْ قُتِلَ على الشِرْكِ بِبَدْرٍ، قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالبٍ ـ رضي اللهُ عنه، وأَوَّلُ القَصيدَةِ.
لقد أَرْسَلتْ في السِرِّ لَيْلى تَلومُني ........ وتَزْعُمُني ذا مِلَّةٍ طَرِفاً جَلْدا
تَعُدِّينَ ذَنْباً واحداً ما جَنَيْتُهُ ............. عليَّ ولا أُحْصي ذُنوبَكَمُ عَدّا
و "يؤمنون" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه ثبوتُ النونِ في آخره لأنَّهُ من الأفعال الخمسة، وواوُ الجماعةِ فاعلُهُ، وجُمْلَةُ "يُؤْمِنُونَ" خبرُ "أولئك"، و "بِهِ" جارٌّ ومَجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بالخبر، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هذه استئنافيَّةٌ.
قولُهُ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} وَمَن: الواوُ: استئنافية و "مَن" اسْمُ شَرْطٍ في مبنيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَأٍ، وخبَرُهُ جُملَةُ الشَرْطِ، أَوِ الجَوابِ، و "يَكْفُرْ" فعلٌ مضارعٌ مَجْزومٌ على أنَّهُ فِعْلُ شَرْطٍ لِـ "مَنْ". و "بِهِ" مُتَعَلِّقٌ بالفعلِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ "هو" يعودُ على "من" و "مِنَ الْأَحْزَابِ" جارٌّ ومَجْرورٌ متعلِّقٌ بحالٍ مِنْ فاعلِ "يَكْفُرْ". و "فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ" الفاء: رابِطَةٌ لجوابِ الشرط، و "النارُ" مبتدأٌ و "موعدُ" خبرُهُ مضافٌ، والهاءُ: في محلِّ جرٍّ مضافاً إليه، و "موعد" اسْمُ مَكَانِ الوَعْدِ، ومن لك قولُ حَسَّانَ ابْنِ ثابتٍ الأَنْصاريِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَوْرَدْتُموها حِياضَ المَوْتِ ضاحِيَةً ...... فالنارُ مَوْعِدُها والمَوْتُ ساقيها
وهذه الجملةُ الاسِمِيَّةُ في مَحَلِّ جَزْمِ جَوابِ "مَن" الشَرْطِيَّةِ، وجُمْلَةُ الشرطِ مُسْتَأْنَفَةٌ. والهاءُ في "به" الأولى والثانية يجوزُ أنْ تعودَ على "كتاب موسى" وهوَ أَقربُ مَذكورٍ. وقيلَ: تعودا على القرآنِ الكريم، وقيلَ: تعودانِ على مُحَمَدٍ ـ عليه أفضلُ الصلاةُ وأكملُ التسليم، وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعينَ.
قوله: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ}. فَلَا: الفاءُ: هيَ الفَصِيحَةُ؛ لأنَّها أَفْصَحَتْ عَنْ جَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ تَقديرُهُ: إذا عَرَفْتَ ما قُلْتُهُ وأرَدْتَ بَيانَ ما هوَ الأَصْلَحُ اللازمُ لك .. فأَقولُ لَكَ "لا تك في مرية منه" و "لاَ" ناهيَةٌ جازِمَةٌ، و "تَكُ" فعلٌ مُضارعٌ نَاقِصٌ مَجْزومٌ بِـ "لا" الناهِيَةِ، وعلامةُ جزمِهِ حذْفُ واوه ونونه لأنه في الأصلِ "تكون" واسْمُ  "كان" ضَميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ "أنت" يعودُ على النبيِّ محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم، أوْ عَلى أَيِّ مُخاطَبٍ يليقُ به هذا الخطابُ، و "فِي مِرْيَةٍ" جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ رفع خبرِ "كان"، و "مِنْهُ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ "مِرْيَةٍ"، والمِرْيَةُ، بِكَسْرِ المِيمِ وضَمِّها الشَكُّ، وهما لُغَتانِ أَشْهَرُهُما الكَسْرُ، وهيَ لُغَةُ أهلِ الحِجاز، والضَمُّ وهي لُغَةُ أَسَدٍ وتَميمٍ، وجُمْلَةُ "تكُ" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لجَوابِ إذا المُقَدَّرَةِ.
قولُهُ: {إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} إِنَّهُ: ناصِبٌ ناسخٌ، والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على الرفْعِ لأنَّ قبلَهُا منصوبٌ في محلِّ نصبِ اسمِ "إنَّ"، و "الحقُّ" خبرُها مرفوعٌ، و "مِنْ رَبِّكَ} جارٌّ ومجرورٌ مُضافٌ، في محلِّ نصبٍ على الحالِ مِنَ "الْحَقُّ"، والكافُ: في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه، والجملةُ مُستَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ ما قَبْلَها فلا محلَّ لها من الإعراب.
قولُه: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} وَلَكِنَّ: الواو: العاطفةُ، و "لكنَّ" حَرْفُ نَصْبٍ ونسخٍ واسْتِدْراكٍ، و "أَكْثَرَ" اسْمُها منصوبٌ بِها وهوَ مُضافٌ، و "النَّاسِ" مضافٌ إليْهِ، و "لَا يُؤْمِنُونَ" لا: نافيةٌ، و "يُؤْمِنُونَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النونِ لأنَّهُ من الأفعالِ الخمسةِ وواوُ الجماعةِ فاعلُه، وجُمْلَةُ "لَا يُؤْمِنُونَ" في محلِّ رفعِ خَبَرِ "لكنَّ"، وجُمْلَةُ "لكنَّ" معطوفةٌ على جُمْلَةِ "إن" على كَوْنِها مُسْتَأْنَفَةً.
وقرأ الجمهورُ: {كتابُ} بالرَّفْعِ؛ وقَرَأَ الكَلْبِيُّ وغيرُهُ "كتاباً" بالنَّصْبِ.
قرأ العامَّةُ: {كتابُ موسى} بالرفعِ، وقرأَ مُحَمَّدُ بْنُ السائبِ الكَلْبِيِّ "كتابَ موسى" بالنَّصْبِ وفيهِ وجْهانِ، أَحَدُهُما، وهوَ الظاهرُ، أَنَّهُ مَعْطوفٌ على الهاءِ في "يَتْلوهُ"، أيْ: يَتْلوهُ ويَتْلو كِتابَ موسى، وفَصَلَ بالجارِّ بَيْنِ العاطِفِ والمَعْطوف. والثاني: أَنَّهُ مَنْصوبٌ بإضْمَارِ فِعْلٍ. قالَ أَبو البَقاءِ: وقيلَ: تَمَّ الكلامُ عندَ قولِهِ "منه" و "كتابَ موسى"، أيْ: ويَتْلو كتابَ موسى، فقدَّرَ فِعْلاً مِثْلَ المَلْفُوظِ بِهِ، وكأَنَّهُ لمْ يَرَ الفَصْلَ بَيْنَ العاطِفِ والمَعْطوفِ فلِذلِكَ قَدَّرَ فِعْلاً.
قرأ الجمهورُ: {مِرْيَةٍ} بِكَسْرِ المِيمِ، وفيها لُغتانِ أَشْهَرُهُما الكسرُ، وهيَ لُغَةِ أَهْلِ الحِجازِ، وقرأَ السُّلمِيُّ، وأَبو رَجاءٍ، وأبو الخَطَّابِ السَدُوسِيُّ. "مُرْيةٍ" بالضَمِّ وهيَ لُغَةُ أَسَدٍ وتَميمٍ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 19
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 34
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 65
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 86
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 102

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: