روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72   فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72 I_icon_minitimeالخميس أبريل 30, 2015 2:09 am

وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(72)
قولُهُ ـ تعالى جَدُّه: {وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، ووعدُهُ سُبحانَهُ، منجزٌ لا محالةَ لقوله في سورة الروم: {لا يخلفُ اللهُ وعدَه} الآية: 6. ولقوله: {إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَاد} سورة آل عمران، الآية: 9 وسورة الرعد الآية: 31. وقال على لسان عباده المؤمنين: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَاد} سورة آلِ عمران، الآية: 194. وقال في سورة إبراهيم: {فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَه} الآية: 47. وإنَّما يخلفُ وعدَهُ مَنْ يخافُ ضَرَراً أوْ لجلْبِ نَفْعٍ، أو لأنّه كان قدْ أُكْرِهَ على قَطْعِ ما قَطَعَ على نِفْسِهِ مِنْ وُعُودٍ، أَوْ لِكونِهِ مخاتِلاً مخادِعاً غشّاشاً، واللهُ ـ جَلَّ جلالُهُ، مُنَزَّهٌ عَنْ ذلِكَ كلِّهِ.
قولُهُ: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} أَيْ أَنَّهُ سبحانَهُ سَيُدْخِلُهُمْ في الآخِرَةْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ بِأَمْرِ ربِّها سُبْحانَهُ، وهذه الأنهارُ إنّما تجري بأمرِ ربِّها مُنْضَبِطَةً بالقُدْرَةِ في غيرِ أُخدودٍ، وقدْ تَقَدَّمَ بَيانُ ذَلكَ غيرَ مَرَّةٍ. وهُمْ سيُقِيمُونَ فِيهَا بإذْنِ رَبِّهم وفَضْلِهِ إلى ما لا نهايَةَ لَهُ، جَزاءَ ما قدَّموا مِنْ صالحِ الأَعْمالِ.
قولُهُ: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} فِي مَسَاكِنَ طَيِّبَةْ، أيْ: حَسَنَةِ البِنَاءِ، وَطَيِّبَةِ القَرَارِ فِي هَذِهِ الجَنَّاتِ، و "طيبةً" أيْ: تَسْتَطيبُها النَفْسُ، أَوْ يَطيبُ فيها العَيْشُ. وفي الحديث: ((إنها قصور من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت الأحمر)) أَخْرَجَهُ ابْنُ أبي حاتمٍ وابنُ مردويه من طريق الحسن. وأخرجَ ابنُ أبي حاتمٍ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنْ تَفْسِيرِ: "وَمَسَاكِنَ طَيْبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ" قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطَتْ، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي الْجَنَّةَ، فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، عَلَى كُلَّ فِرَاشٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ مَائِدَةً فِي كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنْ كُلِّ طَعَامٍ، فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصَيْفًا وَوَصِيفَةً فَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ فِي كُلَّ غَدَاةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ)).
وفي حديثٍ آخَرَ: ((إنَّ في الجنَّة غُرفاً ظَاهِرُها من بَاطنِها مِنْ ظَاهِرهَا، أَعَدَّها اللهُ لِمَنْ أَطعَمَ الطَّعَام، وأَلانَ الكَلامَ، وبَذَلَ السَّلامَ، وتَابَعَ الصِّيامَ، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيامٌ)). أخرجه كلٌّ من الأئمَّةِ: أحمد، وابْن خُزيمَةَ، وابْن حِبَّان، والطَبراني، والبيهقيّ في شُعَبِ الإيمانِ، وفي السُنَنِ الكبرى عَنْ أَبي مالِكٍ الأَشْعَري ـ رضي اللهُ عنه. وأخرجَه كذلك التِرْمِذِيُّ، وابْنُ السني، والبيْهَقي، وهناد، وعبدُ اللهِ ابنُ أَحمد، عَنْ عَلِيٍّ ـ رضي اللهُ عنه. وأخرجه أيضاً الأئمَّةُ أحمدٌ، ومحمدُ بْنُ نَصْرٍ، والطَبرانيُّ، والحاكمُ، والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرو بنِ العاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهما.
و "جَنَّاتُ عَدْنٍ" هي أَرْفعُ الجنانِ وأَسْناها وأكرمها وأَبهاها. فعَنِ النبيِّ ـ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (( .. عدْنٌ دارُ الله لم ترها عينٌ ولم تخطُرْ على قلبِ بشر لا يَسكُنها غيرُ ثلاثةٍ النَبِيّونَ والصِدِّيقون والشُهُداءُ، يَقولُ اللهُ تعالى: طوبى لمَنْ دَخَلَكِ)). أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ الطبريُّ، وابْنُ أبي حاتمٍ، وابْنُ مردويْهِ، والطَبرانيُّ، عَنْ أَبي الدَرْداءِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، والعَدْن: الإِقامة يُقالُ: عَدَنَ بالمَكانِ يَعْدِنُ عَدْناً، أي ثَبَتَ واسْتَقَرَّ، ومِنْهُ المَعْدِنُ لِمُسْتَقَرِّ الجواهر، ويُقالُ: عَدَنَ عُدُوناً، فإنَّ لَهُ مصدران: عَدْناً وعدوناً، وهذا أصلُ هذِهِ اللَّفْظَةِ لُغةً، وذَكروا في التَفسيرِ لها معانيَ كثيرةً. ومِنْ مجيء "عَدَنَ" بمعنى أقام قولُ الأَعْشى:
وإن يَسْتضيفوا إلى حِلْمِهِ ................. يُضافُوا إلى راجِحٍ قَدْ عَدَنْ
أيْ: ثَبَتَ واسْتَقَرَّ، ومِنْهُ "عَدَن" اسمُ مدينةٍ في جنوبِ اليَمَنِ على بحر العربِ، سميت بذلك لِكَثْرَةِ المُقيمين بها. وبناءً على ما تقدَّمَ فإنَّ معنى "في جناتِ عَدْنٍ": في جَنَّاتِ إقامَةٍ وثُبوتٍ، ويُقالُ عَدَنَ الشيءُ في المكانِ إذا أَقامَ بِهِ وثَبَتَ واسْتَقَرَّ. ومِن ذلك يُقالُ مَعْدِنُ الشيءِ أَيْ: مَوْضِعُ ثَبوتِهِ واستقرارهِ، ومنه أيضاً مَعْدِنُ الرَجُلِ: أصلُهُ. وإذاً فالجنَّةُ درجاتٌ، كما جاءَ عَنِ الصادِقِ المَصْدوقِ ـ صَلّى اللهُ عليْهِ وسلَّمِ، ولِكُلٍّ فيها درجةٌ بحَسَبِ عَمَلِهِ ومَقامِهِ عِنْدَ ربِّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى، وهي مئةُ درجةٍ فيما صحَّ عن النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقد أخرجَ البُخارِيُّ في صحيحِهِ، والبَيْهَقِيُّ في الأَسماءِ والصِفاتِ، عَنْ أَبي هُريرَةَ ـ رضي اللهُ عنه، أنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، قال: ((إنَّ في الجنَّةِ مئةُ دَرَجَةٍ أَعَدَّها اللهُ للمُجاهدين في سبيلِ اللهِ، ما بينَ الدَرَجَتَينِ كما بَينَ السماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللهَ فاسْأَلوهُ الفِرْدَوْسَ فإنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلى الجَنَّةِ، وفوقَهُ عَرْشُ الرّحمنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أَنهارُ الجَنَّةِ)).
وأَخْرَجَ ابْنُ أبي حاتمٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ـ رضي اللهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((الْجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ، دَرَجَةٌ مِنْ فِضَّةٍ أَرْضُهَا فِضَّةٌ وَمَسَاكِنُهَا فِضَّةٌ وَآنِيَتُهَا فِضَّةٌ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، وَالثَّانِيَةُ: مِنْ ذَهَبٍ، أَرْضُهَا ذَهَبٌ وَمَسَاكِنُهَا ذَهَبٌ، وَآنِيَتُهَا ذَهَبٌ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ وَسَبْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أَذِنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ)).
وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ عَنْ أبي حازِمٍ قال: إنَّ اللهَ لَيُعِدُّ للعبْدِ مِنْ عَبيدِهِ فِي الْجَنَّةِ لُؤْلُؤَةً مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، أَبْوَابُهَا وَغُرَفُهَا وَمَغَالِيقُهَا لَيْسَ فِيهَا فَصْمٌ وَلا قَصْمٌ، وَالْجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ فَثَلاثٌ مِنْهَا وَرِقٌ وَذَهَبٌ وَلُؤْلُؤَةٌ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٌ، وَسَبْعَةٌ وَتِسْعُونَ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ الَّذِي خَلَقَهَا.
والأحاديثُ في هذا البابِ كَثيرةٌ وإنَّما اكْتَفَيْنا بما قدَّمْنا تَجَنُّباً للإطالَةِ وخَشْيَةَ المَلَلِ فلْتَطْلُبْها مِنْ مَظانِّها إنْ رَغِبَتَ في الاسْتِزادَةِ.
قولُهُ: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} وَوَعَدَهُمْ بِرِضْوَانٍ مِنْهُ أَكْبَرَ وَأَجَلَّ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، والرُضْوانُ هُو الرِضى والرضوانُ مَصْدَرٌ، ولم تُسْتَعْمَلْ في القُرآنِ كلمةُ الرُضْوانِ إلاَّ في رِضى اللهِ تَعالى، أمَّا المَرْضاةُ فَتَأْتي مِنَ اللهِ ومِنْ غَيرِهِ، والرُضْوانُ هُو أَعْظَمُ الرِضى وأَكْبرُهُ، فخَصَّه باللهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، أمَّا مَرْضاةٌ فليْسَتْ مختصَّةً باللهِ تَعالى وإنَّما تأْتي للهِ تعالى ولِغيرِهِ، والتَنْكيرُ في "رِضْوَانٌ" للتَنْويعِ، ويَدُلُّ على جِنْسِ الرُضْوانِ، وإنَّما لم يُقْرَنْ بِلامِ تَعريفِ الجِنْسِ للتَعْظيمِ فإنَّ رُضْوانَهُ ـ سبحانه وتعالى عَظيمٌ.
والرُضْوانُ أَعلى مِنَ الجَنَّةِ وفي الأَثَرِ (إنَّكم لَتَحْتاجونَ إلى عُلَمائكمْ في الجَنَّةِ كَما تحتاجونَ إليهم في الدُنيا، فقالوا كيفَ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ يَطُلُّ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ أَصْحابِ الجَنَّةِ فيَقولُ سَلوني، فيَحارونَ ماذا يَسأَلونَهُ، وكلُّ شيْءٍ مَوْجودٌ، فيَنْظُرُ بَعضُهم إلى بعضٍ، فيَذهَبونَ إلى عُلمائهم، فيَقولونَ ما نَسْأَلُ رَبَّنا؟ فيَقولُ لهمُ العلماءُ سَلُوهُ الرِضَى).
أَخْرَجَ الشَيْخانِ، والترمذي والنسائيُّ وأحمدُ والبيهقيُّ في الأسماء والصفات، عَنْ أَبي سَعيدٍ الخِدْرِيِّ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُم، قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبُّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: وَأَيُّ شَيءٍ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً)). وأَخْرَجَهُ مالِكٌ أَيْضاً.
و "أَكْبَرُ" صيغةُ تَفْضيلٍ لم يُذْكَرْ مَعها المُفضَّلُ عَلَيْهِ لِظُهورِهِ، أيْ: أَقلُّ شَيْءٍ مِنَ الرُضْوانِ أَكبرُ من جميع ما تقدَّم مِنَ الجنَّات ومَساكِنِها، لأَنَّ رُضْوانَ اللهِ أَصْلٌ لجميعِ الخيراتِ. وهذا يَدُلُّ على أَنَّ السَعادةَ الروحانيَّةَ أَعْلى من السعادةِ البدنيَّةِ وأَشْرَفُ.
قولُهُ: {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ الذي تُسْتَحْقَرُ دُونَهُ الدُنيا وما فيها وتهونُ معه التضحياتُ وتُزَلَّلُ الصِعابُ.
وقولُهُ تَعالى: {وَعَدَ اللهُ المؤمنين والمؤمناتِ جنّاتٍ} فعلُ المُضِيِّ هذا إمَّا لأنَّهُ إِخبارٌ عَنْ وَعْدٍ تَقَدَّمَ في آيِ القُرآنِ قُصِدَ مِنَ الإخبارِ بِهِ التَذكيرُ بِهِ لِتَحْقيقِهِ، وإمَّا أَنْ يَكونَ قَدْ صيغَ هَذا الوَعْدُ بِلَفْظِ المُضِيِّ على طَريقَةِ صِيَغِ العُقودِ، فتقولُ: بِعْتُ وتَصَدَّقْتُ وأَنْتَ لم تفعلْ بعدُ لِكونِ تِلْكَ الصِيغَةِ مَعْهودَةً في الالْتِزامِ الذي لا يَتَخَلَّفُ. و "اللهُ" فاعلُهُ، و "المؤمنين" مفعولٌ به أوَّلُ، و "جنَّاتٍ" مفعولٌ به ثانٍ للوعدِ.  
قولُهُ: {خَالِدِينَ فيها} حالٌ مِنَ "المؤمنين" وهي حالٌ مُقَدَّرَةٌ (كَما تَقَدَّمَ)، لأَنَّ هذِهِ الحالَ لم تقارِنِ الوَعْدَ، والتقديرُ: وعدَ اللهُ المؤمنين والمؤمناتِ جنّاتِ يسكنونها خالدين.
قولُهُ: {في جَنَّاتِ} الجارُّ مُتَعَلِّقٌ بِنَعْتٍ ثانٍ لِمَساكِنَ، أيْ: كائِنةٌ في "جَنَّاتِ".
قولُهُ: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ}، "رُضْوانٌ"، مُبْتَدأٌ، وجازَ الابْتِداءُ بالنَكِرَةِ لِوَصْفِها بالجارِّ. والجارُّ في "مِنَ اللهِ" مُتَعَلِّقٌ بِنَعْتٍ ل "رُضْوان"، و "أكْبَرُ"، خَبَرُ المبتدأِ. وجملةُ  "ورضوان مِنَ اللهِ أَكْبرُ" مُسْتَأَنَفَةٌ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 72
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 5
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 22
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 38
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 52
» فيض العليم ... سورة التوبة، الآية: 69

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: