روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2) Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2) Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2)   فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2) I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 24, 2014 3:16 am

أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ الطبريُّ، وابْنُ أَبي حاتمٍ، والبَيْهَقيُّ، في سُنَنِهِ عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ في قوله: "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" قال: هو ما كان أَخَذَ اللهُ عليهم مِنَ الميثاقِ فيما حَرَّمَ عَليهم. وأَخرجَ ابْنُ جَريرٍ وأَبو الشَيْخِ عَنِ السُدِّيِّ أنَّ: "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } أي يَضَعُ عنهم عُهودَهم ومَواثيقَهم التي أُخِذَتْ عَلَيْهِمْ في التوراةِ والإِنجيلِ. وأَخرجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ عَنْ سَعيد بْنِ جُبَيرٍ في قولِه: "ويضع عنهم إصرهم" قال: التَشديد في العبادة، كان أَحَدُهم يُذْنِبُ الذَنْبَ فَيُكْتَبُ على بابِ دارِهِ: إنَّ تَوبَتَكَ أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ وأَهْلَكَ ومالَكَ إلى العَدُوِّ فَلا تَرْجَع حتَى يأتيَ الموتُ على آخِرِكُم. وأَخرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ في مُصنَّفِه، وعبدُ بْنُ حميدٍ، وابْنُ جَريرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أَبي حاتمٍ عَنْ سَعيدٍ بْنِ جُبيرٍ في قولِهِ: "ويَضَعُ عَنْهم إصْرَهم" قال: ما غُلِّظَ على بَني إسرائيلَ مِنْ قَرْضِ البولِ مِنْ جُلودِهم إذا أَصابَهم ونحوَهُ. و "الأَغلال" جمعُ غُلٍّ (بِضَمِّ الغَينِ) وهو إطارٌ مِنْ حَديدٍ يُجْعَلُ في رَقَبَةِ الأَسيرِ والجاني، ويُمْسَكُ بِسَيْرٍ مِنْ جِلْدٍ أَوْ سِلْسِلَةٍ مِنْ حديدٍ بِيَدِ المُوكَلِ بِحِراسَتِهِ أو يربطُ إلى جدارٍ أو غيره، قالَ تَعالى في سورة غافر واصفاً حال أهلِ النار: {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ} الآية: 71. ويُسْتَعارُ الغُلُّ للتَكْليفِ والعَمَلِ الذي لا يُطاقُ، فهو استعارةٌ تمثيلِيَّةٌ بِتَشْبيهِ حالِ المُحَرَّرِ مِنَ الذُلِّ والإهانةِ بحالِ مَنْ أُطْلِقَ مِنَ الأسْرِ، فَتَعَيَّنَ أَنَّ وَضْعَ الأغلالِ اسْتِعارَةٌ لما يُعانيهِ اليهودُ مِنَ المَذَلَّةِ بَينَ الأُمَمِ، ومُناسَبَةُ اسْتِعارَةِ الأَغْلالِ للذُلَّةِ أَوْضَحُ، لأنَّ الأَغْلالَ مِنْ شِعارِ الإذلالِ في مِثلِ ما كُلِّفُوا مِنْ أمورٍ صَعْبَةٍ كَقَطْعِ مَوْضِعِ النَّجاسَةِ مِنَ الجِلْدِ والثوبِ، وإحراقِ الغَنائمِ، والقِصاصِ الحتميِّ مِنَ القاتِلِ عَمْداً كان أوْ خَطَأً، وعنْ عطاءَ: أَنَّ بَني إسْرائيلَ كانوا إذا قاموا إلى الصَلاةِ لَبِسُوا المُسوحَ وغَلُّوا أَيْدِيَهم إلى أَعْناقِهم أو أَوْثَقَها إلى السارية يِحْبِسُ نَفْسَهُ على العبادَةِ إلى آخر ذلك مما خفّفه اللهُ عن أمَّةِ سيدنا محمدٍ إكراماً له ـ عليه الصلاةُ والسلام. جاء في الصحيحِ: ((إنَّ هذا الدينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ هذا الدينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ))، وكذلك كان يَأْمُرُ أَصحابَهُ الذين يُرْسِلُهم إلى بَثِّ الدينِ؛ فقالَ لِمُعاذ وأَبي مُوسى: ((يَسِّرا ولا تُعَسِّرا)) وقال: ((إنَّما بُعِثْتُمْ مُبَشِّرين لا مُنَفِّرين)). وقال لمعاذ، لما شَكَا بَعْضُ المُصَلِّينَ خَلْفَهُ مِنْ تَطويلِهِ: ((أَفَتّانٌ أَنْتَ)). فكانَ التَيْسيرُ مِنْ أُصولِ الشَريعَةِ الإسْلامِيَّةِ، وعَنْهُ تَفَرَّعَتِ الرُخَصُ بِنَوْعَيْها.
قولُهُ: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} آمنوا به وبرسالته وكلِّ ما يترتّبُ على هذا الإيمان حسبما سَبَقَ بَيانُه، وصدَّقوه بكلِّ ما جاء به وما قاله وأمر به أو أقرّه، و "عَزَّرُوهُ" أَيَّدوهُ وقَوّوه وعظّموه ووقَّرُوه، وأظهر أهل الكتاب ما تَضَمَّنَتْهُ كُتُبُهم مِنَ البِشارَةِ بِصِفاتِهِ، وصِفاتِ شَريعَتِهِ، وأعْلنُوا ذَلك بَينَ النّاسِ. كما فَعلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ ـ رضي اللهُ عنهُ ـ وكَوَرَقَةَ بْنِ نَوْفَل الذي قال: هذا النَّاموسُ الذي أُنْزِلَ عَلى مُوسى، و "نَصَرُوهُ" والنصرُ هو الإعانةُ في الحَرْبِ بالسِلاحِ، ولذلك عُطِفَ عَلى "عزَّروهُ". وما قيل آنذاك في الإيمان به ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّم ـ وتعزيرِهِ ونَصْرِهِ، يقالُ اليومَ، فإنَّ دينه الذي بيّنَه ورسالتَه التي حُمِّلها مستمرَّةٌ إلى قيامِ الساعةِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين على ما شرَّفنا به وأكرمنا. أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حميدٍ عَنْ قَتادَةَ في قولِهِ: "وعزَّروه" يَقولُ: نَصروهُ. قال: فأَمَّا نَصْرُهُ وتَعزيرُه وقد سُبِقْتُمْ بِهِ، ولكنْ خَيرُكُمْ مَنْ آَمَنَ واتَّبَعَ النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَه.
قولُهُ: {وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ} اتِّباعُ النُورِ تَمثيلٌ للاقْتِداءِ بِما جاءَ بِهِ القُرآنُ: شَبَّهَ حالَ المُقْتَدي بِهَدْيِ القُرآنِ، بِحالِ الساري في اللَّيلِ إذا رَأَى نُوراً يَلوحُ لَهُ اتَّبَعَهُ، لِعِلْمِهِ بأنَّهُ يَجِدُ عِنْدَهُ مَنْجَاةً مِنَ المَخاوُفِ وأَضْرارِ السَيْرِ، وأَجْزاءُ هذا التَمثيلِ اسْتِعاراتٌ، فالاتِّباعُ يَصْلُحُ مُسْتَعاراً للاقتداءِ، وهوَ مجازٌ شائعٌ فيهِ، والنُورُ يَصْلُحُ مُسْتَعاراً للقُرآنِ لأنَّ الشيءَ الذي يُعَلِّمُ الحَقَّ والرُشْدَ يُشَبَّهُ بالنُورِ، وأحْسَنُ التَمثيلِ ما كانَ صالحاً لاعْتِبارِ التَشْبيهاتِ المُفْرَدَةِ في أَجْزائه.
قولُهُ: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فيه إشارةٌ للتنويهِ بِشَأْنهم، ولِلدَلالَةِ على أَنَّ المُشارَ إليهم بِتِلْكَ الأَوْصافِ صاروا أَحرياءَ بما يخبرُ بِهِ عَنْهم بَعْدَ اسْمِ الإشارةِ كَقولِهِ في سورة البقرة: {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ} الآية: 5. وفي هذه الآية تنويه بعظيم فضل أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا سيما السابقون الأوَّلون منهم، وخصوصاً منهم أبو بكرٍ الصديق ـ رضي الله عنه وعنهم أجمعين، فقد أَخْرَجَ البُخاريُّ وابْنُ مَردوَيْهِ عَنْ أَبي الدَرْدَاءِ قال: (كانتْ بَينَ أَبي بَكْرٍ وعُمرَ محاوَرَةٌ، فأغْضَبَ أَبو بَكْرٍ عُمَرَ، فانْصَرَفَ عُمرُ عَنْهُ مُغْضَباً. فأتْبَعَهُ أَبو بَكْرٍ فَسَأَلَهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ حتّى أَغْلَقَ بابَهُ في وَجْهِهِ، فأَقْبَلَ أَبو بَكْرٍ إلى رَسُولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ ـ ونَدِمَ عُمَرُ على ما كان مِنْهُ، فأَقْبَلَ حتّى سَلَّمَ وَجَلَسَ إلى النَبِيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ ـ وقَصَّ الخَبرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ـ وقال: ((هلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لي صَاحِبي، إنّي قُلْتُ {يا أَيُّها النَّاسُ إنّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ جميعاً} فَقُلْتُم: كَذَبْتَ. وقالَ أَبو بَكْرٍ: صَدَقْتَ)). الله الله فما بالُكَ بالذين يَسُبّونَ أبا بكرٍ ويقعونَ في عرضِ ابنتِهِ الصِدِّيقِةِ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ زوجِ النَبيِّ ـ صلى الله عليه وعلى آلِه وصحبه وسلم ـ هل يقبلُ اللهُ منهم صرفاً أو عدلاً؟ اللهم أخزِهِم في الدنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ.
قولُهُ تَعالى: {الذين يَتَّبِعُونَ} الَّذِينَ: محلُّهُ الجَرُّ نَعْتاً لِقولِهِ: {للذين يتَّقون} من الآيةِ السابقة: 156. أو أنَّه بَدَلٌ مِنْهُ بَدَلَ كُلٍّ من كُلٍّ. أو هو مَنْصوبٌ على القطعِ، أي: أَمْدَحُ "الذين". أَوْ هو مَرْفوعٌ على القطعِ أيضاً، خبراً لمبتَدأٍ مُضمَرٍ. أو أنَّهُ مُبْتَدَأٌ، وخَبرُه إمَّا الجملةُ الفِعْلِيَّةُ مِنْ قولِهِ: "يأمرهم بالمعروف". وإمّا الجملةُ الاسميَّةُ مِنْ قولِه: "أولئك هُمُ المفلحون" وفيهِ ضَعْفٌ، بَلْ مَنْعٌ، كَيْفَ يُجْعَلُ "يَأْمُرُهم" خَبراً وهُو مِنْ تَتِمَّةُ وَصْفِ الرَّسولِ ـ صلى اللهُ عليه وسَلَّمَ ـ أَوْ على أَنَّهُ مَعمولٌ لِلوُجْدانِ عِنْدَ بَعضِهم، وكيفَ يُجْعَلُ "أولئك هم المفلحون" خبراً لهذا المَوْصولِ، والموصولُ الثاني وهو قولُهُ: "فالذين آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ" يَطْلُبُهُ خَبراً، لا يتبادَرُ الذهنُ إلى غيرِهِ، ولو تَبادرَ لمْ يَكُنْ مُعْتَبراً.
قولُهُ: {تجدونَهُ} الظاهرُ أَنَّ هذِهِ مُتَعَدِّيَةٌ لِواحدٍ لأنها اللُّقْيَةُ، والتَقديرُ: تَلْقَوْنَهُ، أَيْ تَلْقَوْن اسمَهُ ونَعْتَه مَكْتُوباً، لأنَّهُ بمعنى وُجْدانِ الضَالَّةِ فَيَكونَ "مَكْتوباً" حالاً مِنَ الهاءِ في "تجدونه". وقالَ أَبو عَلِيٍّ الفارسيُّ: إنَّها مُتَعَدِّيةٌ لاثنين أَوَّلُهما الهاءُ، والثاني "مكتوباً". قال: ولا بُدَّ مِنْ حَذْفِ هَذا المُضافِ، أَعْني قولَهُ "ذِكْرَهُ أوْ اسمَهُ". قالَ سِيبَوَيْهِ: تقولُ إذا نَظَرْتَ في هذا الكِتابِ: هذا عَمْرٌو، وإنَّما المَعنى: هذا اسْمُ عَمْرٍو، وهذا ذِكْرُ عَمْرٍو، قال: وهذا يجوزُ على سَعَةِ الكَلامِ.
قولُهُ: {عِندَهُمْ فِي التوراة} هذا الظَرْفُ وعَديلُهُ كِلاهما مُتَعَلِّقٌ ب "تَجدون"، ويجوزُ ـ وهُوَ الأَظْهَرُ ـ أَنْ يَتَعَلَّقا ب "مَكْتوباً"، أَيْ: كُتِبَ اسمُهُ ونَعْتُه عِندَهم في تَوْراتهم وإنجيلِهم.
قولُهُ: {يَأْمُرُهُم} إمَّا مُسْتَأْنَفٌ، فلا محَلَّ لَهُ حِينَئِذٍ، وأمّا خَبرٌ لِ "الذين"، وقدْ تقدَّمَ ما فيهِ. أو هو مَنْصوبٌ على الحالِ مِنَ الهاءِ في "تجدونه" ولا بُدَّ مِنَ التَجَوُّزُ بها، ذلك بأنْ تُجْعَلَ حالاً مُقَدَّرَةً. وقدْ مَنَعَ الفارسيُّ أَنْ تَكونَ حالاً مِنْ هذا الضَميرِ لأنَّ الضَميرَ للاسْمِ والذِّكْرِ، والاسْمُ والذِّكرُ لا يَأْمُرانِ، أيْ: أَنَّ الكلامَ على حَذْفِ مُضافٍ كَما مَرَّ، فإنَّ تَقديرَهُ: تجدونَ اسمَهُ أَوْ ذِكْرَهُ، والذكرُ والاسمُ لا يَأْمُرانِ، إنَّما يَأْمُرُ المَذكورُ والمسَمَّى. ويمكنُ أنْ يكون "يأمُرُهم" حالاً مِنَ "النبيّ". أو أَنَّهُ حالٌ مِنَ الضَميرِ المُسْتَكِنِّ في "مكتوباً". أوْ أَنَّهُ مُفَسِّرٌ لِ "مَكتوباً"، أيْ لِما كُتِبَ، قالَهُ الفارِسِيُّ. كما فَسَّرَ قولَهُ: {وَعَدَ اللهُ الذين آمَنُواْ} بقولِهِ: {لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } سورةُ المائدةِ، الآيةِ: 9، وكَما فَسَّرَ المَثَلَ في قولِهِ تَعالى: {إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ الله كَمَثَلِ آدَمَ} بقوله: {خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ} سورةُ آلِ عُمْران، الآية: 59. وقالَ الزَجَّاجُ هُنا: ويجوزُ أَنْ يَكونَ المعنى: يجدونَهُ مكتوباً عِنْدَهُم أَنَّهُ يَأْمُرُهم بالمَعروفِ، وعلى هذا يَكونُ الأَمْرُ بالمَعروفِ وما ذُكِرَ مَعَهُ مِنْ صِفَتِهِ التي ذُكِرتْ في الكِتابَينِ. واسْتَدْرَكَ أَبو عَلِيٍّ الفارسيُّ على الزجاجِ فَقالَ: لا وَجْهَ لِقولِهِ: يجدونَه مَكْتوباً عِنْدَهم أَنَّهُ يَأْمُرُهم بالمَعروف. إنْ كانَ يَعْني أَنَّ ذلك مرادٌ ، لأنَّهُ لا شَيْءَ يَدُلُّ على حَذْفِه، ولأنَّا لا نَعْلَمُهم أَنَّهم صَدَقُوا في شَيْءٍ، وتَفسيرُ الآيةِ أَنَّ "وَجَدَ" فيها يتعدَّى لمفعولين. فَذَكر نحو ما قدَّمتُهُ عَنْهُ. وهذا الرَدُّ تَحامُلٌ مِنْهُ عَلَيْهِ، لأنَّه أَرادَ تَفسيرَ المعنى، وهوَ تفسيرٌ حَسَنٌ.
قوله: {أُنزِلَ مَعَهُ} الجارُّ "معهُ" متعلِّقٌ ب "النبيّ" أَيْ: أُنْزِلَ مَعَ نُبُوَّتِهِ؛ لأنَّ اسْتِنْباءَهُ، كانَ مَصْحوباً بالقُرآنِ مَشْفُوعاً بِهِ. ويجوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ ب "اتَّبعوا"، أيْ: واتَّبِعُوا القُرآنَ المُنَزَّلَ مَعَ اتِّباعِ النَبِيِّ وبالعَمَلِ بِسُنَّتِهِ، وبما أَمَرَ بِهِ ونَهَى عَنْهُ، أَوْ واتَّبِعوا القُرآنَ كما اتَّبَعَهُ مُصاحِبينَ لَهُ في اتَّباعِهِ. يَعني بهذا الوَجْهِ الأَخيرِ أَنَّهُ حالٌ مِنْ فاعلِ "اتَّبِعوا". وقِيلَ: "مع" بمعنى "على"، أيْ: أُنْزِلَ عَلَيْهِ. وجَوَّزَ أبو حيّان التوحيدي أَنْ يَكونَ "مَعَهُ" ظَرْفاً في مَوْضِعِ الحال. قال: والعاملُ فيها محذوفٌ تَقديرُهُ: أُنْزِلَ كائناً مَعَهُ، وهيَ حالٌ مُقدَّرةٌ كَقولِهم: (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْرٌ صَائداً بِهِ غَداً). فحالةُ الإِنْزالِ لم يَكنْ مَعَهُ، لكنَّهُ صارَ مَعَهُ بَعْدُ، كَما أَنَّ الصَيْدَ لم يَكُنْ وَقْتَ المُرورِ.
قرأ العامَّةُ: {الأُمِّي} بضَمِّ الهمزةِ نِسْبةً: إمَّا إلى الأُمَّةِ وهي أُمَّةُ العَرَبِ، وذلك لأنَّ العَرَبَ لا تَحْسُبُ ولا تَكْتُبُ، ومِنْهُ روى ابنُ عمرَ ـ رضي الله عنهما ـ أنَّ رسولَ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ قال: ((إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ))، صحيح البخاري برقم (1913) وصحيح مسلم برقم (1080) وأخرجه كذلك النَّسائي وأبو داوودَ. وإمَّا نسبةً إلى الأَمِّ وهو مَصْدَرُ أَمَّ يَؤُمُّ، أي: قَصَدَ يَقْصُدُ، وعليه فالمعنى أَنَّ هذا النبيَّ الكريمَ مَقْصودٌ لِكُلِّ أَحَدٍ. وفيهِ نَظَرٌ، لأنَّهُ كانَ يَنْبَغي أَنْ يُقالَ: الأَمِّيّ، بِفَتْحِ الهَمْزةِ. وإمَّا نِسبَةً إلى أمِّ القُرى وهي مَكَّةُ، وإمَّا نِسبةً إلى الأُمِّ كأَنَّ الذي لا يَقْرَأُ ولا يَكتُبُ على حالةِ وِلادَتِه منْ أُمِّهِ. وقرأَ يعقوبُ: "الأَمِّيّ" بِفتحِ الهمزةِ، وخَرَّجَها بعضُهم على أَنَّه مِنْ تَغييرِ النِسَبِ، كما قالوا في النِسْبةِ إلى أُمَيَّة: أَمَويّ. وخرَّجها بعضُهم على أنَّها نِسبةٌ إلى الأََمِّ وهو القَصْدُ، أيْ: الذي هو على القَصْد والسَّداد، وقد تقدَّمِ ذِكرُ ذلكَ أَيْضاً في القِراءَةِ الشَهيرةِ. فقَدْ تَحَصَّلَ أَنَّ كُلاًّ مِنَ القِراءتينِ يَحْتَمِلُ أَنْ تكون مُغَيَّرَةً من الأخرى.
وقرأ العامَّةُ: {إِصْرَهم} بالإِفرادِ فَهِيَ جمعٌ باعْتِبارِ مُتَعَلَّقاتِه  وأَنْواعِهِ، وهي كَثيرةٌ. ومَنْ أَفْرَدَ فلأَنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ. وقَرَأَ ابْنُ عامرٍ: آصارَهُم بالجمعِ على صِيغَةِ "أَفْعال"، فانْقَلَبَتِ الهمزةُ التي هِيَ فاءُ الكَلِمَةِ أَلِفاً لِسَبْقِها بمثلها. وقَرَأَ بَعْضُهم: "أَصْرَهم" بِفتحِ الهَمزةِ، وبَعْضُهم قرأ "أُصْرهم" بِضَمِّها.
وقرأ العامَّةُ: "وعزَّروه" بالتَشديدِ. وقرأَ الجَحْدَرِيُّ، وعيسى بْنُ عُمَرَ، وسُلَيْمانُ التَيْمِيُّ، بِتَخْفيفِها. وقَرَأَ جَعْفَرُ بْنُ مَحَمَّدٍ: "وعَزَّزوهُ" بِزايَيْنِ مُعْجَمَتَيْن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 157 (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 8
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 24
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 39
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 63
» فيض العليم ... سورة الأعراف، الآية: 80

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: