[size=29.3333]فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ[/size]
[size=29.3333](37)[/size]
[size=29.3333]قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شأنُه: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ} وأَيُّ ظُلْمٍ أَشْنَعُ مِنَ الِافْتِرَاءِ عَلَى اللهِ ـ تعالى ـ ومَنْ أَعْظَمُ ظُلماً مِمَّنْ يَقولُ على اللهِ ما لَمْ يَقُلْهُ، أَوْ يَجعلُ لَهُ شَريكاً مِمَّن خَلَقَ، وهوَ منزَّهٌ عن ذلك، "أو كذب بآياته" أيْ بالقُرآن الذي أَنْزلَهُ على عَبْدِهِ ورَسُولِهِ مُحَمَّدٍ، فلا أَحَدَ أَكْثَرُ ظُلْماً مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللهِ، بِالقَوْلِ أَوْ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالاسْتِكْبَارِ عَنِ اتِّبَاعِهَا.[/size]
[size=29.3333]قولُه: {أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ} وهؤلاءِ المُكَذِّبين المُسْتَكْبرين سينالُهمْ نَصيبُهم مما كَتَبَ اللهُ لَهمْ مِنْ خَيْرٍ وشَرٍّ، وقيلِ سينالُهم مِنَ العذابِ بِقَدْرِ كُفرهِم، وقيلَ سينالُهم نَصيبُهم مِنَ الشَقاوةِ والسعادة. وقالَ مجاهدٌ ـ وصحَّحَهُ الطَبَرِيُّ: ما سَبَقَ مِنَ الكِتابِ. وقالَ مُحَمَّد بْنُ كَعْبٍ: رِزْقُه وأَجلُهُ وعَمَلَه. وقيلَ: الكتاب ُهُنا القرآنُ، لأنَّ عذابَ الكُفَّارِ مَذْكورٌ فيهِ. وقيلَ الكتابُ هُو اللوحُ المَحفوظُ، وقال ابْنِ زَيْدٍ أَيْ مَا كُتِبَ لَهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَعُمُرٍ وَعَمَلٍ. وقالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: مِنْ شَقَاءٍ وَسَعَادَةٍ. وقال ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وقال الْحَسَنُ وَأَبُو صَالِحٍ: مِنَ الْعَذَابِ بِقَدْرِ كُفْرِهِمْ. وَاخْتارَ الطَّبَرِيُّ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: مَا كُتِبَ لَهُمْ، أَيْ مَا قُدِّرَ لَهُمْ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ وَرِزْقٍ وَعَمَلٍ وَأَجَلٍ، بناءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: " حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ"، وقالَ الرازي: وإنَّما حَصَلَ الاخْتِلافُ لأنَّ لَفْظَ النَصيبِ مُحْتِمِلٌ لِكُلِّ الوُجوهِ.[/size]
[size=29.3333]وذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ لِي: كُلُّ شي بِقَدَرٍ، وَالطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ بِقَدَرٍ، وَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْمَعَاصِيَ لَيْسَتْ بِقَدَرٍ. قَالَ عَلِيٌّ وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الْعِلْمُ وَالْقَدَرُ وَالْكِتَابُ سَوَاءٌ. ثُمَّ عَرَضْتُ كَلَامَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ بَعْدَ هَذَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: "أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ" قَالَ: قَوْمٌ يعملون أعمالاً لأبُدَّ لَهُمْ مِنْ أَنْ يَعْمَلُوهَا. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ} يَعْنِي رُسُلَ مَلَكِ الْمَوْتِ. أي إلى غايةٍ هي هذِهِ، والمُرادُ بالرسُلُ هنا مَلَكُ المَوتِ وأَعوانُه، أوْ المَلائكَةُ والمُوكَلونَ بإدِخالِهِمُ النّارَ، وعَنِ الحَسَنِ أَنَّ المُرادَ: حتَّى إذا جاءتْهُمُ الملائكةُ يَحْشُرونَهم إلى النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، وهو خلافُ الظاهِرِ، واللهُ أعلم بمُرادِهِ، ولَعَلِّهُ على الظاهِرِ أُريدَ بِوقْتِ مجيءِ الرُسُلِ وحالِ التَوفّي، الزَّمانُ المُمتَدُّ مِنِ ابْتِداءِ المَجيءِ والتَوَفّي إلى نِهايةِ يومِ الجَزاءِ، بناءً على تحقُّقِ المَجيءِ والتَوَفّي في ذلكَ الزَّمانِ بقاءً، وإنْ كان حُدوثُهُما في أَوَّلِهِ فقط، أوْ قَصْدَ بيانِ غايَةِ سُرْعَةِ وُقُوعِ البَعْثِ والجَزاءِ كأنَّهُما حاصلانِ عندَ ابْتِداءِ التَوَفّي. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {قالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} سُؤَالُ تَوْبِيخٍ. وَمَعْنَى "تَدْعُونَ" تَعْبُدُونَ، أو تدعونهم لحوائجكم وكشف الضُرِّ عنكم، فهذا وقتُ حاجتكم إليهم على الحقيقة، لأنه ما مرَّ عليكم ولا حلَّ بك بكم ضيقٌ كالذي أَنْتم اليوم فيه، ولن يَمُرُّ، وهو من بابِ التهكُّم بهم والسُخْرِيَةِ مِنْهم ومِنْ عَقائدِهِمُ الفاسِدَةُ، ولذلك فلا جواب. وكانوا يقولون من قبل: {[/size] [size=29.3333]{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} سورة الزمُر، الآية: 3. [/size]
[size=29.3333]قولُ: {قالُوا ضَلُّوا عَنَّا} أَيْ بَطَلُوا وَذَهَبُوا، فلا نَدْري أَيْنَ مَكانَهم، وهذا السؤالُ وجوابُه وما يَترتَّبُ عليهِما ممّا سَيَأتي مِنَ الأمْرِ بِدُخولِ النّارِ وما جَرى بَيْنَ أهلِها مِنَ التَلاعُنِ والتَقاوُلِ إنَما يكونُ بعدَ البعث يَومَ القيامَةِ لا مَحالَةَ، واللهُ أَعْلمُ.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ} أيْ: أَقَرّوا على أنفُسِهم بالكُفْر، واعترفوا بأنّهم كانوا كافرين في الدنيا، عابدينَ لِما لا يَسْتَحِقُّ العبادةَ أَصْلاً حيثُ اتَّضَحَ لَهمْ حالُه، وليس في النَّظْمِ هنا ما يَدُلُّ على أَنَّ اعْتِرافَهُم كان بِلَفْظِ الشَهادَةِ، فالشَّهادةُ مَجازٌ عَنِ الاعْتِرافِ. وما ذُكِرَ إنَّما هُو للتَحَسُّرِ والاعْتِرافِ بما همْ عليه من الخيبةِ والخُسرانِ، ولا تَعارُضَ بَيْنَ ما في هذهِ الآيَةِ وبين قولِهِ تعالى: {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} سورة الأَنْعام، الآية: 23. لأنَّ الطَوائِفَ مُخْتَلِفَةٌ وِيمكنُ أن تكون مَواقِفُها متعددةً، والأحوالُ شَتّى.[/size]
[size=29.3333]قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا} الفاءُ: استئنافيَّةٌ، أو رابطةٌ لِجَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ "مَنْ" اسْمُ اسْتِفهامٍ مَبْنِيٍّ على السُكونِ في مَحَلِّ رِفْعِ مُبْتَدَأٍ، "أَظْلَمُ" خَبَرُهُ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمَّةُ الظاهرةُ على آخره. "مِنْ" حرفُ جَرٍّ، "مَنْ": اسْمٌ مَوصولٌ مَبْنِيٌّ على السُكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ بِـ "مِنْ" والجار والمجرور متعلقان بأَظْلَمُ. "افْتَرى" فعلٌ ماضٍ تعلَّقَ بِهِ الجارُّ والمَجرورُ وكَذِباً مَفعولُهُ. وهذه الجملةُ صِلَةُ الموصول، لا عملَ لها. "افترى" مثلُ اتَّقى، "على الله" جار ومجرور مُتَعَلِّقانِ بـ "افترى"، "كذبا" مفعول به منصوب أو مفعولٌ مُطْلًقٌ نائبٌ عَنِ المَصْدَرِ لأنَّه مُرادِفُهُ، إذِ الافْتِراءُ مُرادِفُ الكَذِبِ، أوْ هُوَ مَصْدَرٌ في مَوْضِعِ الحال.[/size]
[size=29.3333]قولُه: {أو كذَّبَ بآياتِه} أو: حَرْفُ عَطْفٍ، "كَذّبَ" فعلٌ ماضٍ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ "هو". "بآيات" مِثل الأوَّل، مُتَعَلِّقٌ بـ [/size]
[size=29.3333]"كَذَّبَ"، و"الهاء" ضميرٌ متَّصِلٌ في محلِّ جرٍّ بإضافَةِ "آياتِ" إليْه. [/size]
[size=29.3333]وقولُهُ: {أولئك ينالُهم نصيبُهم مِنَ الكِتابِ} أُولئكَ: تقدَّمَ إعرابُها، و"ينال" مُضارِعٌ مَرْفوعٌ، و"هم" الهاء ضميرٌ متَّصِلٌ في محلِّ نصبِ مَفعولٍ بِه، والميم علامة المًذّكَر. و"نصيب" فاعلٌ مرفوعٌ، و"هم" الهاء ضميرٌ متًّل في محلِّ جرٍّ بإضافة "نصيب" إليه، والميم علامةُ المُذكَّرِ. و"من الكتاب" جارٌّ ومَجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِحالٍ مِنْ نُصيبُ. أي: حالِ كونِهِ مُسْتَقِرّاً مِنَ الكِتابِ، و"مِنْ" هنا لابتِداءِ الغايَةِ.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {حتّى إذا جاءتهم رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ} حَتّى: حَرْفُ ابْتِداءٍ، أو غاية. وتَكونُ حتّى على خَمْسَةِ أَنْواعٍ:[/size]
[size=29.3333]أ ـ حتَّى الابْتِدائيَّةِ: وهي حَرفٌ يَدخُلُ على الجُمَلَ الاسْمِيَّةِ بـ "حتّى" التي تُضْمَرُ "أنْ" بعدَها وتَدخُلُ على الفعلِ المُضارعِ.[/size]
[size=29.3333]ج ـ حتَّى التي يَرْتَفِعُ المُضارِعُ بعدَها.[/size]
[size=29.3333]د ـ حتّى التي تَكونُ حرفَ جَرٍّ: وهي بمَنْزِلَةِ "إلى" وتَدُلُّ على انْتِهاءِ الغايَةِ، سواءً أَكانتْ مَكانِيَّةً أَمْ زَمانيَّةً.[/size]
[size=29.3333]ه ـ حتَّى العاطفةُ: وهي تَعطِفُ بِشُروطٍ، ولِكُلٍّ مِنَ الأنْواعِ الخَمْسَةِ شروطٌ لا يتَّسعُ المَجالُ لشرحِها في هذا المقام.[/size]
[size=29.3333]و"إذا" ظَرْفُ للزَمَنِ المُسْتَقْبَلِ مُتَضَمِّنٌ مَعنى الشَرْطِ، في مَحَلِّ نَصْبٍ، مُتَعَلِّقٌ بـ "قالوا" بعدَه. و"جاءت" فعلٌ ماضٍ، و"التاء" للتَأْنيثِ، و"هم" الهاء ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ نصبِ مفعولٍ بِهِ، والميم للمذكّر. "رسل" فاعلٌ مَرفوعٌ، و"نا" العظمةِ ضميرٌ متّصلٌ في محلِّ جرٍ بإضافةِ "رسل" إليه. "يتوفون" مُضارعٌ مَرفوعٌ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنّهُ مِنَ الأسماء الخمسةِ، وواوُ الجماعة ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رَفْعِ فاعِلٍ، و"هم" كسابقتها. وجملةُ "جاءتهم رسلنا" في مَحَلِّ جَرِّ مُضافٍ إليْه. وجملة "يتوفونهم" في محلِّ نَصْبِ حالٍ مِنْ رُسُلِنا.[/size]
[size=29.3333]قولُه: {قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} قالوا: مثل كَذّبوا، "أين" اسْمُ اسْتِفْهامٍ مَبْنِيٍّ في محلِّ نَصْبٍ على الظَرْفِيَّةِ المَكانِيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بخبرٍ مقدَّمٍ محذوفٍ، "ما" اسْمٌ مَوصُولٌ بمعنى الذي، مَبْنِيٌّ في مَحَلِّ رَفْعِ مُبْتَدَأٍ مُؤَخَّرٍ، و"كنتم" فِعْلٌ ماضٍ ناقِصٌ ـ ناسِخٌ ـ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتصاله بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ، وتاءُ الفاعلِ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعِ اسمِ كان، والميمُ للمذكّر. و"تدعون" فعل مضارع مرفوعٌ وعلامة رفعه ثبوتُ النون لأنَّه من الأفعال الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متّصلٌ في مَحَلِّ رفعِ فاعلٍ. "من دون" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعلِّقٌ بحالٍ مِنَ العائدِ المَحذوفِ، أيْ: تَدعونَه مِنْ دونِ اللهِ، ولفظُ الجلالةِ مُضافٌ إليْهِ مَجْرورٌ. وجملة "قالوا" جوابُ شَرْطٍ غَيْرِ جازِمٍ، لا محلّ لها من الإعراب. وجُملةُ "أين ما كنتم" في مَحَلِّ نَصْبٍ مَقولَ القَوْلِ. وجملة "كنتم" صلة الموصول "ما" لا محلَّ لها من الإعرابِ. وجملة "تدعون" في مَحَلِّ نَصْبِ خَبَرِ كُنْتُمْ. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} "قالوا" مثل "كَذَّبوا"، وكذلك "ضلّوا"، "عَنَّا" مثل عَنْها ومتعلِّقٌ بـ "ضلّوا". وجملة: "قالوا" استئنافٌ بيانيٌّ لا محلَّ لها من الإعراب. وجملةُ "ضلوا" في مَحَلِّ نَصْبِ مَقولِ القَوْلِ.[/size]
[size=29.3333]قولُه: {وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الواو استئنافيَّة، و"شَهِدوا" إعرابُها [/size]
[size=29.3333]مثل إعرابِ [/size][size=26.6667]"كذَّبوا"، و"على أنفس" جارٌّ ومجرورٌ مَتعلِّقٌ بـ "شهدوا" والهاء ضميرٌ [/size][size=29.3333]متَّصلٌ في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} أنَّ: حرفٌ مُشَبَّهٌ بالفِعلِ ـ من النواسخ ـ والهاء ضميرٌ متَّصلٌ في مَحَلِّ نَصْبِ اسْمِ "أَنَّ" والميم علامة التذكير، و"كانوا" مثل "كنتم" "كافرين) خبرُ كان مَنصوبٌ وعلامَةُ نَصْبِهِ الياءُ.[/size]
[size=29.3333]والمصدرُ المُؤَوَّلُ "أنهم كانوا كافرين" في محلِّ جَرٍّ بحرفِ جَرٍّ محذوفٍ مُتَعَلِّقٍ بـ "شهدوا" أيْ: شَهِدوا على أَنْفُسِهم بِكونِهم كافرين أو بِكُفْرِهم. جملةُ "شهدوا" اسْتِئْنافيَّةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعْرابِ. وجُمْلَةُ "كانوا" في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرِ "أَنّ".[/size]