روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 117

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية:  117 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية:  117 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 117   فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية:  117 I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2014 3:35 pm

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
(117)
قولُه سُبْحانَهُ وتَعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ} هو تأكيدٌ أنَّه هُو وحدَه الذي يَعْلَمُ عِلْماً لَا يُدانيهِ عِلْمٌ بِمَن يَضِلُّ عنْ سَبيلِه، وفي قولِه: "رَبَّكَ" إشارةٌ إلى كَمالِ عِلْمِه الخاصِّ بالأَنْفُسِ، لأنَّهُ رَبُّها الذي كوَّنَها، ورَبَّها وقامَ عليْها، ووَجَّهَها. و"أَعْلَمُ" بِصيغةِ التفضيل"أَفعل" وليست على بابها؛ لأنها ليست للمُوازَنةِ بَيْنَ عِلْمِهِ تعالى وعِلْمِ غيرِهِ، فعلمُ غيرِهِ ـ تعالى ـ نِسْبِيٌّ ومحدودٌ، ويعتمِدُ على حَوّاسَّ وأَدواتٍ، ولا يعلم بالأمُورِ إلاّ بعد وجودها وحدوثها، ومهما بَلَغَ فإنَّه يَبْقى محتمِلاً للخطأِ، قلَّتْ هذِه النِسْبَةُ أوْ كَثُرَتْ، بَيْنَما عِلْمُ اللهِ تعالى محيطٌ شاملٌ، غني عن الأدوات كاشفٌ لحقيقةِ الأَشياءِ قَبْلَ حُدوثِها وبَعْدَهُ، ولا احْتمالَ فيهِ للخَطأِ البَتَّةَ. فقولُه: "إنَّ رَبَّكَ هو أَعْلَمُ"، أي أَنَّه ـ سُبْحانَه وتعالى ـ يَعلَمُ مَنْ يَضِلُّ، ومَنْ يَهْتَدي عِلْماً ليسَ مثله علمٌ ولا فَوقَهُ عِلْمٌ، ولا يَصِلُ إليْه عِلْمٌ كائناً لِمَنْ كان. أوْ هو مِنْ قولِكَ: أَضْلَلْتُ فلاناً إذا وَجَدْتَهُ ضالاًّ، كَ "أَحْمَدْتُه" إذا وَجَدْتَهُ مَحْموداً.
قولُهُ: {وهو أعلمُ بالمُهتدين} فَعَدَلَ عن اسمِ المفعولِ إلى اسْمِ الفاعلِ وكانَ المتبادرُ للذهنِ أَنْ يُقالَ: "بالمَهْدِيّين" وكأنَّ وَجْهَ العُدولِ عَنْه الإشارةُ إلى أَنَّ الهدايةَ صِفَةٌ سابقةٌ ثابتةٌ لهم في أَنْفُسِهم، كأنَّها غيرُ مُحتاجَةٍ إلى جَعْلٍ لقولِهِ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ: ((كلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ)). بِخِلافِ الضَلالِ فإنَّهُ أَمْرٌ طارئٌ أَوْجَدَهُ فيهم. وقد فَوِّضَ ـ سبحانه ـ أَمْرَهُمْ الفريقيْن إِلَى خَالِقِهِمْ، فَهُوَ العَلِيمُ بِالضَّالِّ مِنْهُمْ وَبِالمُهْتَدِي، وَسيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ.
وهذِهِ الآيةُ الكَريمَةُ تَقريرٌ للآيةِ السابقةِ، وتأكيدٌ لِما يُفيدُه مَضمونُها، أيْ: إنَّ ربَّكَ الذي لا تَخْفى عليهِ خافيَةٌ هو أَعْلَمُ مِنكَ ومِنْ سائرِ خَلْقِهِ بِمَنْ يَضِلُّ عن طَريقِ الحَقِّ وهو أَعْلَمُ مِنكَ ومِنْ سائرِ الخَلْقِ ـ أيضاً ـ بالمهتدين السالكين صراطَهُ المُسْتَقيمَ. وقد دلَّتِ بوضوحٍ على أنَّه ـ تعالى ـ بَعَثَ الرُسُلَ، وأَنزلَ الكُتُبَ، على عِلْمٍ مِنْهُ بما يَكونُ مِنْ ضلالِ المُرْسَلِ إلَيْهم وتَكذيبِهم، لا عنْ جَهْلٍ بذلك، لكنَّه إنَّما بَعَثَ وأرسلَ لحاجَتِهم، ولإقامةِ الحُجَّةِ عليهم.
قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ} أَعْلَمُ" بمَعنى اسْمِ فاعلٍ في قُوَّتِهِ كأنَّهُ قيلَ: إنَّ رَبَّكَ هُو يَعْلَمُ، ولا يَجوزُ أَنْ تَكونَ للتَفْضيلِ لأنَّه لا يُطابِقُ "وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين".
وقيل: هي على بابِها مِنَ التَفضيلِ. ثمَّ اخْتَلفوا في مَحلِّ "مَنْ": فقال بعضُ البَصْرِيّين: هُو جَرٌّ بِحَرْفٍ مُقدَّرٍ حُذِفَ وبَقيَ عَمَلُه لِقُوَّةِ الدَلالَةِ عليهِ بقولِهِ: "وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين" وهذا ليسَ بشيءٍ لأنَّه لا يُحْذَفُ الجارُّ ويَبْقى أَثرُهُ إلاَّ في مَواضِعَ سبق ذكرُها وليس هذا منها، وما وَرَدَ بخلافها فضرورةٌ كقولِ الفَرَزْدَقِ:
إذا قيلَ أيُّ الناسِ شَرُّ قَبيلةٍ ............. أَشارتْ كُليبٍ بالأَكُفِ الأَصابِعْ
أيْ أَشارتْ إلى كُليبٍ، وكقولِ الشاعر:
وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ أَلَفْتُهُ ................... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ
أَي : ورُبَّ كَرِيمَةٍ والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ فحذَف إِلَى
وهو يُرِيدُهُ. وقيلَ هي في مَحَلِّ نَصْبٍ على إسْقاطِ الخافِضِ كقولِ جريرٍ:
تمرُّون الديارَ ولمَ تَعوجوا ....................... كَلاَمُكُمْ عَلَيَّ إِذَنْ حَرَامُ
وهو مَرْدودٌ مِنْ وجهين: أَحَدُهُما: أَنَّ ذلك لا يَطَّرِدُ. والثاني: أَنَّ أَفْعلَ التَفضيلِ لا تَنْصِبُ بِنَفْسِها لِضَعْفِها.
وقالَ الكُوفِيون إنَّه نَصْبٌ بِنَفْسِ أَفْعَلَ فإنَّها عِنْدَهمْ تَعمَلُ عَمَلَ الفعلِ.
وقيلَ أبو علي الفارسيُّ: إنَّها (مَنْ) مَنصوبةٌ بِفِعْلٍ مُقدَّرٍ يَدُلُّ عليْهِ أَفْعل، وعليهِ خَرَّجَ قولَ الشاعر عباس بن مرداس:
أكَرَّ وأَحْمَى للحقيقةِ منهمُ ............... وأَضْرَبَ مِنَّا بالسيوفِ القَوانِسا
فالقوانِس نُصِبَ بإضمارِ فِعلٍ، أيْ: يَضْرِبُ القَوانِسَ، لأنَّ أَفْعَلَ ضَعيفةٌ كما تَقَرَّرَ.
وللكِسائيِّ والزَجَّاجِ والمُبَرِّدِ ومَكِيٍّ وجْهٌ خامِسٌ في نصبِ (مَنْ) فقيلَ: إنَّها مَرْفوعةُ المَحَلِّ بالابتداءِ، و"يَضِلُّ" خَبَرُهُ، والجملةُ مُعَلِّقةٌ لأَفْعَلَ التَفضيلِ فهي في مَحَلِّ نَصْبٍ بِها، كأنَّهُ قيلَ: أَعْلَمُ أَيُّ الناسِ يَضِلُّ وهو كَقولِهِ تعالى في الآية: 12. من سورةِ الكهف: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصى}. إلاَّ أنَّ أَبا حيَّانَ التَوحيدِيَّ رَدَّ هذا بأنَّ التَعليقَ فرعٌ لثُبوتِ العَمَلِ في المَفعولِ بِه، وأَفْعلُ لا يَعْمَلُ فيه فلا يُعَلَّق. والراجحُ مِنْ هذِهِ الأقوالِ قولُ الفارِسِيِّ وهو نَصْبُها بِمُضْمَرٍ، وقواعدُ البَصْرييّن مُوافِقَةٌ لَه، ولا يَجوزُ أنْ تَكونَ "مَنْ" في مَحَلِّ جَرٍّ بإضافةِ أَفْعَلَ إليها؛ لِئلاَّ يَلْزَمُ مَحذورٌ عَظيمٌ: وذلك أَنَّ أَفْعَلَ التَفضيلِ لا تُضافُ إلاَّ إلى جِنْسِها فإذا قلتَ: زيدٌ أَعْلمُ الضالين. لَزِمَ أَنْ يَكونَ "زيد" بعضَ الضالين، أيْ مُتَّصِفٌ بالضلالِ، فهذا الوجهُ مُسْتَحيلٌ في هذِه الآيةِ الكَريمة. هذا عندَ مَنْ قَرَأَ "يَضِلُّ" بفتحِ حرفِ المُضارَعَةِ. أمَّا مَنْ قرأَ بِضَمِّهِ: "يُضِلّ" وهما الحسنُ وأحمدٌ بنُ أبي سُريج فقال أبو البقاء: يجوزُ أنْ تَكونَ "مَنْ" في مَوْضِعِ جَرٍّ بإضافةِ "أفعل" إليها، إمَّا على مَعنى هُوُ أُعْلَمُ المُضِلِّين أي: مَنْ يَجِدُ الضلال، وهو مَنْ أَضْلَلْتُه أي: وجدتُه ضالاًّ مِثلَ أَحْمَدْتُه أي: وجدتُه محموداً ـ كما تقدّمَ ـ أوْ بمَعنى أَنَّه يَضلُّ عَنِ الهُدى.
والذي تُحْمَلُ عليه هذه القراءة ما تقدَّم مِنَ المُختارِ وهوَ النَّصْبُ بِمُضْمَرٍ. وفاعلُ "يُضِلّ" على هذه القراءة ضميرٌ يَعودُ على اللهِ تعالى على معنى يَجِدُهُ ضالاً أوْ يَخلُقُ فيه الضلالَ، ولا يُسألُ عمّا يَفعلُ. ويَجوزُ أَنْ يَكونَ ضميرُ "مَنْ" أي: أَعْلَمُ مَنْ يُضِلُّ الناسُ. والمَفعولُ مَحذوفٌ. وأمَّا على القراءةِ الشهيرةِ فالفاعلُ ضميرُ "مَنْ" فقط. و"مَنْ" يَجوزُ أَنْ تَكونَ مَوْصولةً وهو الظاهرُ، وأَنْ تَكونَ نَكِرَةً مَوْصوفَةً.
وقد عبَّرَ بالمُضارِعِ: "يَضِلُّ" للدَلالةِ على تجدُّدِ الضَلالِ مع بقائه، ثمَّ إنَّه ـ سبحانَه وتعالى ـ أَكَّدَ عِلْمَهُ الذي لَا يصل إليه عِلْمٌ؛ بـ "إنَّ" الدالَّةِ على التَوكيدِ، وبالجُملةِ الاسْمِيَّةِ، وبِضميرِ الفَصْلِ "هو"، الذي يَدُلُّ على تأكيدِ الخَبَرِ. كما أكَّدَ الإسنادَ بعطفِ الضَميرِ المُنفَصِلِ في قولِه: "وَهُوَ" على مثلِه في الجُمْلَةِ السابِقَةِ، فإنَّ تَكَرُّرَ ضَميرِ الفَصْلِ هذا تأكيدٌ للإسْنادِ، وعَبَّرَ بالصِفَةِ بالنِسْبَةِ لِمَنْ لم يَضِلُّوا، تأكيداً لِهدايَتِهم، وأَنَّهم بِسلوكِهم طريقَ الحَقِّ، قد أَنارَ اللهُ تعالى قلوبَهم، فكانوا مُهتَدينَ بِهِدايَتِه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 117
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 5
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 21
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 38
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 54
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 70

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: