ـ 9 ـ
فإذا كنتُ مأكولاً فكن خيرَ آكلٍ ........... وإلاّ فأدركني ولمّا أمزّقِ
هذا البيتُ لشأسٍ بنِ نَهار، من بني عبد القيس، وقد لُقِّبَ بالممزَّق بسببه، وهو من قصيدةٍ قالها مخاطباً الملك عمرَو بنَ هندٍ، وقد هَمَّ بغزوِ قومِه بني عبدِ القيس، فلمّا بلغتْه هذه القصيدةُ عَدَلَ الملك عمرُو عن غزوهم.
وقد تمثّل بهذا البيت سيدُنا عثمان بن عفّان رضي اللهُ عنه يوم تسوّر عليه أهلُ الفتنةِ يريدون قتلَه، لكنّهم لم يرعووا عن فَعلتهم الدنيئة، لأنّهم ما كانوا عرباً ولا مسلمين، فلم تكن لهم أخلاق العرب والمسلمين. إنّما كانوا مدفوعين بعصبيّات لا تعرف إلاّ الفتنة، جاء ذلك في كتابه إلى عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، حين حُوصِرَ، ومما جاء فيه :
أما بعد فقد بلغ السيل الزبى، وطَمِعَ فيَّ مَن لا يَدفعُ عن نفسِه، فإن أتاك كتابي هذا فأقبل إليّ، عَلَيَّ كنتَ أو لِي:
فإذا كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ ............... وإلاّ فأَدْرِكْني ولمّا أُمَزَّقِ
فأرسل سيّدنا عليٍّ ولديْه الحسن والحسين رضيَ اللهُ عنهم، فوقفا بباب سيدنا عثمان يََدفعان عنه فيمن وقف من أبناءِ الصحابةِ كعَبْدِ الرحمن بنِ أبي بكرٍ الصِّديق، رضي الله عنهم أجمعين، وغيره من فتية المسلمين المتواجدين في المدينة. لكنّ أهلَ الفتنةِ تَسَوّروا على سيدنا عثمان وقتلوه.
ويُستشهد بهذا البيت، في الاستغاثة وطلب النجدة، لدرء مصيبة، أو التصدّي لفتنة.