روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60   فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 05, 2013 9:30 am

وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
(60)
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} يتوفّاكم: أَيْ يُنِيمُكُمْ فَيَقْبِضُ نُفُوسَكُمُ الَّتِي بِهَا تُمَيِّزُونَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَوْتًا حَقِيقَةً بَلْ هُوَ قَبْضُ الأَرْوَاحِ عَنِ التَّصَرُّفِ بِالنَّوْمِ كَمَا يَقْبِضُهَا بِالْمَوْتِ. وَالتَّوَفِّي اسْتِيفَاءُ الشَّيْءِ. وَتُوُفِّيَ الْمَيِّتُ اسْتَوْفَى عَدَدَ أَيَّامِ عُمُرِهِ، وَالَّذِي يَنَامُ كَأَنَّهُ اسْتَوْفَى حَرَكَاتِهِ فِي الْيَقَظَةِ. وَالْوَفَاةُ الْمَوْتُ. وَيُقَالُ: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْبَدَنِ فِي الْمَنَامِ تَبْقَى فِيهِ الْحَيَاةُ، وَلِهَذَا تَكُونُ فِيهِ الْحَرَكَةُ وَالتَّنَفُّسُ، فَإِذَا انْقَضَى عُمُرُهُ خَرَجَ رُوحُهُ وَتَنْقَطِعُ حَيَاتُهُ، وَصَارَ مَيِّتًا لا يَتَحَرَّكُ وَلا يَتَنَفَّسُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ. لا تَخْرُجُ مِنْهُ الرُّوحُ، وَلَكِنْ يَخْرُجُ مِنْهُ الذِّهْنُ. وهَذَا أَمْرٌ لا يَعْرِفُ حَقِيقَتَهُ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى، ويُطْلَقُ حقيقةً على الإماتَةِ، وإطْلاقُه على النَّومِ هنا مجازٌ لِشِبَهِ النَوْمِِ بالموتِ في انْقطاعِ الإدراكِ والعَمَلِ والإحْساسِ ففيه اسْتِعارةٌ تَبَعِيَّةٌ حيثُ اسْتُعيرَ التَوَفّي مِنَ الموتِ للنَوْمِ لما بينَهُما مِنَ المُشاركَةِ في زَوالِ إحْساسِ الحَواس الظاهرِةِ والتَمْييزِ، وقيلَ: والباطنةِ أيضاً، قال تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الأنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التي قضى عَلَيْهَا الموت وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} الزمر: 42. فهذه الآية صريحةٌ في أنَّ التوفّي أَعَمُّ مِنَ الموتِ، فقد صَرَّحتْ بأنَّ الأنفُسَ التي تَتوفّى في منامِها غيرُ مَيْتَةٍ، فهناك وفاتان: وفاةٌ كبرى وتَكونُ بالموتِ، ووفاةٌ صُغْرى وتكونُ بالنومِ. والمعنى: أنَّه هو سبحانه الذي يتوفّى أنفُسَكم في حالةِ نومِكم، دونَ غيرِه لأنَّ غيرَه لا يملك مَوتاً ولا حياةً ولا نُشُوراً، وفيها تذكيرٌ لبني آدم، بدوام تصرُّف الله فيه وهيمنته عليه، كما أنّها تذكره بالموت الذي يجب أن يكون على استعدادٍ دائمٍ له، فالله يتوفاه كلَّ يومٍ ثم يبعثه من جديدٍ، وفيها كذلك إشارة إلى أنَّ الموت راحةٌ كبرى بعد ما تلاقيه النَّفْسُ من عناءٍ في حياتها كما أنَّ النومَ في الليلِ راحةٌ مِنْ عَناءِ النَّهارِ ولذلك قال بعض السلف الصالح: لا راحةَ لمؤمنٍ إلاَّ بلقاءِ ربِّهِ. والله أعلم.
وقد أَسْنَدَ التوفِّيَ هُنا إلى ذاتِهِ العلِيَّةِ لأنَّ المذكورَ هنا هو النومُ والنومُ لا يُنْفَرُ منه هُنا، إذِ المرادُ به الدَّعةُ والراحَة، بينما أَسْنَدَهُ إلى غيرِهِ في قولِهِ: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} الأنعام: 61. و{يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الموتِ الذي وُكِّلَ بكم} السجدة: 11. لأنَّه يُنْفَرُ مِنْه هناك، إذِ المُرادُ بِهِ المَوْتُ.
وقال سبحانَه "في الليلِ" للتغليبِ مَعَ أنّه يَتوفّاها كذلك حين يَنامُ الإنسانُ في النهارِ، لكنَّ الغالبَ أنَّ النَّومَ إنَّما يَكونُ في الليلِ، فلِذلك قال: "في الليل" تَغليباً، وتخصيصُ الليلِ بالنومِ، والنَّهارِ بالكَسْبِ جَرْياً على المُعتادِ، لأنَّ الغالِبَ أنْ يَكونَ النَّومُ لَيْلاً، وأَنْ يَكونَ الكَسْبُ والعَمَلُ نهاراً، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا الليل لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً} النبأ: 10 و 11.
وقَدَّم التوفِّيَ بالليلِ لأنَّه أَبْلَغُ في المِنَّةِ عليهم، ولاسيَّما عند مَنْ يَخُصُّ الجَرْحَ بكَسْبِ الشَرِّ دونَ الخيرِ.
قولُه: {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنهار} أيْ: ما كَسَبْتُمْ وعَمِلْتُم فيهِ مِنْ أَعْمالٍ. وأَصْلُ الجَرْحِ تمزيقُ جِلْدِ الحيِّ بشيءٍ محدَّدٍ مثلِ السِكِّينِ والسَيْفِ والظُفْرِ والنابِ، وأُطْلِقَ هنا على ما يَكْتَسِبُه الإنسانُ بجوارِحِهِ مِنْ يَدٍ أو رِجْلٍ أوْ لِسانٍ، وقد تقديم فِي الْمَائِدَةِ مُسْتَوْفىً.
قولُهُ: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى} يبعثُكم: أَيْ فِي النَّهَارِ، وَيَعْنِي الْيَقَظَةَ. "لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى" أَيْ لِيَسْتَوْفِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ أَجَلاً ضُرِبَ لَهُ. وَفِي الآيَةِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ، وَالتَّقْدِيرُ وهو الذي يتوفاكم بِاللَّيْلِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ بِالنَّهَارِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ فِيهِ، فَقَدَّمَ الأَهَمَّ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ وَقَعَ الْبَعْثُ فِي النَّهَارِ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ "ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ" أَيْ فِي الْمَنَامِ. بعدَ توفّيكم بالنَومِ يُوقِظُكم منه نهاراً، لأجلِ أنْ يَقضي كلُّ فرْدٍ أجلَه المُسمَّى في علمِ اللهِ تعالى، والمقدَّرِ له في هذه الدنيا، فقد جعلَ سبحانَه لأعمارِكم آجالاً محدَّدةً لا بُدَّ مِنْ قَضائِها وإتمامِها. وَمَعْنَى الآيَةِ: إِنَّ إِمْهَالَهُ تَعَالَى لِلْكُفَّارِ لَيْسَ لِغَفْلَةٍ عَنْ كفرهم فإنَّه أَحصى كلَّ شيءٍ عَدَدًا وَعَلِمَهُ وَأَثْبَتَهُ، وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ أَجَلاً مُسَمًّى مِنْ رِزْقٍ وَحَيَاةٍ، ثُمَّ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُجَازِيهِمْ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ بِالْبَعْثِ، لأَنَّ النَّشْأَةَ الثَّانِيَةَ مَنْزِلَتُهَا بَعْدَ الأُولَى كَمَنْزِلَةِ الْيَقَظَةِ بَعْدَ النَّوْمِ فِي أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى أحدهما فهو قادرٌ على الآخَرِ.
قولُه: {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: ثم يكون رجوعُكم بعدَ انْقضاءِ حياتِكم في هذه الدُنيا، إليه وحدَهُ فيُحاسِبُكم على أَعمالِكم التي اكْتَسَبْتُموها فيها، إنْ خيراً فخيرٌ وإن شرّاً فشَرٌّ.
فالآيةُ الكريمةُ تَسوقُ للنَّاسِ مَظْهَراً مِنْ مَظاهِرِ قُدرةِ اللهِ وتُبرهِنُ لهم على صِحَّةِ البَعْثِ والحِسَابِ يَومَ القيامةِ، لأنَّ النَّشأةَ الثانيةَ مَنْزِلَتُها بعدَ الأُولى كَمَنْزِلَةِ اليَقَظَةِ بعدَ النَّومِ في أنَّ مَنْ قَدِرَ على إحداهما فهو قادرٌ على الأُخرى.
وظاهرٌ أنَّ الخِطابَ في هذِهِ الآيةِ الكريمةِ للمؤمنين والكافرينَ، وإنْ خالفَ الزَمخْشَرِيَّ فجعلَها خطاباً للكافرين لكنّ الأوَّل هو رأيُ جمهورِ المفسِّرين وهو الأرجحُ لأنَّه لم يَرِدْ نَصٌّ يَدُلُّ على تخصيصِ الخِطابِ في هذه الآيةِ للكافرين.
قولُهُ تعالى: {بالليل} مُتَعَلِّقٌ بما قبلَهُ على أنَّه ظَرْفٌ لَه، والباءُ هنا بمعنى "في"، ويرى أبو البقاء أنَّ الباءَ للإِلصاقِ، والملاصِقُ للزمانِ والمَكانِ حاصلٌ فيهِما يَعْني فهذه العلاقَةُ المجوِّزةُ للتجوُّز، وعلى هذا فلا حاجة إلى أنْ يَنوبَ حرفٌ مكان آخرَ، بل نَقولُ: هي هُنا للإِلصاقِ مجازاً نحو ما قالوهُ في "مررتُ بزيدٍ".
وقولُه: {مَا جَرَحْتُم} الظاهرُ أنَّها مَصْدَريَّةٌ، وإنْ كانَ كونُها مَوصولةً اسميَّةً أَكثرَ، ويجوزُ أنْ تَكونَ نَكِرَةً مَوْصوفةً بما بعدَها، والعائدُ على كِلا التَقديريْن الآخريْن محذوفٌ. و"بالنهار" كقولِه: "بالليلِ" والضميرُ في "فيهِ" عائدٌ على النَّهارِ. وهذا هو الظاهر قالَ الشيخُ أبو حيّانَ التوحيديّ: عادَ عليْه لَفْظاً والمعنى: في يومٍ آخر، كما تقول: عندي درهم ونصفُه: ولا حاجةَ في الظاهرِ إلى عَوْدِه على نَظيرِ المذكورِ، إذْ عَوْدُه على المذكورِ لا محْذورَ فيه، وأمَّا مِنْ نحو: "دِرْهَم ونصفه" فلضرورةِ انْتِفاء العيِّ مِنَ الكلامِ، لأنَّك إذا قلتَ: "عندي درهم" عُلِمَ أنَّ عندَك نصفَه ضرورَةً، فقولُك بعدَ ذلِك: "ونصفه" تضطر إلى عَوْدِه إلى نظيرِ ما عندَكَ بخلافِ ما نحن فيه. وقيلَ: يعودُ على الليل. وقيل: يعودُ على التَوَفِّي وهو النومُ أي: يُوقِظُكم في خلالِ النومِ.
قولُه: {ليقضى أَجَلٌ} الجمهورُ على "لِيُقْضَى" مبنيّاً للمفعولِ و"أجلٌ" رفعٌ به، والفاعلُ المحذوفُ ضميرُ الباري تعالى شأنُه. أوْ ضميرُ المُخاطَبين، أي: لِتَقْضوا أيْ: لِتَسْتَوْفوا آجالَكم.
وقرأ أبو رجاءٍ وطلحةُ: "ليَقضيَ" مبنيّاً للفاعلِ وهو الله تعالى، "أجلاً" مفعولٌ به، و"مُسَمَّى" صفةٌ، فهو مَرْفوعٌ على الأوَّلِ ومَنْصوبٌ على الثاني، ويَتَرَتَّبُ على ذلك خلافٌ للقراء في إمالَةِ أَلِفِهِ، واللامُ في "لِيُقْضَى" متعلقةٌ بما قبلَها مِنْ مجموعِِ الفِعلين أيْ: يَتَوفَّاكم ثمَّ يَبْعَثُكم لأجْلِ ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 60
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: