ــ 8 ــ
فعين الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ... ولكنَّ عينَ السُخطِ تُبْدي المَساوِيا
البيت لعبدِ اللهِ بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، من قصيدةٍ قالها في صديقِه الحسينَ بنِ عبدِ الله بن عبدِ اللهِ بنِ عبّاس، رضي الله عنهما، معاتباً، ومنها:
رأيت فُضيلاً كانّ شيئاً مُلَفَّفاً....... فكَشَفَه التمحيصُ حتّى بَدا لِيا
ولَسْتَ براءٍ عَيْبَ ذِي الوُدِّ كُلَّهُ .... ولا بَعْضَ ما فِيــه إذا كنتَ راضِيا
فَعَيْنُ الرِّضا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيـلَةٌ ... ولـكنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَساوِيا
أَأنتَ أَخِي ما لمْ تَكُنْ ليَ حاجَــةٌ ... فإنْ عَرَضَتْ أيقَنْتُ أنْ لا أَخالِيا
فلا زادَ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ بَعْدَما ...... بَلَوْتُكَ في الحالَيْنِ إلاّ تَمادِيا
كِلانا غَنِيٌّ عن أَخِيهِ حَياتَهُ ..... ونحنُ إذا مُتْنا أَشَدُّ تَغانَيا
قوله: أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة"تقريرٌ وليس باستفهامٍ، كما قد يُظنّ ، ومعناه: إني قد عرفتُك تُظهر لي الإخاء والمودّة ، فإذا عرضت بي حاجة إليك لم أجد من إخائك شيئاً ، أمّا قو لُه عزّ وجلّ مخاطباً السيدَ المسيحَ عليه السلام: ( وإذ قال الله يا عيسى بنَ مريمَ أأنت قلتَ للناسِ اتّخذوني و أمّيَ إلهينِ من دون الله..) المائدة /116/ إنّما هو توبيخٌ وليس باستفهام أيضاً ، كذا وَرَدَ في الكامل في اللغة والأدب ــ للمبرّد ــ (ج 1 / ص 56) ، وقوله:
أَأنتَ أَخِي ما لمْ تَكُنْ ليَ حاجَةٌ .... فإنْ عَرَضَتْ أيقَنْتُ أنْ لا أَخالِيا
لقد رُوي هذا البيتُ لجريرٍ بــ (فأنت ...) بدلاً من (أأنت ) ولا أدرى من تَقدّم صاحبَه وسبقه إلى هذا البيت ، وقد أدخل بعضهم في هذه الأبيات بيتين هما:
ولستُ بِهَيّابٍ لمن لا يَهابُني ....... ولستُ أرى للمرءِ ما لا يَرى لِيا
متى تَدْنُ مِنّي تَدْنُ منكَ مَودَّتي .......وإنْ تَنْأَ عنّي تُلْفِِني عنكَ نائيا