عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 98 السبت يونيو 08, 2013 6:59 pm | |
| إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) قولُه تباركت أسماؤه: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} اسْتَثْنَى اللهُ تَعَالَى مِنْ سُوءِ المَصِيرِ، الذِي يَنْتَظِرُ القَاعِدِينَ عَنِ الهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الشِّرْكِ ـ وَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ شَعَائِرِ دِينِهِمِ ـ المُسْتَضْعَفِينَ الذِينَ لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ أَيْدِي المُشْرِكِينَ، وَالذِينَ لَوْ قَدِرُوا عَلَى التَّخَلُّصِ لَمَا اسْتَطَاعُوا الاهْتِدَاءَ إلى سُلُوكِ الطَّرِيق، وَإيجَادِ السَّبِيلِ، كَالعَجَزَةِ وَالمَرْضَى وَالنِّسَاءِ وَالمُرَاهِقِينَ الذِين عَقَلُوا.قوله: {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} مِنَ الرجال: كعيّاش بنِ أبي رَبيعةَ وسَلَمَةَ بنِ هشامٍ والوليدِ بنِ الوليدِ "والنساء" كأمِّ الفَضلِ لُبابةَ بنتِ الحَرْثِ أُمِّ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ وغيرها "والولدان" كعبدِ اللهِ بنِ عباسٍ وغيرِه رضيَ اللهُ تعالى عنهم.وذَكَرَ الوِلدانَ بقصدِ المبالغةِ في وُجوبِ الهِجرةِ، والأمرِ بها حتَّى كأنَّها ممَّا كُلِّفَ بها الصِغارُ، أو يُقالُ: إنَّ تكليفَهم عبارةٌ عن تَكليفِ أَوليائهم بإخراجِهم مِن ديارِ الكُفرِ، وأنَّ المُرادَ بِهم المُراهقون، أو مَنْ قَرُبَ عهدُه بالصِغَرِ مَجازاً كما مَرَّ في اليَتامى، أو أنَّ المُرادَ التَسْوِيَةُ بين هؤلاءِ في عدمِ الإثمِ والتَكليفِ، أو أنَّ العَجزَ يَنبغي أنْ يَكونَ كعجزِ الوِلدانِ، أوْ المُرادُ بهم العَبيدُ والإماءُ.قولُه: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} أيْ لا يَجدونَ أسبابَ الهِجرةِ ومايعينهم عليها.وقولُه: {وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} أيْ ولا يَعرِفون طريقَ المَوضِعِ المُهاجَرِ إليْه بأنْفُسِهم أوْ بِوِساطَةِ دَليلٍ.قوله تعالى: {إِلاَّ المستضعفين} هو استثناءٌ متصلٌ، والمستثنى منه. قولُه: {فأولئك مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}. والضميرُ يعودُ على المتوفَّيْن ظالمي أنفسِهم، كأنَّه قيلَ: فأولئك في جهنَّمَ إلَّا المُستضعَفين، فعلى هذا يكون استثناءً متَّصلاً. أو هو منقطعٌ؛ لأنَّ الضميرَ في {مَأواهم} عائدٌ على قولِه: {إِنَّ الذين تَوَفَّاهُمُ} وهؤلاء المتوفَّوْن: إمَّا كفارٌ أو عُصاةٌ بالتخلُّفِ، على ما قال المفسرون، وهم قادرون على الهجرة فلم يندرجْ فيهم المستضعفون فكان منقطعاً، وهو الصحيح. وقوله: {من الرجال} حالٌ من المستضعفين، أو من الضمير المستترِ فيهم، فيتعلَّقُ بمحذوف.قوله: {لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} جملةٌ مستأنفةٌ كجوابٍ لسؤالٍ مقدَّرٍ، كأنَّه قيل: ما وجهُ استضعافِهم؟ فقيل: كذا. أو أنّها حالٌ. قال أبو البقاء : "حالٌ مبيِّنة عن معنى الاستضعاف" كأنَّه يُشير إلى المعنى الذي قَدَّمتْهُ في كونِها جوابًا لسؤالٍ مقدَّرٍ. أو أنَّها مُفَسِّرةٌ لنفسِ المستضعفين؛ لأنَّ وجوهَ الاستِضعافِ كثيرةٌ فبيَّنَ بأحدِ محتملاتِه كأنَّه قيل: إلَّا الذين استُضْعِفوا بسببِ عجزِهم عن كذا وكذا. أو أنَّها صفةٌ للمُستضعفين أو للرِجالِ ومَنْ بعدَهم، واعتذر عن وَصْف ما عُرِّف بالألف واللام بالجمل التي في حكم النكرات بأن المُعَرَّف بهما لما لم يكن مُعَيَّناً جازَ ذلك فيه كقولِ شمر بن عمرو الحنفي: ولقد أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني ............. فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قُلْتُ: لا يَعْنِينيوقد تقَدَّمَ تقريرُ المسألةِ مِراراً. | |
|