عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 50 الأربعاء مايو 15, 2013 9:13 pm | |
| انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا.
(50) قولُه ـ سبحانه وتعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} هو خطابٌ لِرَسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلَّمَ ـ وكلُّ خِطابٍ لِرَسولِ اللهِ هو خطابٌ لأُمَّتِه، انظر كيف يفترون على الله والافْتِراءُ أسوأُ الكَذِبِ، وهو الكَذِبُ المُتَعَمَّدُ مع القناعة التامةِ بعدم صِحتِه، كأن تتهم إنساناً بأمرٍ وأنت تعرف حق المعرفة أنه بريء منه، وهؤلاء قد افتروا على الله الكذب حين أرادوا أنْ يزكوا أنفسَهم فادَّعوا أنهم أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ وحين ادّعوا بأنَّه لَن يَدْخُلَ الجنة إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نصارى وهم مصرون على كفرهم وضلالهم ويعلمون ذلك حقيقةً من أنفسهم، فقد يكذبُ المرءُ على إنسانٍ مثلِه في أمرٍ فيُصدِّقُه لأنه لا يعرف الحقيقة، لكنْ أن يكذبِ وهو يعلم أن الذي يكذب عليه مطلعٌ على حقيقة الأمر فهذه جرأة ووقاحةٌ شنيعةٌ منه. فكيف بمن يكذب على الله الذي يعلم السرَّ وأخفى فهذه منتهى الوقاحةِ، والذنبُ الذي لا يغفر. لِذلك قالَ الحقُّ ـ سبحانه: {وكفى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً} فالإثم هو الذنب العظيم، والمبينُ أي البَيِّنُ المكشوف الواضح المفضوح.قوله تعالى: {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ} كيف: منصوبٌ بـ "يَفْتَرون"، والجملةُ في محلِّ نصبٍ بعدَ إسقاطِ الخافضِ، لأنَّها مُعلّقةٌ لـ "انظر" و"انظر" يتعدَّى بـ "في" لأنَّها هنا ليستْ بَصرِيَّةً. و"على الله" متعلِّقٌ بـ "يفترون" ويجوزُ أنْ يَتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنَ "الكذب" قُدِّمَ عليْه ولا يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بالكذبِ؛ لأنَّ معمولَ المصدرِ لا يقتدَّم عليه، فإنْ جُعِل على التَبيين جاز. وجوَّزَ بعضُهم أنْ تكونَ "كيف" مبتدأً، والجملةُ من قولِه "يفترون" الخبرُ، وهذا فاسدٌ لأنَّ "كيف" لا تُرْفَعُ بالابتداءِ، وعلى تقديرِ ذلك فأينَ الرَّبطُ بينَها وبين الجملَةِ الواقعة خَبَراً عنها؟ ولم تكن نفسَ المُبتدأِ حتّى تَسْتغني عن رابط. و"إثْماً" تمييزٌ، والضَميرُ في "بِه" عائدٌ على الكَذِبِ، وقيلَ: على الافْتِراءِ، وجَعَلَه الزَمخْشَرِيُّ عائداً على زعمِهم، يَعني مِنْ حيثُ التقديرُ. | |
|