عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 70 الأربعاء ديسمبر 19, 2012 7:41 am | |
| يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ
(70) قولُه تبارك وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} نداءٌ وجَّهَه اللهُ ـ سبحانَه وتعالى ـ إلى أهلِ الكِتابِ يَدعوهم إلى الإيمانِ مُبيِّنًا لهم في صِيغةِ اسْتِفهامٍ إنْكاريٍّ تَوبيخِيٍّ أَنَّ دواعيَ الإيمانِ قائمةٌ، ودواعي الكُفرِ غيرُ ثابتةٍ، ولذا يَستفهِمُ عنها، إنْكارًا وتوبيخًا، وقد ابتَدَأَهم بهذا النِّداءِ الكريمِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ ما أُعْطَوْه كان يَقتَضي أنْ يُسارِعوا إلى الشَّهادةِ، والشهادةُ الإخبارُ بالشيءِ عن مشاهدةٍ: إمَّا ببصرٍ. أو ببصيرةٍ، ثمَّ يُعبَّرُ بها عن المعرفةِ المقتضيةِ لِصِحَّةِ ما يُدَّعي، وإنْ كان المُدَّعى عليه مُنكِرًا بلِسانِه كقولِكَ لِخَصمِكَ: أنتَ تَشهدُ أنَّ الأمرَ بخِلافِ ما تذكره.فقولُه: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} منهم من خَصَّ، فقال: عَنَى بذلك الآياتِ المُنزَّلةِ على محمَّدٍ ومنهم من قال: عنَى الآياتِ التي تدُلُّ على صحة نبوَّتِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن الكتابين. أو: لم تكفرون بالحُجَجِ الدالَّةِ على نبوَّتِه ـ صلى الله عليه وسلم وأنتم تشهدون أنَّ ظُهورَ المُعجِزةِ يَدُلُّ على صِدْقِ مُدَّعي الرِّسالةِ، أو أنتم تَشهدون ـ إذا خَلَوْتم بأنفسكم ـ بِصحَّةِ دينِ الإسلام. قولُهُ: { وَأَنتمْ تَشْهَدُونَ} الواو واو الحال ، حال كونِكم شاهدين أي وأنتم تعلمون صِدْقَ الرسولِ عِلمًا يَقينِيًّا بِما أَخبَرَ به في كتابكم، أو: وأنتم تشهدون كل يوم الدلائلَ الصادقةَ التي تُثبِتُ الرسالةَ المُحمَّديَّةَ.، ولكنَّ اليهود والنصارى الذين عاصروا النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كانوا يكتفون بالكفرِ، بلْ كانوا يُحاوِلونَ أنْ يَلبِسوا الحقَّ بالباطلَ، لِيفسِدوا الإيمانَ على أهلِه. | |
|