الثورة المصرية في مواجهة البلطجية
ماذا يريد أولئك الثائرون على الشرعية في جمهورية مصر العربية ؟؟؟
نعم إن بعضهم قد شارك في التظاهر ضد نظام مبارك العميل الذي استولى على
السلطة بالتزوير والبلطجة شأنه شأن بقية طواغيت العرب لكن الرئيس المصري
الحالي ـ وإن كنت قد وجهت إليه النقد بعد النقد في مناسبات كثيرة لتقاعسه
في نصرة شعب سورية المظلوم، لكنني في النهاية لا بدَّ من أن أحترم رأي
وإرادة الشعب المصري الذ
ي انتخبه عبر صناضيق الاقتراع بانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها .
إنّ الذين يثورون على الرئيس المصري المنتخب ويحتجون على قراراته الصحيحة
في التخلص من بطانة مبارك الفاسدة وذيوله النتنة في القضاء وغيره من مفاصل
الدولة ومؤسساتها، آولئك الذين وقفوا مع الجلادين الذين سفكوا دماء شباب
مصر ظلماً وعدوانا في محاولة لإخراس صوت الحق وليوطدوا حكم مبارك العميل ،
إن هؤلاء الذين كانوا بالأمس في صفوف الثوريين إنما يكشفون أنفسهم بأنهم لا
يختلفون عن بلاطجة النظام البائد الذين يناصرونهم اليوم فهم إنما يسعون
إلى مصالح خاصة على حساب دم شهداء ثورة مصر، وهم يلعبون بالنار كذلك
ويقامرون بأمن الشعب المصري وهم في مقدمته لأني لا اظن أن الأكثرية التي
انتخبت الرئيس محمد مرسي ستتخلى عنه بهذه السهولة وتترك الأقلية الغوغائية
تنسف مبادئ الدمقراطية التي كان هؤلاء ينادون بها ظناً منهم أنها ستجلسهم
على كراسي السلطة فلما لم يبلغوا ما أرادوا انقلبوا على المبادئ التي كانوا
يرفعون راياتها.
ولذلك فإنا نناشدهم بالمبادئ التي كانوا يظهرون
احترامها ويسعون لتحقيقها أن ينصاعوا لهذه المبادئ وأن يجنبوا شعب مصر
الشقيق وهم في المقدمة ويلات الحرب الأهلية التي إما اشتعلت أتت على الأخضر
واليابس ولن يكونوا هم وأطفالهم بمنجى منها.