عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 64 الأربعاء أكتوبر 10, 2012 3:33 am | |
| ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) أصلُ التولّي الإعراضُ المَحسوسُ ثمَ اسْتُعْمِلَ في الإعراضِ المَعْنويِّ كَعَدمِ القَبولِ، ويُفهَمُ مِن الآيةِ أنَّهم امْتَثلوا الأمرَ ثمَ تَركوه. والفضل التوفيق للتوبةِ والرحمةُ قَبولُها. والخُسرانُ ذَهابُ رأسِ المالِ أو نقصُه، والمُرادُ: لَكنتم مَغبونينَ هالِكينَ بالانْهِماكِ في المعاصي، أو بالتخَبُّطِ في مَهاوي الضَلالِ.قوله تعالى: {فَلَوْلاَ فَضْلُ الله} لولا: هذه حرفُ امتناعٍ لوجودٍ، والظاهرُ أنها بسيطةٌ، أو هي مركبَّةٌ من "لَوْ" و"لا" ، و"لو" قبل التركيبِ يَمتَنِعُ بها الشيءُ لامتِناعِ غيرِه، و"لا" للنفي، والامتناعُ نفيٌ في المعنى، وقد دَخَلَ النفيُ بـ "لا" على أحد امتناعي "لو"، والنفيُ إذا دخل على النَفيِ صار إيجاباً، فمِنْ هنا صار معنى "لولا" هذه يَمتنِعُ بها الشيءُ لوجودِ غيرِه، و"لولا" هذه تختصُّ بالمبتدأ، ولا يجوزُ أَنْ يلَيها الأفعالُ، فإنْ وَرَدَ ما ظاهرُه ذلك أُوِّلَ كقولِه: ولولا يَحْسِبون الحِلْم عَجْزاً .............. لَمَا عَدِم المُسيئون احتماليوتأويلُه أنَّ الأصلَ: ولولا أنْ يَحْسِبِوا، فلمَّا حُذِفَتْ ارتفع الفعلُ كقول طرفة: ألا أيُّهذا الزاجري أحضرَ الوغى ... . . . . . . . . . . . . .أي : أَنْ أَحضرَ، والمرفوعُ بعدها مبتدأٌ، وخبرُه واجبُ الحذف للدلالةِ عليه وسَدِّ شيءٍ مَسَدَّه، والتقديرُ: ولولا فضلُ اللهِ كائنٌ أو حاصل، ولا يَجوزُ أنْ يُثْبَتَ إلّا في ضرورة شعر، ولذلك لُحِّنَ المَعَرِّي في قوله: يُذيبُ الرُّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ ............. فلولا الغِمْدُ يُمْسِكُه لَسالاحيث أَثْبتَ خبرَها بعدها . قولُه سبحانه: {لَكُنْتُم مِّنَ الخاسرين} اللامُ جوابُ لولا. فإنَّ جوابَها إن كان مُثْبَتَاً فالكثيرُ دخولُ اللامِ كهذه الآيةِ ونظائِرها، ويَقِلُّ حَذْفُها، وإنْ كان منفيَّاً فلا يَخْلُو: إمَّا أَنْ يكونَ حرفُ النفي "ما" أو غيرَها، فإن كان غيرَها فتركُ اللام واجبٌ نحو: لولا زيدٌ لم أَقُمْ، أو لن أقوم، لئلاَّ يتوالى لامان، وإنْ كان بـ "ما" فالكثيرُ الحَذْفُ، ويَقِلُّ الإِتيانُ بها، وهكذا حُكْمُ جوابِ "لو" الامتناعية، ولا محلَّ لجوابِها من الإِعرابِ. "مِّنَ الخاسرين" في محلِّ نصبٍ خبراً لـ "كان" ومِنْ للتبعيض. | |
|