عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: الشواعر بين الماضي والحاضر(3) عُليّة بنت المهدي الخميس سبتمبر 15, 2011 5:56 pm | |
| عُليّةُ بنت المهدي 160 ـ 210 هـ 777 ـ 825 م
عُليةُ بنت الخلفاء وأخت الخلفاء ، فأبوها المهدي الخليفة العباسي وأخوها هارون الرشيد ، فهي إذاً سليلة بيت من أرفع بيوتات العرب نسباً ، من هاشم وهاشم من قريش ، ينتهي نسبها إلى العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم . ما عُرِفَ لخلفاء بني العباس بنتٌ مثلُها، فقد كانت من أحسن النساء وجهاً وأتمهنّ خَلقاً وأسهلهنّ شعراً لها شعر حسن، وصنعة في الغناء حسنة كثيرة.
تزوجها موسى بن عيسى العباسي كان الرشيد يعظّمها، ويجلسها معه على سريره، وكانت تأبى ذلك وتوفيه حقّه، وكان إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها.
قال إبراهيم بن إسماعيل الكاتب، قالت علية بنت المهدي: ما حرم الله شيئاً إلا وقد جعل فيما حلل عوضاً منه، فبأي شيء يحتج عاصيه، والمنتهك لحرماته .
ولا يُلتفتُ بعد هذا إلى ما أورده الشعوبيون من مثل الأصفهاني صاحب الأغاني وغيره من أخبار لا تخالف هذا القول، لأن هؤلاء قد دأبوا على تشويه تاريخنا وسير عظمائنا،ودسّوا عليهم أموراً يأباها أحاقر الناس فضلاً عن ساداتهم . ولعُليّةَ شعر كثير لكنّ أكثره قصير من بيتين أو ثلاثة لأنها إنما كانت تقوله لتغنيه.
قَدْ كانَ ما كلُفِّتْهُ زَمَناً ... يا طَلُّ مِنْ وَجْدٍ بِهِمْ يَكْفِي
فحلف عليها الرشيد ألا تكلم طلاًّ الخادم، ولا تسمّي باسمِه، فضمِنت له ذلك، فاستمع إليها يوماً وهي تدرس آخر سورة البقرة، حتى بلغت إلى قوله عز وجل " أَصابَهَا وَابلٌ، فَأتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصبْها وَابِلٌ " وأرادت أن تقول فَطَلٌّ، فلم تلفظ بهذا فقالت: فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين، وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصيِرٌ فدخل الرشيد فقبل رأسها وقال قد وهبتُ لك طَلاُّ، ولا منعتك بعد هذا من شيء تريدينه. وهذه قطوف من شعرها:
مَوْلاةُ سَوْءٍ تَسْتَهينُ بِعَبْدِها ... نِعْمَ الْغُلامُ وبَئِسَتِ المَوْلاه
وزار الرشيد علية فقال لها: بالله يا أختي غني، فقالت والله لأعملن فيك شعراً، وأعمل فيه لحنا، وغنته:
إلاَّ الخُلوُدَ وَذاك قُرْبُكَ سَيِّدِي ... لاَزالَ قُرْبُكَ وَالبَقاءُ طَوِيلاَ
ومن شعرها في الرشيد أيضاً، وقد جفاها:
أَوْحَشْتَنِي يا نُورَ عَيِني فَمَنْ ... يُؤنُسِنِي غَيْرُكَ يا نُورُ
وقالت للرشيد وقد طلب أختيها ولم يطلبها:
أَنا الذَّيِ لا أُطيِقُ الدَّهْرَ فُرْقَتَكُمْ ... فَرِقَّ لِي بأَبيِ مِنْ طُوِل إبعادِي
أَيُّ ذَنْبٍ أَذْنْبَتُهُ أَيُّ ذَنْبٍ ... أَيُّ ذَنبٍ لَوْلاَ مَخَافَةُ رَبيِّ
ثُمَّ باكَرْتُها عُقاراً شَمُولاً ... تَفْتنُ النَّاسِكَ الحْلَيِمَ وَتُصْبِي
وعملت في البيتين الأولين لحنا فلما جاءت وسمع الشعر واللحن رضي عنها.
اشْرَبْ وَغَنِّ عَلىَ صَوْتِ النُوَّاعِيِر .... ما كُنْتُ أَعْرْفُها لَوْلاَ ابْنُ مَنْصُور
وعملت فيه لحنا، ومن شعرها في الرشيد:
ما زِلْتُ مُذْ خَلَّفْتَنِي فِي عَمًى ... كَأَنَّني لِفي النَّاِس مَخْبولُ
وَمُغْتِربٍ بِالْمَرْجِ يَبْكِي لِشَجْوِهِ ..وَقَدْ غابَ عَنْهُ الْمْسعِدونَ عَلىَ الُحبِّ
فلما سمعه الرشيد علم أنها قد اشتاقت إلى العراق وأهلها به، فأمر بردها.
أَيا سَرْوَةَ الْبُسْتانِ طالَ تَشَوُّقِي ...... فَهَلْ لِي إلىَ ظِلٍ لَدَيْكِ سَبِيلُ
ولها أيضاً:
أَصْبَحْتُ مِنْ وَجْد بِها ... أُدْعَى شَقِيّاً مُنْصَبا
وَجَعَلْتُ زَيْنَبَ سُتْرَةً ... وَأَتَيْتُ أَمْراً مُعْجَبا
واللهِ لا نلْتَ المْوَ ... دَّةَ أَوْ تَنَالَ الْكْوكَبا
لُطغْيانَ خُفٌّ مُذْ ثَلاثُونَ حِجَّةً ... جَدِيدٌ فَما يَبْلَي وَلا يَتَخَرَّقُ
فَما خَرَقَتْ خُفْاً وَلمْ تُبْلِ جَوْرَباً ... وَأَمَّا سَراوِيلاَتُها فَتُمَزَّقُ
قَدْ ثَبَتَ الخْاتَمُ فِي بِنْصَري ... إذْ جاءنَيِ مِنْكَ تَجَنَيِّكا
فَلَوْ تَطَوَّعْتَ لَعَوَّضْتَنِي ... مِنكَ رضُابُ الرِّيقِ مِنْ فِيكا
يا زَيْنَباً أَرَّقْتِ مِنْ مُقْلَتِي ... أَمْتَعنَيِ اللهُ بِحُبِّيكا
علية بنت المهدي خرج يوماً إلى الشعراء، فقال: تقرئكم سيدتي السلام، وتقول: من أجاز هذا البيت منكم، فله مائة دينار، فقالوا:وما هو؟ فأنشد:
...فبدرهم مسلم بن الوليد الصريع فقال:
[b]...فخرجت له المائة دينار.
[/b] | |
|