يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
(122)
قد تقدم نظير هذه الآية في صدر السورة، وكررت هاهنا للتأكيد والحث على اتباع الرسول النبيّ الأميِّ الذي يجدون صفته في كتبهم ونعتَه واسمَه وأمرَه وأمتَه . ويحذرهم من كتمان هذا ، وكتمان ما أنعم به عليهم ، وأمرهم أن يذكروا نعمةَ الله عليهم ، من النعم الدنيوية والدينية ، ولا يحسدوا العرب على ما رزقهم الله من إرسال الرسول الخاتم منهم . ولا يحملهم ذلك الحسدُ على مخالفته وتكذيبه ، والحيدة عن موافقته ، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين .
فالحق سبحانه وتعالى لم ينه الجولة مع بني إسرائيل قبل أن يذكرهم بما بدأهم به ، وهو سبحانه لا ينهي الكلام معهم في هذه الجولة ، إلا بعد أن يذكرهم تذكيراً نهائياً بنعمه عليهم وتفضيله لهم على كثير من خلقه ، ومن أكبر مظاهر هذا التفضيل ، الآية الموجودة في التوراة تبشر بمحمد عليه الصلاة والسلام وذلك تفضيل كبير. وأما ما في الآية من لغة وإعراب فقد تقد في مثيلتها .