عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 98 السبت أبريل 07, 2012 5:17 am | |
| مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) عدو الشخص ضد صديقه وتلق على المذكر والمؤنث والتثنية والجمع ، وقد يؤنث ويثنى ويجمع ، وهو الذي يريد إنزال المضارّ به ، وهذا المعنى لا يصح إلاّ فينا دونه تعالى فعداوة الله هنا مجاز ، إما مخالفته وعدم القيام بطاعته ، وإما عداوة أوليائه، وأما عداوتهم لجبريل والرسل عليهم السلام فصحيحة ، وصدر الكلام على الاحتمال الأخير لتفخيم شأن أولئك الأولياء حيث جعل عداوتهم عداوته تعالى، ومعاداة الواحد والكل سواء في الكفر واستجلاب لعداوة الله ، وإن من عادى أحدهم فكأنما عادى الجميع لأن الموجب لمحبتهم وعداوتهم على الحقيقة واحد وإن اختلف بحسب التوهم والاعتقاد ، وإن أحب اليهود ميكائيل وأبغضوا جبريل ، وقد أثنى الله تعالى عليه عليه السلام بما لم يثن به على ميكائيل بل ولا على إسرافيل وعزرائيل وسائر الملائكة أجمعين ، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبرائيل )) وقيل إن جبريل إمام أهل السماء . والمشهور أن جبرائيل هو العقل الفعال ، وميكائيل هو روح الفلك السادس وعقله المفيض للنفس النباتية الكلية الموكلة بأرزاق الخلائق ، وإسرافيل هو روح الفلك الرابع وعقله المفيض للنفس الحيوانية الكلية الموكلة بالحيوانات ، وعزرائيل هو روح الفلك السابع الموكل بالأرواح الإنسانية كلها بعضها بالوسائط التي هي أعوانه وبعضها بنفسه والله تعالى أعلم .وأتى باسم الله ظاهراً ولم يقل " فإنه عدو " للتعظيم ، والتفخيم والعرب إذا فخمت شيئاً كررته بالاسم الذي تقدم له ، ومنه {لَيَنصُرَنَّهُ الله من ينصره إِنَّ الله .. } الحج:0 6 ، ومن ذلك قول الشاعر :لا أرى الموت يسبق الموت شيء ....... و"أل" في "الكافرين" للعهد ، وإيثار الاسمية للدلالة على التحقيق والثبات ، ووضع المظهر موضع المضمر للإيذان بأن عداوة المذكورين كفر وأن ذلك بيّنٌ لا يحتاج إلى الإخبار به وأنّ مدار عداوته تعالى لهم وسخطه المستوجب لأشد العقوبة والعذاب هو كفرهم المذكور .قوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً} لقد تقدم الكلامُ في "مَنْ " ، إلاَّ أَنَّ الجوابَ هنا يَجُوز أن يكونَ " فَإِنَّ الله عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ " فإنْ قيل : أين الرابطُ ؟ فالجوابُ مِنْ وَجْهين أحدُهما: أنَّ الاسم الظاهرَ قامَ مَقام المضمرِ ، وكان الأصلُ : فإنَّ الله عَدُوٌّ لهم ، فأتى بالظاهرِ تنبيهاً على العلةِ . والثاني: أن يُرادَ بالكافرين العموم ، والعموم من الروابط ، لاندراجِ الأولِ تحتَه . ويجوزَ أن يكونَ محذوفاً تقديرُه: مَنْ كانَ عَدُوَّاً لله فقد كَفَر ونحوُه . وقال بعضهم الواوُ في قوله:{وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} بمعنى " أو " لأنَّ مَنْ عادى واحداً من هؤلاء المذكورين فالحكمُ فيه كذلك . وقال بعضُهم : هي للتفصيلِ ، ولا حاجةَ إلى ذلك ، فإنَّ هذا الحكمَ معلومٌ ، وَذَكر جبريلَ وميكالَ بعد اندراجهما أولاً تنبيهاً على فَضْلِهما على غيرِهما من الملائكةِ، وبعضهم يُسَمِّي هذا النوعَ بالتجريدِ، كأنه يعني به أنه جَرَّدَ من العموم الأولِ بعضَ أفرادِه اختصاصاً له بمزيَّةٍ، وهذا الحكمُ - أعني ذِكْرَ الخاصِّ بعد العامِّ - مختصٌّ بالواوِ،لا يَجُوز في غيرِها من حروف العَطْف .وأتى باسمِ الله ظاهراً في قوله:{فَإِنَّ الله عَدُوٌّ}لأنه لو أُضْمِر فقيل: " فإنَّه " لأَوْهم عَوْدَه على اسمِ الشرط فينعكسُ المعنى ، أو عَوْدَه على ميكال لأنه أقربُ مذكورٍ . وميكائيل اسمٌ أعجمي، والكلامُ فيه كالكلامِ في جِبْريل من كونِه مشتقاً من مَلَكوت الله أو أن "مِيك" بمعنى عبد ، و"إيل" اسمُ الله ، وأنَّ تركيبَه تركيبُ إضافةٍ أو تركيبُ مَزْجٍ، وقد عُرِف الصحيح من ذلك . وفيه سبعُ لغاتٍ: مِيكال بزنة مِفْعال وهي لغةُ الحجاز،وبها قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم ، قال: ويومَ بَدْرٍ لقِيناكم لنا عُدَدٌ ............ فيه مع النصرِ مِيكالٌ وجِبريلٌالثانيةُ: كذلك ، إلا أنَّ بعدَ الألفِ همزةً وبها قرأ نافع . الثالثة: كذلك إلا أنه بزيادةِ ياءٍ بعد الهمزةِ وهي قراءةُ الباقين . الرابعة: مِيكَئِيل مثل مِيكَعِيل وبها قرأ ابن محيصن . الخامسة: كذلك إلاَّ أنه لا ياءَ بعد الهمزة فهو مثلُ : مِيكَعِل وقُرىء بها . السادسةُ: ميكاييل بيائين بعد الألف وبها قرأ الأعمش . السابعة : ميكاءَل بهمزةٍ مفتوحةٍ بعد الألفِ كما يُقال: إسراءَل . وعن ابن عباس أن "جَبْر" بمعنى عَبْد بالتكبير، و"مِيكا" بمعنى عُبَيْد بالتصغير ، فمعنى جِبْريل: عبد الله، ومعنى مِيكائيل: عُبَيْد الله . | |
|