عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: استضافة(1) السبت سبتمبر 10, 2011 4:47 pm | |
|
هي إجابات عن أسئلة وجهت إلي خلال استضافة في منتدى عين الفيجة أحببت أن أثبتها لما قد يكون فيها من فائدة : بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه، اللهم افتح بخير واختم بخير واجعل عاقبة أمورنا خيراً، بعد: ابنتي العزيزة أشيا أحييك وأشكرك على ندي ترحيبك وكريم استضافتك ، معرباً عن امتناني لك أن دعوتني إلى منتدى عين الفيجة التي نحب ، وإذا كان ثمة تناغم بين الإنسان وبيئته التي يعيش فيها، فمما لا شك فيه أن أهل عين الفيجة هم من أكرم الناس وأسخاهم كفاً وأطيبهم نفساً وأجملهم خَلقاً وخُلقاً. ألا ترى إلى جمال بيئتهم التي من الله عليهم بها وعين مائهم النمير الذي يسير فيسقي العطاش ويرعرع الجمال على ضفتي واديه وينمنمه . وعودة إليك ابنتي الحبيبة وإلى أسئلتك التي هي معروف إضافي منك حيث تقدمينني من خلالها إلى أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي الأحباء ، فأنا ولدت في مدينة أرمناز عام 1948. وأرمناز هذه هي (بُليدة قديمة لها ذكرٌ في التاريخ يُشتهرُ أهلُها بصناعتي الخزف والزجاج منذ القديم، وكان زجاجها يحمل إلى ملوك الصين والهند وفارس لنفاسته) ـ بحسب معجم البلدان لياقوت الحموي ـ ومما كانت تشتهر بها بلدي أرمناز أن أهلها أهل طرب ويعتنون بالتواشيح والقدود ويتقنون فن النغمة، كما أن فيها عائلة متصلة النسب بالسيد إبراهيم الدسوقي أحد كبار أئمة التصوف، وكانت لهم مناسبات كثيرة يقيمون فيها حلق الذكر التي تعتمد على الإنشاد، وفي هذه البيئة نشأت، فكانت المزرعة الخصبة لموهبتي في الغناء والإنشاد وكان فيها صدى لصوتي الذي وهبني الله إياه، فترعرعت هذه الموهبة وتروت بتلك الأصوات العذبة التي كانت تشتهر في أرمناز وعلى ما أمدّوني به من معلومات تربيت، ثم عرفني القدر على شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية، وخليفة السيد محمد الهاشمي في حلب، المربي الكامل الشيخ: عبد القادر عيسى، ثم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري بدمشق رحمهم الله أجمعين ورضي عنهم. ثم عَبَبْتُ ما يسر الله لي من علوم التصوف والفقه واللغة على يد مشايخي وإخواني ومن قيّضه الله لي سواهم حتى بلغت الثلاثين من عمري، وشعرتُ بشيء من الارتواء ـ ولا ارتواء ـ فركزت الاهتمام بالشعر والأدب والجماليات على سواها، فطرقت معظم أبواب الشعر وأصدرتُ ثمانية مجموعات ومازال لدي الكثير غيرها لمّا تطبع بعد. ثم التفت إلى الدراسات الأدبية والبحث فأنجزت، كتاب المرأة في الغزل الصوفي، وهو فتح جديد في بابه، وألفت كتاب البحر في الأدب العربي، وهو جديد في موضوعه أيضاً، ثم الشواهد نسبتها ومناسبتها، والآن أعمل على إنجاز معجم شواعر العرب ((الشواعر بين الماضي والحاضر )) . هذه موجزة عن حياتي، التي تبين على مَنْ تتلمذت فهم شعراء الصوفية الكبار، وفي عمر بن الفارض كما روّيت ذائقتي بالكثير من أشعار الأقدمين جميعاً إذ نشأت محباً للشعر أعب من ينابيعه الأصيلة المختلفة ما وجدت لذلك سبيلاً وإذا تمنيت فإنما أتمنى أن أكون ابن الفارض رحمه الله. لا شك في أنه قد كان للقيم الفكرية والأخلاقية والعقائدية التي يحفل بها الشعر الأصيل عامة والشعر الصوفي خاصة أهم الأثر في تكوين شخصيتي وثراء فكري . أما مفتاح إبداعي وسرُّ إلهامي فهو الحب، الحب لخلق الله والموجودات جميعها، على أنها صنعة الله ومظاهر تجليه:
أَوْلَيْتَني الفضلَ لا عَدٌّ ولا حَصْرُ والحُبَّ أَلْهَمْتَني والبِرَّ يا بَرُّ
صدْرٌ تَغَشَّيْتَهُ أُنْساً ومَعْرِفَةً ورحمَةً، كيف لا يَسْتأْنِسُ الصَدْرُ ؟
حبٌّ للمرأة، ومن يقرأ شعري يعرف أن حبي كان للمرأة بعامّة على ـ أنّها أجلى مظاهر التجلّيات الجماليّة ـ ولم يكن لأنثى بعينها، ومن يطلع على كتابي ((المرأة في الغزل الصوفي)) يدرك هذا المعنى . كثيراً ما يردد النقاد أن أعذب الشعر أكذبه، أما أنا فأقول هذا بالنسبة إليهم لأنهم يرون فيه المبالغة، لكنها الحقيقةُ عند الشاعر، فهو ـ بما أعطاه الله من رهافة حس زائد ـ يرى الأمور مضخمة مجسّمة، لا كما يراها عامة الناس. أما أساسيات الشاعر فهي: الموهبة، ثم العلم والثقافة والدُربة، وكلما اتسعت ثقافة الشاعر وخبرته في الحياة ازداد شعره ثراءً وغنى، ولا بدّ بعدُ من شرارةٍ لتَقدح في الموهبةِ وتفجِّرَها، وهذه الشرارة قد تكون من حبٍّ أو حزن أو .. أما أساسيات الشعر فهي الموضوع واللغة والموسيقا والعاطفة والصورة الجميلة الشفافة ـ غير الغامضة المعماة أو المستقبحة ـ والزخرفة ومتانة السبك والتخلي ـ قدر الإمكان ـ عن الحشو والاستفاضة دونما طائل وتخير البحر المناسب للموضوع وكذلك القافية المناسبه . ولا بدّ بعد ذلك من أن يكون للشاعر ـ شأنُه شأن كلِّ كاتب ـ رسالةٌ يؤدّيها فالشاعرُ رائدٌ في مجتمعه ولا بدّ من أن يخدم شعرُه هدفاَ وطنياً أو أخلاقياً أو … وقد وضعت ذلك نصب عيني، وقارئي لا بد من أن يرى ذلك جلياً واضحاً في أعمالي جميعها . والمرأة حاضرة في جميع أعمالي تقريباً لأنها الأساس والمرتكز والهدف لعملية الإبداع:
بك توّج الله الجمالَ بك انجلى حُسْنُ القديم بروعة التلوين
بك صارت الدنيا أحبَّ لمهجتي من جنّةِ المأوى مَراحِ العِينِ
أشقى وما أحلى الشقاء مع الهوى إنْ كان منكِ من المُنى يُدْنيني
حوّاءُ ما أدنى إلى نفسي وما أندى على قلبي نداء التين
بك جمَّل الله الوجودَ ولو خلا من مُغرِياتِكِ ما اشْتَهتْهُ عيوني
أمّا ما أنصح به مَنْ وَجَدَ في نفسه موهبةَ الشعر أن يعب ما استطاع من العلوم على مختلف مناهلها وفي المقدمة علوم العروض واللغة والنحو والصرف والبلاغة، وأن يكثر من حفظ الشعر، ثم أن يعرض كتاباته ـ في البداية ـ على ذوي الاختصاص العدول الثقاة .
| |
|