أستاذي الكريم
سعيدة جداً باجابتك ..فهي مرجع لنا
في خطواتنا نحو الأدب العريق
و أفضل طريقة لإدراك أهمية الخاطرة.. هو بمعرفة مناسبة
كتابتها..لهذا سنكون في جولة مع أعمالك
لنتعرف عليك من خلالها..
و لنتذوق روائعها
* الآن*
لي أسئلة خارجة عن نطاق قصائدك
- باعتقادك ماذا أضافت القصيدة الحديثة إلى الإنتاج الشعري الغزير في العالم العربي ؟
- كيف ترى الطريقة لنهضة أمتنا؟
- التبحر والموسوعية في الأداء الأدبي سواءً الرقمي أو الورقي، إضافة إلى
الإختلاف النوعي بين فنون الأدب كيف يؤثر على ملكة الأديب ، فهل الإخلاص
لشأن أدبي واحد يؤدي للتميز والتركيز ، أم أن العكس يؤدي لتغذية الملكة
الأدبية بالمزيد من الإجادة والصقل والتفرد ؟
-باعتقادك ما هي فلسفة اختيار العنوان للإنجاز الإبداعي والنقدي؟
- مامدى تأثير الشعراء الشباب في ذائقتك الأدبية؟ وهل هناك تجارب يمكن الإشارة إليها؟
-كثير من الشعراء عند إصدار دواوينهم الشعرية نراهم يميلون إلى المزاوجة
بين الصورة الشعرية والصورة التشكيلية فنرى كثير من الدواوين الشعرية مزينة
بالرسوم التي قد يتعاقد الشاعر مع الفنان التشكيلي للتعبيرعن محتوى
الأفكار ومدلولات اللفظ التي عناها الشاعر بالصورة واللون والخط.
سؤالي لك ما هو رايك في المزاوجة بين هذين الوسيطين الفنيًّين ؟ وهل له دور
سالباً كان أو إيجابياً في خدمة الصورة الشعرية و إيصالها بشكل مختلف
للمتذوق؟ .
- أريد أن تدلى بشهادتك على شعر النثر؟
- وأنت تكتب الشعر، هل تعاود النظر فيه بعد ذلك أم تتركه كما كتبت؟
- هل بالفعل نعيش زمن القصة بعد أن ضاق زمن الشعر؟
-هل الغموض في العمل الإبداعي بشكل عام (و في الشعر - في شتى أشكاله- بشكل
خاص) يُعد ركنا ً من أركان الإبداع ؟ أو شرطا ً لنجاح العمل الإبداعي و
الاحتفاء به ؟
و هل المُبَاشَرة تقلل - بالضرورة - من قيمة العمل الإبداعي أو تخرج به من دائرة الإبداع , إن صح التعبير ؟
-للشعر أو هكذا خلصنا بمرحلة من المراحل في عالمنا العربي طبيعة مرجعية أو
فلندعي أنها{ أيدلوجية}، كيف ترى وضع الشعر العربي ««الحديث»» الذي يحاول
القطيعة مع مرجعياته الأيدلوجية سواء السياسية أو الاجتماعية؟ وهل تعتبر
هذا وعياً جمالياً بوظيفة الشعر أم أنه يأتي نتيجة للإحباط الذي يعانيه
الشاعر والفنان بشكل عام؟
- يقول م. ديفرن:«عندما لا تأسرك الميول إلى شيء ما، فهذا يعني أن لديك
ذوقاً» أعتقد أن لهذه العبارة ارتباط وثيق بمسألة التجريب خارج المقولات
الجمالية السابقة، الكشف عن لحظات شعرية لها حساسية مختلفة، هل ترى أن قضية
التمرد على الموروث الأدبي يمكن لها أن تعزز احتمالات جمالية لم تك شيئاً
من الماضي؟
- هل تعتبر ما بعد الحداثة موقفاً يتمحور ينطلق من محاسبة فلسفية للحداثة
على أساس انجازاتها أم هي مرحلة تأتي بعد إشباع الحداثة بهدم الهرميات
التقليدية ونفيها لذاتها؟
- الشعر التقليدي أو العمود الشعري لم يعد هاجساً يعتني به شعراؤنا اليوم،
وباستثناء القلائل لا نجد إصدارات مميزة تهتم بهذا النمط، ما هي الأسباب في
نظرك وهل لهذا علاقة بالقطيعة مع التراث العربي الشعري أم هذه مسألة
طبيعية وحتمية للشعر ليس علينا أن نقلق تجاهها؟
-هل تعتبر التجارب الشعرية الحديثة والمحلية خصوصاً، تجارب لها علاقة
بالتمرد الذي نحتاجه، التمرد الذي يقيم جدلاً مجزياً في مضمون حياتنا
الاجتماعية والفكرية أم أنها لا تعدو كونها محاولات لهدم الأنماط الشعرية
القائمة والمهيمنة منذ السياب وبلند الحيدري وصولاً لمرحلة مظفر النواب
ومحمود درويش وأدونيس؟
- هل أنت متفائل بشأن الشعر أم ترى أن القصة والرواية أصبحتا أكثر جدوى
وحضوراً من الشعر، والمتلقي اليوم صار أكثر اهتماماً إذ أن حتى الشعراء
أنفسهم اليوم باتوا لا يطالعون الشعر بقدر الرواية...؟
- الكتابة الأنثوية حالياً تمثل مبحثاً فلسفياً هاماً في الغرب، بينما
الكثيرون من النقاد العرب يعتبرونها تمركزاً ذاتياً لم يتحرر بعد، ولكن
هنالك في الواقع تجارب فنية أنثوية تهتم بتفاصيل الواقع وتحاول كسر أطواق
الثقافة الذكورية، ما هو موقفك تجاه هذه الرؤية؟ وما هي الأدوات اللازمة
لتأصيل هذا النوع من الكتابة إذا اقتنعنا بمسألة الهيمنة الفكرية
والاجتماعية..؟
- حالياً، هنالك هوة عميقة ليست محصورة فقط في العلاقة بين الشاعر والمتلقي
ولكنها باتت واضحة أيضا بين الشاعر والناقد.. ما مدى مسؤولية كل من الشاعر
والناقد في تعميق هذه الهوة؟
- هل لك أن تحدثنا عن مستقبل الشعر والرواية المحلية.. وهل ترى أننا فعلاً
مقبلون على مخاض حديث يطال المفاهيم الأصلية للشعر والرواية؟
..
لقاؤنا مازال في بداياته
و عودة لي بقصيدة أخرى
و أسئلة نناقشها فيها
لنترك للأعضاء التعرف على بعض من
أعمالك
مودتي لحضورك الألق
الغالية أشيا
القصيد الحديثة غنية بالمشاعر الإنسانية كما هي غنية بصورها (الجيد
المستملح منها وغير المستملح حيث يلهث كتابها وراء الصورة ويضعونها حيثما
اتفق فتكون مستساغة حيناً وممجوجة أحياناً ) لذلك فقد رفدت حركة الإبداع
الشعري بما لا يستهان به وصبغته بصبغة العصر إلا أن هذه ثورة الحداثة هذه
كانت فوضوية منبتة الجذور غير منضبطة ، فأحسنت في وجه وأساءت في أوجه ،
فكان أهلها كمن هدم قلعة حلب ـ مثلاً ليبني (فيلا) حديثة وكان الأحرى به أن
يرمم القلعة ويحسن فيها بحيث لا يطمس معالمها ولا يمحوا معالمها فيطوي
حقباً من الحضارة الإنسانية ، الأمر الذي فعله كثير من شعراء الأصالة ،
إلاّ أن صخب الحداثيين وأبواقهم طغى على أصوات هؤلاء في غمرة ثورة
الحداثة لكن صوت هذه الثورة خفت اليوم قليلاً وبدأ غبار المعركة ينجلي
لتظهر إخفاقات هؤلاء الثوار .
لذلك كان من الضروري أن يثوب شعراء أمتنا إلى أصولهم الفكرية والأدبية
والشعرية خاصة ونحن أمّة الشعر كما قال سيدنا عمر رضوان الله عليه: لا يدع
العرب الشعر حتى تدع الإبلُ الحداء ، ثم إنّ أمتنا قد بلغت القمة في
الفصاحة والبلاغة والبيان قبيل نزول القرآن الكريم لتكون أهلاً ليتحداها
الله في قرآنه بفصاحتها وبيانها فالعظيمُ لا يتحدى إلا عظيما ، وقد كان
الشعر الميدان الأول لفصاحة العرب فقد اشتد عوده واستوى قبل نزول القرآن
الكريم وكان بعد ذلك الرديف للقرآن الكريم في الحفاظ على المستوى الرفيع
لفصاحة الأمة وبيانها وبلاغتها ، وهذا هو سبب الهجمة الشرسة عليه من أعداء
هذه الأمة فقد تركزت معركتهم عليه لأنه غير محاط بهالة القداسة التي تحيط
بالقرآن الكريم .
أما اليوم وقد خمدت نار تلك الثورة وخبا أوارها فعلى الجيل الجديد أن يرجع
إلى جذوره الثقافية فيمتن علاقته بها ويوثق رباطه ، ثم يلتفت إلى ثقافات
العالم كلها ليعب منها ما استطاع فيصطبغ شعره بألوان الحضارة الحديثة ويكون
لشعره شخصيته المستقلة الجذابة ، فيكون كمن رمم وحسن وزين قلعته ـ في
مثالنا السابق ـ فحافظ على تراثه وأضاف عليه فأغناه بعد أن اغتنى به .
ثم إنى أرى من الضروري أن يلون الشاعر في أسلوب خطابه بين التلميح والتصريح
، أو المباشرة والرمز ، والتقنية العالية والبساطة لأنه إنما يخاطب
مستويات مختلفة من البشر ويستحسن أن يجد كل بغيته ، وهذا ما فعله بشار
عندما قال :
ربابة ربة البيت ...
وهذا ما أحاوله ، وفي القصيدة أحياناً ، لا سيما قصيدة المناسبة ، حيث يكون
الجمهور متعدد المشارب ، مختلف المستويات ، ويجب أن يرجع كل منهم بشيء ـ
ألا ترين إليك إذا أتاك ضيوف أنك تلونين أنواع الطعام ليتناول كل منهم ما
يناسبه ، وإذا كان بينهم طفل أو مريض ، قدمت لكل ما يناسبه ، وإلا فعلت كما
فعل الثعلب بالكركي والكركي بالثعلب يوم تبادلا الدعوة .
والصورة والرسوم ـ في رأيي ـ من هذه الزينة ، ولا بأس بالجمع بين الفنون
فقد كنا ـ عندما كنت رئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب بإدلب ، وكانت بيننا
وبين نقابة الكتاب الأتراك علاقات ثقافية ـ كنا نقيم مهرجانات تجمع بين
الشعر والموسيقا والغناء ومعارض الفن التشكيلي ، وقد اقترحت ذلك على مهرجان
المعري مع إضافة المسرح أيضاً ، فالفن واحد وإن تعددت مظاهره .
هذا وإن الشعر شعر والقصة قصة ولكل منهما رونقه وريقه وجاذبيته
ووظيفته ولا يغني لون عن لون ، ولئن أسهمت الشاشة اليوم في جعل الرواية ـ
التي هي قصة مطولة ـ أكثر رواجاً فلا بدّ للشعر أن يعود إلى الصدارة ، خاصة
عندما يعود إلى الأصالة المزينة بالمعاصرة كما سلف أن بينا .
واعذريني حبيبتي إذا أجملت وأوجزت وتخطيت أحياناً فأسئلتك تحتاج إلى كتاب ،
بل ربما كتب ، فهي تشي بغزارة ثقافتك وسعة اطلاعك ، وأشعر بأن علي أن لا
أدع القارئ يمل .[/size]