روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

  الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
 الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61 Jb12915568671



 الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61 Empty
مُساهمةموضوع: الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61    الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61 I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 28, 2012 4:56 am

 وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ 

(61)
واذكروا ، إذ قلتم لموسى ، على وجه التملل لنعم الله والاحتقار لها {لَن نَّصْبِرَ على طَعَامٍ وَاحِدٍ } ناصبٌ ومنصوبٌ ، والجملةُ في محلَّ نصبٍ بالقولِ ، وإنما قال { عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ } وهما اثنان لأن العرب تعبر عن الاثنين بلفظ الواحد كما يعبر عن الواحد بلفظ الاثنين ، كقوله تعالى ” يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ” الرحمن ـ 22 وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الماء المالح دون العذب وقيل: كانوا يأكلون أحدهما بالآخر فكانا كطعاماً واحداً ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : كانوا يعجنون المن بالسلوى فيصيران واحداً ، وقيل إن تكرار نزول المنّ والسلوى كلّ يومٍ جعلَ الطعامَ لوناً واحداً ، وقيل لأنَّ المرادَ بالواحدِ ما لا يَخْتَلِفُ ولا يتبدَّل ، فأُريد نفيُ التبدُّلِ والاختلافِ ، أو لأنهما ضَرْبٌ واحدُ لأنهما من طعامِ أهلِ التلذُّذِ والترف ، ونحن أهلُ زراعاتٍ ، لا نريد إلا ما أَلِفْنَاه من الأشياءِ المتفاوتةِ ، أو لأنهم كانوا يأكلونَ أحدَهما بالآخرِ أو لأنهما كانا يُؤْكلان في وقتٍ واحدٍ ، وقيل : كَنَوْا بذلك عن الغِنَى ، فكأنهم قالوا : لن نرضَى أن نكونَ كلُّنا مشتركين في شيءٍ واحدٍ فلا يَخْدُمَ بعضُنا بعضاً وكذلك كانوا ، وهم أوّلُ مَنِ اتَّخَذَ الخَدَمَ والعبيدَ .
والطعامُ : اسمٌ لكل ما يُطْعَم من مأكولٍ ومشروبٍ ، ومنه {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ }” لماء النهر ” البقرة : 249 وقد يختصُّ ببعضِ المأكولاتِ كاختصاصه بالبُرِّ والتمر ، وفي حديث الصدقة : ” أو صاعاً من طعامٍ أو صاعاً من شعير ” ، والطَّعْمُ بفتحِ الطاءِ المصدرُ أو ما يُشْتَهى من الطعام أو ما يُؤَدِّيه الذَّوْقُ ، تقول : طَعْمُه حُلْوٌ وطَعْمُه مُرٌّ ، و” طُعم ” بالضمِّ ، الشيءُ المَطْعُوم كالأُكْلِ والأَكْل ، قال أبو خراش :
أَرُدُّ شُجاعَ البطنِ لو تَعْلَمِيْنَه ………. وأُوْثِرُ غيري من عيالِك بالطَّعْمِ
وأَغْتَبِقُ الماءَ القُراحَ فأنتهي ……….. إذا الزادُ أمسى للمُزَلَّجِ ذا طَعْمِ
أراد بالأولِ المطعومُ وبالثاني ما يُشْتهى منه ، وقد يُعَبَّر به عن الإِعطاءِ ، قال عليه السلام : ” إذا اسْتَطْعَمَكم الإِمامُ فأطْعِموه ” أي : إذا استفتح فافتحُوا عليه ، وفلانٌ ما يَطْعَمُ النومَ إلا قائماً ، قال :
نَعاماً بوَجْرَةَ صُفْرَ الخُدو ……………… دِ ما تَطْعَمُ النَّومَ إلا صِياما
قوله تعالى : { فادع } بضم العينِ مِنْ دَعَا يدعُو هي اللغةُ الفصيحةُ ، ولغة بني عامر : فادْعِ بكسر العين ، لالتقاءِ الساكنين ، يُجْرُون المعتلَّ مُجْرى الصحيحِ ، ولا يُراعونَ المحذوفَ يعني أنَّ العينَ ساكنةٌ لأجل الأمرِ ، والدالُ قبلَها ساكنةٌ ، فكُسِرت العينُ . والدعاءُ هنا السؤالُ ، ويكونُ بمعنى التسمية كقول الشاعر :
دَعَتْني أخاها أمُّ عمروٍ . .
و{ لنا } اللام حرف جرٍّ للعلة ونا مجرور به والجارو المجرور متعلِّقان بـ ” ادعُ ” .
قوله { يُخْرِجْ } مجزومٌ واقع في جوابِ الأمر . وقوله{ مِمَّا تُنْبِتُ الأرض } مفعولُ ” يُخْرِجْ ” محذوفٌ عند سيبويهِ تقديرُه : مأكولاً أو شيئاً مِمَّا تُنبت الأرضُ ، والجارُّ يجوز أن يتعلَّقَ بالفعلِ قبلَه ، وتكونُ ” مِنْ ” لابتداءِ الغاية ، وأنْ يكونَ صفةً لذلك المفعولِ المحذوفِ ، فيتعلَّقَ بمضمرٍ أي : مأكولاً كائناً ممَّا تُنْبِتْهُ الأرضُ و ” مِنْ ” للتبعيضِ ، ومذهبُ الأخفش أنَّ ” مِنْ ” زائدةٌ في المفعول ، والتقديرُ: يُخْرِجْ ما تُنْبِتُه الأرضُ ، لأنه لا يَشْتَرِط في زيادتِها شيئاً .
و” ما ” يجوزُ أن تكونَ موصولةً اسميةً أو نكرةً موصوفةً والعَائدُ محذوفٌ ، أي: مِن الذي تُنْبِتُه أو من شيءٍ تُنبته .
وقوله { مِن بَقْلِهَا } يجوزُ فيه وجهان أحدُهما: أن يكونَ بَدلاً من “ما” بإعادةِ العامل و ” مِنْ ” معناها بيانُ الجنس ، والثاني : أن يكونَ في محلِّ نصبٍ على الحال من الضميرِ المحذوفِ العائدِ على “ما” أي: مما تُنْبته الأرضُ في حالِ كَوْنه مِنْ بقلها و” مِنْ ” أيضاً للبيان . والبَقْلُ كلُّ ما تُنْبِتهُ الأرضُ مِمَّا لا ساقَ له ، وجمعُه: بُقول . والقِثَّاء معروف ، الواحدُ : قِثَّاءة ، فهو من باب قَمْح وقمحة ، وفيها لغتان : المشهورةُ كَسْرُ القافِ ، وقُرئ بضمِّها ، والهمزةُ أصلٌ بنفسِها في قولهم : أَقْثَأَتِ الأرضُ أي : كَثُر قِثَّاؤها ووزنُها فِعَّال ، ويُقال في جَمْعها قَثَائي مثل عِلْباء وعَلاَبي .
قوله: { أَدْنى } فيه ثلاثةُ أقوال ، أحدُها وهو الظاهرُ ، أنَّ أصلَه: أَدْنَوُ من الدُّنُوِّ وهو القُرْب ، فَقُلِبتَ الواوُ ألفاً لتحرُّكِها وانفتاحِ ما قبلها ، ومعنى الدنوِّ في ذلك وجهان : أحدُهما : أنه أقربُ لقلةِ قيمته وخَساسته . والثاني : أنه أقربُ لكم لأنه في الدنيا بخلافِ الذي هو خيرٌ، فإنه بالصبرِ عليه يَحْصُلُ نفعُهُ في الآخرةِ ، والثاني: أنَّ أصلَه أَدْنَأُ مهموزاً من دَنَأَ يَدْنَأُ دَناءة ، وهو الشيء الخسيس ، إلا أنه خُفِّفَ همزهُ،
وقرئ ” أَدْنَأُ ” بالهمز . الثالث : أنَّ أصلَه أَدْوَنُ من الشيء الدُّوْن أي الرديء ، فَقُلِب بأَنْ أُخِّرتِ العينُ إلى موضعِ اللامِ فصارِ : أَدْنَوَ فأُعِلَّ ووزنُهُ أَفْلَع ، وقد تقدَّم معنى الاستبدالِ ، وأدْنَى خبرٌ عن ” هو ” والجملة صلةٌ وعائدٌ ، وكذلك ” هو خير ” أيضاً صلةٌ وعائد .
قوله : { مِصْراً } قرأه الجمهورُ منوناً ، وهو خَطُّ المصحف ، فقيل : إنهم أُمِروا بهبوطِ مصرٍ من الأمصار فلذلك صُرِف ، وقيل : أُمِرُوا بمصرَ بعينه وإنما صُرِف لخفَّته ، لسكونِ وسطِه كهنْد ودَعْد ، وأنشد :
لم تَتَلَفَّعْ فَضْلِ مِئْزَرِها ………………. دَعْدٌ ولم تُسْقَ دَعْدُ في العُلَبِ
فَجَمع بين الأمرين ، أو صَرَفه ذهاباً به إلى المكان ، وقرئ ” مصرَ ” وكذلك هي في بعضِ مصاحفِ عثمان ومصحفِ أُبَيّ ، كأنهم عَنَوْا مكاناً بعينه . وقال الزمخشري : إنه مُعَرَّبٌ من لسان العجم ، فإن أصله مِصْرائيم ، وعلى هذا إذا قيل بأنه عَلَمٌ لمكانٍ بعينه فلا ينبغي أن يُصْرف البتةَ لانضمامِ العُجْمِة إليه ، فهو نظيرُ ” حِمْص ” ولذلك أجمعَ الجمهورُ على منعِه من الصرف في قولِه:{ادخلوا مِصْرَ} يوسف :99.
والمِصْرُ في أصل اللغةِ : الحدُّ الفاصلُ بين الشيئين ، وحُكِي أنهم إذا كَتَبوا بَيْعَ دارٍ قالوا : اشترى فلانٌ الدارَ بمُصُورِها أي : حدودِها ، وأنشد :
وجاعِلُ الشمسِ مِصْراً لا خَفَاءَ بهِ ….. بين النهارِ وبينَ الليلِ قد فَصَلا
قوله: {مَّا سَأَلْتُمْ} ” ما ” في محلِّ نصبٍ اسماً لإِنَّ ، والخبرُ في الجارِّ قبله (لكم) ، و” ما ” بمعنى الذي والعائدُ محذوفٌ ، أي : الذي سألتموه .
وقُرئ ” سِلْتُم ” مثل بِعْتُم ، وهي مأخوذةٌ مِنْ سالَ بالألف ، قالَ حسان رضي الله عنه :
سَالَتْ هُذَيْلٌ رسولَ الله فاحِشَةً ….. ضَلَّتْ هُذَيْلٌ بما سَالَتْ ولم تُصِبِ
قولُه: { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة والمسكنة }ضُرِبت: مبنيٌّ للمفعولِ ” الذِّلَّةُ ” قائمٌ مَقَامَ الفاعلِ ، ومعنى ” ضُرِبَتْ ” أي : أُلْزِموها وقُضِيَ عليهم بها ، من ضَرْب القِباب ، قال الفرزدقُ لجرير :
ضَرَبَتْ عليك العنكبوتُ بِنَسْجِها ….. وَقَضى عليكَ به الكتابُ المُنَزَّلُ
والذِّلَّةُ : الصِّغارُ ، والذُّل بالضم ما كان عن قَهْر ، وبالكسر ما كانَ بعد شِماس من غير قهر. والمَسْكَنَةُ : مَفْعَلةٌ من السكون ، لأن المِسْكينَ قليلُ الحركةِ والنهوضِ ، لِما به من الفَقْر ، والمِسْكينُ مِفْعيل منه إلاّ أنَّ هذه الميمَ قد ثَبَتَتْ في اشتقاقِ هذهِ الكلمةِ ، قالوا : تَمَسْكَنَ يَتَمَسْكَنُ فهو مُتَمَسْكِنٌ ، وذلك كما تَثْبُتُ ميم تَمَنْدَلَ وتَمَدْرَعَ من النَّدْل والدَّرْع ، وذلك لا يَدُلُّ على أصالتها ، لأن الاشتقاق قَضَى عليها بالزيادَةِ .
قوله : { وباؤُوا } ألفُ ” باءَ بِكذا ” منقلبةٌ عن واو لقولهم :
“باء يَبُوء ” مثل : قال يقول ، قال عليه الصلاة والسلام : (( أبُوْءُ
بنعمتِك عليّ )) أي أُقِرُّ بِها وأُلْزِمُها نفسي ، قال الشاعر :
أَنْكَرْتُ باطِلَها وبُؤْتُ بحقِّها . . . . . . . . . . . . . . . .
والمصدرُ البَواء ، وباءَ : رَجَعَ أيضاً ، والبَواء : الرجوعُ بالقَوَدِ ، وهم في هذا الأمر بَواء أي : سَواء ، قال الشاعر :
ألا تَنْتَهي عنَّا مُلُوكٌ وتَتَّقي …………….. محارِمَنا لا يَبْوُؤُ الدمُ بالدَّمِ
أي : لا يرْجِعُ الدم بالدم في القَوَد ، وقوله ” وباؤُوا بغضبٍ ” أي حَلُّوا مَبْوَأً ومعه غضبٌ ، واستعمال ” باء ” تنبيهٌ على أنَّ مكانه الموافقَ يَلْزَمُه فيه غضبُ اللهِ فكيف بغيره من الأمكنَةِ ، وذلك نحو{فَبَشِّرْهم بعذاب} آل عمران : 21.
قوله:{بغضب} في موضعِ الحالِ من فاعِل ” باؤوا ” أي : رَجَعوا مغضوباً عليهم ، وليس مفعولاً به كمررتُ بزيدٍ . وهو من قولك : باء فلانٌ بفلان إذا كانَ حقيقاًَ بأنْ يُقْتَلَ به لمساواتِه له ومكافَأَته ، أي : صاروا أحِقَّاءَ بغضبِه ، وهذا التفسيرُ ينفي كونَ الباءِ لِلحال .
قوله: {مِن الله} الظاهرُ أنَّه في محلِّ جرٍّ صفةً لغضَب ، فيتعلَّقُ بمحذوفٍ أي : بغضبٍ كائنٍ من اللهِ . و”مِنْ ” لابتداءِ الغايةِ مجازاً .
قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ } “ذلك” مبتدأٌ أُشير به إلى ما تَقَدَّم من ضَرْب الذِّلَّة والمَسْكَنة والخلافةِ بالغضب ، و”بأنهم” جملة ” أنَّ ” خبر المبتدأ ” ذلك ” والباءُ: للسببية ، أي : ذلك مستحقٌّ بسببِ كفرِهم .
و{يكفرون} في محلِّ نصبٍ خبراً لكانَ ، وكانَ وما في حَيِّزها في
محلِّ رفعٍ خبراً لأنَّ ، وأنَّ وما في حَيِّزها في محلِّ جرٍّ بالباء . والباءُ وما
في حَيِّزها في محلِّ رفعٍ خبراً للمبتدأِ كما تقدَّم .
قوله : { بآيات الله } متعلِّقٌ بيكفرون ، والباءُ للتعدية .
قوله : { ويقتُلون } في محلِّ نصبٍ عطفاً على خبرِ كان ، وقرئ {تَقْتُلون } بالخطاب التفاتاً إلى الخطاب الأولِ بعد الغَيْبة ، و قرئ أيضاً { يُقَتِّلونَ } بالتشديدِ للتكثيرِ .
قوله : { الأنبياءَ } جمع نبيّ ، مفعولٌ به ، والقُرَّاء على تَرْك الهمز في النُّبُوَّة وما تَصَرَّف منها ، ونافعٌ على الهمزِ في الجميع إلا موضعين : في سورةِ الأحزابِ ” للنبيِّ إن أراد ” و” لا تَدْخُلوا بيوتَ النبيِّ إلاَّ..” .
فأمّا مَن هَمَز فإنه جَعَله مشتقّاً من النبأ وهو الخبر ، فالنبيُّ فعيل بمعنى فاعل ، أي: مُنَبِّئٌ عن الله برسالته ، ويجوزُ أن يكونَ بمعنى مَفْعول أي: إنه مُنَبَّأ مِن الله بأوامِره ونواهِيه ، واستدلُّوا على ذلك بجَمْعِهِ على نُبَآء ، كظريف وظُرَفاء ، قال العباس بن مرداس :
يا خاتَم النُّبَآء إنَّك مُرْسَلٌ ……….. بالخيرِ ، كلُّ هدى السبيلِ هُداكا
فظهورُ الهمزتين يَدُلُّ على كونِهِ من النبأ ، واستضعف بعضُ النحويين هذه القراءةَ لأن الغالبَ التخفيفُ والجمهورُ الأعظمُ من القُرَّاء والعوام على إسقاط الهمز من النبيّ والأنبياء ، وكذلك أكثرُ العرب ، فإنهم يُبْدِلون الهمزَ في أربعةِ أحرف : النبي والبريَّة والخابية والذريّة وأصلهنَّ الهمزُ . ولكن ينبغي أن لا تُرَدَّ قراءة هذا الإِمامِ الكبير . لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمَّا أَنْشده العباس: يا خاتم النُّبآء لم يُنْكِر عليه .
وأمَّا مَنْ لم يَهْمِزْ فإنَّه يَحْتمل وجهين ، أحدُهما : أنَّه من المهموزِ ولكِنْ خُفِّفَ ، وهذا أَوْلى ليوافِقَ القراءتين ولظهورِ الهمزِ في قولِهم : تَنَبَّأ مُسَيلَمَةُ ، وقولِه : يا خاتَم النُّبآء . والثاني : أنه أصلٌ آخرُ بنفسِه مشتقٌ من نَبا ينبو إذا ظَهَرَ وارتفع ، ولا شكّ أنّ رتبة النبيِّ مرتفعةٌ ومنزلتَه ظاهرةٌ بخلاف غيره من الخَلْق ، والأصلُ : نَبِيْوٌ وأَنْبِواء ، فاجتمع الياءُ والواوُ وسَبَقَتْ إحداهُما بالسكون ، فَقُلبت الواوُ ياءً وأُدْغِم ، كميِّت في مَيْوِت ، وانكسر ما قبلَ الواوِ في الجمعِ فقُلبت ياءً، فصار أنبِياء . والواوُ في النبوَّة بدلٌ من الهمزِ على الأولِ وأصلٌ بنفسِها على الثاني ، فهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِل أي : ظاهرٌ مرتفعٌ ، أو بمعنى مفعول أي : رَفَعه الله على خَلْقه ، أو يكونُ مأخوذاً من النبيّ الذي هو الطريق ، وذلك أن النبيَّ طريقُ اللهِ إلى خَلْقِه ، به يتوصَّلُون إلى معرفةِ خالِقِهم ، وقال الشاعر :
لمَّا وَرَدْنَ نُبَيَّاً واسْتَتَبَّ بِنا ……… مُسْحَنْفِرٌ كخُطوطِ النَّسْجِ مُنْسَحِلُ
أي : طريقاً ، وقال :
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى ………………. مكانَ النَّبِيِّ من الكاثِبِ
الرَّتْمُ بالتاء المثنَّاة والمثلثةِ جميعاً : الكَسْر ، والكاثبُ بالمثلثة اسمُ جبلٍ ، وقالوا في تحقير نُبُوَّة مُسَيْلَمَةَ : نُبَيِّئَة . وقالوا : جمعُه على أَنْبياء قياس مطَّرد في فَعيل المعتلِّ نحو : وَلِيَّ وأَوْلياء وصَفِيّ وأَصْفِياء .
قوله{ بِغَيْرِ الحق } في محلِّ نَصْبٍ على الحال من فاعلِ ” يَقْتُلون ” تقديرُه : يقتُلونهم مُبْطِلين ، ويجوز أَنْ يكونَ نعتاً لمصدرٍ محذوفٍ تقديره: قَتْلاً كائناً بغيرِ الحق ، فيتعلَّقَ بمحذوفٍ . وقتلُ الأنبياءِ لا يكون إلا بغير الحقِّ ، فما فائدةُ ذِكْرِه؟ والجوابَ بأنَّ معناه أنهم قَتَلوهم بغيرِ الحق عندَهم لأنهم لم يَقْتُلُوا ولا أَفْسَدوا في الأرض حتى يُقْتَلوا ، فلو سُئِلوا وأَنْصَفُوا مِنْ أنفسِهم لم يَذْكُروا وجهاً يَسْتَحِقُّونَ به القتلَ عندهم .
وقيل: إنما خَرَجَ وصفُهم بذلك مَخْرَجَ الصفةِ لقَتْلِهم بأنه ظلمٌ في حقهم لاحقٌ ، وهو أبلغُ في الشَّناعة والتعظيم لذنوبهم .
قوله: { ذلك بِمَا عَصَواْ } مثلُ ما تقدَّم . وفي تكريرِ اسم الإِشارة قولان ، أحدهما : أنه مُشارٌ به إلى ما أَشِير بالأول إليه على سبيل التأكيد . والثاني أَنْ يشَار به إلى الكفرِ وقَتْلِ الأنبياء ، على معنى أنَّ ذلك بسببِ عِصْيانهم واعتدائِهم لأنَّهم انهمكوا فيهما . و” ما ” مصدريةٌ والباءُ للسببيَّة ، أي بسبب عِصْيانهم ، ولا محلَّ لجملة “عَصَوا” لوقوعِها صلةً ، وأصلُ عَصَوْا عَصَيُوا ، تحرَّكت الياءُ وانفتح ما قبلَها ، فقُلبت ألفاً، فالتقى ساكنان هي والواوُ، فحُذِفَت لكونها أوَّلَ الساكنين وبَقيَتِ الفتحةُ تَدُلُّ عليها فوزنه فَعَوْا .
{ وكانوا يعتدُون } في محلِّ نصبٍ خبراً لـ ” كان ” ، وكانَ وما بعدها عطفٌ على صلةِ ” ما ” المصدرية .
وأصلُ العِصيان : الشِّدَّةُ ، اعتصَتِ النَّواةُ ، اشتدَّت ، والاعتداءُ من عدا يعدُو ، فهو افتعالٌ منه ، ولم يَذْكُرْ متعلَّقَ العِصيان والاعتداءِ لِيَعُمَّ كلَّ ما يُعْصَى ويُعتدى فيه .
وأصلُ ” يَعْتَدُون ” يَعْتَدِيُونَ ، ففُعِل به ما فُعِل بـ { يتَّقون } من
الحَذْفِ والإِعلال وقد تقدَّم ، فوزنُه يَفْتَعُون ،راجع البقرة : 21.
والواوُ من ” عَصَوْا ” واجبةُ الإِدغام في الواوِ بعدَها لانفتاحِ ما قبلَها ، فليسَ فيها مَدٌّ يمنعُ مِن الإِدغامِ ، ومثلُه{فَقَدِ اهتدوا وَّإِن تَوَلَّوْاْ} آل عمران:20. وهذا بخلافِ ما إذا انضمَّ ما قبل الواوِ ، فإنَّ المدَّ يقومُ مَقامَ الحاجز بين المِثْلَيْن فيجبُ الإِظهارُ ، نحو{ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ } البقرة : 25 .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 61
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 50
» الدر النظيم .... سورة البقرة الآية :( 41)
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية:58
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 73
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 87

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: