الموسوعة القرآنية فيض العليم ... سورة إبراهيم، الآية: 36
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(36)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} الضميرُ في "إنَّهُنَّ" للأصنامِ، وأَنَّثَها لأنَّها لا تَعْقِلُ، فقد روى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُحَمَّدِ ابْنِ أَبي حاتِمٍ التَمِيمِيِّ الحَنْظَلِيِّ الرازيِّ في تَفْسِيرِهِ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ" قَالَ: الأَصْنَام. وقولُهُ: "أَضْلَلْنَ" هو مِنَ المَجَازِ لِأَنَّ الأصنامَ جَمَادَاتٌ لا فعلَ لها فلا تُضِلُّ ولا تَهْدي، وَلَا تَفْعَلُ شَيْئًا الْبَتَّةَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمَّا حَصَلَ الْإِضْلَالُ عِنْدَ عِبَادَتِهَا، أُضِيفَ إِلَيْهَا، كَمَا نَقُولُ: فَتَنَتْهُمُ الدُّنْيَا، وَغَرَّتْهُمْ، أَيِ افْتُتِنُوا بِهَا، وَاغْتَرُّوا بِسَبَبِهَا. كذلك فإنَّ القائمينَ عَلَيْها يَدَّعْونَ أَنَّ لِتِلْكَ الأَصْنامِ أُلُوهِيَّةً؛ وهُمُ الذينَ يُضِلِونَ الناسَ بما يَدَّعونَ، وما إليها ينسِبونَ، وَقَدْ تُنْسَبُ الأَشْياءُ إِلَى الأَسْبَابِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ لها فيها صنعٌ، وذلك نحوَ قولِهِ تعالى في سُورَةَ التوبةِ: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} الآيتان: 124 و 125، فالسُّورَة لا تَزَيدُ رِجْسًا، لكنْ نُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْها لأنَّها هيَ سَبَبُ تلك الزيادَةِ، لازديادِ كُفْرِهم بِها وتَكذيبِهم لها عِنْدَ نُزُولِها.
قوْلُهُ: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} يَعْنِي مَنْ تَبِعَنِي فِي مُعْتَقَدِي ودِينِي فَإِنَّهُ مِنِّي، أَيْ هو مُوافقي في الدِّينِ، وهو مَعي في أَمْرِهِ، وجَارٍ مَجْرَى بَعْضِي لِفَرْطِ اخْتِصَاصِهِ بِي، وَقُرْبِهِ مِنِّي وكونِهِ مِنْ ملَّتي، ومِلَّةُ إِبْراهيمَ ـ عليهِ السلامُ، هِيَ التَوْحِيدُ، كمَا قالَ تَعَالى في سُورَةِ الأنعام: {دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الآية: 161، وهَؤُلاءِ يَتَشَرَّفونَ بِنِسْبَتِهمْ إِلَيْهِ وهوَ بَاني الحَرَمِ الشَّريفِ المُقَدَّسِ، وفيهِ بَيَانٌ أَنَّهُ بَريءٌ مِنْهُمْ مَا دَامُوا يَعْبُدونَ الأَوْثانَ. وَقَوْلُ سَيِّدِنا محمَّدٍ ـ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا)). أَيْ: مَنْ غَشَّ فلَيْسَ بِمَوافقٍ لَنَا، ولَيْسَ مَعَنا، ولَيْسَ مِنْ مِلَّتِنا.
قولُهُ: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَالَ السُّدِّيُّ ـ رضيَ اللهُ عنهُ: مَعْنَاهُ وَمَنْ عَصَانِي ثُمَّ تَابَ، وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: وَمَنْ عَصَانِي فِيمَا دُونَ الشِّرْكِ. التفسير البسيط للواحِدِيِّ: (3/33). وتفسير البغوي، ط. إِحياءِ التراث: (3/42). والْمَعْنَى: وَمَنْ عَصَانِي أُفَوِّضُ أَمْرَهُ إِلَى رَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ. وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ الدُّعَاءُ بِالْمَغْفِرَةِ لِمَنْ عَصَى. وَهَذَا مِنْ غَلَبَةِ الْحِلْمِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَشْيَتِهِ مِنَ اسْتِئْصَالِ عُصَاةِ ذُرِّيَّتِهِ. والمُرادُ: وَمَنْ عَصَانِي فِي غَيْرِ الدِّينِ فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، فَالمُرَادُ مِنَ الْعِصْيَانِ هنا هُوَ مَا دُونَ الشِّرْكِ. لأَنَّهُ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، بَيَّنَ فِي مُقَدِّمَةِ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ مُبَرَّأٌ عَنِ الْكُفَّارِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: "وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ" وَأَيْضًا قَوْلُهُ: "فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" يَدُلُّ بِمَفْهُومِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى دِينِهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ وَلَا يَهْتَمُّ بِإِصْلَاحِ مُهِمَّاتِهِ. وَالْأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ عَلَى أَنَّ الشَّفَاعَةَ فِي إِسْقَاطِ عِقَابِ الْكُفْرِ غَيْرُ جَائِزَةٍ، فثَبَتَ أَنَّ قَوْلَهُ: "وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" شَفَاعَةٌ فِي الْعُصَاةِ الَّذِينَ لَا يَكُونُونَ مِنَ الْكُفَّارِ. ويُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا قَبْلَ أَن يُعْلِمَهُ اللهُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، بقولِهِ تَعَالى مِنْ سورةِ النساءِ: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} الآية: 48. كما قالَ بعدَ ذلكَ في الآية: 116، مِنْ السُورةِ ذاتِها: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}. وهكذا هو الأدَبُ النبويُّ والرحمةُ التي أَوْدَعَها الرَّحْمَنُ في قُلوبِ أَنبيائهِ ـ عَلَيْهِمُ السَّلامُ. على خلقِهِ. وإِنَّما الذي يُفْهَمُ مِنْ مَضْمُونِ هذه العِبَارَةِ السَّامِيَةِ أَنَّهُ يَرْجُو الرَّحْمَةَ لِمَنْ عَصَاهُ ابْتِداءً، أَلَّا يَسْتَمِرَّ عَلَى عِصْيانِهِ فَهُوَ يَرْجُو لَهُ التَوْبَةَ، ولا يَبْقَى عَلَى الشِّرْكِ حَتَّى يَكُونَ العَذَابُ الأَليمُ حظَّهُ في الآخرةِ. ورَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُحَمَّدِ ابْنِ أَبي حاتِمٍ التَمِيمِيِّ الحَنْظَلِيِّ الرازيِّ في تَفسيرِهِ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" قَالَ: اسْمعوا إِلَى قولِ خَليلِ اللهِ إِبْراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لا وَاللهِ مَا كانُوا لَعَّانِيْنَ ولا طَعَّانينَ، قَالَ: وكانَ يُقَالُ: إِنَّ مِنْ أَشْرارِ عِبَادِ اللهِ كُلُّ لَعَّانٍ. قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ابْنُ مَريمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، {إِنَّ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أنت العزيز الحكيم} الآية: 118، مِنْ سورةِ المائدة. وأخرجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ. وَأَخْرَجَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ، عَنْ أَبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي دَعَوْتُ للْعَرَبِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَنْ لَقِيَكَ مِنْهُمْ مُؤْمِنًا مُوقِنًا بِكَ، مُصَدِّقًا بِلِقائكَ، فَاغْفِرْ لَهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، وَهِيَ دَعْوَةُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، وَلِواءُ الْحَمْدِ بِيَديِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَى لِوَائِي يَوْمَئِذٍ الْعَرَبُ)). أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ: الطَبَرَانِيُّ كَمَا في مَجْمَعِ الزَّوائدِ: (10/52)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ: (2/231، رقم: 1613). والبَزَّارُ: (8/49، رقم: 3036). وقالَ ابْنُ حجرٍ الهَيْثَمِيُّ: (10/52): رَوَاهُ الطَبَرانِيُّ، والبَزَّارُ، ورِجالُهُمَا ثِقاتٌ.
قولُهُ تَعَالَى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} رَبِّ: مُنَادَى مُضَافٌ مُنَادَى أَصْلُهُ (رَبِّي)، حُذِفَتْ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ تَخْفِيفًا، مَنْصوبٌ وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ المُقَدَّرَةُ عَلَى مَا قَبْلِ الياءِ المَحْذوفَةِ للتَّخْفيفِ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْمُنَادَى الْمُضَافِ إِلَى الْيَاءِ، وياءُ المُتَكَلِّمِ، أَوِ النِسْبَةِ المَحْذوفَةِ ضَميرٌ مَجرورٌ بالإضافَةِ إليه، وجُمْلَةُ النِّداءِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بِـ "قَالَ". و "إِنَّهُنَّ" إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ ناسِخٌ مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، و "هنَّ" ضميرٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ النَّصْبِ اسْمُهُ. و "أَضْلَلْنَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بنونِ النِّسْوَةِ، ونونُ النِّسْوةِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ الرفعِ فاعلُهُ، و "كَثِيرًا" مَفْعولُهُ منصوبٌ بِهِ، و "مِنَ" حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بِصِفَةٍ لِـ "كَثِيرًا"، و "النَّاسِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وجملةُ "أَضْلَلْنَ" هذِهِ في محلِّ رفعِ خبرِّ "إنَّ"، وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقولُ "قَالَ" عَلى كَوْنِها جَوابَ النِّداءِ. والضميرُ في "إنَّهُنَّ" وفي "أَضْلَلْنَ" عائدٌ عَلَى الأَصْنَامِ لأَنَّها جَمْعُ تَكْسِيرٍ غَيْرُ عَاقِلٍ.
قوْلُهُ: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} الفاءُ: للعطْفِ والتَفْصيلِ. و "مَنْ" اسْمُ شَرْطٍ جازمٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، خَبَرُهُ جُمْلَةُ الشَّرْطِ، أَوِ الجَوابِ، أَوْ هُمَا معًا. و "تَبِعَنِي" فعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعُودُ عَلَى "مَنْ". وياءُ المُتَكَلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ، والنُونُ للوِقايَةِ والجُمْلَةُ في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" عَلى كونِها فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا. و "فَإِنَّهُ" الفاءُ: رابطةٌ لِجَوَابِ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ وُجُوبًا. و "إِنَّهُ" إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ ناسِخٌ مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، والهاءُ: ضَميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ اسمُهُ. و "مِنِّي" مِنْ: حرْفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بخبرِ "إنَّ" والنونُ الثانيةُ للوِقايةِ، و ياءُ المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ، وجُمْلَةُ "إنَّ" فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" الشَرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِها جَوابًا لَهَا، وجُمْلَةُ "مَنْ" الشَرْطِيِّةِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ "قَالَ".
قولُهُ: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الواوُ: عاطفةٌ. و " مَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ" مثلُ "فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ". و "غَفُورٌ" خَبَرٌ أَوَّلُ لـ "مَنْ" مرفوعٌ، و "رَحِيمٌ" خَبَرُهُ الثاني، أَوْ صِفَةٌ لِـ "غَفُورٌ" مرفوعةٌ مثله، وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" الشَرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِها جَوابًا لَهَا، والرَّابِطُ مَحْذوفٌ والتقديرُ: رَحيمٌ بِهِ أو لَهُ، وجُمْلَةُ "مَنْ" الشَرْطِيَّةِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ "مَنْ" الأُولى.