روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 280 (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:  280 (2) Jb12915568671



فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:  280 (2) Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 280 (2)   فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:  280 (2) I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 1:21 pm

قَوْلُهُ: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أَيْ: إِبْراءُ ذمَّتِهِ ومسامَحتُه أَفْضَلُ مِنَ إِنْظارِهِ، فقد نَدَبَ اللهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ إِلَى الصَّدَقَةِ عَلَى الْمُعْسِرِ وَجَعَلَ ذَلِكَ خَيْرًا مِنْ إِنْظَارِهِ. رَوَى الطَّحَاوِيُّ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْخَصِيبِ قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ)) ثُمَّ قُلْتُ: بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: ((بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ مَا لَمْ يَحِلَّ الدَّيْنُ فَإِذَا أَنْظَرَهُ بَعْدَ الْحِلِّ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ)). وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِرًا فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ: (نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ فَتَوَارَى عَنْهُ ثُمَّ وَجَدَهُ فَقَالَ: إنِّي مُعْسِرٌ. فَقَالَ: آللهِ؟ قَالَ: آللهِ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كَرْبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ))، وَفِي حديثِ أَبي اليُسْرِ الطَويلِ ـ واسْمُهُ كَعْبُ بِنُ عَمْرٍو أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ: ((مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ)). فَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مِنَ التَّرْغِيبِ مَا هُوَ مَنْصُوصٌ فِيهَا. وَحَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ رَبَّ الدَّيْنِ إِذَا عَلِمَ عُسْرَةَ غَرِيمِهِ أَوْ ظَنَّهَا حَرُمَتْ عَلَيْهِ مُطَالَبَتُهُ، وَإِنْ لَمْ تَثْبُتْ عُسْرَتُهُ عِنْدَ الْحَاكِمِ. وَإِنْظَارُ الْمُعْسِرِ تَأْخِيرُهُ إِلَى أَنْ يُوسِرَ. وَالْوَضْعُ عَنْهُ إِسْقَاطُ الدَّيْنِ عَنْ ذِمَّتِهِ. وَقَدْ جَمَعَ الْمَعْنَيَيْنِ أَبُو الْيَسَرِ لِغَرِيمِهِ حَيْثُ مَحَا عَنْهُ الصَّحِيفَةَ وَقَالَ لَهُ: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِ وَإِلَّا فَأَنْتَ فِي حِلٍّ. قال رسولُ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((ثلاثٌ مَنْ جاءَ بهِنَّ يومَ القيامةِ مَعَ إيمانٍ دَخَلَ مِن أي أبوابِ الجنَّةِ شاء، وزُوِّجَ مِنْ حُورِ العِينِ كَمْ شاءَ، ومَنْ عَفَا عَنْ قاتِلٍ، وَقرَأَ دُبْرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ {قُلْ هو اللهُ أَحَدٌ} عَشْرَ مرّاتٍ، ومَنْ أَدانَ دَيْنًا لِمَنْ يَطلُبُ مِنْهُ. فقالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ـ رضي اللهُ عنه، أَوْ إِحْداهُنَّ: يا رَسُولَ اللهِ؟ قال: ((أَوْ إِحْداهُنَّ)). والاسْتِدانَةُ إِنَّما تَكونُ في أَحْوالٍ ثلاثٍ: في ضَعْفِ قوَّتِه في سَبيلِ اللهِ، وفي تَكْفينِ فَقيرٍ مَاتَ عَنْ قِلَّةٍ وفَقْرٍ، وفي نِكاحٍ يَطلُبُ بِه العِفَّةَ عَنْ فِتْنَةِ العُذوبَةِ فيَسْتَدينُ مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ، فاللهُ تَعَالى يَفْتَحُ أَبوابَ أَسْبابِ القَضاءِ. قالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ((مَنِ ادَّانَ دَيْنًا وهوَ يَنْوِي قَضاءَهُ وُكِّلَ بِهِ مَلائكةٌ يَحْفَظونَهُ ويَدْعُونَ لَهُ حَتَّى يَقْضيهِ)). وكان جماعَةٌ مِنَ السَّلَفِ يَسْتَقْرِضونَ مِنْ غيْرِ حاجَةٍ لِهَذا الخَبَرِ، فقد كانَ عبدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرَ يَقولُ لِخَازِنِهِ: اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ فإنّي أَكْرَهُ أَنْ أَبيتَ لَيْلَةً إلَّا واللهُ مَعِي بعدمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. فتحُ المَنّانِ شرح وتحقيق كتابِ الدارِمي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمن: (9/339). وعَنْ عمرانِ ابْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ السيِّدَةِ مَيْمُونَةَ رضي اللهُ عنها، قَالَ: كَانَتْ تَدَّانُ دَيْنًا فَقَالَ لَهَا بَعْضُ أَهْلِهَا لَا تَفْعَلِي وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، قَالَتْ بَلَى إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيِّي وَخَلِيلِي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدَّانُ دَيْنًا يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَّا أَدَّاهُ اللهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا)). حاشيةُ السِّنْدِيِّ عَلَى سُنَنِ ابْنِ ماجَه: (2/75).
ومهْمَا قَدِرَ عَلى قضَاءِ الدَّيْنِ فَلْيُبادِرْ إِلَيْهِ ولَوْ قَبْلَ وقْتِهِ. وعَنِ النَبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، عِنْ جِبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: (الشَّهادةُ تُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إلَّا الدَّيْنَ يا مُحمَّدُ. قالها ثلاثًا). وفي رواية زيادة: (والغرق يكفر ذلك كله). وذكره الشيرازي في الأَلْقابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رضي اللهُ عنهما، وَأَخْرَجَهُ أَيضًا: ابْنُ أَبى عاصِمٍ في الجهادِ: (2/655، برقم: 279). وأَوْرَدَهُ الحافظُ في تهذيب التهذيب: (6/324). جامِعُ الأَحاديث للإمام السيوطي: (13/444)
 
قولُهُ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} جوابُهُ مَحذوفٌ، أَيْ: إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّه خَيْرٌ لَكُمْ عَمِلْتُمْ بِهِ. لأَنَّ غَمْرَةَ الأَلَمِ لَفَقْدِ الدَّيْنِ قَدْ تُنْسيهم ما يَنْبغي عليهم عملُهُ في مثلِ هَذِهِ الحَالِ، فَنَبَّهَهم إِلَى مَا يَنْبَغِي لِيَكونُوا في حالِ وَعِيٍ نَفْسِيٍّ دائم، ولا يُنْسيهِمُ المالَ الحالُ والآلُ.


قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} الواو: استئنافيَّةٌ أو عاطفةٌ، وَ "إِنْ" شَرْطِيَّةٌ جازِمَةٌ. و "كَانَ" الأَظْهَرُ أَنَّها فِعْلٌ مَاضٍ تَامٌّ بمَعْنَى "حَدَثَ" و "وُجِدَ" أي: وإنْ حَدَثَ أَوْ وُجِدَ ذُو عُسْرَةٍ فتَكْتَفي بِفَاعِلِها كَسَائِرِ الأَفْعالِ، وأَكْثَرُ مَا تَكونُ كَذلِكَ إذا كانَ مَرْفُوعُها نَكِرَةً نحو: "قد كان مِنْ أمَرٍ"، وهو مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "إنْ" على أنَّهُ فعلُ شَرطٍ لها، ويجوزُ أن يكونَ ناقصًا وخبرُهُ مَحذوفٌ والتقديرُ: وإنْ كان ذو عُسْرَةٍ لكم علَيْهِ حَقٌّ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ. وهذا مَذْهَبُ بَعْضِ الكُوفيِّينَ في الآيةِ، وقَدَّرَ الخَبَرَ: وإنْ كان مِنْ غُرمائِكُمْ ذُو عُسْرَةٍ. وقَدَّرَهُ بعضُهم: وإنْ كان ذُو عُسْرَةٍ غَريمًا. وَحَذْفُ خبرِ "كان" لا يُجيزُه البَصْرِيُّونَ لا اخْتِصارًا ولا اقْتِصارًا، لَعِلَّةٍ ذَكروها في النَّحْوِ. وتَقَوَّى الكوفيُّونَ بِقِراءَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وعُثْمَانَ بْنِ عفَّان ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم جَميعًا: {وإنْ كانَ ذا عُسْرةٍ} أَي: وإنْ كانَ الغَريمُ ذا عُسْرةٍ. و "ذُو" فاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ وعَلامَةُ رَفعِهِ الواوُ لأنَّهُ من الأسماءِ الخمسةِ، وهو مضافٌ، و "عُسْرَةٍ" مُضافٌ إِلَيْهِ مجرورٌ. و "فَنَظِرَةٌ" الفاءُ رابِطَةٌ لِجَوابِ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ وُجُوبًا. و "نَظِرَةٌ" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذوفٍ تَقْديرُهُ: فالواجِبُ نَظِرَةٌ لَهُ، أَوْ هو مُبْتَدَأٌ وخَبَرُهُ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: فَنَظِرَةٌ عَلَيْكُمْ، والجُمْلَةُ الإسْمِيَّةُ في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ عَلَى أنّها جَوابَ شرطٍ لها، و "إلى ميسٍرةٍ" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بالخبرِ عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أَيْ: إِلى وَقْتِ مَيْسَرَةٍ، وجُمْلَةُ "إنْ" الشَرْطِيَّةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعراب.
قولُهُ: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} الواوُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ، و "أَنْ" حَرفُ نَصْبٍ مَصْدَرٍ. و "تَصَدَّقُوا" فِعْلٌ مضارعٌ منصوبٌ، ب "أَنْ" المَصْدَرِيَّةِ وعلامَةُ نَصْبِهِ حذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلِهِ، والألفُ فارِقةٌ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ مَعَ "أنْ" المَصْدَرِيَّةِ في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَرْفوعٍ عَلَى الابْتِداءِ. و "خَيْرٌ" خَبَرٌ لِذَلِكَ المَصْدَرِ والتَقْديرُ: والتَصَدُّقُ خَيْرٌ لكم. و "لَكُمْ" جارٌّ ومَجْرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفِ صِفَةٍ لِـ "خَيْرٌ".
قولُهُ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} إِنْ: شَرْطِيَّةٌ جازمةٌ، و "كُنْتُمْ" فِعْلٌ ماضٍ ناقِصٌّ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضمير رفعٍ متحرِّكٍ هو تاءُ الفاعلِ، في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "أنْ" عَلى أَنَّهُ جَوابًا لَهَا. وتاءُ الفاعلِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ رفعِ اسْمِهِ، والميمُ للتذكير. و "تَعْلَمُونَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ منَ الناصبِ والجازمِ وعلامةُ رفعِهِ ثباتُ النونِ من آخِرِهِ لأنَّهُ منَ الأفعالِ الخمسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرُ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ، وهذه الجملة ُالفعليَّةُ في محلِّ نصبٍ خَبَرًا ل "كانَ"، وجوابُ "إِنْ" معلومٌ ممّا قَبْلَها تَقْديرُهُ: فافْعَلوهُ. قال الشيخ أبو حيَّان: وَحَذْفُ خبرِ "كان" لا يُجيزُهُ أَصحابُنا لا اخْتِصارًا ولا اقْتِصارًا، لِعِلةٍ ذَكروها في النَّحْوِ. فإنْ قيلَ: أَليسَ أَنَّ البَصْريِّينَ لَمَّا اسْتَدَلَّ عَلَيْهِمُ الكُوفِيُّونَ في أَنْ "ليسَ" تَكونُ عاطفةً كما في قولِ لبيدٍ:
وإذَا جُوزيتَ قَرْضًا فاجْزِهِ .............. إنَّما يَجْزِي الفَتَى لَيْسَ الجَمَلْ
فتأَوَّلوها عَلَى حَذْفِ الخَبَرِ. وأَنْشَدُوا شاهدًا على آخَرَ على حَذْفِ الخَبَرِ وهو قولُ التَّيْمِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبٍ يَرْثي مَنْصُورَ بْنَ زِيادٍ أَحَدَ وُجُوهِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ:
لَهفِي عَليْكَ للَهْفةٍ مِنْ خَائفٍ ............ يبغي جِوارَك حين ليسَ مُجِيرُ
أَيْ: حِينَ لَيْسَ في الدُّنْيا مُجيرٌ. وإذا ثبَتَ هذا ثَبَتَ في سائِرِ البابِ. فالجوابُ أَنَّ هَذا مُخْتَصٌّ بِ "ليس"، لأنَّها تُشْبِهُ لا النَّافيَةَ، و "لا" يَجوزُ حذْفُ خَبَرِهَا، فكَذا ما أَشْبَهَهَا، والعِلَّةُ التي أَشارَ إِلَيْها الشَّيْخُ هيَ أَنَّ الخَبَرَ تأَكَّدَ طَلَبُهُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُما: كونُهُ خَبَرًا عَنْ مُخْبَرٍ عَنْهُ، والثاني: كونُهُ مَعْمولًا للفِعْلِ قَبْلَهُ، فلَمَّا تَأَكَّدَتْ مَطْلُوبِيَّتُهُ امْتَنَعَ حَذْفُهُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 280 (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، الآية: 209
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية:224
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، الآية: 238
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 10
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة البقرة ، :الآية: 28

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: