فيض العليم .... سورة يوسف، الآية: 13
قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13)
قولُهُ ـ تعالى شأنُهُ: {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} يُخْبِرُ ـ تعالى، عَنْ نَبِيِّهِ يَعْقُوبَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ فِي جَوَابِ مَا سَأَلُوا مِنْ إِرْسَالِ يُوسُفَ مَعَهُمْ إِلَى الرَّعْيِ فِي الصَّحْرَاءِ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ أَيْ يَشُقُّ عَلَيَّ مُفَارَقَتُهُ مُدَّةَ ذَهَابِكُمْ بِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، وَذَلِكَ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُ لِمَا يَتَوَسَّمُ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ الْعَظِيمِ وَشَمَائِلِ النُّبُوَّةِ وَالْكَمَالِ فِي الْخُلُقِ وَالْخَلْقِ صَلَوَاتُ اللهِ عليهِ وَسَلَامُهُ. والْحُزْنُ أَلَمُ النَّفْسِ مِنْ فَقْدِ مَحْبُوبٍ أَوْ وُقُوعِ مَكْرُوهٍ، وَفِعْلُهُ مِنْ بَابِ قَفَلَ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ، وَتُعَدِّيهِ تَمِيمٌ بِالْهَمْزَةِ. أَيْ: إِنَّهُ لَيَشُقُّ عَلَيَّ مُفَارَقَةُ يُوسُفَ مُدَّةَ ذَهَابِكمْ بِهِ لِلرَّعْيِ، ذلك لِفَرْطِ تَعَلُّقِهِ بِهِ.
قولُهُ: {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ} وأَخْشَى أَنْ تَنْشَغِلُوا عَنْهُ فَيَأَتِيَهُ ذِئْبٌ فَيَأْكُلَهُ، وَأنتم لاَ تَشْعُرُونَ به. لأنَّ يُوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كانَ حِينَئِذٍ غُلَامًا صغيرًا، ورُبِّيَ فِي دَعَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ مُرِّنَ بِمُقَاوَمَةِ الوُحُوشِ، وكَانَ رَأَىَ فِي مَنَامِهِ كأَنَّ ذِئْبًا شَدَّ عَلَى يُوسُفَ، فَكَانَ يَخَافُ عليه مِنْ ذَلِكَ، فَمِنْ ثَمَّ قالَ: "وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ". وَقِيلَ: إِنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّهُ عَلَى ذُرْوَةِ جَبَلٍ، وَكَأَنَّ يُوسُفَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، فَإِذَا عَشَرَةٌ مِنَ الذِّئَابِ قَدِ احْتَوَشَتْهُ تُرِيدُ أَكْلَهُ، فَدَرَأَ عَنْهُ وَاحِدٌ، ثُمَّ انْشَقَّتِ الْأَرْضُ فَتَوَارَى يُوسُفُ فِيهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَتِ الْعَشَرَةُ إِخْوَتُهُ، لَمَّا تَآمَروا عَلَى قَتْلِهِ، وَالَّذِي دَافِعْ عَنْهُ أَخُوهُ الْأَكْبَرُ يَهُوذَا، وَتَوَارِيهِ فِي الْأَرْضِ هُوَ مَقَامُهُ فِي الْجُبِّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. وَقِيلَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِخَوْفِهِ مِنْهُمْ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ أَرَادَهُمْ بِالذِّئْبِ، فَخَوْفُهُ إِنَّمَا كَانَ مِنْ قَتْلِهِمْ لَهُ، فَكَنَّى عَنْهُمْ بِالذِّئْبِ مُسَاتَرَةً لَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: فَسَمَّاهُمْ ذِئَابًا. وَقِيلَ: مَا خَافَهُمْ عَلَيْهِ، وَلَوْ خَافَهُمْ لَمَا أَرْسَلَهُ مَعَهُمْ، وَإِنَّمَا خَافَ الذِّئْبَ، لِأَنَّهُ أَغْلَبُ مَا يُخَافُ فِي الصَّحَارَى، وكانتْ أَرْضُهم مَذْأَبَةً. وَالْخَوْفُ أَلَمُ النَّفْسِ مِمَّا يُتَوَقَّعُ مِنْ مَكْرُوهٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ، والذِّئابُ تَجْتَرِئُ في العادةِ عَلَى الَّذِي تُحِسُّ مِنْهُ ضَعْفًا. قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ ضَبْعٍ الْفَزَارِيُّ يَشْكُو ضَعْفَ الشَّيْخُوخَةِ:
وَالذِّئْبُ أَخْشَاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ ........... وَحْدِي وَأَخْشَى الرِّيَاحَ وَالْمَطَرَا
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَذكُرُ حوارًا لَهُ مَعَ ذِئْبٍ لقيَهُ:
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَكَشَّرَ ضَاحِكًا ............. وَقَائِمُ سَيْفِي مِنْ يَدِي بِمَكَانِ
تَعِشْ فَإِنْ عَاهَدْتَنِي لَا تَخُونَنِي ........ نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يَا ذِئْبُ يَصْطَحِبَانِ
فَقد كَانَتْ ذِئَابُ بَادِيَةِ الشَّامِ أَشَدَّ خُبْثًا مِنْ غيرِها، وَلَعَلَّهَا كَانَتْ كَذِئَابِ بِلَادِ الرُّوسِ. وَالْعَرَبُ يَقُولُونَ: إِنَّ الذِّئْبَ إِذَا حُورِبَ وَدَافَعَ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى عَضَّ الْإِنْسَانَ وَأَسَالَ دَمَهُ فإِنَّهُ يَضْرَى حِينَ يَرَى الدَّمَ فَيَسْتَأْسِدُ عَلَى الْإِنْسَانِ، قَالَ الفرزدَقُ أيضًا:
فَكُنْتَ كَذِئْبِ السُّوءِ حِينَ رَأَى دَمًا ...... بِصَاحِبِهِ يَوْمًا أَحَالَ عَلَى الدَّمِ
وَقَدْ يَتَجَمَّعُ سِرْبٌ مِنَ الذِّئَابِ فَتَكُونُ أَشَدَّ خَطَرًا عَلَى الْوَاحِدِ مِنَ النَّاسِ وَالصَّغِيرِ.
قِيلَ: لَوْ لَمْ يَذْكُرْ يعقوبُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، خَوْفَهُ هَذَا لَهُمْ لَمَا خَطَرَ بِبَالِهِمْ أَنْ يَقَعَ، وَلَعَلَّهُ قَالَهُ مِنْ بَابِ الِاحْتِيَاطِ أَوِ الِاعْتِذَارِ بِالظَّوَاهِرِ، وَإِنْ كَانَ يَعْلَمُ حُسْنَ عَاقِبَتِهِ فِي الْبَاطِنِ، عَلَى أَنَّ عِلْمَهُ هَذَا كَانَ مُجْمَلًا مِنْهُمَا وَمُقَيَّدًا بِالْأَقْدَارِ الْمَجْهُولَة، وقد نهى النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم، أنْ نفعلَ مثلَ يعقوبَ ـ عليهِ السلامُ، فقال: ((لَا تُلَقِّنُوا النَّاسَ فَيَكْذِبوا فَإِنَّ بَنِي يَعْقُوبَ لمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ النَّاسَ، فَلَمَّا لَقَّنَهم أَبوهم كَذَبُوا فَقَالُوا: "أكله الذِّئْب". أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، والسَّلَفِيُّ فِي الطُيوريَّاتِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ أَبي مِجْلَزٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنَّهُ قَالَ: لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُلَقِّنَ ابْنَهُ الشَّرَّ، فَإِن بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ يَدْروا أَنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ النَّاسَ حَتَّى قَالَ لَهُم أَبوهم: "إِنِّي أَخَاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب". و "الذئبُ" مُشْتَقٌّ مِنْ قولِهِم: تذاءَبَتِ الرِّيح، إِذا هَبَّتْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ لأَنَّه يَأْتي كَذَلِكَ مِنْ كلِّ جِهَةٍ، ويُجْمَعُ عَلى ذِئابٍ، وذُؤبانٍ، وأَذْئُبٍ. وَالذِّئْبُ: حَيَوَانٌ مِنَ الْفَصِيلَةِ الْكَلْبِيَّةِ، وَهُوَ كَلْبٌ بَرِّيٌّ وَحْشِيٌّ. مِنْ خُلُقِهِ الِاحْتِيَالُ وَالنُّفُورُ. وَهُوَ يَفْتَرِسُ الْغَنَمَ. وَإِذَا قَاتَلَ الْإِنْسَانَ فَجَرَحَهُ وَرَأَى عَلَيْهِ الدَّمَ ضَرَى بِهِ فَرُبَّمَا مَزَّقَهُ. قال ذو الرُّمَّةِ:
وأَزْوَرَ يَمْطُو في بِلادٍ بَعيدَةٍ ................... تَعَاوَى بِهِ ذُؤْبانُهُ وثَعالِبُهْ
قولُهُ "وأَزْوَرَ" يَعْنِي به الطَّرِيقَ فِيهِ عِوَجٌ، ويَمْطُو: يَمُدُّ. وَأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ كَثِيرَةُ الذِّئَابِ، وَمِنْهُ الذُّؤَابَةُ مِنَ الشَّعْرِ لِكَوْنِهَا تَنُوسُ إِلَى هُنَا وإِلى هُنَا.
قولُهُ تعالى: {قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} قَالَ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه جوازًا تقديرُهُ "هو" يَعودُ عَلى يَعقوبَ ـ عليه السلامُ، والجُملةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "إِنِّي" حرفٌ ناصِبٌ ناسخٌ مشبَّهٌ بالفعلِ للتأكيد، وياء المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبِ اسْمِهِ. و "لَيَحْزُنُنِي" اللامُ المزحلقةُ حرف ابتداءٍ للتوكيد، و "يحزُنُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصبِ والجازمِ، و النونُ للوِقايَةِ وياءُ المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ به في مَحَلِّ نَصْبِ مفعولٍ بِهِ. و "أَنْ" حرفُ نصبٍ مَصْدَريٌّ، و "تَذْهَبُوا" فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ ب "أنْ" وعلامةُ نصبهِ حذفُ النونِ من آخِرِهِ لأنَّهُ من الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ والأَلِفُ الفارقةُ. و "بِهِ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، و "أَن" وجُمْلَةُ "تذهبوا" بعدها في تَأويل مَصْدَرٍ مَرْفوعٍ عَلى الفاعِلِيَّةِ، لِ "يَحْزُنُ" والتقديرُ: لِيَحْزُنُني ذَهابِكُمْ بِهِ، وجُمْلَةُ "يَحْزَنُ" في مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرًا ل "إنَّ" وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ".
وفي هذه الآيةِ دلالةٌ على أنَّ المضارعَ المقترن بلام الابتداء لا يكون حالًا، والنحاةُ جَعَلوها مِن القرائنَ المخصِّصةِ للحالِ، ووجْهُ الدَّلالَةِ أَنَّ "أَنْ تَذْهبوا" مستقبلٌ لاقْتِرانِه بحرفِ الاستقبال وهي "أنْ"، وما في حيِّزِها فاعلٌ، فلو جَعَلْنا "لَيَحْزُنني" حالًا لَزِمَ سَبْقُ الفِعْلِ لِفَاعِلِهِ وهوَ مُحالٌ. وأَجيبَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الفاعلَ في الحقيقةِ مُقَدَّرٌ حُذِف هوَ وقامَ المُضافُ إِلَيْهِ مَقامَهُ، والتقديرُ: لَيَحْزُنُني تَوَقُّعُ ذَهابِكم به.
قولُهُ: {وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ} وَأَخَافُ: فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصبِ والجازمِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيه وُجوبًا تقديرُهُ "أنا" يَعودُ عَلى يَعقوبَ ـ عليه السلامُ، والجُمْلَةُ الفِعليَّةُ هذه في مَحَلِّ النَّصبِ على الحالِ مِنْ ياءِ المُتَكَلِّمِ في "يحزنني". و "أَنْ" حرفُ نصبٍ مصدريٌّ، و "يَأْكُلَهُ" فعْلٌ مُضَارعٌ مَنْصوبٌ بِ "أَنْ" المَصْدَرِيَّةِ، والهاء: ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ مفعولِهِ، و "الذِّئْبُ" فاعِلُهُ مَرْفوعٌ وَالتَّعْرِيفُ فِيهِ تَعْرِيفُ الْحَقِيقَةِ وَالطَّبِيعَةِ، وَيُسَمَّى تَعْرِيفُ الْجِنْسِ. وَهُوَ هَنَا مُرَادٌ بِهِ غَيْرُ مُعَيَّنٍ مِنْ نَوْعِ الذِّئْبِ أَوْ جَمَاعَةٍ مِنْهُ، وَلَيْسَ الْحُكْمُ عَلَى الْجِنْسِ بِقَرِينَةِ أَنَّ الْأَكْلَ مِنْ أَحْوَالِ الذَّوَاتِ لَا مِنْ أَحْوَالِ الْجِنْسِ، لَكِنَّ الْمُرَادَ أَيَّةُ ذَاتٍ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ دُونَ تَعْيِينٍ. وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى في الآية: 5، من سورة الجُمُعَةِ: {كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفارًا}، أَيْ فَرْدٍ مِنَ الْحَمِيرِ غَيْرِ مُعَيَّنٍ، وَقَرِينَةُ إِرَادَةِ الْفَرْدِ دُونَ الْجِنْسِ إِسْنَادُ حَمْلِ الْأَسْفَارِ إِلَيْهِ لِأَنَّ الْجِنْسَ لَا يَحْمِلُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: (ادْخُلِ السُّوقَ) إِذَا أَرَدْتَ فَرْدًا مِنَ الْأَسْوَاقِ غَيْرَ مُعَيَّنٍ، وهذه الجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَنْصوبٍ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ، لِ "أخاف" أَيْ: والحالُ أَنِّي أَخافُ أَكْلَ الذِئْبِ إِيَّاهُ. و "وَأَنْتُمْ" الواوُ للحالِ و "أنتم" ضميرُ جماعةِ المُخاطَبينَ المنفصِلُ في مَحلِّ رفعٍ بالابْتِداءِ. و "عَنهُ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِالخبرِ "غَافِلُونَ". و "غَافِلُونَ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الواوُ لأنَّهُ جمعُ المذكَّرِ السّالِمُ، وهذه الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ (هاءِ) "يأْكُلَهُ" ولكِنَّها حَالٌ سَبَبِيَّةٌ.
قرأ العامَّةُ: {لَيَحْزُنُني} وقرأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، وابْنُ هَرْمُزَ، وابْنُ مُحَيْصِنٍ: "لَيَحْزُنِّي" بالإِدْغام. وقرأ العامَّةُ: {تَذهَبوا بِهِ} وقَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وحَدَهُ "تُذْهِبُوا" بِضَمِّ التاءِ مِنْ "أَذْهَبَ"، وهو كَقَوْلِهِ في سورةِ المؤمنون: {تُنْبُتُ بِالدُهْنِ} الآية: 20، في قراءَةِ مَنْ ضَمَّ التَّاءَ فَتَكونُ الباءُ زائدَةً أَوْ حالِيَّةً. وقرأَ العامَّةُ: {الذِّئْبُ} بالهمز، وقرأَ السُّوسِيُّ والكِسَائيُّ وَوَرْشٌ "الذيبُ" بِعَدَمِ الهَمْزِ، وفي الوَقْفِ لا يَهْمِزُهُ حَمْزَة.