[size=29.3333]هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ[/size]
[size=29.3333](158)[/size]
[size=29.3333]قَوْلُهُ جَلَّ وعَلا: {هَلْ يَنْظُرُونَ} يَتَوَعَّدُ اللهُ تَعَالَى الكَافِرِينَ بِهِ، وَالمُخالفينَ لِرُسُلِهِ، وَالمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ، وَالصَّادِّينَ عَنْ سَبِيلِهِ، بِأَشَدِّ العَذابِ وأَقْسى الانْتِقامِ بعدَ أَن أقَامَ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةَ وَأَنْزَلْ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ فَلَمْ يُؤْمِنُوا، ويَنْظُرونَ بِمَعْنى يَنْتَظِرون، فإنَّ النَّظّرّ يُسْتَعْمَلُ في مَعنى الانْتِظارِ كأنَّهُ قِيلَ إني أقمتُ على أهلِ مَكَّةَ الحُجَّةَ وأنزلتُ عليْهِمُ الكِتابَ فلم يُؤمنوا، فمَاذَا يَنْتَظِرُونَ. [/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} أَيْ ما يَنْتَظِرُ مُشْرِكو مَكَّةَ وغيرُهُم مِنَ المُكذِّبين بَعدَ إعراضِهم عَنْ آياتِ اللهِ إلاَّ أَنْ تَأتيَهم المَلائكةُ عِنْدَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ مِنْ أَجْسادِهم. وقيلَ: لإنْزالِ العَذابِ منْ خَسْفٍ وغيره كما أَهْلَكَ اللهُ الأُمُمَ السابقةَ التي كَذبَتْ رُسُلَ اللهِ وكذَّبت برسالاتِه، كما اقترحوهُ بِقولِهم: {لولا أُنْزِلَ عَلَيْنا المَلائكةُ أوْ نَرى رَبَّنا} سورة الفرقان، الآية: 21. والجُمْلَةُ الكريمةُ هذه مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيانِ أَنَّهم لا يَتَأَتّى مِنْهمُ الإيمانُ بإنْزالِ ما ذَكَرَ مِنَ البَيِّناتِ والهُدى. وما كانوا مُنتظرين لذلك، ولكنْ لَمّا كانَ يَلْحَقُهم لُحوقَ المُنْتَظِرِ، شُبِّهوا بالمُنْتَظِرين.[/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} يَومَ القيامَةِ في ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ حَسْبَما أَخْبَرَ ـ سبحانهُ ـ وبالمعنى الذي أَرادَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ: أَيْ يَأْتيَ أَمْرُ رَبِّكَ فِيهِمْ بِالْقَتْلِ أَوْ غَيْرِهِ، وقال الحَسَنُ إتْيانُ الرَّبِّ على مَعْنى إِتْيانِ أَمْرِهِ بالعَذابِ، وقيل: المُرادُ يأتي كُلُّ آياتِه، يَعني آياتِ القيامَةِ والهَلاكِ الكُلِّيِّ. وَقَدْ يُذْكَرُ المُضافُ إليهِ والمُرادُ بِهِ المُضافُ، كقولِهِ تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} يَعْنِي أَهْلَ الْقَرْيَةِ. وَكقَوْلِهِ: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أَيْ حُبُّ الْعِجْلِ. كَذَلِكَ هُنَا: يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ، أَيْ عُقُوبَةُ رَبِّكَ وَعَذَابُ ربِّك. وَقِيلَ: إِتْيَانُ اللهِ تَعَالَى مَجِيئُهُ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ فِي مَوْقِفِ الْقِيَامَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وَلَيْسَ مَجِيئُهُ تَعَالَى حَرَكَةً وَلَا انْتِقَالًا وَلَا زَوَالًا، لِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا كَانَ الْجَائِي جِسْمًا أَوْ جَوْهَرًا. وَالَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُنَّةِ أَنَّهم يَقولون: يَجئُ وَيَنْزِلُ وَيَأْتِي. وَلَا يُكَيِّفُونَ، لِأَنَّهُ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. ويُقالُ: هذا مِنَ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ. وقد تقدم تفصيلٌ في ذلك في سورة البقرة. [/size]
[size=29.3333]قولُهُ: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} قِيلَ: هُوَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا. بَيَّنَ بِهَذَا أَنَّهُمْ يُمْهَلُونَ فِي الدُّنْيَا فَإِذَا ظَهَرَتِ السَّاعَةُ فَلَا إِمْهَالَ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ)). وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يقول: ((إنَّ بالمَغْرِبِ باباً مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ سَنَةً لَا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ)). أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ سُفْيَانُ: قِبَلَ الشَّامِ، خَلَقَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. مَفْتُوحًا يَعْنِي لِلتَّوْبَةِ لَا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْهُ. قَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وقد كَذَّبَ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ بِهَذَا كُلِّهِ. وَقال ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضيَ اللهُ عنهما: سَمِعْتُ أَميرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ـ رضي اللهُ عنه يقَولَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ فَلَا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ، وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَدْ رَجَمَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ رَجَمَ وَأَنَّا قَدْ رَجَمْنَا بَعْدَهُمَا، وَسَيَكُونُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعدَ ما امْتُحِشُوا. (احْتَرَقوا) وذَكَرَ أَبُو عُمَرَ. وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيُّ فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ[/size] [size=29.3333] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَا مَعْنَاهُ: أَنَّ الشَّمْسَ تُحْبَسُ عَنِ النَّاسِ ـ حِينَ تَكْثُرُ الْمَعَاصِي فِي الْأَرْضِ، وَيَذْهَبُ الْمَعْرُوفُ فَلَا يَأْمُرُ بِهِ أَحَدٌ، وَيَفْشُو الْمُنْكَرُ فَلَا يُنْهَى عَنْهُ مِقْدَارَ لَيْلَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، كُلَّمَا سَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا تَعَالَى مِنْ أين تَطْلُعُ لَمْ يَجِئْ لَهَا جَوَابٌ حَتَّى يُوَافِيَهَا الْقَمَرُ فَيَسْجُدَ مَعَهَا، وَيَسْتَأْذِنَ مِنْ أَيْنَ يَطْلُعُ فَلَا يُجَاءُ إِلَيْهِمَا جَوَابٌ حَتَّى يُحْبَسَا مِقْدَارَ ثَلَاثِ لَيَالٍ لِلشَّمْسِ وَلَيْلَتَيْنِ لِلْقَمَرِ، فَلَا يَعْرِفُ طُولَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلَّا الْمُتَهَجِّدُونَ فِي الْأَرْضِ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ قَلِيلَةٌ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا تَمَّ لَهُمَا مِقْدَارُ ثَلَاثِ لَيَالٍ، أَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِمَا جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ فَيَقُولُ: إِنَّ الرَّبَّ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ يأمُرُ كما أَنْ تَرْجِعَا إِلَى مَغَارِبِكُمَا فَتَطْلُعَا مِنْهُ، وَأَنَّهُ لَا ضَوْءَ لَكُمَا عِنْدَنَا وَلَا نُورَ. فَيَطْلُعَانِ مِنْ مَغَارِبِهِمَا أَسْوَدَيْنِ، لَا ضَوْءَ لِلشَّمْسِ وَلَا نُورَ لِلْقَمَرِ، مِثْلُهُمَا فِي كُسُوفِهِمَا قَبْلَ ذَلِكَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وَقَوْلُهُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} فَيَرْتَفِعَانِ كَذَلِكَ مِثْلَ الْبَعِيرَيْنِ المقرونين، فإذا ما الشمسُ والقمرُ سُرَّةُ السَّماءِ، وهي مُنَصّفها جَاءَهُمَا جِبْرِيلُ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ فَأَخَذَ بِقُرُونِهِمَا وَرَدَّهُمَا إِلَى الْمَغْرِبِ، فَلَا يُغَرِّبُهُمَا مِنْ مَغَارِبِهِمَا وَلَكِنْ يُغَرِّبُهُمَا مِنْ بَابِ التَّوْبَةِ، ثُمَّ يَرُدُّ الْمِصْرَاعَيْنِ، ثُمَّ يَلْتَئِمُ مَا بَيْنَهُمَا فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا صَدْعٌ. فَإِذَا أُغْلِقَ بَابُ التَّوْبَةِ لَمْ تُقْبَلْ لِعَبْدٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَوْبَةٌ، وَلَمْ تَنْفَعْهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَسَنَةٌ يَعْمَلُهَا، إِلَّا مَنْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنًا، فَإِنَّهُ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَذَلِكَ قول تَعَالَى: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً". ثُمَّ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُكْسَيَانِ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّوْءَ وَالنُّورَ، ثُمَّ يَطْلُعَانِ عَلَى النَّاسِ، وَيَغْرُبَانِ كَمَا كَانَا قَبْلَ ذَلِكَ يَطْلُعَانِ وَيَغْرُبَانِ. قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَإِنَّمَا لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا عِنْدَ طُلُوعِهَا مِنْ مَغْرِبِهَا، لِأَنَّهُ خَلَصَ إِلَى قُلُوبِهِمْ مِنَ الْفَزَعِ مَا تَخْمَدُ مَعَهُ كُلُّ شَهْوَةٍ مِنْ شَهَوَاتِ النَّفْسِ، وَتَفْتُرُ كُلُّ قُوَّةٍ مِنْ قُوَى الْبَدَنِ، فَيَصِيرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ ـ لِإِيقَانِهِمْ بِدُنُوِّ الْقِيَامَةِ ـ فِي حَالِ مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فِي انْقِطَاعِ الدَّوَاعِي إِلَى أَنْوَاعِ الْمَعَاصِي عَنْهُمْ، وَبُطْلَانِهَا مِنْ أَبْدَانِهِمْ، فَمَنْ تَابَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ، كَمَا لَا تُقْبَلُ تَوْبَةُ مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ. قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ يقبل توبة الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)). أَيْ تَبْلُغْ رُوحُهُ رَأْسَ حَلْقِهِ وَذَلِكَ وَقْتَ الْمُعَايَنَةِ الَّذِي يَرَى فِيهِ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَوْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، فَالْمُشَاهِدُ لِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مِثْلُهُ. وَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ تَوْبَةُ كُلِّ مَنْ شَاهَدَ ذَلِكَ، أَوْ كَانَ كَالْمُشَاهِدِ لَهُ مَرْدُودَةً مَا عَاشَ، لِأَنَّ عِلْمَهُ بِاللهِ تَعَالَى وَبِنَبِيِّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَبِوَعْدِهِ قَدْ صَارَ ضَرُورَةً. فَإِنِ امْتَدَّتْ أَيَّامُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ يَنْسَى النَّاسُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ مَا كَانَ، وَلَا يَتَحَدَّثُوا عَنْهُ إِلَّا قَلِيلًا، فَيَصِيرُ الْخَبَرُ عَنْهُ خَاصًّا، وَيَنْقَطِعُ التَّوَاتُرُ عَنْهُ، فَمَنْ أَسْلَمَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَوْ تَابَ قُبِلَ مِنْهُ. وَاللهُ أَعْلَمُ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: ((إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا)). وَفِيهِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ، فَاطَّلَعَ إلينا فقال: ((ما تَذْكُرونَ))؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ. قَالَ: ((إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ)). قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ، لَا يَذْكُرُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِي الْعَاشِرَةِ: وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ فِي الْبَحْرِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُتْقَنٌ فِي تَرْتِيبِ الْعَلَامَاتِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْآيَاتِ تَتَابَعُ كَالنَّظْمِ فِي الْخَيْطِ عاماً فعاماً. وقيلَ: إنَّ الحُكْمَ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ قَالَ لِنُمْرُوذَ: {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بها[/size] [size=29.3333]مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} وَأَنَّ الْمُلْحِدَةَ وَالْمُنَجِّمَةَ عَنْ آخِرِهِمْ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ: هُوَ غَيْرُ كَائِنٍ، فَيُطْلِعُهَا اللهُ تَعَالَى يَوْمًا مِنَ الْمَغْرِبِ لِيُرِيَ الْمُنْكِرِينَ قُدْرَتَهُ وأَنَّ الشَّمْسَ فِي مَلْكِهِ، إِنْ شَاءَ أَطْلَعَهَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَإِنْ شَاءَ أَطْلَعَهَا مِنَ الْمَغْرِبِ. وَعَلَى هَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَدُّ التَّوْبَةِ وَالْإِيمَانِ عَلَى مَنْ آمَنَ وَتَابَ مِنَ الْمُنْكِرِينَ لِذَلِكَ، الْمُكَذِّبِينَ لِخَبَرِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِطُلُوعِهَا، فَأَمَّا الْمُصَدِّقُونَ لِذَلِكَ فَإِنَّهُ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ، وَيَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ أَنَّهُ قَالَ: لَا يُقْبَلُ مِنْ كَافِرٍ عَمَلٌ وَلَا تَوْبَةٌ إِذَا أَسْلَمَ حِينَ يَرَاهَا، إِلَّا مَنْ كَانَ صَغِيرًا يَوْمَئِذٍ، فَإِنَّهُ لَوْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ. وَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا مُذْنِبًا فَتَابَ مِنَ الذَّنْبِ قُبِلَ مِنْهُ. وَرُوِيَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ وَقْتَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حِينَ تَكُونُ صَيْحَةٌ فَيَهْلِكُ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ أَسْلَمَ أَوْ تَابَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَهَلَكَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ، وَمَنْ تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ، ذَكَرَهُ أَبُو الليثِ السَمَرْقَنْدي فِي تَفْسِيرِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: يَبْقَى النَّاسُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا مئةً وعِشْرينَ سَنَةً حتَّى يَغْرِسُوا النخلَ. وَاللهُ بِغَيْبِهِ أَعْلَمُ. [/size]
[size=29.3333]قولُه ـ تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} تَقَدَّمَ أَنَّه على حَذْفِ مُضافٍ. [/size]
[size=29.3333]قولُه: {يَوْمَ يَأْتِي} الجمهورُ على نَصْبِ "يومَ"، وناصبُه ما بعدَ "لا"، وهذا على أَحدِ الأَقوالِ الثلاثةِ في "لا" وهي أَنَّها يَتَقَدَّمُ معمولُ ما بعدَها عليها مُطلقاً، ولا يتقدَّمُ مُطْلَقاً، ويُفَصَّل في الثالث: بَيْنَ أنْ يَكونَ جَوابَ قَسَمٍ فيَمْتَنِعُ، أوْ لا، فيَجوزُ. [/size]
[size=29.3333]وقُرئ"يومُ" بالرَّفْعِ على أنَّه مُبْتَدأٌ، وخَبَرُهُ الجُمْلَةُ بَعدَهُ، والعائدُ مِنْها [/size]
[size=29.3333]إليه مَحذوفٌ، أي: لا تَنْفَعُ فيه.[/size]
[size=29.3333]قوله: {لم تكنْ آمَنَتْ} جُمْلَةٌ في مَحَلِّ نَصْبٍ لأنَّها نَعْتٌ لِنَفْسِاً، وفَصَلَ بالفاعِلِ وهو "إيمانُها" بَيْنَ الصَفَةِ ومَوْصوفِها لأنَّه ليسَ بأجنَبِيٍّ، إذْ قدِ اشْتَرَكَ المَوْصوفُ الذي هُو المَفعولُ والفاعِلُ في العامِلِ، فعَلى هذا يَجوزُ: "ضَرَبَ هِنداً غُلامُها القُرَشِيَّةَ"، وقولُهُ: "أو كسبت" عَطْفٌ على "لم تكن آمنت".[/size]
[size=29.3333]قرَأ الأَخَوان (حمزة والكسائي): {إِلاَّ أَن يَأْتِيهُمُ الملائكة} بياءٍ منقوطةٍ مِنْ تَحْتِ لأنَّ التأنيثَ مَجازيٌّ وهُو نَظَيرُ {فناداهُ المَلائكةُ} آل عمران: 39. وقرأ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزبير أبو العاليةِ وابْنُ سِيرينَ: "يومَ تَأتي" بتاءِ التأنيثِ كقولِه: {تَلْتَقِطْهُ بَعضُ السيَّارة} يوسف: 10. ومثلَ قولِكَ: "ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعِهِ". وَقَالَ جَرِيرٌ:[/size]
[size=29.3333]لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ .............. سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ [/size]
[size=29.3333]قَالَ الْمُبَرِّدُ: التَّأْنِيثُ عَلَى الْمُجَاوَرَةِ لِمُؤَنَّثٍ لَا عَلَى الْأَصْلِ.[/size]
[size=29.3333]وكقول الأعشى: [/size]
[size=29.3333]وتَشْرَق بالقول الذي قد أَذَعْتَهُ ......... كما شَرِقَتْ صدرُ القناةِ مِنَ الدَمِ [/size]
[size=29.3333]وقرأ الجمهورُ: "يَنفَعُ" بالياءِ مِنْ تَحْتِ. وَقَرَأَ ابْنُ سِيرِينَ "لَا تَنْفَعُ" بِالتَّاءِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَذْكُرُونَ أَنَّ هَذَا غَلَطٌ مِنَ ابْنِ سِيرِينَ. قَالَ النحاسُ: في هذا شيءٌ دَقِيقٌ مِنَ النَّحْوِ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِيمَانَ وَالنَّفْسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُشْتَمِلٌ عَلَى الْآخَرِ فَأَنَّثَ الْإِيمَانَ إِذْ هُوَ مِنَ النَّفْسِ وَبِهَا، [/size]
[size=29.3333]وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِذي الرُّمَّةِ:[/size]
[size=29.3333]مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ .............. أَعَالِيَهَا مَرُّ الرياح النواسم [/size]
[size=29.3333]قَالَ الْمَهْدَوِيُّ: وَكَثِيرًا مَا يُؤَنِّثُونَ فِعْلَ الْمُضَافِ الْمُذَكَّرِ إِذَا كَانَتْ إِضَافَتُهُ إِلَى مُؤَنَّثٍ، وَكَانَ الْمُضَافُ بَعْضَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مِنْهُ أَوْ بِهِ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: (مَشَيْنَ ...) الْبَيْتَ فَأَنَّثَ الْمَرَّ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الرِّيَاحِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، إِذْ كَانَ الْمَرُّ مِنَ الرِّيَاحِ. قَالَ النَّحَّاسُ: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يُؤَنَّثَ الْإِيمَانُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ كَمَا يُذَكَّرُ الْمَصْدَرُ الْمُؤَنَّثُ، مِثْلَ: {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ}، وَكَمَا قَالَ الأُبَيْرِد بن المُعَذَّر اليَرْبُوعِي يرثي أخاه:[/size]
[size=29.3333]فإنْ تكُنِ الأَيّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنا ................ فقَدْ عَذَرَتْنا في صَحابَتِهِ العُذْرُ[/size]
[size=29.3333]فَفِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ أَنَّثَ الْعُذْرَ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْمَعْذِرَةِ. "قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" بِكم العَذابَ.[/size]
[size=29.3333]واسْتَدَلَّ المعتزلةُ بظاهرِ هذه الآيةِ على أنَّ مُجرَّدَ الإِيمانِ الصَحيحِ لا يَكْفي بَلْ لا بُدَّ مِن انْضمامِ عَمَلٍ يَقْتَرِنُ بِهِ ويُصَدِّقُهُ، فقال الزَمَخْشَرَيُّ إنَّ قولَه تعالى: "لم تكنْ آمَنَتْ من قبلُ" صِفَةٌ لِقَوْلِهِ "نفساً" وقال بأنَّ قولَه: "أو كسبت في إيمانِها خيراً عَطْفٌ على "آمنت" والمَعنى: أَنَّ أَشراطَ الساعةِ إذا جاءتْ وهي آياتٌ مُلْجِئةٌ ذَهَبَ أَوانُ التَكْليفِ، وعندَها فلم يَنْفَعِ الإِيمانُ حينئذٍ نَفْساً غيرَ مُقَدِّمَةٍ إيمانَها قَبْلَ ظُهورِ الآياتِ، أوْ مقدِّمة إيمانَها غيرَ كاسِبَةٍ خَيْراً في إيمانها، فلم يُفَرِّقْ بين النَّفْسِ الكافرةِ، إذا آمَنَتْ في غيرِ وقتِ الإِيمانِ، وبيْنَ النَّفسِ التي آمَنَتْ في وَقْتِهِ، ولم تَكْسِبْ خَيْراً لِيُعلَمَ أَنَّ قولَه: {الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} جَمْعٌ بيْنَ قَرينَتيْن لا يَنْبَغي أَنْ تَنْفَكَّ إحْداهُما عَنِ الأُخْرى حتَّى يَفوزَ صاحبُهُما ويَسْعَدَ، وإلاَّ فالشِّقْوَةُ والهَلاكُ. وقد أجيبَ بِأَنَّ المَعنى: أَنَّه إذا أَتى بعضُ الآياتِ لا يَنْفَعُ نَفْساً كافرةً إيمانُها الذي أَوْقَعَتْهُ إذ ذاك، ولا يَنْفَعُ نَفْساً سَبْقُ إيمانُها وما كَسَبَتْ فيهِ خَيْراً، فقد عَلَّق نفعَ نفيِ الإِيمانِ بأحدِ وَصْفيْنِ: إمَّا نَفْيٌ سَبَقَ الإِيمانَ فقط، وإمَّا سَبَقَهُ مَعَ نَفْيِ كَسْبِ الخَيْرِ، ومفهومُهُ أَنَّه يَنْفَعُ الإِيمانُ السابِقُ وحدَهُ أوْ السابِقُ ومَعَهُ الخَيْرُ، ومفهومُ الصِفَةِ قَوِيٌّ فيُسْتدلُّ بالآيةِ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُنَّةِ فقد قَلَبوا دَليلَهم دَليلاً عليهم.[/size]
[size=29.3333]وقد رَدَّ القاضي ناصرُ الدينِ بْنُ المُنَيِّر قولَ الزَمَخْشَرِيِّ، فقال: هوَ يَرومُ الاسْتِدْلالَ على أَنَّ الكافِرَ والعاصيَ في الخُلودِ سَواءٌ حَيْثُ سَوَّى في الآيةِ بَيْنَهُما في عَدَمِ الانْتِفاعِ بِما يَسْتَدْرِكانِهِ بعدَ ظُهورِ الآياتِ، ولا يَتِمُّ ذلك، فإنَّ هذا الكلامَ في البَلاغَةِ يُلَقَّبُ باللَّفِّ، وأَصْلُهُ: يَوْمَ يَأْتي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ مُؤْمِنَةً قَبْلَ إيمانِها بَعْدُ، ولا نَفْساً لَمْ تَكْسِبْ خَيْراً قَبْلَ ما تَكْسِبُهُ مِنَ الخَيْرِ بَعْدُ، فلَّفَّ الكلامَيْنِ فَجَعَلَهُما كَلاماً واحداً إيجازاً وبلاغةً، ويَظْهَرُ بِذلكَ أَنَّها لا تُخالِفُ مَذْهَبَ الحَقِّ، فلا يَنْفَعُ بَعدَ ظُهورِ الآياتِ اكْتِسابُ الخَيْرِ، وإن نَّفَعَ الإِيمانُ المُتَقَدِّمُ مِنَ الخُلودِ في النارِ، فهي بالرَدِّ على مَذْهَبِهِ أَوْلى مِنْ أَنْ تَدُلَّ لَهُ.[/size]
[size=29.3333]الثاني: أنَّ هذهِ الجُمْلَةَ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحَالِ مِنَ الضَّميرِ [/size]
[size=29.3333]المَجْرورِ، قالَهُ أَبو البَقاءِ، يَعني مِنْ "ها" في "إيمانها". [/size]
[size=29.3333]الثالثُ: أَنْ تَكونَ مُسْتَأنَفَةً. وبِهذا بدأَ أَبُو البَقاءِ وثَنَّى بالحالِ، وجَعَلَ الوَصْفَ ضَعيفاً.[/size]